محتوى مترجم
المصدر
The Conversation
التاريخ
2017/9/19
الكاتب
جوناثان مارشال

تأتي هذه المقالة ضمن سلسلة «أطفال فضوليون»: سلسلة مترجمة نُشرت لأول مرة باللغة الإنجليزية في موقع «The Conservation»، وتهدف هذه السلسلة لتقديم أجوبة مُبسّطة وواضحة للأسئلة التي دائمًا ما يطرحها الأطفال.

بدايةً، هل لكم أن تتخيلوا أن الأرض تسحب جميع الأجسام والكتل التي قد نراها أو لا نراها -بما فيها نحن البشر- باتجاه مركزها؟ حقًا، بل ويحدث ذلك بالتساوي في جميع أرجاء الأرض، وهذا تمامًا ما يجعلها تأخد الشكل الكروي التي عليه الآن. حسنًا، دعنا نشرح ذلك بشيء من التفصيل.

لكي نفهم السبب وراء جعل الأرض كروية، نحتاج أولًا إلى معرفة أمرين: الكتلة، والجاذبية.

كل شيء في الكون لديه كتلة -بدايةً من أكبر نجم نراه إلى أصغر حبة رمل- حتى البشر أيضًا لديهم كتلة. وكلما كان الجسم أكبر وأكثر كثافة، كلما زادت كتلته. لذا فإن الفيل، على سبيل المثال، سيكون له كتلة أكبر من الفأر.

كلما زادت كتلة جسم، زادت جاذبيته للأجسام الأصغر.

على الرغم من أنك قد لا تكون قادرًا على رؤية ذلك، إلا أن كل الكائنات حولنا ذات الكتلة يتم سحبها في الواقع تجاه بعضها البعض بواسطة قوة تسمى الجاذبية. وكلما كانت كتلة الجسم أكبر، كلما كانت قوته لجذب الأشياء أكبر.

هل تساءلت يومًا: لماذا الأشياء من حولنا تسقط إلى الأرض ولم تهرب يومًا إلى السماء؟ أو لماذا نحن جميعًا نمشي على الأرض ولم نسبح في الهواء كما نرى رواد الفضاء أثناء رحلاتهم؟ هذا كله بسبب الجاذبية.

الجاذبية
منذ اللحظة التي تتدفق فيها المياه إلى الأعلى، تعمل الجاذبية على سحبها إلى أسفل

 ولأن كتلة الأرض أكبر بكثير من كتلتنا نحن الأشخاص أو حتى الأجسام التي نراها من حولنا، فإننا جميعًا قد ننجذب نحو الأرض بقوة، وهذا هو السبب في أننا موجودون على سطح الأرض، ولا نسبح في الهواء من حولنا.

كيف تتكون الكواكب؟

تتكوّن جميع الكواكب إما من الصخور أو الجليد أو الغازات، حسب قربها أو بعدها عن الشمس. ولكن قبل أن تصبح كوكبًا، تكون تلك الأجزاء الصخرية أو الجليدية عبارة عن كتل صغيرة، لا يزيد حجمها عن حبيبات الرمال، وتدور جميعها حول الشمس.

قرص تراكمي فضاء فلك
قرص تراكمي، مصنوع من صخور الغاز والجليد، على غرار القرص الذي شكل نظامنا الشمسي منذ مليارات السنين.

وعلى مدى ملايين السنين، بفعل الجاذبية تُسحب الأجزاء الصخرية أو الجليدية الصغيرة باتجاه بعضها البعض حتى تلتصق ببعضها البعض. وفي النهاية، تنمو هذه الأجزاء الصغيرة من حجم الرمال إلى أجزاء جبلية كبيرة والتي تكوّن بدورها الكوكب الذي نراه الآن.

في حالة كوكبنا -الأرض- فإننا نجد أن تلك الأجزاء الجبلية الكبيرة التي يتكوّن منها، تكون من القطع الصخرية، وبذلك تكون ذات كتل عالية وبالتالي ذات جاذبية مرتفعة، مما يمكنها من جذب جميع الأجسام التي حولها ومنه يتكوّن الشكل الكروي.

ولكن في بعض الكواكب أو الكويكبات الأخرى، والتي نشأت منذ البداية من أجزاء جليدية، تكون هذه الأجزاء الجبلية الكبيرة التي تتكون منها، بمثابة كرات ثلج عملاقة! وبالتالي فإن كتلتها تكون صغيرة، مما يعني جاذبية صغيرة، فلا تستطيع جذب الأجسام إليها، وذلك يُفسر وجود بعض الكواكب لا تبدو بشكل كروي.

على سبيل المثال: الكوكب القزم (Haumea)، وهو يدور بسرعة كبيرة، ويأخذ شكلًا ممتدًا كما هو موضح بالصورة.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.