محتوى مترجم
المصدر
Haaretz
التاريخ
2016/08/20
الكاتب
عاموس هرئيل

خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجادور ليبرمان، يوم الأربعاء 17 أغسطس 2016، عن صمته الإعلامي بمؤتمرٍ صحفي بشأن خطةٍ دبلوماسية عسكرية جديدة للضفة الغربية. حيث يسعى ليبرمان في الأساس إلى التمييز بين الفلسطينيين «الصالحين» و«الطالحين».وفق الخطة الجديدة، سوف تتعرض القرى التي يقرر «إرهابيون» منها ارتكاب اعتداءات إلى عقابٍ شديد. بينما سوف تتمتع القرى والمناطق حيث يستمر الهدوء بفوائد اقتصادية واسعة وتكون قادرةً على مباشرة مشروعات بنيةٍ تحتية.كما أعلن وزير الدفاع أنه سوف يسعى إلى توفير اتصالاتٍ بديلة مع الفلسطينيين.تحت قيادته، سوف يتحدث مسئولو الدفاع مع أشخاصٍ آخرين في السلطة الفلسطينية، وليس فقط هؤلاء المرتبطين بالرئيس المسن محمود عباس.

التعريف الرسمي للقرية «الهادئة» أو «الخضراء» مثلما يصفها عباس، هو أن يكون سكانها متعاونين مع إسرائيل.

بدا أسلوب الجزرة والعصا والقنوات البديلة كعودةٍ إلى السبعينيات والثمانينيات، عندما حكمت إدارة الجيش الأراضي. تعد فرص نجاح أفكار ليبرمان الجديدة مشكوكًا فيها، وسوف يكون الأمر مثيرًا للاهتمام أن نعرف ما يدور ببال أعضاء القيادة المركزية ومنسق الأنشطة الحكومية.طُلب من المسئولين في هاتين الوحدتين في الأسابيع الأخيرة تقديم أفكارٍ لليبرمان بشأن معالجة الوضع الحالي. وقد حدد ليبرمان بشكل صحيح نقطة ضعف عباس والضجة التي تثيرها حروب السلطة الفلسطينية العلنية على خلافة عباس.لكن يصعب رؤية كيف سوف يشجع ليبرمان الاتصال المفتوح مع عناصر لا تعمل تحت التوجيه المباشر للرئيس الفلسطيني. كما يصعب رؤية كيف لن يتصرف عباس لإعاقتهم.أما بالنسبة للجزرة والعصا، فقد كانت إسرائيل تتبنى هذه الإستراتيجية خلال العام العنيف المنصرم 2015. التعريف الرسمي للقرية «الهادئة» (أو «الخضراء» مثلما يصف عباس القرى «الصالحة» – و«الحمراء» بالنسبة للقرى «الطالحة») هو أن يكون سكانها متعاونين مع إسرائيل، ولا تدفعهم الرغبة في إثبات ولائهم للقضية الفلسطينية عن طريق العنف.عُقد المؤتمر الصحفي لليبرمان بعد عثرتين محرجتين. أولاهما كان هجومه على إدارة أوباما فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني ومقارنته باتفاقية ميونخ عام 1938. ولكن كان ليبرمان على نحوٍ غير معهود مُلزمًا بسحب تعليقاته خلال ثلاثة أيام.ثم تسريب لصحيفة يديعوت أحرونوت اليومية، أن ليبرمان قد طلب من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جادي أيزنكوت، منع الجنود من التطوع لدى المنظمات غير الربحية التي تساعد الأطفال الأجانب طالبي اللجوء والعمال في جنوب تل أبيب.بالنسبة لحالة «ميونخ»، السؤال هو كيف عرف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يزعم ألّا صلة له بالواقعة، بشأن الهجوم اللفظي مقدمًا. وفي الحالة الثانية، إلى جانب إرضاء القاعدة الانتخابية لليبرمان، يبدو أن هناك خطة علاقات عامة على حساب أيزنكوت. فقد بدا ذلك كإهانةٍ ثانيةٍ على التوالي لرئيس الأركان؛ حيث جاء الهجوم على أوباما بينما كان أيزنكوت عائدًا إلى البلاد من زيارةٍ ناجحةٍ إلى البنتاجون.

يبدو أن الأيام القادمة ستشهد توترات كبيرة في علاقة ليبرمان برئيس أركان الجيش الإسرائيلي.

أظهر إعلان وزارة الدفاع أن الجيش الإسرائيلي كان فظًا بشدة بالنسبة للاتفاق النووي، وهو ما لا يعكس بالضرورة موقف رئيس الأركان. ففي فتراتٍ سابقة، كعهد إيهود باراك وجابي أشكينازي، يصعب تخيل مرور مثل هاتين الواقعتين مرور الكرام.تظهر الواقعتان الإمكانية الحاضرة دائمًا لحدوث توترات في العلاقة بين وزير الدفاع ورئيس الأركان. ففي حالة ليبرمان وأيزنكوت، يظهر ذلك في الساعات الاثنين وسبعين الأولى بعد هجومٍ إرهابي، عندما يطالب الوزير الجيش الإسرائيلي بتبني إجراءات جماعية قاسية ضد الفلسطينيين على خلفية الغضب العام، بينما يحاول الجيش الإبقاء على الأحداث تحت السيطرة.لحسن الحظ، انخفض في الأسابيع الأخيرة عدد الحوادث الإرهابية في الضفة الغربية. وينال نتنياهو، عرضًا، الإشادة إلى حد كبير لحدوث ذلك. حيث يقول إن هذا قد حدث بعد ملاحظته أن الجنود تعرضوا أحيانًا للدهس في هجماتٍ بعد عدم التزامهم بلوائح السلامة على الطرق السريعة. فاستدعى نتنياهو مساعده العسكري وعلّق على هذا، وتحسنت الأمور منذ ذلك الحين، حسبما أوضح.وعلى الصعيد العملي، لا تزال معظم الهجمات حالات طعن، بينما تم معالجة نقاط الضعف التي تسمح بالدهس من قبل هيئة الأركان قبل فترة من تعليقات نتنياهو. ولكن كسياسي دولي، قد لا ينزعج رئيس الوزراء بسبب مثل هذه الحقائق التافهة.