منذ ما يقارب 1000 عام مضت كتب الشيخ الأكبر للصوفية «محيي الدين ابن عربي»:

رأيت فيما يرى النائم أني طائف بـِالكعبَة، ومعي قوم من الناس لا أعرفهُم، فأنشدوا بيتين مِن الشِّعر ثبت على أحدهم ومضي الآخر، فأمَّا الذي ثبت هو:
لقد طفنا كما طفتم سنينا ….. بهذا البيت طرا أجمعينا
فتعجبت حتى جاءني أحدهم ثم قال لي: أنا من أجدادك؛ فقلت له: كم لك منذ مُت؟ فقال بضع وأربعون ألف سَنة؛ فقلت له: فما لآدم هذا القدم من السنين؛ فقال: عن أي آدم تقول، هذا الأقرب إليك أو غيره؟ فتذكرتُ حديثاً عن النبي «أن الله خلق مائة ألف آدم».[1]

الحلقة المفقودة

حتي يُمكننا الخوض في تاريخ وأصل اللغات ينبغي بالضرورة معرفة أصل البشَر، ولكن هنا توجد إشكالية، حيثُ من أشد المُعضلات التي تواجه أصحاب الديانات الإبراهيمية الكُبرى في هضْم النظريات العلمية كـ «نظريَة التطور» المنسْوبَة لـ «داروين» والتي سبقُه إليها بحوالي 100 عام العالم السويدي «كارولوس لينيوس»؛ هي أن تلك النظرية مبنية على تصنيف الإنسان إلي سِلسْلة تطورية من 4 حلقاتْ رئيسية، بدأ الإنسان فيها تحت مُسَمى (الأسترالوبيثكس من 4.2 مليون عام)، وهي حلقة لا تعبر عن البشر حرفياً، وإنما جنس غير معلوم بشكل دقيق، لكنه يشبه القردة والبشر، ثم جاءت الحلقة الثانية تحت مُسَمى (الهومو هابيليس = الإنسان الماهر من 2.1 مليون عام)، ثم الحلقة الثالثة وهي (الهومو إريكتوس = الإنسان المُنتصِب من مليوني عام)، ثم أخيراً (الهومو سابينس = الإنسان العَاقِل من 350 ألف عام).

وبُناءً عليه فمن الطبيعي ألا يتقبل أصحاب الديانات تلك الفِكرة في ظل قصة الخلق المعروفَة في الثقافات الدينية؛ وفي الحقيقة كان الرفضْ واقعياً ويحظى بأغلبية الأصوات، إلى أن ظهرت المُستحدثات المُختلفة التي تُثبِت وجود البشر من ملايين السْنين، وحينها بدأت الاتهامات بين الفريقين، فانضمامك إلى أحدهُم يعني أنك في نظر الآخر إما (رجْعيا أو مُلحداً).

وفي ظل الصراع بين أي فريقين يجب اللجوء إلى أرض مُحايدة أو بلفظ آخر أرضية مُشتركة، وفي مثل هذه المُعضِلة يصعب ذلك لأننا أمام تجارب علمية أثبتت صحتها، وبالتالي ليس أمامنا إلا العودة إلى الخلف تاريخياً والبحث في التراث الديني وما قاله المتقدمون من مُفسرين وعُلماء عن «قصة الخلق»، لعلنا أسقطنا عن غير عمد بعض التفاصيل، ومن المُبهِر أن نجد فعلاً ما يتوافق مع فكرة أن «آدم» رُبمَا ليس أول البشر وأن نجد ما يتوافق ولو نسبياً مع بعض أفكار داروين، ولعل أبرز أراء المتقدمين قول ابن خلدون:

إنا نشاهد هذا العالم بما فيه من المخلوقات كلها على هيئة من الترتيب والإحكام، وربط الأسباب بالمسببات، واتصال الأكوان بالأكوان، واستحالة بعض الموجودات إلى بعض؛ ومعنى الاتصال أن آخر أفق مُسْتعِد لأن يصير أول أفق الذي بعده؛ واتسع عالم الحيوان وتعددت أنواعُه وانتهى في تدريج التكوين إلى الإنسان صاحب الفكر والرؤية، ترتفع إليه من عالم القِردَة الذي اجتمع فيه الحس والإدراك ولكن لم ينتهِ إلى الرؤية والفِكر.[2]

والسبب في أن الباحثين لم يلتفتوا إلى رأي ابن خلدون ما ذكره «علي عبد الواحد وافي»، حيث قال نصاً:

إن كلمة «القِردة» في السياق حُرِّفت في جميع الطبعات المتداولة إلى كلمة «القُدرة» وهو تحريف غَيَّر مَعنى العبارة وجرَّدها من دلالتها.[3]

لتكون بذلك رؤية ابن خلدون متفقة تمام الاتفاق مع رؤية «إخوان الصفا» حين سبقوه بأكثر من 500 عام وقالوا في رسائلهم:

إن أول مرتبة الحيوان مُتصِلة بآخر مَرتبة النبات، وآخر مرتبة الحيوان مُتصِلة بأول مرتبة الإنسانية.[4]

والحقيقة أن ابن خلدون وإخوان الصفا دعمهم الكثيرون من المُتقدمين والمُتأخرين في التاريخ من علماء ومؤرخين ومفكرين، كالقزويني ومسكويه وابن طفيل وابن وحشية وحتى الجاحِظ الذي ذهب في مذهبه إلى أن التطور لم يكن ارتقائياً دائماً بل كان أحياناً انحدارياً، وهو ما شكل حلقة تطورية انحدر فيها «الإنسان إلى قِرد»؛ ونحن هُنا لا نسْعى إلى تأييد داروين أو مخالفته، ولكن فقط نُشير إلى أن آراء كل هؤلاء تقترب بشكل كبير من آراء «نظرية التطور»، مما يدفعنا للاعتقاد أن تصور وجود من سبق «آدم»، وأنه ليس أول البشرية، ربما يكون تصوراً مقبولاً دينياً ولا يُخالف الثوابت، وهذا ما ذكره الشعراوي في تفسيراته وذكره ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية»، وذكره «عبد الصبور شاهين» في كتابه «أبي آدم» الذي أشار فيه إلى أن آدم ليس أول البشر، وهو الكتاب الذي اجتمعت مؤسسة الأزهر الشريف لدراسته، ثم أعلنت أنه اجتهاد لا يخالف الثوابت والنصوص الدينية.

وحتى في الكتاب المُقدس في سفر التكوين (4-14) نجد إشارة تتفق مع كل ما سَبق، حيث نجد في قصة «قابيل» أنه أول أولاد آدم وحواء، ثم بعده جاء «هابيل»، وبعد أن قتل قابيل أخاه طُرد من وجه الأرض وأصبح مكروهاً وخائفاً، ثم قابل امرأة وتزوجها، ولا يوجد توضيح ممن خاف أن يُقتَل ومن أين جاءت زوجتُه، مما جعل الكثير من مُفسرين آخرهم «مايكل ليفبفر» المتخصص في دراسات اللاهوت والشرق الأدنى القديم يستخدم ذلك كجزء من بحثه عن أن آدم سبقه بشر آخرون.

ولعل أبدع ما قيل في كُل هذا السياق بإيجاز وإيضَاح كان بيتي شعر كتبهما «المعري»، حيث قال:

جائز أن يكون آدم هذا … قبله آدم على إثر آدم
وما آدم في منطق العقل واحدٌ … ولكنهُ عِند القياس أوادمُ [5]

تجارب الحرمان من اللغة

في عام 1866 قرر مجمع اللسانيات في باريس حظر النقاش حول مسألة أصل اللغات بسبب الطبيعة التأملية لهذه المُشكلة، ثم في عام 1872 قررت جمعية لندن لفقه اللغة أن تتبنى نفس الرأي وأصدرت قراراً بالحظْر، ولكن بعد مرور حوالي 150 عاماً تراكم لدينا العديد مِن الأدلة والحفريات، مما شجع بعض الباحثين على خرق الحظر، وفي ضوء كل ما توفر من أدلة جديدة وقديمة سنسعى لرسم صورة منطقية، آملين أن تلامس الحقيقة غير مُدعين مَعرفتها.

تمثلت البدايات فيما يُعرف تاريخياً بـ «التجارب الملكية»، حيث شغل لغز بداية اللغة عقول المفكرين واللغويين وحتى الملوك والسلاطين الذين حاولوا الوصول إلى جواب لهذا السؤال المحير، فقاموا بتجارب غير إنسانية على الأطفال لمعرفة أي اللغات كانت هي الأصل، فكانت البداية بـ:

1. تجربة بسماتيك الأول

كان المصريون قد درجوا على اعتبار أنفسهم أعرق شعوب الأرض، إلى أن تولى «بسماتيك» العرش وأراد أن يحسم تلك المسألة، فكان منه أن التقط طفلين رضيعين من أسرة من عامة الناس، وسلمهما إلى أحد الرعاة ليتولى رعايتهما، وأمره بوضعهما في كوخ منعزل عن الناس وألا ينطق بكلمه أمامهما، وأوعز إليه أن يأتي بغنمه بين الحين والآخر ليطمئن ويناولهما نصيبهما من الحليب، وكان يريد من ذلك أن يعرف أول كلمة ينطق بها الطفلان حين يبلغان من العمر ما لا يكفي معه لغو الأطفال، وبعد أن مضى عليهما عامان على هذه الحال، جاء الراعي كعادته كل يوم فقاما يستقبلانه وأيديهما ممدودة وهما يصيحان بكلمة «بيكوس»، فأخبر مولاه «بسماتيك» الذي طلب إحضار الطفلين ليسمع منهما بنفسه، ولما تأكد أمر بالبحث لمعرفة اللغة التي تنتمي إليها تلك الكلمة، وبعد بحث واستقصاء اتضح أنها كلمة «فريجيه» تعني «الخبز»، وبناءً على هذه الواقعة تنازل المصريون عن دعواهم وسلموا بعراقة «الفريجيين»، وهم قوم عاشوا في منطقة شمال الأناضول بالقرب من بحر إيجه.

تلك حقيقة ما حدث وأخبرني به الكهنة في معبد هيفستوس بتاح بممفيس، وإن كان للإغريق روايات أخرى يستبعدها المنطق، مثل تلك التي تُروى عن نساء قطع «بسماتيك» ألسنتهن، ثم أوكل إليهن أمر تربية الطفلين، ولكني سأعتمد رواية الكهنة فقط دون سواهم.
هيرودوت.[6]

2. تجربة فريدريك الثاني

يخبرنا الراهب الإيطالي «ساليمبيني دي آدم» في كتابه «الوقائِع» أن الإمبراطور الألماني الذي عاش في القرن الثالث عشر كان معروفاً بقيامه بالعديد من التجارب الغريبة والوحشية على حد وصفه، وكان معروفاً برغبته الكبيرة في الاستكشاف، مما دفعه للقيام بعزل 50 طفلاً حديث الولادة في مكان ناءٍ، وحظر المربين من محادثتهم، ليرى هل سيتحدثون من ذات أنفسهم، وإذا تحدثوا بأي لغة سيكون كلامهم، فكان محركه الرئيسي هو معرفة اللغة الفطرية التي يُولد بها البشر؛ ولكن هذه التجربة باءت بالفشل الذريع لأن الأطفال ماتوا قبل أن ينبسُوا بكلمة بسبب افتقارهم للتواصل البشري.

3. تجربة جيمس الرابع

في كتابه المعروف بـ «تاريخ وسجلات اسكتلندا» يروي لنا المؤرخ الاسكتلندي «روبرت ليندساي» أنه عاش في القرن السادس عشر بعد 40 عاماً من تاريخ تجربة «جيمس الرابع»، وهو من كان معروفاً بأنه رجل عصر النهضة الحقيقي في اسكتلندا، حيث كان مثقفاً فضولياً ومُحباً للتاريخ والفن والأدب واللغات، وكان يتقن أكثر من 8 لغات، مما دفعه للقيام بتجربة لمحاولة معرفة إذا ما كان البشر يُولدون بـلغة فطرية أعطاها الله لهم أم أنهم يكتسبونها؛ لذلك أمر في عام 1493م بإرسال طفلين إلي جزيرة (Inchkeith) الموجودة في بحر الشمال، ليتم تربيتهم بواسطة امرأة صماء بكماء، حتى يتبين إذا ما كانوا سينشئون صامتين مثل مربيتهم أم سيتحدثون، وقد قيل عن نتيجة التجربة إن هؤلاء الأطفال بدأوا الكلام فِطرياً بلغة عبرية، ولكن روبرت ليندساي يُعلق في نهاية الحكاية بأنه غير متأكد من أنهم تحدثوا العبرية فعلاً.

وفي الحقيقة يُشَكك الباحثون في نزاهة تلك التجارب، حيث يعتقدون أنه تم التلاعب في نتائجها لأغراض سياسية أو دينية، فيما استثنوا تجربة فريدريك الثاني، حيث إن نتيجته تتوافق نسبياً مع ما يقره العلم حديثاً من أن اللغة مُكتسبة، وهذا ما ذكره «مات ريدلي» في كتابه «الطبع عبر التطبع» عما يُسمى بـ «الفترة الحرجة» المرتبطة بالبلوغ، وأنها الفترة التي يكتسب فيها الأطفال اللغة والعديد من مهارات التواصل، وإذا مرت دون اكتساب وتعلم فسيكون فاقداً للغة، وهو ما يتفق في ذلك مع نظرية «إيريك لينبرج» التي نشرها في عام 1967، والتي تؤكد ذلك الرأي.

ولكن للتأكد من صحة تلك النظرية يجب تطبيقها على أرض الواقع، والسؤال عما إذا كان هناك حالات تدعم تلك الفكرة أم لا، والحقيقة أن تلك الحالات موجودة بالفعل وكان آخرها حالة «شاهيدي الهندية»، التي فُقدت في الغابة وهي في عمر 4 سنوات وتم العثور عليها في عمر 42 عاماً، مما جعلها تعيش فترتها الحرجة دون تواصل بشري، وهي الآن تقضي وقتها في اللعب مع الأطفال ولا تستطيع التحدث، ولكن بإمكانها تكرار بعض الكلمات.

ولم تكن تلك القصة الوحيدة، فهناك أيضاً طفل الكونجو «ماينجا» الذي تم العثور عليه عام 1985م ولم يكن هناك أي معلومات عنه، ولكن تم التوقع أنه ربما في الـ 12 من عمره حينها، ولا يزال حتى الآن لا يملك أي مفردات لغوية؛ وهناك الكثير من الأمثلة المشابهة في هذا السياق كان أبرزها «فيكتور الأفيروني» و«كاسبر هاوزر» اللذين تناولت السينما العالمية قصتهما، وإن كان الأخير يظن البعض أنه محتال.

نشأة اللغة

في ضوء ما تم عرضه في الأسطر السابقة أصبح لدينا مبحثان افتراضيان في تاريخ اللغة؛ «فترة ما قبل آدم» و«فترة ما بعد آدم»، الذي ربما يمثل بداية الحلقة الرابعة التطورية المعروفة بـ (الهومو سابينس = الإنسان العَاقِل) والذي ظهر تقريباً من 350 ألف عام.

ومن البديهي الآن أن تكون فترة «ما قبْل آدم» أيسَر، حيث إن أحد أركان الخلاف من البداية أن علماء الأنثروبولوجي واللغويات كانوا يرون أن اللغة تطورت، وأن الثلاث الحلقات الأولى لم يكن لديهم ما يكفي من جين (FOXP2) المسئول عن اللغة، حيث ثبت علمياً في ورقة بحثية تم نشرها عام 2002، أنه في فترة تقريبية من ظهور (الإنسان العاقل) حدثت طفرة مفاجئة في هذا الجين، مما يعني أن تلك الفترة شهدت بداية ظهور اللغات، وأن من عاشوا قبل تلك الفترة لم يملكوا القدر الكافي من هذا الجين، بالإضافة إلى أنه لم تكن الحنجرة لديهم في مستوى يسمح بتشكيل أصوات معقدة، وإنما كانت كافية لإصدار أصوات كسائر الكائنات لكن لا ترتقي إلى تكوين لغوي.

ولم تصل إلى المستوى الحالي إلا في الحلقة التطورية الأخيرة قبل (الإنسان العاقل)، وهي حلقة (الإنسان المُنتصِب)، والتي يري بعض العلماء أن اللغة ظهرت في حقبتها، لكن وفقاً للورقة البحثية فإن قدرات (الإنسان المنتصِب) لم تكُن كافية لتشكيل تكوين لغوي إلى أن حدثت طفرة بروتين اللغة (FOXP2).

ويأخذنا هذا إلى المبحث الثاني، وهو اللغات مع بداية (الإنسان العاقل) أو «فترة ما بعد آدم»، والحقيقة أنه من الاستخفاف بالعقول أن نقرر الجزم بأصل أي لغة قبل عام 3200 ق.م، وهو تاريخ ظهور الكتابة، وهي المصدر الوحيد لمعرفة اللغات القديمة، ولكن ما زال بإمكاننا من خلال ما توفر من اللغات الأكثر انتشاراً رسم تصور، مُجرد تصور، عن أقدم لغة منطوقة، وهو ما أعلنه «أندرو بيرد» أستاذ اللغويات في جامعة كنتاكي، حيث أشار إلى أنه بدأ في دراسة أوجه التشابه بين مِئات اللغات الموجودة حالياً والنظر في اتجاهات الكتابة وغيره من الدلائل، واستطاع الوصول إلى لغة بأصول -هندوأوروبية- يعتبرها اللغة الأقدم في رأيه وفقاً لما هو متاح علمياً حالياً، وتمكن من استخدامها في إعادة كتابة قصة من 4 أسطر كان قد ألفها عالم اللغويات «أوجست شلايشر»، ثم قام بتسجيل صوتي لطريقة نُطقها، وفي اعتقاده يرى أن تِلك اللغة كانت مُستخدمة من 7000 آلاف سنة، وإن كان بعض المشاركين في البحث يرون أنها كانت مُستخدمة قبل ذلك.

الخاتمة

ليست اللغات الأصلية بتعدد مفرداتها أو جذورها اللغوية كما يُقال عن اللغة العربية، حيث إنه حينها يجب أن نسأل أي لغة عَربية تقصدون، الحالية أم السريانية أم الآرامية أم الكنعانية أم لغة العرب البائدة أو حتى العبرية التي يعتقد الكثيرون أنها فرع من العربية؟

والواضح الجلي أمام المجتمع العلمي أننا أمام بضع أوراق شجر، وأنه مهما كانت لغة ما ذاخرة بالمفردات والجذور اللغوية أكثر من باقي اللغات، فإن ذلك لا يعني إلا مجرد ارتقائها من ورقة إلى فرع في شجرة الأصل، لكنها في النهاية تظل فرعاً وليسَت شَجرة الأصل (اللغة الأولى).

كان الهدف هُنا هو استغلال كل ما توفر من أدلة علمية وتاريخية وحتى فلسفية، للربط بين النظريات العلمية والتراث الديني، في محاولة لإيجاد ولو جزء من الحلقة المفقودة، ولكن رغم ذلك تبقى وقائع ودلائل كثيرة تستلزم النقاش والتفسير ومحاولات جدية في إعادة استقراء التاريخ بتجرد، وإلى أن يحدث ذلك سيظل مشروع معرفة أصل اللغات يفوق قدرات المعرفة البشرية في الوقت الحاضر.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.

المراجع
  1. محي الدين بن عربي، “الفتوحات المكية”، الطبعة الأولي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1999، ص 369 من الجزء السادس.
  2. عبد الرحمن بن خلدون، “مقدمة بن خلدون”، الطبعة الأولى، دار يعرب، دمشق، 2004، ص 206-207.
  3. علي عبد الواحد وافي، “عبد الرحمن بن خلدون حياته ومظاهر عبقريته”، سلسلة أعلام العرب، مكتبة مصر، ص 319.
  4. “رسائل إخوان الصفا وخلان الوفا”، مراجعة: خير الدين الزركلي، الطبعة الأولي، مؤسسة هنداوي، 2018، ص 127، الرسالة السابعة من الجزء الثاني.
  5. عباس العقاد، “الفصول”، الطبعة الأولي، مؤسسة هنداوي، 2014، ص 27.
  6. “تاريخ هيرودوت” ترجمة: عبد الإله الملاح، الطبعة الأولي، المجمع الثقافي بأبو ظبي، 2001، ص 134.