تخيل أن أحدهم قد استوقفك في الشارع، وقرر سؤالك عن أسوأ مشجع كرة قدم من وجهة نظرك؛ على الأغلب سيذهب اختيارك لأحد مشجعي منافسك الرئيسي في بلدك، أو ستختار صديقك الذي لا يمل من إغاظتك بمنشوراته على الفيسبوك بعد كل مباراة يخرج فيها منتصرًا.

لكن مهما فعل ذلك الصديق المسكين، فإنه لن يصل إلى مرحلة تجعل النادي وجميع مشجعيه يتبرأون منه، لأن تلك المرحلة لا تصدر سوى عن شخص أكثر شهرة وتأثيرًا.

لكل نادٍ، قائمة بمثل هؤلاء المشجعين، الذين يمكن وصفهم بـ«الأسوأ» بل لا يفضل المشجعون ذكرهم أو وصفهم؛ ممثل شهير، ديكتاتور، أو ما شابه، وفيما هو قادم بعضًا من هذه الأمثلة.

أسامة بن لادن

بمجرد قراءتك للاسم، قفز إلى ذهنك يوم الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، حيث مشهد الطائرتين اللتين اصطدمتا ببرجي مركز التجارة العالمي بولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن الغريب أن ذلك الحدث الجلل الذي اهتز له العالم، قد ترتب عليه منع «بن لادن» من دخول ملعب «الهايبري»، الملعب القديم لنادي أرسنال.

كان المتداول عن «أسامة بن لادن» يتعلق بالإرهاب وتنظيم القاعدة وما إلى ذلك، حتى أصدر الكاتب «آدم روبينسون» كتاب «الإرهاب في الملعب» ليتحدث عن تشجيع «بن لادن» لنادي أرسنال. وفقًا لما ورد بالكتاب، حضر «أسامة» مواجهتي باريس سان جيرمان وتورينو في كأس الكؤوس الأوروبية 1994، بل حدد مكان جلوسه المفضل، في مدرج «End Clock» بملعب هايبري.

كما زار متجر النادي واشترى قميصًا للمهاجم «إيان رايت» ولحافًا عليه صورة المدافع «نايجل وينتربورن»، تأكيدًا لحبه للنادي رغم أنها كانت حقبة المدرب «جورج جراهام» وليس «أرسين فينجر».

لكن بعد هجمات 11 سبتمبر، وخروج التفاصيل السابقة إلى العلن، تبرأ الجانرز من «بن لادن» عبر بيان رسمي في الحادي عشر من نوفمبر 2001، يعلنون فيه صراحة أن ذلك الشخص لم يعد مرحبًا به في ملعب الفريق.

ديكتاتور زيمبابوي «روبرت موغابي»

تولى «موغابي» -صاحب المقولة الشهيرة “الرب وحده يستطيع إزاحتي عن الحكم”- رئاسة الحكومة عام 1980، بعد صراع طويل ضد النظام الأبيض برئاسة يان سميث، ثم أصبح في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 1987 رئيسًا للبلاد.

كان «روبرت موغابي» مسئولاً عن واحدة من أكبر المذابح في أفريقيا في عام 1982، عندما أطلق الكتيبة الخامسة في جيش زيمبابوي والمدربة على يد كوريا الشمالية، للهجوم على المنشقين في مقاطعة ماتابيليلاند. لتتحول العملية التي عُرفت بـ«عملية غوكوراهوندي» إلى مجازر جماعية تخللتها عمليات إعدام عشوائية وحرق للقرى، وراح ضحيتها 20 ألف مدني.

وفقًا لتقرير صحيفة «ميرور» البريطانية، كان الرجل الذي أوصل زيمبابوي للحضيض، مشجعًا متعصبًا لفريق تشيلسي. ونقل التقرير تصريحًا عنه عندما قال: «عندما أشاهد كرة القدم، لا أريد أن يزعجني أحد. حتى زوجتي تعرف مكان جلوسها لأنني بينما يسجلون الأهداف في الملعب، سأقوم أيضًا بالتسجيل في المنزل، وسأركل كل شيء أمامي».

الجنرال فرانكو

يعتبر الجنرال الإسباني واحدًا من أهم المحسوبين على مشجعي ريال مدريد، بل إنه ساهم في صناعة أمجاد النادي الملكي في فترة حكمه، وكانت الرواية الأشهر عن تدخلاته، في إياب نصف نهائي كأس الجنرال (كأس الملك حاليًا) 1943، عندما فاز ريال مدريد على برشلونة بنتيجة 11-1، رغم فوز النادي الكتالوني في الذهاب بثلاثية نظيفة.

رغم الشائع، إلا أن بداية «الجنرال فرانكو» مع كرة القدم كانت مع نادي القوات الجوية الإسبانية، فساهم في تصعيده من الدرجة الثانية إلى الأولى. كما أجبر أفضل لاعبي إسبانيا على الانضمام له بحجة التجنيد، ولا أحد يعرف هل هذه كانت البداية التاريخية لتلك الطريقة بضم اللاعبين أم أن أحدًا قد سبقه؟

لاحقًا، تم تغيير اسم ذلك النادي إلى أتلتيكو مدريد، في الوقت الذي تحول فيه اهتمام الجنرال إلى نادي ريال مدريد. كان رئيس النادي «رفاييل سانشيز جيرا» أحد معارضي «فرانكو»، فقاوم، حتى تمكن الجنرال من الإطاحة به وتعيين أحد رجالاته، ليصبح الميرينجي واجهة النظام الكروية، لكن يمكننا القول إن «فرانكو» لم يكن مشجعًا بقدر ما كان مستغلاً، يحاول تطويع كرة القدم لخدمته.

زعيم كوريا الشمالية

يعرَف الزعيم «كيم جونغ أون» بين الكثيرين بفضل تهديداته وتصريحاته الغريبة، لدرجة جعلته محصورًا داخل إطار السخرية. لكن بفضل عائلته التي تحكم البلاد منذ تقسيم الكوريتين في عام 1948، تحولت كوريا الشمالية إلى عالم خفي معزول.

شبكة اتصالات داخلية فقط، إنترنت مقصور على النخبة، ولا يستطيع الوصول لمواقع خارجية، وتفاصيل أخرى في غاية الغرابة، لكن في خضم ذلك التعتيم، أفصحت صحيفة «إندبندنت» البريطانية عن النادي الذي يشجعه «كيم».

سواء كان ميله للون الشيوعي التقليدي الذي يرتديه الفريق أو إعجابه بأسلوب الإدارة الديكتاتوري للسير أليكس فيرجسون، فإن الأسباب الكامنة وراء تشجيعه للشياطين الحمر غير معروفة.
من تقرير صحيفة «إندبندنت»

كان الجميع مجبرًا على مشاهدة مانشستر يونايتد في 2014 (حقبة لويس فان خال)، بسبب أوامر الزعيم. الأغرب من ذلك أن الصحيفة تطرقت في نهاية تقريرها للسؤال عن كيفية بث المباريات هناك في كوريا، ورجحت حدوثه بطريقة غير شرعية.

اقرأ أيضًا: أرض الجحيم: كيف يعيش المواطن الكوري الشمالي في بلاده؟

أدولف هتلر

كانت أولمبياد برلين 1936 أبرز تدخلات أحد أكثر الحكام جنونًا عبر التاريخ، في عالم الرياضة، وكان الأمر ينحصر في تلميع صورته، والترويج لأفكاره النازية. لكن في عام 2008، أصدرت صحيفة «التايمز» تقريرًا له وضعت فيه «هتلر» على رأس أسوأ مشجعي كرة القدم على الإطلاق، بتشجيعه لنادي شالكه.

تزامن وجود الفوهرر مع حقبة شالكه الذهبية، حيث فاز النادي بين عامي 1933، 1945 بستة ألقاب للدوري الألماني، مما جعل الربط سهلاً بينهما. لكن ذلك الربط الذي تسبب به تقرير «التايمز» أثار حفيظة نادي شالكه، وجعلهم يشتاطون غضبًا، ليصدروا بيانًا رسميًا بعد 6 سنوات من التقرير، للتنصل من الزعيم النازي.

قال البيان: «في الحقيقة، وجدنا أن هتلر يمكن اعتباره ما نسميه مشجع الأريكة(تشبيه مشابه لـ”حزب الكنبة”)، لأنه لم يهتم أبداً بحضور أي من مباريات الفريق، حتى إنه لم يحضر نهائي الكأس ببرلين على بعد خطوات من منزله، ربما لأنه كان مشغولاً بسياساته المتعلقة بالإبادة العرقية، أو لأنه لم يكن مشجعاً لكرة القدم من الأساس».

ثم عدد البيان أسبابًا أخرى، قائلاً: «هتلر لم يساندنا لسببين، أولاً لم يحبذ فكرة أن تفوق العرق الألماني يمثلها لاعبون أصحاب أرجل مقوسة وركب مصطكة، وثانياً، هو لم يحضر إلا لقاء كرة وحيد في ألعاب برلين 1936 وخسرت ألمانيا من النرويج 2-0، التافه!».

وكما هو واضح لك، فإن البيان اللاذع والذي وصف هتلر بالتافه نفى علاقة الزعيم النازي بالنادي، وجعل تلك الأطروحة أقرب إلى الخيال عنها إلى الواقع، لكن بالتأكيد فإن جمهور الأندية المنافسة ما زال يعتبرها حقيقة لمكايدة جماهير شالكه.