عزيزي المثقف العربي، هل لعنت أمريكا اليوم وتمنيت زوالها؟ هل شمتَّ فيها بسبب تفشي وباء الكورونا في كل ولاياتها؟ ترامب ليس الولايات المتحدة، وفي النهاية هو ما زال مقيداً بمنظومة القيم والقوانين التي تجبره على الشفافية والتوازن، وسينتهي حكمه بعد شهور أو بعد أربع سنوات وستستمر الولايات المتحدة في ديمقراطيتها.

أعلاه سؤالان، ومقولة، تردَّدا معاً في مقالٍ كتبه منذ أيام حامد عبد الصمد[1]، وهو كما يُوصف: «روائي ومؤرخ وأكاديمي» مصري ألماني، درس الألمانية والفرنسية بجامعة عين شمس بالقاهرة، ثم العلوم السياسية بجامعة أوجسبرج في ألمانيا، ثم عمل بمنظمة اليونيسكو كخبير تربوي كما عمل مدرساً للدراسات الإسلامية بجامعة إيرفورت الألمانية، ثم مدرساً للتاريخ الإسلامي بجامعة ميونخ بألمانيا!

أصدرَ الرجل كتباً مثل «وداعاً أيتها السماء»، و«سقوط العالم الإسلامي»، و«الفاشية الإسلامية»، و«محمد-الحسابُ الأخير».

لم يكن كاتب هذه الكلمات، يوماً، ممن لعنَ أمريكا وتمنى زوالها، كما تشهدُ كتاباتٌ لا حصرَ لها. وهو أبعد الناس عن الشماتة (بها) بسبب تفشي الوباء في كل ولاياتها، كما تُظهر تحليلاتٌ عديدة نَشَرها.

لكن مقولة «ترامب ليس الولايات المتحدة»، تدخلُ في إطارٍ يُشبِّههُ البعض بمن يقول {لا تقربوا الصلاة} مُغفلاً الجملة التي تليها {وأنتم سُكارى}. أما ما يلي العبارة المتعلقة بالرئيس الأمريكي فيمكن أن يندرج في دلالة مثلٍ عربي مشهور يتحدث عن «كلمةِ حقٍ أريد بها باطل». وذلك نظراً للتعقيد الهائل الذي يتعلق بممارساته منذ وصوله للمكتب البيضاوي، وتحديداً في خضم الأزمة العالمية الراهنة. يظهرُ هذا واضحاً، خاصةً، في نطاق التغييرات العملية الراديكالية التي تحصل في العلاقة بين السلطة التنفيذية (Executive Branch) من جهة وبين السلطة التشريعية (Legislative Branch) ومعها السلطة القضائية (Judicial Branch) في أمريكا اليوم من جهةٍ أخرى. وهي تغييراتٌ وإن كانت تُعتبر ممارسات غير مألوفة تصدر عن رئيسٍ أمريكي سورياليٍ في صفاته، إلا أن ثمة تحليلات عديدة تُطرحُ في الساحة الأمريكية نفسها، على مستوى الأكاديميين والمفكرين والكُتاب، وتتحدث عما يمكن أن يترتبَ على تلك الممارسات من تغييرٍ هيكلي (وربما قانوني ودستوري) مقبل، قد، يُغيِّر أمريكا بشكلٍ جذري.

في جميع الأحوال، تفتحُ الظاهرة نافذة فُرصةٍ لدراسة وضعِ بعض (مثقفينا)، لجهة أفكارهم وطروحاتهم، بعيداً عن (التشخيص). ويمكن لمثل هذه المقاربة التحليلية أن تحصل من مدخل استقراء ممارستهم لعملية (خلط أوراق)، مقصودةٍ أو غير مقصودة، لكنها تظهرُ على طيفٍ طويلٍ من الاحتمالات يبدأ بـ (معرفةٍ مُجتزئةٍ وسطحيةٍ للظواهر) وصولاً إلى (البحث عن انتشار وشهرة)، مروراً بـ (غَلَبة عقلية أيديولوجية)، وقراءةٍ للظواهر انطلاقاً من (أجندات وأحكام مُسبقة)، إلى غير ذلك من عناصر يمكن أن يطول فيها الحديث.

المفارقة أن المقال الذي انتشر بشكلٍ كبير، وعبَّر عن الإعجاب به كثيرون، يُعتبر مثالاً على عملية خلط الأوراق المذكورة أعلاه. فإذ ينتقد الكاتب مَن يرغبون في أن تقود الصين وروسيا العالم، وثمة حاجةٌ لإحصاء شامل لأعداد هؤلاء بعيداً عن رمي الأحكام على عواهنها، ورغم إشارته إلى «انتقاداتٍ لهُ من قَبْل» لدونالد ترامب، ورغم مروره (السريع) على بعض مُشكلات أمريكا التاريخية، غير أن المقال بأسرهِ يُعتبر في النهايةِ قصيدةً عصماء تتغنى بأمريكا، عشوائياً، نهاية المطاف، هذا فضلاً عن درجةٍ من (الغضب) و(الاستياء) تبدو جلية تجاه المثقف العربي، والإنسان العربي، وثقافته.

لا يبدو هذا غريباً لمن يعرف أفكار الرجل وطروحاته بشكلٍ شاملٍ ومتوازن.

والحقيقةُ أن بعض مقولات عبد الصمد تطرحُ أسئلةً مهمةً تتعلق بإصلاح فهم الإسلام وتنزيله على الواقع، ومن غير المنهجي الحكمُ بأن كل ما يقوله شرٌّ مُطلق، كما يفعل كثيرٌ من التقليديين. لكن مفكرين وباحثين عرباً ومسلمين كُثُراً يطرحون تلك الأسئلة، وربما أكبر منها، في واقعنا المعاصر. بل إنهم يفتحون ملفاتٍ أكثر شموليةً ومنهجيةً، ويتعرضون لهجوم هائل من الحَرفيين والمقلدين ورجال الدين و(الإسلاميين) الحركيين والحزبيين. كل هذ دونما إثارة ضجيجٍ يبدو مقصوداً، خاصةً حين تبدأ بعض تلك المقولات أو تنتهي بأحكام قاطعة، في مسائل يقول عبد الصمد بنفسه إنها تستحق الدراسة والتحليل.

فمن مقولات (باحثنا الإسلامي) على سبيل المثال في مجال الفكر الديني[2]:

الإسلام لم يأتِ ليكون جزءاً من العالم الحديث، بل ليقود هذا العالم ويسوقه نحو الإله طوعاً أو كرهاً. والإسلام لا يقبل أن يستقي المسلمون هويتهم من مصدر آخر سواه.
إن القرآن حجر عثرةٍ في طريق تطور المسلمين.

تجديد الخطاب الديني ما هو إلا أكذوبة مثل أكذوبة الإسلام الصحيح: مجرد حيلة للتنصل من الاتهامات ولتحويل الانتباه عن المشكلة الحقيقية.

وبغض النظر عن تفريقٍ ممكن، ومدروس، بين الإسلام والمسلمين، بعيداً عن مقاربة الفكر التقليدي لهذا الموضوع، وعن (إمكانية) أن تكمن المشكلة في (فهم القرآن) لا فيه نفسه، يبدو صعباً إغفالُ التناقض بين الحكم المذكور أعلاه بخصوص أكذوبة تجديد الخطاب الديني من جهة، وبين تصريحه، من جهةٍ أخرى، في نفس المقابلة الرسمية لموقع (ارفع صوتك) التابع لقناة (الحرة) الأمريكية الذي يقول فيه: «من الطبيعي أن تعادي المنظمات الإسلامية هذه الحركات الإصلاحية»! إذ كيف يمكن أن يُدافع (باحثٌ) عن حركاتٍ إصلاحية، في حين أنه، ابتداءً، يعتبر كل إصلاح أكذوبةً وحيلةً لتحويل الانتباه عن المشكلة الحقيقية؟!

ثمة مثلٌ آخر يستحق التأمل، ولكن هذه المرة، من مقولاته في مجال البحث التاريخي:

لا الإسلام جاء بالعلوم ولا العلمانية جاءت بسبب رفض الكنيسة للعلوم. ليس الإسلام هو سبب النهضة العلمية في القرن التاسع وما بعده، لكن اختلاط وتلاقح الحضارات من عرب وفرس ويونانيين وسريان تحت الحكم العربي، لذلك ازدهرت العلوم في بغداد لا في مكة والمدينة. والعلمانية في أوروبا جاءت نتيجة لنضج فكري ومجتمعي بدأ بالتفكير الحر والنظر للإنسان على أنه نواة المجتمع وليس الكنيسة.

هذا ما ذكره السيد (المؤرخ) في حوارٍ، يوم 9 يوليو / تموز 2017 لموقع «رصيف 22» الذي يصدر عن مؤسسةٍ اسمها (مختبرات المشرق) في لبنان، لكنك لا تجد لها موقعاً ولا أثراً على الإنترنت أو أي مصدرٍ آخر للمعلومات. ليست تلك المشكلة على كل حال، فالموقع الغني جداً بالمواد وباللغتين العربية والإنجليزية، والذي يعتبر نفسه: «وسيلة إعلامية تهدف إلى خلق إحساس بمستقبل مشترك بين مواطني العالم العربي، ولكن بعيداً عن خطاب القومية العربية»، يحوي معلومات مفيدة في كثيرٍ من المجالات. أما مكمن المشكلة فيتمثل في تناقض تحليل مؤرِّخِنا العتيد مع الغالبية العظمى من التحاليل التاريخية العالمية.

قد يكون مفيداً لعبد الصمد، مثلاً، أن يقرأ ما تُورده موسوعة «ويكيبيديا» بالإنجليزية، وبشكلٍ مُطوَّل، تحت العنوان التالي Islamic World Contributions to Modern Europe أو يَطَّلع على التحليل الشامل الذي نشرته صحيفة The New Republic الأمريكية الشهيرة يوم 12 نيسان/أبريل 2018 بعنوان How Islam Shaped the Enlightenment، أو يتصفح الدراسة التي نشرتها مجلة The Atlantic في عدد شهر أيار / مايو عام 2016 بعنوانٍ أكثر تعبيراً: How Islam Created Europe.

ليس غريباً، لهذا، أن نقرأ التحليل المطول الذي كتبه عن حامد عبد الصمد، الصحافي الألماني دانيال باكس، محرر الشؤون الداخلية في صحيفة تاغيستسايتونغ، والذي تشمل مجالات تخصصه مواضيع كالهجرة والاندماج والدولة والدين والأقليات والعنصرية وتركيا والشرق الأوسط، ونشره في موقع (قنطرة) الألماني الذي يُعتبر من أكثر المواقع الألمانية موضوعيةً، علماً أنه مشروعٌ مشترك بين مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية ومعها معهد غوته ومعهد العلاقات الخارجية الألمانية، بتاريخ 31 تموز/يوليو 2017، وبعنوان «حامد عبد الصمد.. ناقدٌ للإسلام أم مُسوِّقٌ للإسلاموفوبيا؟».

المقال طويل، لكننا نستميح عذر القراء في نقل مقاطع مُعبِّرة منه على الأقل كالتالي:

يُعتبر الإعلامي المصري-الألماني حامد عبد الصمد بمثابة «مغني الراب الردَّاح» من بين منتقدي الإسلام، إذ يبدو أنْ هناك شيئاً من المغالاة والجعجعة وعدم الرصانة في كثيرٍ مما يقوله. لكن كثيراً من الصحفيين الألمان يتغاضون برأفة عن تناقضاته الواضحة، ويرضون بإبهارهم، أو يراعون الظروف بلطفٍ وفقاً لشعار: الشرقيون هم هكذا بطبعهم، إنهم يميلون للمبالغات. ولا يمكن تفسير أسباب اعتبار الإعلامي خبيراً بالإسلام من قِبَلِ وسائل الإعلام الألمانية بشكل آخر، على الرغم من أنَّ ما يؤهله لذلك لا يزيد إلا قليلاً عن أصوله المصرية.

أما إمكانية أنْ تكون «فتوى قتله» واهية، فقد تبيَّنت في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، عندما سافر ابن الاثنين والأربعين عامًا إلى مصر على الرغم من الخطر المزعوم على حياته. وعندما خُطِفَ هناك، اعتقد الكثيرون أنَّ الإسلامويين قد قاموا بذلك، لكن في نهاية المطاف اتضح أنَّ الأمر لا يرتبط إلا بنزاعٍ عادي حول مبلغٍ من المال.

لا يتمتع كتاب «الفاشية الإسلامية» بأدنى درجات الدقَّة، حيث يحتوي على مزيجٍ عشوائيٍ مكوَّنٍ من معلوماتٍ ويكيبيدية وطرائف شخصية وتعليقات المؤلف، الذي يتكرَّم بتجاهُل آخر النتائج البحثية، مثلاً فيما يخص معاداة السامية في بلدانٍ عربية.

تَغيبُ في هذا عن عبد الصمد مهزلةٌ مفادها أنَّ تعريفه للفاشية ينطبق أكثر على النظام العسكري الحالي مما ينطبق على الإخوان المسلمين. رغم بروز خطاب إما صديق أو عدو، وتجريد المعارضين من إنسانيتهم، واستعمال نظريات المؤامرة، وعقلية تبجيل القائد السقيمة – بكل هذا تتصف مصر اليوم في ظل حكم رجُلِها القوي الجديد، المشير عبد الفتاح السيسي، رغم ذلك، لم يقُل حامد عبد الصمد حتى الآن كلمة حقيقية تنتقد أصحاب الأمر الجدد في مصر.

ليُنهي الصحفي المخضرم مقاله قائلاً:

جلُّ الحكام السلطويين في المنطقة راهنوا على ذلك وفشلوا. إلا أنَّ هذا لا يزعج عبد الصمد، حيث يجد أنَّنا نقف أمام ‘معركةٍ ذات بُعدٍ تدميري مزلزل’، كما تبجح مؤخراً في إحدى المقابلات بحدَّةٍ جليديةٍ تشبه حدَّة متطرِّف. ربما كان صوته ناعمًا، إلا أنَّ لغته ورسالته قاسيتان وعسكريتان. حقًا في أمثاله يتجلى وجودُ قواسمَ مشتركةٍ بين بعض منتقدي الإسلام السياسي والأصوليين الذين ينتقدونهم. قواسم مشتركةٌ أكثر بكثير مما يُدرك المنتقدون.

أخيراً، ليس ثمة مفرٌّ من الإشارة، وبصراحة، إلى درجة السطحية والغياب الكلي، الكامنة في تحليلات حامد عبد الصمد، أستاذ العلوم السياسية، حين يتعلق الأمر بالسياسة في أمريكا، وتحديداً حين يتعلق الأمر برئيسها الذي «ما زال مقيداً بمنظومة القيم والقوانين التي تجبره على الشفافية والتوازن»، حسب قوله في مقاله الفذِّ الأخير.

ما من داعٍ لإنهاك القراء بتحليلٍ مطوَّل عما في طَرحِه من خطايا وليس أخطاء، وإنما تكفي الإشارة فقط إلى عناوين مُعبِّرة للصحف الأمريكية الكبرى تتعلق بالشأن المذكور. فها هي مثلاً The Democracy Journal تتساءل Can the Constitution Survive Trump?[3]، أما موقع Bloomberg الاقتصادي الشهير فهو يؤكدTrump Changed U.S. Politics. Now He’s Changing Political Science[4].

وها هي صحيفة The Atlantic تُقارب المسألة بتحليلٍ طويلٍ ويحوي تفاصيل يمكن القول بأنها (مُخيفة)، وبعنوانٍ يقول:The President is Winning His War on American Constitutions[5]، في حين تختار صحيفة The Washington Post عنواناً يركز على معالجة الحكومة الأمريكية للكارثة الراهنة بعنوان: The U.S. government is failing catastrophically at its most basic function[6]. هذا فضلاً عن دراسات أكاديمية في جامعات مرموقة بدأت في دراسة تأثير ممارسات ترامب وسياساته على مستقبل النظام السياسي الأمريكي حتى قبل ظهور الكارثة الحالية، ومنها دراسةٌ لجامعة (كامبردج) بعنوان: The Trump Presidency and the Structure of Modern American Politics[7].

هذا فضلاً عن كُتب عديدة صدرت بعد وصول ترامب للرئاسة بفترة، ولا تزال تصدر، منها كتاب صدر في شهر يناير من العام الفائت 2019، أي قبل الفضائح الهائلة المتعلقة بالرئاسة الأمريكية وممارساتها وقراراتها منذ بداية انتشار وباء (كورونا) هذا العام، وبعنوان (كيف تموت الديمقراطيات / How Democracies Die[8]). الجدير بالذكر أن جريدة (نيويورك تايمز) التي وضعت الكتاب على قائمتها المشهورة لأكثر الكتب مبيعاً، منحتهُ أيضاً صفة (اختيار المُحرِّر)، ووصفته بأنه «شاملٌ، ومنيرٌ للعقل، وجاء في توقيته بشكلٍ مُخيف»، فضلاً عن الجوائز التي فاز بها الكتاب. وهو يخرج بنتيجة «بأن الاحتمال الأقوى لمرحلة ما بعد ترامب تتمثل في انقسامٍ حزبيٍّ كبير يخلقُ ديمقراطية بدون حُرَّاس حقيقيين».

لم يعد ممكناً لأحدٍ أن يمنع إنساناً من إبداء رأيه بخصوص أي قضيةٍ من القضايا في عصر ثورة الاتصالات الراهن. لكن ثمة حداً أدنى من الاحترام، للذات وللقارئ، يجب أن يتوفر لدى من يُسمون أنفسهم باحثين وعلماءَ ومؤرخين حين يطرحوا آراءهم على الناس، ومعها درجةٌ من الغيرة على علوم التاريخ والسياسة، ومعها القيم الحقيقية للعلم والبحث والدراسة نهايةَ المطاف.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.

المراجع
  1. منشور فيسبوك على صفحته الشخصية: هنا.
  2. موقع (ارفع صوتك) بتاريخ 31 تموز/يوليو 2017.
  3. عدد 54 (خريف) 2019.
  4. تحليل على الموقع المذكور بتاريخ 7 أيلول/سبتمبر 2019.
  5. تحليل في عدد شهر نيسان/أبريل الراهن (2020).
  6. تحليل للصحيفة بتاريخ 16 آذار/مارس 2020.
  7. العدد 17 الإصدار رقم 2 لمجلة Perspectives on Politics التي تُصدرها الجامعة، وهو عدد شهر حزيران/يونيو 2019.
  8. صدر عن دار Penguin Random House التي قدّمت للكتاب بالعبارة التالية: «طرَحَت رئاسة دونالد ترامب سؤالاً لم يعتقد الكثيرون منا أن نتساءل بخصوصه: هل ديمقراطيتنا في خطر؟ يعتقد الأستاذان بجامعة هارفارد Steven Levitsky  و Daniel Ziblatt[في هذا الكتاب]، وهم اللذان قضيا أكثر من عشرين عاماً في دراسة انهيار الديمقراطيات في أوروبا وأميركا اللاتينية، أن الإجابة هي: نعم».