منذ انطلق فيسبوك عام 2004، شكّل طفرة عظيمة التأثير غيرت شكل عالمنا إلى الأبد، معتمدًا في هذا على مجموعة من الأدوات والميزات جذبت إليه أكثر من مليار مستخدم، لينفقوا من حياتهم عليه ساعات طويلة يوميًا، يمكننا أن نترجمها إلى سنوات بعد عقود من الآن.

يداعب فيسبوك هشاشتنا النفسية واحتياجنا إلى التواصل البشري، مع اتساع العالم وازدياده خواءً وبرودة، وبتطوير أدواته يومًا بعد يوم، نقضي وقتًا أطول في استعماله، إلا أن بعض الأدوات العبقرية لم تصل إلى فيسبوك بعد، والتي من شأنها أن تجعله أفضل ما تم اختراعه.

دعونا نستعرض أدوات فيسبوك العبقرية التي لم تخطر ببال مارك زوكربيرج من قبل، لعلها تجد طريقها إليه.


1. اضغط Like لما أعجبك من Like

كم مرة كتبت شيئًا صادقًا تتمنى أن يُعجب به شخص معين، فإذا به يضغط Like، فترغب تلقائيًا في ضغط Like على الـ Like الخاص به؟

وكم مرة قرأت شيئًا شديد العبقرية لم يحظ إلا بإعجابات محدودة من أشخاص معدودين، فوددت ضغط Like على لايكاتهم جميعًا، لكن فيسبوك أوقفك عند حدك، قبل أن تعجب بإعجابهم، فيعجبون بإعجابك بإعجابهم، فتعجب بإعجابهم بإعجابك بإعجابهم، وتفقدون أنفسكم في دائرة لا نهائية؟.

رغم الاحتمالات الجنونية، سيكون زر اللايك للايك أداة صانعة للمرح إذا وجدناها على فيسبوك.


2. بلوك الأخبار السيئة

«تفجيرات في باريس»، «انفصال براد بيت وأنجلينا جولي»، «مصرية تواجه المجتمع بحملها دون زواج»، أخبار كثيرة تتصارع علينا يوميًا، حتى تخنقنا بالسخط والإرهاق، ولا نتمنى أكثر من أن يخلو فيسبوك منها لنستمتع بالهدوء ونمرح قليلًا.

ماذا لو صمم مارك زوكربيرج أداة جديدة على غرار مربع البحث في الشريط العلوي، وليكن اسمها «احجب الأخبار السيئة»؟، إنها أداة بسيطة للغاية وعبقرية، وكل ما عليك أن تضع فيها اسم حدث معين أو قضية معينة، لتختفي تمامًا من الصفحة الرئيسية و«آخر الأخبار».

إنها أهم أداة يجب أن يحظى بها فيسبوك، ليتفادى هروبنا من دُش الأخبار الكئيبة، خاصة وأن كوارث العالم نشطة للغاية، ولا تمنحنا ربع استراحة.


3. احرمهم من وجودك العظيم

قبل سنوات كان فيسبوك يتمتع بأداة عظيمة، تدخل إلى صفحة أي شخص من أصدقائك، وتضغط السهم المجاور لاسمه، ثم تختار «إخفاء إشعاراتك عن هذا الشخص»، ليتوقف عن متابعتك تلقائيًّا، وتصبح غير موجود بالنسبة إليه.

مع هذه الأداة الفقيدة كان بوسعك التحرك بخصوصية على فيسبوك، وأنت ضامن 100% أن الشخص الذي حجبت أخبارك عنه سيجد صفحتك خاوية من أي تحديثات لاحقة لهذا الحجب، وبالتالي لن يكون عليك تعديل خصوصية كل منشور تكتبه أو تشاركه كما يحدث الآن.

يتيح فيسبوك حاليًّا أن تتلاعب بخصوصية أي منشور، فتريه لأشخاص دون آخرين، ولكن العيب الأساسي في الأداة الحالية أنه يتطلب تطبيقها في كل مرة تنشر فيها شيئًا. صحيح أن فيسبوك سيتذكر آخر إعدادات نشرت عليها، ولكن ماذا لو رغبت في نشر شيء معين للعامة وحجبه عن بعض أصدقائك، ثم عدت لنشر شيء آخر تريد مشاركته مع الأصدقاء فقط، مع استمرار حجبه عن نفس الأشخاص؟، مجرد انتقالك من النشر «المخصص» إلى «العامة» سيلغي كل شيء، وستبدأ من جديد.

بالطبع كان فيسبوك يمتلك خاصية مماثلة تحجب أخبار أي شخص عنك، ولكنها مستمرة حتى الآن تحت اسم Unfollow؛ أعظم هدايا مارك لرواد منصته الزرقاء.


4. ديسلايك

«كلامك لا يعجبني»، طالما تمنينا هذا الزر السحري أمام المنشورات السمجة، ولكن لسنوات تمسّك خبراء السوشيال ميديا بأنه من المستبعد أن يعتمد زوكربيرج تلك الأداة على فيسبوك؛ حتى لا يشعر بعض المستخدمين بأنهم غير مقبولين في محيطه، فيغادروه.

حسنًا، يبدو أن الخبراء مخطئون قليلًا، أو أن مارك أوشك على الاستسلام لرغبة الملايين، فمؤخرًا اعتمدت شركة فيسبوك زر «Dislike» في تطبيق فيسبوك ماسنجر على الموبايل، الأمر الذي يشير إلى قرب طرحه على الموقع الأصلي.

لهذا جهز قائمة المنشورات التي ضايقتك، واستعد لإضاءتها بضغطة صغيرة على الزر الذي طال انتظاره.


5. وداعًا للـ «بلا بلا بلا»

هل سبق وشاركت في نقاش على صفحة أجنبية، وداهمتك تعليقات من كل لغة حتى أوشكت على الجنون؟

لهذا السبب نحتاج لتلك الخاصية الخيالية من فيسبوك، لحجب اللغات التي لا نفهمها في التعليقات، وأحيانًا في صندوق الرسائل الخفية، حتى لا نجد الأحرف اليابانية والصينية والروسية والهندية تقفز في وجوهنا، لتشتتنا عما نقرأ.


6. اعرف من زار بروفايلك

من المستبعد أن يحتضن فيسبوك خاصية تفضح تحركات مستخدميه أمام بعضهم بعضًا، لئلا يصبح بيئة غير مريحة، بجانب عدم منطقيتها في موقع «تواصل» يبحث فيه البشر عن آخرين يشاركونهم اهتماماتهم.

رغم هذا نحن بحاجة شديدة لخاصية «اعرف من زار بروفايلك»، حتى يتوقف الإخوة الداعون لها عن مطاردتنا في التعليقات، والمجموعات، والمنشورات، وفي الحمام وتحت الوسادة، دون أن يتساءلوا للحظة: ماذا سنفعل لو عرفنا من زار بروفايلاتنا؟، هل سنرد له الزيارة؟


7. غيّر لون فيسبوك

اللون الأزرق هو اللون الأبدي لفيسبوك، ورغم هذا نحتاج إلى خاصية تغيير لونه، ليتوقف السادة الذين يطاردوننا بالروابط المعطوبة والمفيرسة عن مطاردتنا، جنبًا إلى جنب السادة ضباط شرطة مكافحة زيارة البروفايلات، المذكورين أعلاه.

وسيبقى فيسبوك على قدم التألق والتطوير يومًا بعد يوم، ويعلن عن مزايا جديدة أسبوعيًا، ولن نتوقف عن تمني أدوات جديدة تجعل وجودنا عليه أكثر رفاهية، فهل لديك اقتراحات أخرى؟

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.