محتوى مترجم
المصدر
Haaretz
التاريخ
2017/02/18
الكاتب
تشيمي شاليف

يتحدث مقال صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن حلم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وينستون تشرشل في إنشاء جبهة موحدة للشعوب الناطقة بالإنجليزية، وقدرة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب على تحقيق ذلك الحلم.

ويخلص المقال إلى أن تحقيق مفهوم الوحدة «الأنجلوساكسونية» قد يكون أقرب من أي وقت مضى مع ترامب، ولم يعد أضغاث أحلام كما كان من قبل.

وينوه المقال بأن ذلك المفهوم جاء خلال خطاب تشرشل عام 1946 في ولاية ميزوري الأمريكية، والذي حذر خلاله أيضا من الاتحاد السوفيتي وسياسته التي أنتهجها في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وخلال خطابه، استخدم تشرشل استخدم مصطلح «العلاقات الخاصة» بين أمريكا وبريطانيا العظمى، مع تعهده بأن تشمل العلاقات معاهدات عسكرية، وتوحيدا لجميع الدول الناطقة بالإنجليزية، ما يشبه إلى حد كبير الاتحاد الأوروبي في وقتنا هذا.

وقد وُجهت العديد من الانتقادات إلى خطاب تشرشل، لاسيما من الليبراليين البريطانيين الذي اتهموه بتأجيج الخلافات مع الاتحاد السوفيتي، وهو من تحمّل العبء الأكبر أثناء الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا النازية.

ورأى آخرون أن دفاعه عن إقامة محور حصين بين أمريكا وبريطانيا كان بمثابة محاولة يائسة لدعم الإمبراطورية البريطانية المتداعية، فيما وصف منتقدون وجهة نظر تشرشل حول التفوق الأنجلوساكسوني بـ «البالية».

ويشير المقال أيضا إلى مفهوم «الأنجلوسفير» Anglosphere الذي أطلقه تشرشل، وكان مرفوضا في جوهره لصالح التعاون الأطلسي، والذي كان نواة لإقامة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويرى المقال أن قرار بريكست ومجيء ترامب لسدة رئاسة أمريكا قد يحقق أنجلوسفير تشرشل، على الرغم من عدم سعي أي من رؤساء وزراء بريطانيا السابقين لتحقيقه، مثل مارجريت تاتشر التي كانت لديها علاقات وثيقة مع رئيس أمريكا الأسبق دونالد ريجان.

وينتقل المقال للحديث عن المقارنة بين تشرشل وترامب، فالأول مفكر كبير وخطيب مفوه ولا يمكن وضعه في سياق واحد مع الثاني «الجاهل» – بحسب المقال، لكن الظروف الدولية قد تؤدي بالثاني للسير على خطى الأول.

ويؤكد المقال تمسك ترامب ببريطانيا ما بعد بريكست، الأمر الذي ظهر جليا في مقابلته الأخيرة مع صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، واستخفافه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي والناتو.

والدليل على تمسك ترامب ببريطانيا هو مقترحه بإبرام اتفاق تجارة سريع بين البلدين كبديل عن علاقات بريطانيا التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

على العكس، فإن «العلاقة الخاصة» التي ذكرتها رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» في خطابها لم تكن مع الولايات المتحدة بل كانت مع إيرلندا، وهو ما يخالف وجهة نظر تشرشل، حيث لم تظهر إيرلندا في أي من مقترحاته الخاصة بالأنجلوسفير.

ويتحدث المقال عن أوجه التناقض بين تشرشل وترامب، فالأول حذّر من مخاطر انتشار «الاستبداد السوفيتي»، والثاني يتبنى بشكل دائم روسيا وفلاديمير بوتين، فيما يرى الأنصار المعاصرون لـ «الأنجلوسفير» أنه ليس أداة لصد التوسع الروسي لكنه الوسيلة الوحيدة لمحاربة الإسلام المتطرف.

فإجماع بريطانيا وأستراليا وأمريكا على رفض قرارات مجلس الأمن فيما يتعلق ببناء المستوطنات الإسرائيلية، يوفر الحماية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحت ظل التحالف الأنجلوساكسوني الكبير.

وهناك بعض العناصر الأساسية للأنجلوسفير، مثل التحالف المخابراتي المعروف بـ «العيون الخمس»، والذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.

أيضا هناك معاهدات تكنولوجية، إضافة إلى اتفاقات تعاون؛ مثل اتفاقية التعاون بين جيوش الدول الخمسة، والتي تهدف إلى توحيد معايير المعدات العسكرية.

ويُختتم المقال بالإشارة إلى أن رؤية تشرشل لم تكن في بؤرة السياسات لقادة أمريكا وبريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية، لكن تحقيق مفهوم الوحدة الأنجلوساكسونية قد يكون أقرب عن أي وقت مضى مع وجود ترامب.