محتوى مترجم
المصدر
The National Interest
التاريخ
2017/06/02
الكاتب
مايكل بيك

يتحدث ذلك التقرير عن دور سلاح الجو الإسرائيلي في تحقيق الانتصار في حرب 1967، وما حققته العملية «موكد» (البؤرة) من تدمير لقدرات القوات الجوية العربية.

ويوضح التقرير الذي نشرته مجلة «ناشيونال إنترست» الأمريكية أن إسرائيل أدركت أنه حتى تحقق النصر في تلك الحرب ضد الجيوش التي تفوقها عدداً، فيجب السيطرة على الأجواء وشن ضربة استباقية.

ويلفت إلى أن إسرائيل كانت تمتلك 200 طائرة غالبيتها فرنسية فلم تكن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل طائرات حتى عام 1968.

كما أن الجيوش العربية المشاركة في الحرب كانت تمتلك 600 طائرة من بينها العديد من طائرات ميج السوفيتية المقاتلة.

وكان القلق ينتاب القادة الإسرائيليين حيال امتلاك مصر لـ30 قاذفة قنابل توبوليف تو–16 سوفيتية الصنع، يمكن لكل واحدة منها إلقاء عشرات الأطنان من القنابل على المدن الإسرائيلية.

وينتقل المقال للحديث عن العملية «موكد» وهي الضربة الجوية الاستباقية التي نفذتها الطائرات الإسرائيلة لتدمير القوات الجوية العربية على الأرض، ويصفها بأنها واحدة من أكثر العمليات عبقرية في التاريخ وقد جرى التخطيط والتدريب لها لعدة أعوام.

وفي تفاصيل الخطة، فقد قام طيارو سلاح الجو الإسرائيلي بطلعات تدريبية متكررة ضد مطارات وهمية في صحراء النقب، كما قامت الاستخبارات الإسرائيلية بجمع المعلومات حول الدفاعات المصرية.

ويوضح أن أجهزة الرادار الأردنية، التي تم التشويش عليها من قبل الطائرات الإسرائيلية في ذات اليوم، قد أرسلت تحذيراً مشفراً إلى المصريين. لكن المصريين قد غيروا شفراتهم قبل يوم واحد دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إبلاغ الأردنيين بذلك.

لكن ذلك التحذير لم يكن ليصنع فارقاً كبيراً، حيث يقول المؤرخ العسكري «سيمون دونستان» إن سلاح الجو الإسرائيلي قرر الانتظار ساعتين والهجوم صباحاً، حيث الوقت الذي تعود الدوريات المصرية إلى قواعدها، حيث يتناول الطيارون إفطارهم، بينما يكون العديد من الطيارين وفرق العمل على الأرض في طريقهم لعملهم.

في غضون ذلك، كان قادة القوات المسلحة والجوية المصرية بعيدين عن مواقعهم في جولة تفقدية، وكانوا يستقلون طائرات للتنقل بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق في الأجواء، ما ولّد مخاوف لديهم من أن تستهدفهم مضادات الطائرات المصرية عن طريق الخطأ. ونظرا لذلك، فقد أمر القادة الدفاعات الجوية المصرية بعدم استهداف أي طائرة بينما كانت الطائرات التي تنقلهم تحلق في الأجواء.

ثم حلقت الطائرات الإسرائيلية على ارتفاع 9 أقدام بينما كانت تقترب من أهدافها، وهي 10 قواعد جوية تصطف بها الطائرات، وبدأت بإسقاط القنابل لتستهدف المهابط ثم قاذفات القنابل والطائرات الأخرى. وبغية تدمير تلك الأهداف، نشرت إسرائيل قنابل «ديبر» وهي أول أسلحة مخصصة في تدمير مهابط الطائرات.

واستمرت الموجة الأولى من القصف طيلة 80 دقيقة، ثم انطلقت الموجة الثانية بعد 10 دقائق واستهدفت 14 مطاراً. وفي غضون أقل من 3 ساعات، فقدت مصر 293 من أصل 500 من طائراتها من بينها جميع قاذفات القنابل توبوليف تو–16 وإليوشن أي إل–28 السوفيتية، والتي كانت تهدد المدن الإسرائيلية، فضلاً عن 185 مقاتلة من طراز ميج.

أيضا، استهدفت الطائرات الإسرائيلية المطارات الأردنية والسورية وفقدت سوريا ثلثي قوتها الجوية بتدمير 57 طائرة على الأرض، بينما فقت الأردن جميع طائراتها البالغ عددها 28.

وبنهاية حرب 1967، فقدت القوات العربية 450 طائرة، بينما فقدت إسرائيل 46 طائرة فقط، وبات ينسب الفضل لسلاح الطيران في فوز إسرائيل بتلك الحرب.

وينوه المقال إلى أن وصف عملية «موكد» بالفريدة غير دقيق، ففي العام 1941 قام سلاح الجو الألماني في عصر الرايخ الثالث، بقصف المطارات السوفيتية في إطار العملية «بارباروسا». وإثر تلك العملية، فقد السوفييت قرابة 4 آلاف طائرة خلال 3 أيام فقط، تم تدمير العديد منهم على الأرض، بينما فقدت ألمانيا أقل من 80 طائرة.

لكن تفوق العملية «موكد» يُعزا إلى إعدادها الدقيق وتوقيتها، كما أنها أكسبت سلاح الجو الإسرائيلي جودة فائقة فيما يتعلق بشن الضربات الجوية الاستباقية لتدمير القوة الجوية لأي عدو.