مع بداية العام الدراسي نجد أنفسنا ندور في دائرة روتينية من المهام التي أولها وأثقلها على النفس الاستيقاظ في الصباح الباكر، كذلك أبناؤنا يدورون في فلك نفس الدائرة؛ لذلك توجب علينا القيام ببعض الأشياء التي من شأنها كسر حدة هذا الروتين، وتجديد النشاط لدى الأم والأبناء على حد سواء.


1. النزهة قصيرة المدى

الوقت ليس مناسبًا لنزهة طويلة أو قضاء عدة أيام خارج المنزل؛ لذا فنزهة قصيرة بالقرب من المنزل قد تفي بالغرض وتجدد الروح. كل ما عليك فعله هو اصطحاب أبنائك إلى الشارع والمشي سويًا كلما أمكن لكم القيام بذلك، ولو لمدة ساعة. يمكنك استغلال هذه النزهة لشراء بعض طلبات المنزل الخفيفة، تناول الآيس كريم سويًا، أو حتى شراء الخبز اللازم لإعداد الفطور في الصباح.


2. وقت للأسرة

بدلًا من ترك الأبناء لمشاهدة الكارتون بعد إنهاء الفروض المنزلية والذي من شأنه تشتيت الانتباه وإضعاف الذاكرة، ما رأيكِ أن تطلبي منهم أن تجتمعوا معًا لمشاهدة برنامج يرضي الجميع، أو فيلم وثائقي للأطفال عن حيوانات الغابة مثلًا، أو حتى تصفح فيديوهات علمية تثقيفية للأطفال؛ وما أكثرها على الإنترنت.


3. زيارة عائلية

الزيارات والواجبات الاجتماعية، قوموا سويًا بزيارة أحد الأقارب. إذ لا يعني بدء الدراسة توقف الحياة الاجتماعية، سيكون ترتيب الأمر صعب قليلًا لكنه ليس بالمستحيل. هذه الزيارات وبالإضافة لدورها في تقوية أواصر الود العائلية فهي أيضًا تُكسب الأطفال خبرات اجتماعية عديدة، وتكسر حدة وروتين يومهم الدراسي.


4. الخدمة العامة (المشاركة المنزلية)

أشركي أبناءك معك في أي عمل منزلي لا يتطلب جهدًا بدنيًّا قويًّا، فأجسادهم مرهقة فعليًّا من يومهم المزدحم، مثلًا إعادة ترتيب ملابسهم في دولابهم الخاص، مساعدتك في تنظيف المنزل باستخدام المكنسة الكهربائية، أو إرسال أحدهم لشراء مكونات كيكة الشوكولاتة وقوموا بصنعها سويًا. صدقيني رغم أن هذه الأعمال قد تبدو مملة، ولكن الأطفال سيفرحون بها لأنها أبعدتهم ولو لبرهة من الزمن عن روتين يومهم المعتاد.


5. قليل من الفوضى

لا يجب أن تكون الأمور على ما يرام دائمًا. ما المانع أن تفاجئيهم أن اليوم راحة من الواجبات المنزلية! نعم قليل من التكاسل لن يضر. أخبريهم أنكم لن تقوموا بحل الواجبات والفروض اليوم، وأن هذا يوم اللعب. افعلوا ما يحلو لكم، بالطبع عليك اختيار يوم هادئ نسبيًا، وبعيد عن امتحانات التقييم الدورية، صدقيني هذا اليوم الفوضوي سوف يجدد نشاطهم ويشحن طاقتهم ويجعلهم مقبلين أكثر على المدرسة والاستذكار.


6. الانتظام في ممارسة الرياضة

إذا كان طفلك مشتركًا بإحدى اللعبات الرياضية فلا تشددي على أن تكون درجة انتظامه في حضور التمرينات الأسبوعية كما هي في الإجازة الصيفية. ما المانع أن يحضر يومين فقط في الأسبوع بدلًا من ثلاثة أو أربعة أيام، فحتى وإن أعاق هذا الوضع تقدمه في اللعبة مؤقتًا، فإنه على المدى البعيد سوف يتمكن من تعويض هذا التأخر في الإجازة الصيفية.


7. الصبر الصبر الصبر

لكي يمر العام الدراسي بسلام عليكِ التحلي دائمًا وأبدًا بالصبر، لا تتضايقي أو تثوري من عدم استجابة أبنائك وتفاعلهم معك أثناء الاستذكار وأداء الفروض المنزلية، فمعظم الطلاب رغم عدم تجاوبهم وتقديم إجابات صحيحة أثناء الاستذكار في المنزل، فإنهم يبلون جيدًا في الحصص الدراسية والتقييمات الدورية.

في النهاية، ليس علينا الاكتفاء بكسب المعركة؛ بل الأجدر بنا كسب الحرب، أي أنه ليس علينا ضغط أبنائنا نفسيًّا وعصبيًّا طوال العام الدراسي من أجل الحصول على تقييمات مرتفعة في نهاية العام وفقط، بل الأولى بنا الحفاظ على صحتهم النفسية على المدى البعيد في مراحل حياتهم المختلفة، فهم بالنهاية أطفال لا يستوعبون هذا الكم الهائل من الضغوط والمتطلبات، علينا نحن استيعابهم والمرور بهم بأقل الخسائر وسط كل هذه المتغيرات، سوف ينتهي العام ومعه عدة أعوام ولن يتذكر الأبناء ونحن معهم درجات التقييم في عام أو آخر، كل ما سيتذكرونه هو اليد الحانية التي امتدت لتأخذ بيدهم، والابتسامة الصافية التي أنارت روحهم في اللحظات الحالكة، والقلب الذي طالما أحبهم وأحاطهم برعايته.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.