هذه نصوص قصيرة، داومت على كتابتها على فترات متباعدة، وضمنت بعضها مجموعة قصاصات، إنها مجرد خاطرة مثل خواطر الشعراء، تعن لك فجأة ثم تترك وترحل. لا أستطيع تصنيفها، لا أعرف إن كانت قصصًا أم قصائد نثر. إنها حالات خاصة قد تقترب أحيانًا من شكل القصة القصيرة جدًا، وأحيانًا لا تكون إلا مجرد فكرة، أو ما يشبه قصيدة النثر. أظن أنها تستجيب لميلي القديم لكتابة الشعر، فلها نفس وقع القصائد عندما تتراءى لي، ونفس سطوتها، فهي تستبد بي أحيانًا وأجد نفسي ألُاحق تلك الخواطر الشاردة. الحقيقة أنني أُفرِّق بينها والقصص القصيرة بحدس داخلي، لا أتمكن من الإمساك به وصوغه في كلمات، لكنها في النهاية لحظة مُكثفة أو انطباع أو موقف أو حتى فكرة، تثير انتباهي ورغبتي في تشكيلها.

فتاة محل الفيديو

في فضاء الشارع، في الرابعة بعد الظهر، ينعكس ضوء الشمس على أسفلت شارع بطرس، وينتشر الانعكاس مرة أخرى في الظلال الناعمة أمام المقهى ومحل الأطعمة السريعة، ومحل الفيديو، حيث وقفت فتاة ترتدي بنطلون جينز ضيّقًا وبلوزة صفراء. تركز بصرها في الأضواء التي تشبه سهامًا صغيرة، لامعة تبدأ من الأسفلت، وتتوزع في المكان. تفكر في مصيرها بعد أن أخبرها صاحب محل الفيديو أن تبحث لها عن عمل آخر، منذ بداية الشهر المقبل. كل ذلك بسبب الزبائن. فقد قالوا لصاحب المحل إن وجهها «كِشر»، وإن عليه أن يبحث عن فتاة أخرى «مرِحة». العمل يحتاج إلى المرح، وهي لا تصلح للعمل في محل شرائط الفيديو كما قال لها في الصباح.

ماذا تفعل في وجهها الكِشر؟ حاولت كثيرًا أن تبتسم في وجه الزبائن، وأن تبدو مرحة، وأن تمازح البنات الصغار، وتنظر في عيون الشباب السخفاء بثبات، لكن سحنتها تنقلب رغمًا عنها، وتؤدي عملها بصرامة وبلا كلمة زيادة. تبخ في وجوه الشباب، وتنهر البنات الصغيرات أن يبطلن مياصة. لا تعرف ماذا تفعل في نفسها؟ تهمس: «خلقة ربنا».

تقف أمام باب المحل على الرصيف، تتأمل انعكاس الأشعة، تدوسه السيارات المُسرعِة، ثم ينعكس في عينيها، لا تعرف إلى أين تقودها خطوتها القادمة. لقد بدأت مشوار العمل منذ ثلاث سنوات، أمام ماكينة تصوير مستندات في شارع «محب» بجانب سور المُنتزه، ثم انتقلت لمحل أحذية في شارع «أحمد ماهر»، ثم عملت في حضانة أطفال وتعرضت لتحرش صاحب الحضانة.

اليوم عليها أن تفكر في مسار آخر لحياتها، وقد أصبح الأمر الآن أكثر صعوبة، لأن وجهها المتجهِّم يقف عقبة في طريقها، فما الذي ستفعله عندما يستظرف شاب ويصف تكور صدرها وحبكة البنطال على أفخاذها؟ لا مفر من أن تضربه بقطعة من الحديد، مثلما فعلت مع صاحب الحضانة وتخاطر بأن تقضي بقية حياتها في السجن.

تنعكس الأشعة على الأسفلت فتغشي عينيها. تتلاشى المناظر وتغيب عمّا حولها للحظات. تشعر بالراحة من الحياة ومن وجهها الكِشر.

بريق عين الثعلب

اشترى «ثعلب» في رحلة إلى أديرة وادي النطرون، باعه له شيخٌ من العرب.

عندما دخل به البيت، قالت زوجته:

– يا نهار أسود، جبت ثعلب يعيش معانا؟!

وهرولت إلى المطبخ قائلة:

– لا يمكن أن أعيش في بيت واحد مع ثعلب.

ضحك قائلاً:

– سيكون صديقك، جرّبي.

لكنها حرنت، فزم وجهه، ووضعه على منضدة صغيرة في ركن غرفة المكتب.

مضت الأيام والثعلب ثابت في مكانه، لكن زوجته امتنعت عن تنظيف غرفة المكتب. لم تدخلها بعد ذلك. حرمها الثعلب من الجلوس في المساء تتناول القهوة معه، بخاصة في الشتاء، ولم يتطرقا إلى وجود الثعلب، الذي غاص في صمته وفي وقفته المتأهبة هناك في ركن مُعتِم، خلفه رف من الكتب القديمة، ومجلدات القانون بالفرنسية، كأنه حارس مقبرة.

بعد عام، انشغل الأستاذ بمرض زوجته، وغص البيت بأبناء وبنات العائلة. سافر كثيرًا إلى عيادات الأطباء، وعاش فترة في الإسكندرية وفترة في القاهرة، لكن الدواء لم ينفع، ورحلت الزوجة.

كان لا بد من العودة إلى بيته المنعزل في المدينة الصغيرة لرعاية عمله ومصالحه. يقضي وقت النهار في المحاكم وفي المصالح الحكومية، وجزءًا من الليل في مكتب المحاماة، ثم يعود إلى بيته في العاشرة مساء. يتناول عشاءه وحيداً ويعد لنفسه كأسًا من «الجين»، ويبقى صامتًا حتى الفجر.

في إحدى الليالي بدا له أن الثعلب يتململ، وظهر في عينيه بريق مشع. مد يده وأخذ رشفة صغيرة من الكأس. وأمسك علبة الصور؛ علبة أحذية من الورق المقوى يحتفظ فيها بصور العائلة، أبوه بالجلباب الريفي والعمامة، وأخوه الذي كان يدرس الطب في لندن، وصوره في باريس عندما قضى عامًا يدرس القانون، وصورة جدته، وزوجته وأولاده في المدارس الإعدادية والثانوية والجامعة. يرى حركة الزمن السرية تسري في لون الورق وطريقة التصوير والملابس والنظر والضحك والابتسام.

رفع عينيه تجاه الثعلب وجد البريق في العينين قد تحوّل إلى إشعاع، وبعد لحظات رآه ينزل من فوق منصته وأخذ يتجول في البيت.

كل ليلة، عندما يفرغ كأس «الجين»، ويغلق علبة الصور، يتحول ضوء عيني الثعلب إلى بريق يسيل في المكان ويُغيِّر ملامح الأشياء، يشحن الكتب والمكتب والشمسية والروب الأسود وسلة التليفون بحيوية، كأنها تصحو، كأن الحياة الغافية فيها تستجيب لبريق عين الثعلب.

يتجوّل الثعلب في البيت، ويعيش الأستاذ لحظات نادرة في الصحاري الواسعة، والمزارع البعيدة، يلمع كل ما حوله بسر غامض مثل بريق عين الثعلب، يعطي لقطع الأثاث نعومة ويجعلها هشة ولينة كأنها غير موجودة. يتركه يتجول هنا وهناك، وفي الفجر يرجع من جولته يصعد إلى منصته في طرف غرفة المكتب، وهنا يعرف الأستاذ أن أوان النوم قد جاء، وأن العبء ثقيل منذ الآن حتى لحظة انطلاق البريق من عين الثعلب؛ مسافة طويلة مليئة بالمنغصات ومشاكل الحياة التي لا تنتهي، سوف يتحملها من أجل بزوغ تلك اللحظة.

الطعام السماوي

ذات يوم وقف فوق أعلى تل في الواحات البحرية، في الخلاء الواسع الذي يمتد تلالاً داكنة حتى تصل إلى اللانهاية، وفوقه سماء صافية، لونها الأزرق مشع، تعبرها سحب عملاقة. أخذ شهيقًا عميقًا وحبسه في صدره، ثم فرد ذراعيه وأغمض عينيه، وشعر بأن الفضاء بتلاله وسمائه وصمته واتساعه اللانهائي يسكن جسده؛ في تلك اللحظة كان على وشك أن يطير.

سافر إلى الأقصر وعاش في جو معبد حتشبسوت، وأخذ أيامًا يسجل في كراسة الرسم اسكتشات لمنحوتات المعبد، وعندما تعذر عليه الذهاب إلى الأقصر مرة أخرى، توجه إلى المتحف المصري راكبًا قطار السادسة صباحًا من طنطا، مرة في الأسبوع، حاملًا كراسة الرسم، وقضى شهورًا يُسجِّل في كراسته صورًا تخطيطية لمنحوتات المتحف.

سافر إلى أقصى نقطة في صحراء سيوة، وقابل هناك عجوزًا هولنديًا قال له إنه جاء ليُصلي صلاته السنوية لآمون. في صباح بارد من صباحات سيوة، جلس بجانب الهولندي، وترك الريح الباردة لصباح الصحراء يلمس وجهه، تلك اللمسة الحريرية التي تبعث في قلبه الحنين.

حضر حفلات الموسيقى الكلاسيكية في الأوبرا بالحلة الكاملة والكرفتة، وعروض المسرح التجريبي، وسافر إلى الإسماعيلية لحضور مهرجان السينما التسجيلية. فعل كل ذلك بشوق إلى شيء غامض، يلوح خلف كل شيء، بشوق إلى إشباع لا يتحقق أبدًا، فعل كل ذلك بغريزة منْ يبحث عن طعام سماوي، يظن أنه موجود، لا بد أنه موجود في مكان ما، لا دليل على وجوده غير شوقه إليه.

تَصدُع

بعد الزلزال الكبير في بداية التسعينيات، جاء مهندس من الحي وعاين البيت، وقال إن الزلزال لم يؤثر فيه، والتصدعات ليست ذات شأن. لكن عبد الهادي الذي يسكن في الطابق الثالث، ظل متشككًا في تقرير المهندس. كان خبيرًا في مجلس الدولة. كل يوم يعاين مشاكل لا تنتهي حول المواريث والملكيات وحضانات الأطفال.

في الصباح يفتح باب شقته في الطابق الثالث ويوجه بصره إلى شقوق حوائط السلم، يراقبها ويعرف بحساب دقيق ما ازداد منها وما ظل على حاله. هناك شق طولي بجانب مواسير المياه التي تمتد إلى الأدوار العليا، متوار قليلًا لا يلحظه إلا منْ يعيش في البيت.

ذات يوم رأيته ملصوقًا بورق شفاف. اقتربت مندهشًا. كانت شرائط من ورق لف السجائر. واحدة في الأعلى وأخرى في المنتصف وأخرى في نهاية الشق. لم أطلب منه عندما قابلته -عائدًا من صلاة الجمعة- أن يشرح لي الأمر. قال وهو ينظر إلي بخبث، كأنه يعرف أنني أتابعه، ويدرك اهتمامي بوساوسه كما يهتم هو بشقوق البيت:

– لاحظت ورق البفرة؟

قلت بلهجة معترف:

– لاحظت.

– لم تسألني يعني؟

– أعرف حرصك ولا بد أن يكون للأمر فائدة.

قال:

– كنت أبحث قضية مقاول كبير. مشاكل على الميراث. الناس يمكن أن تقتل بعضها من أجل متر أرض. غريبة!! الأرض أغلى من الحياة. القضية انتهت بالقتل. كان المقاول فرحًا لأن أخاه خلص على ابن عمه، فقد فاز تقريبًا بالنصيب الأكبر، ويبدو أنه كان يغذي النار، وهو الذي قاد الأمر إلى تلك النهاية.

لاحظت أنه ابتعد كثيرًا عن حكاية البفرة، وربما أوقفني بسبب حكاية القتل أكثر مما أوقفني من أجل الحديث عن شقوق البيت. يبدو أنه لمح تململي فأكمل قصته:

-هذا المقاول هو الذي أخبرني عن حكاية البفرة، شكوت له من عدم ثقتي في مهندسي الحي، فسألني عن الأمر، فقلت له إنني ألاحظ تصدعًا في الجدران، ويخيل إليّ أن شقوق حوائط السلم تزداد اتساعًا يومًا بعد يوم. قال: هات ورقة بفرة وألصقها على الشقوق، ولو وجدت البفرة قد تمزقت بعد عدة أيام، اعرف أن البيت يتصدع، ولو وجدت البفرة في مكانها، اعرف أن البيت ثابت.

سألته:

– وماذا وجدت؟

قال:

– من يوم الثلاثاء، البفرة لم تتمزق، لكن الحكم صعب الآن، سوف أصبر أسبوعًا آخر.

ظلت أوراق البفرة على الشقوق حتى تقادمت واصفرت، وبهت لونها، وسقطت بجانب مواسير المياه مثل حشرات ميتة، وظل عبد الهادي يظن أن الجدران لا بد أنها تتصدع، وكل فترة أجد ورق بفرة جديدًا على شقوق السلم بجانب مواسير المياه.

نحيب راحيل

صديقي مغرم بربط الأحداث الجارية بالأساطير القديمة. منذ عام كانت حكايته المفضلة هي فقد «حورس» لعينه أثناء صراعه مع «سِت»، وكيف أن فقد العين، في الميراث الثقافي، أضحية نقدمها في صراعنا مع الشر. فَقْد العين تحرير لها من كونها أداة للرؤية، لتصبح هي نفسها النور الذي نرى به. لا بد أن ندفع ثمن ميلاد زمن الخير. عين الشمس هي عين حورس التي توّجت نضاله من أجل الخير، وها هي تنير الأرض.

هذه أسطورته بعد ما فقد مئات الشباب أعينهم في أحداث عام 2011. وقتها قابلني على المقهى حزينًا قائلًا إن الأعين التي فُقدت لا بد أن تتحوّل، حسب الأساطير، إلى شموس صغيرة تنير لنا. لكن هذا الظلام أقوى من الشموس الصغيرة التي طارت من محاجرها، لأنه حصيلة آلاف السنين من الشر، إنه أكثر عمقًا مما نتخيّل، ويتطلب تضحيات أفدح مما قدم الناس على هذه الأرض منذ بدء الحياة.

في أحداث الأول من فبراير 2012 في استاد بورسعيد، انهار تمامًا وجاءني يبكي، قائلًا إن الشر الحديث أكثر شراسة من الشر القديم، إنه لا يكتفي بالأعين، إنه يقتل الأطفال في مدرجات ملاعب كرة القدم.

بعد ذلك حاول أن يُعزيني ويُعزي نفسه، قائلاً: إنهم خائفون من ميلاد الفجر. قتل الأطفال دليل على ميلاد كبير قادم، وتحدث عن الحاكم الروماني «هيرودس» الذي قتل كل أطفال القدس، لأنه عرف أن منهم طفلًا سوف يقوِّض ملكه، ومن وجهة نظر صديقي فإن أغنية الأولتراس:

لابس تي شيرت أحمر ومسافر بورسعيد
راجع في كفني أبيض وخلاص بقيت شهيد.

لها نفس الرجع الفادح لكلمات الكتاب المقدس:

وعندئذ تم ما قيل بلسان النبي إرميا القائل: صراخ سمع من الرامة: بكاء ونحيب شديد، راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم قد رحلوا.

تعلُّق

كل مساء يمر من أمام محل نظارات، في طريقه إلى عمله في مكتب المحامي، كاتبًا على الآلة الكاتبة. يقف أمام الفاترينة لحظات يشاهد أشكال النظارات، ثم يتأمل صورة امرأة شعرها أصفر، ابتسامتها جميلة تُظهر أسنانًا بيضاء لامعة، تنظر إليه بعيون رمادية لامعة، خلف نظارة من دون إطار. لمعة العينين واضحة، تشيع البهجة في الروح، نظرتها محبة كأنها تعرفه، كأنما قابلها ذات يوم في حياة أخرى، شخصية حقيقية، كائن من لحم ودم، وليست صورة.

كل يوم يراها، يبدو له أن نظرتها اختلفت عن اليوم السابق، تبث عيناها نوعًا من البريق مختلفًا. كانت نقطة نور في تلك الفترة التي عمل فيها في مكتب ذلك المحامي العصبي، ويوماً بعد يوم بدأ يفكر أن هذه المرأة تعيش في مكان ما، وأنهما سوف يلتقيان في يوم من الأيام.

وفي ليالي الإرهاق يمر على محل النظارات في طريق عودته إلى البيت، يلقي نظرة على الصورة ويقول لنفسه: كف عن جنونك، ويفكر أن تعلقه بتلك المرأة سوف ينتهي لا محالة، لأنه سوف يزهق من الصورة ومن صاحبتها، وسوف تذبل نظرة المحبة الحانية.

لكن ذلك لم يحدث، كل يوم تتلوّن نظرتها بلون آخر. كل يوم يراها جديدة. هكذا وقع في غرام الصورة وخاف أن يفقد تركيزه ويكتب على الآلة الكاتبة ما يفيض به قلبه من محبة بدلًا من مذكرات الدفاع.

قرّر، لكي يحاصر الهوس، أن يأخذ طريقًا إلى مكتب المحامي لا يمر بمحل النظارات، لكن الشوق غلبه بعد عدة أيام، فعاد مرة أخرى ليرى السيدة في الصورة، مُشرقة الوجه، كأنها فرِحة لأنها رأته مرة أخرى، لم يكن في نظرتها أي لوم لأنه انقطع عن رؤيتها عدة أيام، بل نظرة مشرقة مُرحِّبة.

ثم حدث أن انشغل في أعمال ضرورية لا تدع مجالاً للحظات جنونه الصغيرة، عندما أرسل أخوه من الخارج نقودًا لكي يتابع عُمّال البلاط والتبييض، حتى ينتهي تشطيب الشقة قبل رجوعه في الصيف، لكنه كلما تذكّر امرأة محل النظارات، يعود إلى المحل فيجدها في انتظاره مُتهللة لرؤيته، وابتسامتها أكثر إشراقًا.

بعد ذلك اختلف مع المحامي، وترك المكتب وانتقل للعمل في مكتب آخر بالقرب من محطة القطار، ولم يعد محل النظارات في طريقه، وغابت تلك المرأة بعيداً، فهي لا يمكن أن تعيش في قلب يغص بالهموم، أو في نفس تغص بالأشباح.

ذات يوم كان فرحًا بمشوار عائلي سيمر فيه من أمام محل النظارات، فسوف يرى صاحبة النظرة المشرقة، لكنه عندما اقترب من المكان، سمع ضجيح التكسير والعمل.

عَبَر الطريق بقلب واجف، رأى العمال يزيلون البلاط ويرفعون الزجاج الذي كانت تطل السيدة من خلاله.

أوقف المحل النشاط، والعمال يبنون ديكورًا جديدًا يناسب النشاط الجديد.