محتوى مترجم
المصدر
Haaretz
التاريخ
2016/06/09
الكاتب
عاموس هرئيل
اعتقَد البعض بأن أسوأ ما في الموجة الإرهابية قد ولّى، لكن إطلاق النار المميت في قلب تل أبيب يثبت أنهم مخطئون جدًا. إنه الاختبار الأول لوزير الدفاع الإسرائيلي الجديد.

يُعد حادث إطلاق النار ليلة الأربعاء في قلب تل أبيب، الذي أسفر عن مقتل أربعة اشخاص وإصابة ستة آخرين، أول هجومٍ مميت في إسرائيل منذ ثلاثة أشهر تحديدًا.

آخر مرة حصدت فيها ما يطلق عليها «انتفاضة الطعن» حياة أحد كانت في مارس، عندما قُتل المواطن الأمريكي تايلور فورس في يافا. وفي الأشهر التي تلت هذا الهجوم، حدث انخفاض حاد في عدد ومستوى خطورة الهجمات. بل وبدأ بعض أعضاء مؤسسة الدفاع الإسرائيلية الاعتقاد بأن أسوأ الهجمات قد حدث بالفعل.

يثبت الهجوم الذي وقع في سوق سارونا – حي راقي للترفيه، به محلات تجارية ومخازن ومطاعم عصرية – أنهم كانوا مخطئين جدًا. فربما قد انخفض مستوى العنف وربما توصلت قوات الأمن إلى طرق أكثر فاعلية للتعامل مع الهجمات المنفردة (أسلوب الذئب الوحيد)، لكن لا يمكن أن يكون هناك حل كامل. فبالإضافة إلى هجمات المهاجمين الفلسطينيين غير المنتسبين لحركات الذين يحملون سكاكين، هناك أيضًا خلايا إرهابية تسعى بشكل نشط إلى الحصول على أسلحة نارية، تحديدًا، من أجل تنفيذ هجمات تُحدث أعدادًا كبيرة من الإصابات.

وبما أن القوات الأمنية الفلسطينية لم تعد تلعب دورًا نشطًا بأي شكلٍ في الهجمات الإرهابية، وبما أن أسعار الأسلحة النارية في الأراضي الفلسطينية باهظة بشكل مانع، يبدو أن مسلحي هجوم الأربعاء قد استخدما أسلحة نارية مبتكرة: تقليد لبندقية كارل جوستاف السويدية الصنع، التي استخدمت بشكل رئيسي في الخمسينيات والستينيات، والمعروفة في الشارع الفلسطيني باسم كارلو. كان ذلك هو السلاح الذي اختاره المهاجمون الفلسطينيون في الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية.

أشارت بعض المزاعم أنه كان هناك تحذيرات استخباراتية بشأن الهجوم، صباح يوم العملية.

يبدو أن هجوم الأربعاء الإرهابي كان أكثر طموحًا بقليل من الهجمات الأخرى التي جرت على مدار الأشهر العديدة الماضية. حيث عمل إرهابيان بشكل منسق، انتقيا هدفًا داخل الخط الأخضر – ما استدعى بوضوح شخصًا ثالثًا لتوفير وسيلة نقل، بعلم أو بدون علم دوافعهم – وبناء على الأوصاف التي حددها شهود العيان، بذلا جهدًا ليرتديا ملابس تسمح لهما بالاندماج وسط الحشود. ومع ذلك، هذا ليست بالضرورة خلية تابعة لجهاز إرهابي منظم.

فلنأخذ على سبيل المثال حالة سابقة: في شهر فبراير، قُتلت شرطية من حرس الحدود إثر تبادلٍ لإطلاق النار عند بوابة دمشق بالبلدة القديمة بالقدس. في تلك الحادثة، جاء ثلاثة إرهابيين، مقيمين بقرية قباطية الواقعة قرب جنين، مسلحين برشاشات كارلو نصف الآلية، لكنهم لم يعملوا بناءً على سلسلة منظمة من الأوامر.

صباح يوم الأربعاء، تم تداول رسائل لا أساس لها بين مجموعات عديدة على منصة المراسلة الشهيرة «واتس آب» تزعم احتجاز إرهابيين مسلحين في تل أبيب. لكن هذه المزاعم ربما تشير إلى أنه كان هناك تحذيرات استخباراتية بشأن الهجوم. يتطلب الأمر إجراء تحقيقٍ لتأكيد ما إذا كان هناك علمٌ مسبقٌ بالهجوم، وما إذا تم التعامل مع الأمر بشكل مناسب، وما إذا كانت أجهزة مؤسسة الدفاع الإسرائيلية – الشاباك، الجيش الإسرائيلي والشرطة – قد نسقت مع بعضها البعض، أم لا.

يُعد هذا الهجوم الأول بشهر رمضان، الذي بدأ هذا الأسبوع. في حالاتٍ عديدة بالماضي، وُجد أن الأجواء بالأراضي الفلسطينية تزاد سخونة خلال رمضان، ما يؤدي إلى حدوث هجمات إرهابية. يبدو واضحًا أن مقتل المواطنين الإسرائيليين الأربعة في وسط إسرائيل سيعتبر نجاحًا من قبل الفلسطينيين الذي يدعمون الإرهاب، وقد يحرك محاولات للتقليد.

من الممكن أن ينهار التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بسبب بيانات ليبرمان المتهورة.

سيكون هذا الاختبار الأول لوزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، أفيجدور ليبرمان، الذي حتى عودته إلى مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، مال إلى استخدام لهجة عدائية في أعقاب هجماتٍ مشابهة. منذ أن أصبح وزيرًا للدفاع، انشغل بالجدول اليومي المكتظ الذي يقتضيه عمله، من زيارات العمل بطول حدود إسرائيل إلى الخطابات بالاحتفالات التذكارية العسكرية. والآن بعد أن أصبح مسئولًا بالفعل، سيصبح الفارق بين الخطاب القاسي والقدرة الفعلية على التصرف واضحًا.

كان تراجع مستويات العنف على مدار الأشهر القليلة الماضية ممكنًا إلى حد كبير بفضل عزم الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك الأمني، تجنب استخدام العقاب الجماعي في الأراضي الفلسطينية، وزيادة التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية. يمثل ذلك بنية تحتية حساسة نسبيًا، وسيكون من السهل تمزيقها بالبيانات المتهورة. خلال الأيام القليلة التالية، سيتضح ما إذا كانت سياسة ليبرمان مختلفة بشكل كبير عن سابقه، موشيه يعلون، أم لا.