تعتبر أفكار مدرسة فرانكفورت هي حجر الأساس وراء كل الأفكار المنتشرة اليوم بين النخب الفكرية في الحرم الجامعي والإعلام والسياسة والمنظمات غير الحكومية، فقد أنتجت مجموعة من الأفكار الثورية التي أصبحت تتحكم في أغلب تفاصيل المواطن الغربي وانتشر صداها حتى في أغلب دول العالم، فهذه الأفكار تدير العالم وتحكم حياتنا، وهي المُسبِّب الأول لصعود كل التيارات اليمينة المتطرفة في أوروبا وفي العالم، فنحن نسمع عن منتدى دافوس لـ «كلاوس شواب» والمجتمع المفتوح لـ «جورج سوروس»، وكل المنظمات الحقوقية في العالم التي تدافع عن باقة من الحقوق، إلا أننا لا نعلم الأفكار الأيديولوجية لمدرسة فرانكفورت التي تُحرِّكهم من الخلف.

تأسيس مدرسة فرانكفروت وأهم أفكارها

للتوصل إلى نظرة شاملة لأيديولوجية مدرسة فرانكفورت، من الضروري العودة إلى العشرينيات في التاريخ الألماني، ففي عام 1923، أسّس «فيليكس ويل» معهد البحوث الاجتماعية في فرانكفورت، المعهد كان قائماً على نظرة ماركسية للواقع وقد تم تأسيسه لكي يكون مؤسسة فكرية بحثية لأجل الحكومة الألمانية في حال انتقالها إلى الشيوعية [1]. بهذا، أثبتت الماركسية نفسها كحجر الزاوية الأيديولوجي للمعهد، لدرجة أن أحد كبار الأساتذة في جامعة فرانكفورت، فريتز شميدت، قدّم شكوى إلى وزارة الثقافة البروسية من خلال إثبات أن اختيار مساعدي المعهد كان قائماً على التحيز الأيديولوجي، وبحسب شميدت، فقد تم تجميع عدد كبير من الطلاب الشيوعيين والثوريين الأجانب في المعهد [2]. ومن الأهمية بمكان تسليط الضوء على أن الجيل الأول من معهد البحوث الاجتماعية تألف بالكامل من اليهود الشيوعيين والأفراد الذين أدانهم النازيون لانتمائهم لليهودية. [3]

وبالفعل، كان أعضاء المعهد ضحايا للحس الأخلاقي المعادي لليهود المنتشر في المجتمع الألماني، بالإضافة إلى أنهم كانوا من الأجانب. من الجانب النفسي، الموقف الصعب الذي عاشه أعضاء المعهد جعلهم يتبنّون نظرة نقدية للمجتمع. بعبارة أخرى، أدت المثل العليا المشتركة للهيمنة الثقافية والقيم الأخلاقية في جميع أنحاء ألمانيا إلى استجابة مضادة، والتي تمثلت في معهد البحوث الاجتماعية.

حدث التغيير الكبير في تاريخ المعهد عندما تنحى المدير السابق، كارل جرونبرج، عن منصبه بسبب مشاكل صحية، ليخلفه الفيلسوف الألماني اليهودي، ماكس هوركهايمر في عام 1928 [4]. وبمجرد وصوله إلى إدارة المعهد، جمع المدير الجديد حوله شخصيات مختلفة بما في ذلك إريك فروم، وهربرت ماركوز، وفرانز نيومان، وفريدريش بولوك. [5]

خلال هذا الوقت اكتسبت النازية أرضية سياسية كبيرة في ألمانيا مع صعود أدولف هتلر إلى السلطة. لذلك، كان لا بد من مغادرة اليهود للبلاد لتأمين حياتهم. ولحسن حظهم، فتحت الولايات المتحدة حدودها أمام المفكرين والعلماء اليهود الفارين من ألمانيا النازية، مثل ألبرت أينشتاين، وذلك لتعزيز مجالها التكنولوجي والعلمي. [6]

عملت سياسة هجرة العقول التي طبقها الأمريكيون لصالح المعهد الذي استغل الفرصة وقام بتغيير مقعده إلى سويسرا ثم إلى الولايات المتحدة. اعترف «ليو لوينثال» في مقابلة أن «جامعة كولومبيا كانت سخية للغاية: لقد وفرت لنا من الناحية التنظيمية والقانونية نفس الظروف التي تمتعنا بها في فرانكفورت. وجعلوا معهد البحوث الاجتماعية تابعاً لجامعة كولومبيا، وحصلنا على مكان رفيع في الجامعة، حافظنا عليه حتى أواخر الأربعينيات. ثم تم الانتقال إلى الولايات المتحدة في عام 1934» [7]. وفي الستينيات تم استخدام مصطلح «مدرسة فرانكفورت» لوصف هذه المجموعة الفكرية وسعد بها «تيودور أدورنو». [8]

ومع وصولهم إلى الولايات المتحدة، تم تطوير النظرية النقدية من قبل «هوركهايمر» و«أدورنو» في عملهم الشهير «جدل التنوير»المنشور في عام 1947. الحجة الأساسية للنظرية تدور حول الهيمنة الاجتماعية. بعبارة أخرى، يتعرض الفرد للهجوم المباشر من قبل المجموعة إلى الحد الذي يُحرَم فيه من ممارسة فرديته بالكامل. بناءً على هذا، يمكن تطبيق الخصائص الكاملة للنظرية بشكل مثالي على المجتمع الأمريكي [9]. ومن هنا قاموا بتعويض كُرههم للثقافة الألمانية بكره الشعب الأمريكي. وباستخدام نفس طريقة التفكير، صوّر «هربرت ماركوز» المجتمع الأمريكي على أنه «مجتمع أحادي البعد»، يعمل على قمع أي معارضة سياسية محتملة. [10]

وتحصلت هذه الأفكار على مكانة مرموقة داخل جامعة كولومبيا، حيث تمكّنوا على التعبير عن اشمئزازهم من المجتمع من خلال مهاجمة ما اعتبروه الهيكلة السفلية للسلطة، وهو ذاته ما واجهوه في ألمانيا النازية.

تشكلت مدرسة فرانكفورت من المثقفين الماركسيين الذين ضاقوا ذرعاً من الواقع، مما دفعهم إلى التفكير بجدية في تغيير وجه النظرية الماركسية برمتها لصالح الأقليات. انتشر هذا المنظور النقدي للمجتمع على نطاق واسع في الجامعات الأمريكية في الستينيات، ونجح في تعزيز تعدد الحركات المناهضة للمنظومة السياسية والاجتماعية. ونتيجة لهذا، نشأت أيديولوجية سياسية جديدة بالكامل خرجت من الحضن الفكري للنظرية النقدية الممثلة في اليسار الجديد [11]. ولتعزيز هذا الارتباط، ظهر كتاب «الإنسان ذو البعد الواحد»للمُنظِّر النقدي «هربرت ماركوز»، والذي نُشر في عام 1964، وانتشر كالسيل الجارف بين الراديكاليين الشباب من اليسار الجديد، وناشد كل المدافعين عن الثقافة المضادة. [12]

على الرغم من انطلاقه من وجهة النظر الماركسية للواقع، فإن اليسار الجديد انحرف عن اليسار القديم الذي آمن بالصراع الطبقي، واعتبر البروليتاريا القوة الثورية ضد النظام البرجوازي القمعي. لقد ألقى اليسار الجديد جانباً كل هذه الأفكار، واعتبر الأقليات المضطهدة قوى مقاومة ضد جيش الهيمنة الذي تُجسِّده الأغلبية. لم يعد الصراع بين البرجوازية والبروليتاريا. أعيد تشكيل أسس الصراع وتم تجديده بين الأغلبية والأقلية.

وفي حين ركّز اليسار القديم فقط على الكتلة الاقتصادية، أكّد اليسار الجديد على أهمية الثقافة والاقتصاد والتحالفات السياسية. ربما يكمن أهم اختلاف بين النظريتين في مسألة الليبرالية، إذ وصف اليسار القديم الليبرالية بالشر المطلق. على الجانب الآخر، قبل اليسار الجديد الليبرالية في كل مقياس وفي كل فئة. ومن هنا، ظهرت مجموعة من الحركات الاجتماعية الجديدة لرفع راية اليسار الجديد. كانت تتمحور بشكل أساسي حول الطبقية الاجتماعية والجندر والعرق والجنس والبيئة ومعارضة الكولونيالية والعديد من القضايا الأخرى المختلفة. [13]

وأدّت كل هذه التحليلات الجديدة للواقع إلى انفجار كبير من النظريات النقدية المختلفة. في الواقع، كل فئة تحمل نظريتها النقدية الخاصة: النظرية الماركسية للطبقات الاجتماعية، النظرية النسوية للجندر، النظرية العرقية النقدية للأقليات العرقية، النظرية الكويرية للأقليات الجنسية، النظرية الخضراء للبيئة، نظرية ما بعد الاستعمارية لأجل الشعوب المضطهدة.

كل نظرية تنبع مباشرة من النظرية النقدية التي أتت بها مدرسة فرانكفورت. الهدف المطلق من وراء كل هذه النظريات هو تقديم شكل من أشكال النقد للمجتمع المهيمن والمتخلف مع التأكيد على ضرورة تحقيق الحرية والتحرر لأجل الأقليات. لذلك ينقسم المجتمع الأمريكي إلى مجموعتين رئيسيتين: مجموعة ظالمة ومجموعة مظلومة. وبالتالي، أصبح لدينا تنظيم فكري تبعه تنظيم سياسي.

يمكن افتراض أن الأيديولوجية اليسارية الجديدة هي شكل من أشكال التزاوج بين الشيوعية والليبرالية. بتعبير أدق، اليسار الجديد هو وليد اقتران الثورة البلشفية والثورة الفرنسية. من هنا ولدت الليبرالية النقدية. وهذا التيار الفكري هو المسؤول الأوحد عن صعود تيار ما بعد الحداثة.

بداية تأثير مدرسة فرانكفورت في السياسة والمجتمع الأمريكي

تحولت مواجهة المجتمع من النظرية إلى الممارسة في ما يُعرف بـ «الستينيات المتأرجحة»، إذ تم طرح أسئلة مثيرة للقلق حول الطبيعة العنصرية للمجتمع الأمريكي، وكراهية المثليين، والتحيّز الجنسي في المجتمع الأمريكي.

تمّت إعادة معالجة وتمحيص كل قيم ومعتقدات المواطن الأمريكي البسيط، مما زلزل كل معتقداته وثقافته. وتم التطرّق إلى كل المواضيع المُحرمة، وتحدي كل المبادئ الهوياتية في الولايات المتحدة، وضربها في الصميم.

ظهرت حركات ثورية مختلفة: الحركة الطلابية، والحركة المناهضة للحرب، وحركة الحقوق المدنية، وحركة القوة السوداء، وحركة حرية التعبير، وحركة الهيبيز، والموجة النسوية الثانية، وحركة الهنود الأمريكيين، وحركة تحرير المثليين، والمدافعون عن البيئة، وحركة الدفاع عن استهلاك المخدرات، والحركة النباتية، وحركة العصر الجديد، وحدثت الثورة الجنسية وهلم جراً.

تم تعزيز كل هذه التحركات برسالة مفتوحة بعنوان «رسالة إلى اليسار الجديد»، كتبها «تشارلز رايت ميلز»، أستاذ علم الاجتماع بجامعة كولومبيا في عام 1960. وأكد فيها ميلز نهاية الأيديولوجية لصالح الليبرالية النقدية بالقول:

دع النساء المُسنات يشتكين بحكمة من نهاية الأيديولوجية، فنحن [اليساريون] في كرسي القيادة من جديد. [14]

هذا الافتراض ينطلق من منظور دارويني بحت، يؤكد أن جميع الأيديولوجيات لا تمتلك القدرة الفكرية على المصارعة الذهنية مع الليبرالية النقدية. لذلك، فإن اليسار الجديد هو القوة السياسية الأخيرة التي ستصمد في وجه أي أيديولوجية أو معتقد آخر. عملت رسالة ميلز على زيادة تصعيد ثقة الطلاب النشيطين ليصبحوا وكلاءً للتحول الاجتماعي من خلال الضغط على السياسيين في حرم الجامعات وفي الشوارع. ومن هنا تحولت القوى الثورية من البروليتاريا إلى الطلاب ثم إلى الأقليات.

كانت الستينيات فترة من فترات صعود تيار ليبرالي جديد، عارض الوضع الاجتماعي الأمريكي. يمكن تجسيد الستينيات من خلال التطبيق السياسي والاجتماعي لتصور متجدد لليبرالية، قائم على وجهات نظر مدرسة فرانكفورت. ظهر الدفاع الليبرالي عن الأقليات وحقوقها من داخل الجامعات، وكان نقطة البداية لصعود سياسات الهوية.

أدى هذا التصور إلى ظهور مجموعات وحركات مختلفة تسببت في زلزال في الساحة السياسية الأمريكية. بعبارة أخرى، تم تبني نهج معادٍ للثقافة الأمريكية بين الأكاديميين والشخصيات السياسية. اهتزت القيم الأساسية للمجتمع الأمريكي من أسسها. أثار النشاط الحافز للحركات الليبرالية رفضاً تاماً من المجتمع المحافظ الذي كان غاضباً وخائفاً على قيمهم التقليدية القائمة على العقيدة المسيحية البروتستانتية.

بداية تأثير أفكار مدرسة فرانكفورت على السياسيين في أمريكا

تعليقاً على الظاهرة السياسية المتصاعدة، أعلن الرئيس الأمريكي «جون كينيدي» في خطابه الافتتاحي للرئاسة:

دعوا الكلمة تنتشر، انشروا الكلمة من هذا الزمان والمكان بين الأصدقاء والأعداء على حد سواء، واعلموا أن الشعلة قد انتقلت إلى جيل جديد من الأمريكيين. [15]

اللمسة التبشيرية في خطاب كينيدي تعتبر واحدة من نقاط الحشد لتوسيع بوتقة اليسار الجديد بين الجيل الجديد، الذي أصبح يشعر بالاغتراب عن التقاليد القديمة الموروثة لآبائهم. «وعدُ كينيدي» كان بمثابة دعوة للمساهمة في الصحوة الليبرالية، من خلال طرد شبح المحافظة من المجتمع واستبداله بالقيم الليبرالية. لتحقيق هذا التصور المستقبلي، كان النشاط السياسي ضرورياً بالنسبة لكينيدي، الذي عبّر عن التزامه:

لا تسأل عمّا يمكن أن يفعله بلدك من أجلك. اسأل ما يمكنك القيام به لأجل بلدك. [16]

كان مرشح الحزب الديمقراطي، جون كينيدي، أحد الشخصيات الرئيسية التي حدّدت معايير الحرب الثقافية بين اليمين واليسار. كانت تصريحاته ترمز إلى رسالة أمل للشباب الذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم لتغيير العقلية الاجتماعية. يمكن القول إن جون كينيدي كان من الأقلية الأيرلندية الكاثوليكية في الولايات المتحدة. لذلك، من الطبيعي جداً أن يلتزم بعناصر التغيير. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الحزب الديمقراطي ملاذاً للقوى الثورية الجديدة، حيث تعمل على ضمان حقوق الأقليات منذ الستينيات.

سار الرئيس بيل كلينتون أيضاً في نفس المسار عندما دعا إلى ثورة ثالثة عظيمة لإكمال الثورة الأمريكية وثورة الحقوق المدنية. الهدف من الثورة هو إثبات أن الجيل اليساري الليبرالي الجديد يمكن أن يعيش من دون هيمنة الثقافة الأوروبية [17]. صرخة النفور من الثقافة الأوروبية المهيمنة في خطاب كلينتون جعلت استدامة هذه الرؤية الأيديولوجية اليسارية الجديدة جزءاً لا يتجزأ من الحياة الروحية الغربية [18]. في الواقع، لم تؤثر هذه الأيديولوجية على الولايات المتحدة والغرب فحسب، بل أثّرت أيضاً على غالبية العالم. باختصار، صدّرت أمريكا معضلاتها السياسية إلى الخارج.

أفكار مدرسة فرانكورت ونظريتها النقدية تواصل اليوم على نفس المنوال في التأثير على أصحاب النفوذ في العالم من سياسيين ورجال أعمال ومفكرين وصحافيين وفنانين وغيرهم. فالمنظومة الغربية الصاعدة تقوم أساساً على نظرية «الووك»، والتي خرجت بدورها من رحم النظرية النقدية والتي تنادي إلى طمس تاريخ الدول «العنصرية»، وتنادي بإعادة كتابة التاريخ، وتضغط على الحكومات والشعوب للاعتذار على تاريخها «الإجرامي»، وتعمل على فتح الحدود للمهاجرين غير الشرعيين، وتُروِّج للقومية السوداء زاعمين أن أصحاب البشرة السوداء هم أكثر الشعوب الذين تعرضوا للتهميش والاضطهاد.

كما أنها تنادي بالعديد من الأفكار الأخرى؛ كالتغير المناخي، والطاقة البديلة، والمثلية الجنسية، وتقنين المخدرات، وحرية المرأة، والإجهاض، وتحديد النسل، والتعدد اللغوي، والفدرالية، والحركات الانفصالية، والتشدد في الدفاع عن حقوق الحيوان، ومعاداة النظام الأبوي، والتعددية الثقافية، ومنع الإعدام، والطعام النباتي، وروحانيات العصر الجديد، وإضعاف سيادة الدولة، ووحدة الأديان، وإلغاء الشرطة، ومعاداة القيم الأسرية، ومعارضة الحروب.

كل هذه الأفكار تبدو مبعثرة، ولكنها تنتمي إلى أصل واحد، حيث لم تعد حبيسة الغرب، بل أصبحت تُروِّج في بقية العالم، بما فيها العالم العربي، وسيكون لها صدى كبير في المستقبل.

المراجع
  1. Wiggershaus, 1995: 9.
  2. Wiggershaus, 1995: 36.
  3. Wiggershaus, 1995: 4.
  4. Dubiel, 1981: 141.
  5. Held, 1990: 31.
  6. Mauk & Oakland, 2009: 30.
  7. Dubiel, 1981: 143.
  8. Wiggershaus, 1995: 1.
  9. Wiggershaus, 1995: 401.
  10. Geary, 2009: 8.
  11. Katsiaficas, 1987: 24.
  12. Kellner, 2005: 2.
  13. Kellner, 2005: 2.
  14. Geary, 2009: 9.
  15. Thomas, 2011: 290.
  16. Thomas, 2011: 290.
  17. Huntington, 2004: 8.
  18. Dubiel, 1981: 144-145.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.