محتوى مترجم
المصدر
DEBKA File
التاريخ
2016/09/30
الكاتب
هيئة التحرير (تقرير حصري)

تشير المصادر الإيرانية والسورية وتلك التابعة لحزب الله أن الضابط السوري الذي أصيب في 26 يوليو 2016 في القنيطرة، بواسطة صاروخين إسرائيليين من طراز «نمرود»، هو الجنرال «محمد رضا نقدي» قائد «قوات التعبئة الشعبية»، وهي قوات شبه عسكرية تتكون من المتطوعين، ومعروفة أيضًا باسم «الباسيج»، وتتبع قوات الحرس الثوري الإيراني، وقد وُصف الضحية في وقتٍ سابق كضابط سوري.وإذا ما ثبت أن الجنرال نقدي قد قُتل بواسطة الصواريخ الإسرائيلية، فسيصبح أكبر رتبة في الحرس الثوري الإيراني يتم اغتيالها بواسطة جيش الدفاع الإسرائيلي.ففي 27 يوليو، ذكرت وكالة فارس الإخبارية أن الجنرال الإيراني قد قام مؤخرًا بزيارة الحدود الإسرائيلية-السورية للقيام بجولة في القنيطرة وخطوط التماس مع الجولان بين سوريا وإسرائيل، ولأول مرة تُعلن حكومة طهران عن زيارة أحد كبار مسئولي النظام بها إلى هذه المنطقة.

إذا ما ثبت أن قائد الباسيج قد قُتل بواسطة الصواريخ الإسرائيلية، فسيصبح أكبر رتبة في الحرس الثوري الإيراني يتم اغتيالها من قبل إسرائيل.

وقد ذكرت مصادر استخبارية لـ «ديبكا»، أن أحد أفراد الجيش الإسرائيلي قد قام برصد وصول الجنرال نقدي مع حاشيته إلى القنيطرة في 26 يوليو، وقد تم التعرف عليه بسرعة.أي قرار يتعلق بالتعامل مع رتبة عسكرية إيرانية بهذا الثقل، لا يُترك لقيادات الجيش الإسرائيلي هناك، أو حتى لقائد المنطقة الشمالية اللواء أفيف كوخافي، بل يجب أن يمر عبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مباشرة، ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، ورئيس هيئة الأركان الجنرال جادي آيزنكوت.إن الجنرال نقدي ليس كأي جنرال إيراني آخر، بل إنه قائد لميليشيا الباسيج القوية، التي تضم أكثر من مليون فرد، وهي أحد أعمدة نظام آيات الله في طهران، والعمود الفقري لقوى الأمن الداخلي الإيرانية، التي تحافظ على السيطرة الكاملة للنظام في كل ركن من أركان الجمهورية الإسلامية.ولا شك أن زيارة الجنرال نقدي إلى القنيطرة أشارت إلى وجود قرارات وشيكة قد تتخذها طهران بشأن توجيه ضربة مشتركة لإسرائيل من قبل حزب الله وسوريا وإيران.وقد التزم الجيش الإسرائيلي الصمت تجاه التقارير التي تحدث عن إصابة نقدي، ورفضت التعليق – كالعادة – على التقارير الأجنبية في هذا الشأن.وكالات إيرانية وسورية وأخرى تابعة لحزب الله، قد اتهمت إسرائيل بتنفيذ الاعتداء؛ لأنه تم بواسطة اثنين من صواريخ «نمرود» الإسرائيلية بعيدة المدى والمضادة للدبابات، والتي يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد المدرعات والسفن والخنادق والحشود العسكرية.الصاروخ لديه نظام التوجيه بالليزر، ويمكن تشغيله ليلاً ونهارًا، ويمكن أن يكون مساره تحت السُحب، في حين أن مُشغِليه يستخدمون الليزر لتوجيهه إلى الهدف عن بعد.منصة الإطلاق تحمل أربعة صواريخ، يمكن تركيبها على سيارة جيب، أو مركبة تحمل السلاح، أو عربات مدرعة، وكذلك يمكن إطلاقه بواسطة الطائرة الهليكوبتر طراز CH-53 Yasur.

زيارة قائد الباسيج إلى القنيطرة أشارت إلى وجود قرارات وشيكة قد تتخذها طهران بشأن توجيه ضربة مشتركة لإسرائيل.

حاربت إسرائيل في الماضي ضد الوجود العسكري لحزب الله وإيران على عتبة الجولان، ففي 19 يناير 2015، قتل الجيش الإسرائيلي في غارة جوية اللواء الإيراني «محمد علي الله دادي» وستة ضباط من حزب الله، كانوا في جولة تفتيشية قرب القنيطرة.وفي يوم الخميس 28 يوليو 2016، أجرت «ديبكا» تقريرًا حصريًا حول تصاعد التوتر بين إسرائيل وروسيا في جنوب سوريا والجولان.فلمدة أربعة أيام منذ 25 يوليو 2016، قام الجيش السوري بإطلاق النار بشكل مستمر من بطاريات المدفعية، التي تحركت بالقرب من خطوط الدفاع الإسرائيلية على حدود الجولان؛ وذلك بطريقة تهدف إلى إثارة رد إسرائيلي، في إطار حملة سورية مُدبرة.وهذه هي المرة الأولى خلال السنوات الست للحرب السورية، التي يغامر فيها بشار الأسد باستفزاز إسرائيل، ولكنه يبدو أكثر جرأة استنادًا إلى دعم حليفه الروسي.لم يقم الجيش الإسرائيلي بالرد على الجيش السوري، ولكن قادة الجيش والحكومة الإسرائيلية أدركوا أنه خلال وقت محدد سيضطر الجيش إلى الرد.وقد قامت المصادر العسكرية الخاصة بـ «ديبكا» بتوفير تفاصيل للتحركات السورية:

  • قام اللواء 90 و 121 في الجيش السوري بإطلاق النار من بطاريات مدفعيتهم، من دون توقف، من قرية «الحمادية» شمال القنيطرة، في اتجاه الكيلو 10 على حدود الجولان، وصولاً إلى القرية الإسرائيلية «عين زيفان».
  • هذا يعني أن الجيش السوري قد استولى على المنطقة العازلة بين سوريا وإسرائيل، وجعل منها منطقة إطلاق نار.
  • مدى نيران المدفعية السورية شكّل دائرة، كان نصف قطرها على بعد أمتار قليلة من الحدود الإسرائيلية، وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي المتمركزة هناك. وقد حاولت الوصول إلى قواعد «قوات المتمردين السوريين»؛ اعتقادًا من دمشق أنهم على اتصال مع إسرائيل، أو أنهم يتلقون مساعدات طبية منها.
  • الهجوم السوري بعث برسالة واضحة إلى القدس، مفادها: «أنه لمدة ست سنوات، قامت إسرائيل بدعم المتمردين ضد نظام الأسد في جنوب سوريا، ولكن انتهى الأمر الآن؛ لأن استمرار هذا الدعم، يعني أن إسرائيل ستواجه النيران السورية».
  • دمشق أيضًا حذّرت أولئك المتمردين: «لسنوات، كنتم تقاتلون وإسرائيل تقف في ظهوركم، ولكن هذا الأمر قد انتهى. فلتشهدوا قصف مدافعنا لكم، بينما يعجز الجيش الإسرائيلي عن دعمكم».
  • في يوم 26 يوليو 2016، نشرت وسائل الإعلام الروسية مقالاً يكشف أن روسيا سلّمت إلى القوات الجوية السورية، مقاتلات سوخوي SU-24M2، والتي صُممت للاشتباك في الخطوط الأمامية للمعركة. وعلى الرغم من عدم قيام السوريين بنشر قوة جوية في جنوب سوريا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، إلا أن سلاح الجو السوري أصبح لديه الوسائل للقيام بذلك.
  • أفادت المصادر العسكرية لـ «ديبكا» أن طائرات السوخوي الجديدة، تم إدخال تحسينات وتعديلات عليها في المصانع الروسية، فأصبحت قادرة على إسقاط القنابل الذكية والبالستية مع نظام التوجيه أثناء ضرب الأهداف، ولا يعتمد نظام التوجيه على الأقمار الصناعية الأمريكية، ولكن على بديله الروسي «نظام غلوناس» المتربط بشبكة من 21 قمرًا صناعيًا روسيًا، ومشفرًا جزئيًا للاستخدامات العسكرية.
  • بالإضافة إلى ذلك، تم تزويد طائرات السوخوي SU-24M2 بنظام يوفر المعلومات المطلوبة للطيار على الزجاج الأمامي للطائرة (تفاصيل الرحلة والمعركة).
  • قام الروس بتسليم اثنين من هذه الطائرات المتطورة إلى السوريين هذا الأسبوع، من أصل 10 سيتم إرسالها إليهم قريبًا.

وقد خلص الجيش الإسرائيلي إلى أنه ليست سوى مسألة وقت قبل أن تظهر هذه الطائرات في جنوب سوريا، لتولّد وضعًا جديدًا قابلاً للاشتعال بدرجة كبيرة على الحدود الشمالية والشمالية الشرقية لإسرائيل.فالروس تواطأوا مع دمشق لإبلاغ إسرائيل برسالة، مفادها أنهم لن يسمحوا لها بمواصلة دعم قوات المتمردين في جنوب سوريا أو المنطقة العازلة.إذا ما قرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، ورئيس الأركان الجنرال جادي آيزنكوت، الامتناع عن الرد على إطلاق النار السوري، الذي يقترب كل ساعة من مواقع الجيش الإسرائيلي، والامتناع عن الرد على وصول المقاتلات الروسية إلى سوريا، فسيكون الثمن هو إضعاف قبضة الجيش الإسرائيلي على حدود الجولان.