الكلمات الدبلوماسية تأتي بك إلى طاولة المفاوضات. المقاتلات العسكرية تتولى إقناعك أو إخضاعك. القاعدة الذهبية التي فهمتها العديد من الدول، آخرها قطر، حيث أزمة حصارها تتجه نحو مزيد من التعقيد. وعقول ولاتها تفكر في حلول غير تقليدية. الحل الأفضل كان صفقة مقاتلات إف-15. 72 مقاتلة بقيمة 21 مليار دولار . دليل كافٍ على أن الولاء الأمريكي لقطر. وسلاحٌ كافٍ لتكون الغلبة لقطر.المقاتلات تختلف عن قاذفات القنابل. المقاتلة تقاتل الطائرات الأخرى جوًا. قاذفة القنابل تقصد أهدافها أرضًا. انتهى عصر الطائرات الخشبية. واندثرت تقنية التسلح برشاش خفيف. وتباعدت مسافات القتال. وأضحت السماء المتسعة حلبة مصارعة. الدول المُتصارعة ثلاثة: الولايات المُتحدة، فرنسا، وروسيا. يمثلها الـ«إف-15»، «الرافال»، ثم «الميج-35» على الترتيب. يدخل المتنافسون في قتال دموي لإظهار الأقوى. يجمع تلك المقاتلات أنّها من الجيل 4.5 الأحدث. مميزةً بامتصاص موجات الرادار بدلًا من عكسها. ما يعني استحالة كشفها. أضف إلى ذلك أن الدول المُصنعة تحتكر صناعتها حتى إشعار آخر. لذا تصلح أن تكون منطلق المقارنة بين الدول الثلاث. وصار منحها ومنعها دلالة رضا أوغضب.الـ «إف-15» أطول الموجودين بـ 25 مترًا. أسرعهم طيرانًا بـ 2660 كم/ساعة. تصل إلى ضعف سرعة الصوت مرتين ونصف. أقدرهم على التعمق في الميدان. تحلق لـ5550 كيلومتر دون التزود بالوقود. أما «الرافال» فـ 3700 كم، والميج-35 2000 كم فقط. تخترق نحو العمق بلا هوادة. تصعد نحو السماء بشغف. تصل إلى ارتفاع 20 ألف كيلومتر. تليها الميج-35 بـ 18 ألفًا، ثم «الرافال» بـ 13 ألفًأ فقط.


الـ«إف-15» سلطانة السماء

نموذج موضح لهيكل الطائرة

إذن تنتصر الإف-15 في الحلبة. وكذلك كانت بإصدارتها المُختلفة طوال 30 عامًا. سلطانة السماء بلا منازع. لم تسقطها أي مقاتلة أخرى. ويحاول مصنعوها عبر التعديلات أن تبقى كذلك لقرون. أنقذت الإف-15 أمريكا من إحراج ضعف الفانتوم-4. إذ صارت عبئًا بعد انتشار صواريخ جو-جو . وهدأت من روعهم بعد ظهور الـ« ميج-23، و25» الروسية. فحصلت الإدارة الأمريكية على مقاتلة تناور العدو، تحدده، تقتله بدقة. سرعتها تصل إلى 3017 كيلومترًا في الساعة. متفوقةً على الميج-35 صاحبة الـ2500 كيلومتر. وبعيدةً عن «الرافال» صاحبة الـ2000 كيلومتر. تحمل صواريخ أكثر عددًا، وأشد تدميرًا من غيرها من المقاتلات. خفيفة الحركة، قليلة التكلفة، شديدة التأثير. شاركت بتفوق في عاصفة الصحراء أكثر من 595 مرة. دعمت القوات البريّة أكثر من 949 مرة. إجمالي مقاتلات عاصفة الصحراء كان 120 مقاتلة بإجمالي 5900 ضربة جوية.الـ«إف-15» والـ«إف-16» شقيقتان صادقتان. لا يدور حديث عن إحداهما دون الأخرى. حقيقة الأمر أنّه لا غناء عن إحداهما. علاقتهما التكامل لا التنافس. الإف-15 تفتك بمقاتلات العدو مادامت في الجو. لكنّها لا تصمد كثيرًا أمام القصف المباشر لها. أما الإف-16 فبدأت كمقاتلة للمهام الخفيفة. ثم أصبحت مقاتلة لجميع الظروف والمهام. تأتي أولًا في قصف الأهداف الأرضية. وتأتي بعد الإف-15 في الاعتراض الجوي. وإذا تنافستا تكون الغلبة للأخت الكبرى.

مصدر سلاحك، دليل ولائك

نموذج موضح لهيكل الطائرة F-35
تمتلك السعودية 240 مقاتلة أمريكية من طراز إف-15. 84 منها
طلبت السعودية ترقيتها حصريًا للمملكة. ستحمل الحروف الأولى من المملكة SA. ولا تبدو المملكة من مُحبي الميج ولا غيرها من الأسلحة الروسية. لا يحوي سلاح الجو السعودي طائرةً روسيةً واحدة. وفي منتصف تناقض عاطفة المملكة بين الحب للأمريكي والكره للروسي تقع «الرافال» الفرنسية. فتارةً تتمنع المملكة رغم أن فرنسا هى التي عرضت في 2006. وحينًا تطلب المملكة عام 2015 ما يربو على 72 مقاتلة وتتجاهل فرنسا. تتقارب سياسة الإمارات مع السعودية أحيانًا وتتباعد أحيانًا. كلاهما يدين بالعشق الأمريكي. وكلاهما يتقرب لأمريكا بالبغض الروسي.الإمارات تمتلك 79 طائرة إف-16. وتسبق الإماراتُ السعوديةَ في التودد الفرنسي. هى لم تشترِ «الرافال»، لكن اشترت 68 مقاتلة ميراج فرنسية.أما مصر فودودة تجاه الجميع. في 2009 طلبت 24 مقاتلة من طراز إف-16. نقصت الصفقة 4 مقاتلات بناءً على الطلب المصري. تسلمت مصر ثماني مقاتلات في 2013. واستقبلت الـ 12 الأخرى في 2015. ولا تنس مصر أحبابها.تعاقدت مع روسيا على 50 مقاتلة ميج-29 روسية. واكتشف النظام المصري في 2015 أنّه بحاجة للاعتراف الدولي. والمعلوم أن عرض شراء شرعية الاعتراف الدولي لا يأتي منفردًا. فأضافت السلطة المصرية طلبًا لـ شراء 24 طائرة رافال. تسلمت منها حتى الآن 11 على دفعات. بدايةً من يونيو/حزيران 2015، وانتهاءً في يوليو/تموز 2017.بالتأكيد إسرائيل ستحلق عاليًا عن السرب. العدد الأكبر، الإمكانات الأفضل، ولاؤها لأمريكا هو الأعظم. تمتلك 78 مقاتلة متفوقة من طراز إف-15. من الظلم أن نقارن بين إسرائيل وغيرها عدديًا فقط. المقاتلات الإسرائيلة تحظى بتطويرات شديدة الدقة داخل إسرائيل. إمكانات المقاتلات المُعدلة إسرائليًا تكاد تفوق نظيراتها الأمريكية. لكن لا بدَ من المقارنة العددية لتصل الصورة. إسرائيل تملك وحدها 300 طائرة إف-16. لا مقاتلات فرنسية ولا روسية. ويأتي بعد إسرائيل تركيا. إذ تمتلك 245 مقاتلة إف-16. وتتشارك تركيا وإسرائيل رغبة التفوق. فلا يتوقف طموحهما عند الاستيراد. بل التطوير ابتداءً، والصناعة المحلية انتهاءً.إذن لا داعي للتلاعب من تحت الطاولة. يمكنك التلاعب بالتحليق فوقها. واستبدل علم دولتك القائم خلفك. واجعل شعارك الحقيقيّ قدرة مقاتلاك.