محمد بن محمد بن حسين بهاء الدين البلخي (1207 – 1273م)، المعروف بمولانا جلال الدین الرومي، هو أديب وفقيه ومنظّر وقانوني صوفي، عرف بالرومي لأنه قضى معظم حياته لدى سلاجقة الروم في تركيا الحالية وما كاد يبلغ الثالثة من عمره حتى انتقل مع أبيه إلى بغداد سنة سنة 1210م على إثر خلاف بين أبيه والوالي «محمد قطب الدين خوارزم شاه».

وفي بغداد نزل أبوه في المدرسة المستنصرية، ولكنه لم يستقر بها طويلاً؛ إذ قام برحلة واسعة زار خلالها دمشق ومكة وملسطية وأرزبخان ولارند، ثم استقر آخر الأمر في قونية في عام 632هـ / 1226م حيث وجد الحماية والرعاية في كنف الأمير السلجوقي «علاء الدين قبقباذ»، واختير للتدريس في أربع مدارس بـ«قونية» حتى توفي سنة 628هـ / 1231م، فخلفه ابنه «جلال الدين» في التدريس بتلك المدارس. وحين وفاته في عام 1273م، دفن في قونية وأصبح مدفنه مزارًا إلى يومنا. وبعد مماته، قام أتباعه وابنه سلطان ولد بتأسيس الطريقة المولوية الصوفية والتي اشتهرت بدراويشها ورقصتهم الروحية الدائرية (المولوية) التي عرفت بالسمع والرقصة المميزة.

المولوية هي إحدى الطرق الصوفية التي تنتشر بشكل خاص في تركيا وسوريا، وتنسب إلى جلال الدين الرومي المعروف عند أصحابه باسم «مولانا» أو «مولوي»، وتشتهر هذه الطريقة بالرقص الدائري والغناء واستعمال الناي، وتتميز هذه الطريقة بإدخال الإنشاد والرقص والموسيقى في حلقات الذكر مع الناي، والذي كان يعتبر وسيلة للجذب الإلهي، وتتميز المولوية بالرقص الدائري من قبل الدراويش المصاحب للموسيقى، ويعتقدون أن رقصهم هذا يوصلهم إلى الله ويعتبر أكثر الآلات الموسيقية ارتباطاً بعازفه، ويشبه أنينه بأنين الإنسان للحنين إلى الرجوع إلى أصله السماوي في عالم الأزل، ارتبط اسم المولوية بالغناء والموسيقى والرقص.

ولآلة الناي مكانة كبيرة عند المولوية وشيخها الرومي الذي يقول:

استمع للناي كيف يقص حكايته، فهو يشكو آلام الفراق في صوت هو شكاية، ويقول به إنه منذ قطعوه من الغابة والناس يبكون ببكائه، وصدره يمزقه الفراق.

آمن الرومي بالموسيقى والشعر والرقص كسبيل أكيد للوصول إلى الله، فالموسيقى الروحية بالنسبة له تساعد المُريدَ على التركيز على الله بقوة لدرجة أن المريد يفنى ثم يعود إلى الواقع بشكل مختلف.

ومن هذا المنطلق، تطورت فكرة الرقص الدائري التي وصلت إلى درجة الطقوس. اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في وجد كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي، كما يرون وقد شجع الرومي على الإصغاء للموسيقى فيما سماه «سمع» فيما يقوم الشخص بالدوران حول نفسه.

فعند المولويين، التنصت للموسيقى هو رحلة روحية تأخذ الإنسان في رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال، والرحلة تبدأ بالدوران التي تكبر المحبة في الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق الطريق للوصول إلى الكمال، وحين يعود المريد إلى الواقع، يعود بنضوج أكبر وممتلئ بالمحبة ليكون خادمًا لغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية. والتصوف هو عمقُ العاطفة الدينية، ولذلك كان لابد من أن يرتبط بالفن الذي هو بطبيعته تعبير عن هذه العاطفة.

ومن هنا نفهم قول مولانا جلال الدين الرومى: «لا يفنى في الله مَنْ لا يعرف قوة الرقص!»، وهو هنا يشير إلى ما نعرفه اليوم باسم «رقصة الدراويش» أو «رقصة التنورة»، وهى فن خاص فقد مؤخرًا معناه الصوفي وصار عرضًا بائسًا يقدمه الراقصون في الأفراح والسفن النيلية والملاهي الليلية، حيث يدور أحدهم دورات رشيقة الحركة، حتى يرفع «التنورة» الواسعة عنه.

تعالَ، تعالَ لا يهم من أنت، ولا إلى أي طريق تنتمي، تعالَ لا يهم من تكون؛ عابر سبيل، ناسك، أو عاشق للحياة. تعال فلا مكان لليأس هنا، تعال حتى إن كنت أخللت بالتزامك وعهدك ألف مرة، فقط تعال لنتكلم عن الله، تعال، تعال.

يستشعر الراقص أنه مركز الوجود كله، ومن ثم فإن عليه مواصلة الرقص، بقوة؛ حتى يتخلص من العلائق الدنيوية والارتباطات الحسية التي تمثلها في هذا الفن المولوي (تنورة الراقص) التي لا بد في النهاية من طرْحها بعيدًا، كعلامة على التخلص من أحكام الحس.

يا أنت ذا الفكر المقيد، هل قدماك طليقتان أخيرًا؟، أدركت أن الحركة أيضًا سر، في الحركة تصبح الحرية أكيدًا بلا إسار لذا ماء البئر والطل مختلفان.

والرقص المولوي يرتبط بفن صوفي آخر، هو موسيقى الناي، وقد برع صوفية المولوية في العزف على الناي، انطلاقًا من المعنى الذي أشار إليه مولانا جلال الدين في ديوانه الشعري الهائل «المثنوي» (حوالي ستة وعشرين ألف بيت شعري)، حيث ربط بين الروح الإنساني الذي هبط من الجوار الإلهي، وخشبة البوص التي قطعت من منبتها فصارت نايًا! وكلاهما يحن إلى أصله.

يقول مولانا جلال الدين في مستهل المثنوي:

استمع إلى صوت الناي كيف يبث آلام الفراق يقول: منذ قطعت من الغاب، والناسُ تبكي لبكائي، إنني أنشدُ صدرًا مزّقه الحنين. ويقول أيضًا جلال الدين الرومي “كم من الوقت ستضربني مثل طبل وتجعلني أتأوه لك مثل كمان؟، تجيب، تعال. سأمسك بك قريبًا مني وأضربك مثل عود، لكني أحس أكثر أني مثل ناي تضعه في فمك و تغفل أن تنفخ الموسيقى تقول أحبك.

أظهر ابن الرومي نماذج مدهشة للعشق الكوني والإلهي عبر ثلاثيته الطقسية والسلوكية المتمثلة في: الموسيقى، والغناء، والرقص. وجسّدها بطقس رمزي وكوني كبير يعبر عن مراحل تكوين الاتحاد، ومراتبية الفناء للجسد والروح والنفس، وعلاقتهما بالطبيعة والحياة والكون؛ فالموسيقى كونها رسائل صوتية كونية تظهر شيفرات وأسرار الروح ورموز النفس وحنين الوجدان في عالم المعنى الإلهي.

الموسيقى هي رسائل العشاق بأصوات الانقطاع عن الأصل والحنين إلى الاتصال والرجوع إلى حضرة الذات المقدسة التي يختفي فيها كل عنوان وتشخيص وتسمية. وإن الموسيقى، حسب تعبير الرومي، اللغة العابرة للأكوان والتي من خلالها تتحدث كل الكائنات الوجودية في تناغم وتناسق وانسجام وتفاهم، وتتفق على عهود التواصل لإصدار النغمات عشقًا للمحبوب الأول.

الموسيقى العشقية والكونية الجاذبة لكل صوت ونغم وهمسة وحسرة ونفس متقطع، حسب تعبير الرومي، لم تتوقف لحظة واحدة في هذا الوجود؛ فلكل حقيقة إيقاعها الوجودي ونغماتها الكونية في هذا الكون اللامتناهي وفي تحولات أدوار الحياة عليه، وتطورها ونضوجها وفناؤها ليس إلا عبارة عن معزوفات كونية هائلة وصوت واحد، وفي حال توقف الموسيقى الكونية عن العزف وإطلاق أصواتها يحل العدم والظلام، فكل معزوفات الموسيقى تتجسد في كل الأحياء كحقائق وجودية وقيمية، وترى سريان المعنى الإلهي في الوجود ولا تفارقه أبدًا لأنهما أغنية واحدة في فم الوجود.

عشق مولانا الرومي آلة الناي الموسيقية لأنها قصة وجودية حزينة ومؤلمة تشبه قصة الإنسان وحضوره على الأرض، وصوت الناي عبارة عن تأمل غريب يخترق العوالم. يقول الرومي:

اسمع الناي معربًا عن شكاته بعد أن بات نائيًا عن لذاته، قائلاً في شكاته للعباد بعد صحبي ما ذقت طعم الرقاد، من جروح ترى بصدر الحزين ابعث الصوت مشبعًا بالأنين، كل من فارق الديار اقتسارا يطلب الوصل ليله والنهارا، فتراني بكل وادٍ أنوح وفؤادي من الغرام جريح. ويبعث الناي رسالة منغمة ومتناسقة الحضور تنادي العاشق للسعي في الفناء بمعشوقه لأنه خلاصه الأبدي، فخلاص المقطوعين من الجذور هو الفناء المطلق.

وقد حاول الرومي أن يظهر من خلال الناي تأويله لرموز معرفية لها علاقة بالعاشق ورسائله إلى المعشوق منها «الناي» من خلال معزوفات يعبر عن إيصال رسالته لعالمه الذي قطع منه وحرم من الحياة مع من يحب فقطعوه وأحرقوه وثقبوه وأصبح كيانًا آخر، وابتعد عن أرضه ومائه وتنفسه، وعن كل حياته الخاصة، ومعزوفاته تمثل صراخه وصراعه وآلامه وحزنه الأبدي من أجل الرجوع إلى أصله.

هكذا حال الإنسان، كما يعبر عنه الرومي، الذي أنزل من عالمه الأزلي، وهو كان بقرب محبوبه وأصل وجوده السرمدي، إلى أرض الفناء والموت والخوف والتوحش، فهو يستخدم الموسيقى من أجل بعث رسائل إلى المحبوب أن يقبل رجوعه إلى الأصل والالتحاق بعالمه الأبدي والفناء بمحبوبه.

اعتبر الرومي أن كل صوت في هذا العالم هو رسالة إلى حقيقة ما، وأن اللغة والكلام والمعنى والمعرفة والوعي والحضور ليست إلا رسائل للكون والوجود والغيب من أجل الاتحاد والفناء والوصول إلى الحق، وأن كل اللغات هي ألم حضور الإنسان كي يعبر عن خشيته من البعد وتواصل التيه ومحاولة الالتحاق بالحقيقة المعشوقة الأولى وهي الله.

ويقول الرومي، من خلال رسائله في الموسيقى، إن الرقص والدوران هما كمال الصوت الإلهي المقدس. حينما يتحد الجسد الراقص مع الموسيقى يتم التعبير عن عملية اكتمال ختم الرسائل ونثرها في هذا الكون؛ فالجسد يدور مثل أي كوكب حول شمس وجوده، وفي دورانه تختفي سماته وملامحه وعناوينه، ولا ترى حدوده أبدًا إلا حضور نور الحق، ونار الخلق تلتف حوله وهو التعبير الحقيقي عن النور الأول للإنسان؛ فدوران الجسد مع الموسيقى هو اتحاد وفناء كل حقائق الإنسان ودورانها مع الكون في تناسق وتناغم كلي؛ لأنها أصل واحد، وإطلاق صوت المنشد يعبر عن توحد الإيقاع وبث ولادة وتجديد المعاني والأسرار والحقائق في هذا الكون.

كل هذه الفعاليات المقصودة بعناية تعبر عن احتفالية كبرى لتوزيع رسائل الحب والوصال والمعرفة والرغبة في الخلود لكل الوجود من خلال توزيع العاشق رسالته الكونية في كلمة واحدة فقط وهي: «أحبك في كل كون». وينتهي الطقس، ويبدأ الإنسان والكون من جديد، في كل يوم يكتب الرسالة «أحبك» نفسها بلذة جديدة لأنها تتجدد كل لحظة من خلال رقصته وموسيقاه واهتزاز جسده ورعشة حضوره الإنساني حتى الرجوع إلى الأصل الأول.

هي دعوة إلى المحبة وعشق الحياة والإنسان تتجلى بأمثل صورها عند الرومي العاشق الذي يريد أن يدعو الإنسان إلى إمساك هذه اللحظة الروحية المقدسة فقط

ويمكن التعبير عن اتحاد وفناء تكوينات الرومي فيما يلي: الموسيقى والناي + فناء الكون ورسائل الإنسان من أجل الالتحاق بالأصل = «الموسيقى لغة الله». رقص الجسد ودورانه + فناء الحي في رعشة الوجود ودوارنهما نحو مركز الكون وركوب طائر الحب نحو المحبوب = موسيقى الإنسان «لغة الحب». الغناء + أسرار اللغات والأصوات والحركات والرموز وإزاحة الهواء = رسائل الوجود. وكل هذا الطقس = كلمة «أحبك» تمر وتتصل بـ(بالوجود)، بـ(الإنسان)، بـ(العالم)، بـ(الكون).

وتعشق كل هذه الحقائق من أجل الوصول إلى المعشوق الأول «الله»، فلا يمكن للعاشق إلا أن يمر بعشق كل شيء في الكون، وإلا لن يصل إلى عنوان الحبيب الأول، وهي دعوة إلى المحبة وعشق الحياة والإنسان تتجلى بأمثل صورها عند الرومي العاشق الذي يريد أن يدعو الإنسان إلى إمساك هذه اللحظة الروحية المقدسة فقط، هي لحظة العشق إن ضيعها تحول إلى وحش.

وهذه اللحظة الكونية والوجودية مودعة في خزانة القلب «بيت الله»، والتي يقول فيها الرومي: خذ هذه اللحظة إلى قلبك وعندما ستغادرك ستظل تبحث عنها طويلاً كما لو أنها تختفي مع مئات المصابيح والعيون. فاللحظة الكونية هي كل هذا العشق والانتماء الكوني وحضور الذات، إن ضيعتها ضاع منك الإنسان. جسّدت مدرسة الرومي، كونها مملكة عشقية متكاملة الحضور، تقديم أكبر غذاء وجداني وروحي للإنسان وفي كل زمان ومكان.

ويمكن تلخيص أهم النقاط المحورية لمدرسة الرومي وما يمكن أن نستفيد منها على صعيد سلوكنا الكوني والإنساني والحياتي في هذا العالم الذي ينتشر فيه العنف باسم الله والدين تارة، وباسم الإنسان والحضارة تارة أخرى:

1. قدّم الرومي رسائل ذوقية وتربوية سلوكية في استخدام ثلاثية الموسيقى والإنشاد والرقص، وهي عناصر تدخل لأول مرة بشكل متكامل ومنظم ووفق منهجية معرفية، وتحمل قيمًا رمزية وذوقية متطورة في الدين الإسلامي، وهي رسالة واضحة في تحديث واستثمار الإبداع الإنساني واستخدامه من أجل كسر جمود الأديان وتحجر وسائل اتصالها مع الغيب.

2. الدعوة إلى التجرد من ثقل العناوين والأديان والهويات والتسميات الدينية وغيرها في حضرة المحبوب كعنوان كوني لكل إنسان، وهي دعوة تعلن عن موت الأديان إذا تحولت وهمًا كبيرًا وحجابًا بين العاشق ومعشوقه.

3. فتح أبوب التأويل العميق، وتجديد قراءة الكتب المقدسة والأحاديث النبوية، وبناء منهاج عشقي إنساني، وتوفير مناخات لمدارس الحب والتسامح والأخوة الكونية.

4. السعي إلى تطوير الذائقة الدينية وتجديد قنوات الاتصال مع الحياة بما يتلاءم مع مبادئ السلام العالمية، ونبذ العنف والحرب والتوحش والتدمير للطبيعة والحياة والإنسان والعالم.

5. تأسيس الدعوة للحب الكوني، على اعتبار أنه من خلال الإنسان تمر كل رسائل الحب للسماء والحياة.

6. احترام التعليم والمعلم كقيمة أخلاقية معرفية وتربوية وتجلٍ إلهي كامل في الحياة، واعتبار المعلم سببًا مهمًا في موت الجهل وولادة النور الذي يزيح ظلمات العقل والنفس والروح، ومثله الرومي من خلال عشقه لمعلمه الإلهي حافظ الشيرازي، وقد كتب عنه أشعاره العشقية في شمس تبريز. ويمكن تسمية هذا الحب من أعظم ما مر في تاريخ الإنسانية.

7. اعتمدت معارف جلال الدين الرومي على نفي الثنائيات والأضداد الوجودية كالإيمان والكفر، الشريعة والطريقة، شكلانية الخطايا، الحب والكره، الموت والحياة، والألم واللذة، بل اعتبرهما حقائق كونية وعشقية، وعذوبة كلية تقربك من قصدك الأول ومن كمالك الأزلي.

8. تواصلت مدرسة الرومي العشقية في الحياة على أيدي طلابه، وفتحت كتبه وأشعاره وخطاباته آفاقًا كبيرة في العالم. وكم نحن اليوم في حاجة إلى مثل مناخات وأجواء وحقائق الرومي كي يعلمنا سلوك الحب والعشق والتآخي والمحبة، ونبذ العنف والتكفير والتدمير للحياة والطبيعة والإنسان، والسعي نحو عشق كوني خالص، ونشر رسالة الكونية من خلال حقيقة وكلمة واحدة نغنيها نحن دائمًا بلذة الكون الأبدي هي: (أحبك) لكل كائن في الوجود.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.

المراجع
  1. د. يوسف زيدان يكتب: الرؤية الصوفية للعالم .. القولُ الرابع: صوفيةُ الفنِّ وفنون الصوفية
  2. « نجم الدين كبرى » صانع الأولياء أو ناحت الأولياء
  3. جلال الدين الرومي شاعر الشهر في كوبريك
  4. التحلي والتخلي عن الله: جلال الدين الرومي كونيً
  5. د/يوسف زيدان و دين الحب عند ابن عربي ‎