روي أنَّ الكسائي (عالم النحو) وأبا يوسف (قاضي القضاة في زمن الرشيد وتلميذ أبي حنيفة) اجتمَعا لدى الخليفة هارون الرشيد، فأراد الكسائي أنْ يُبيِّن لأبي يوسف أهمية النحو وفضله، فقال له: ما تقول في رجل قال لرجل: أنا قاتلُ غلامِك؟ وقال الآخر: أنا قاتلٌ غلامَك، أيُّهما كنت تأخذُه؟ قال أبو يوسف: آخذُهما جميعًا، قال الرشيد وكان له بصر بالعربية: أخطأتَ. فاستحيا أبو يوسف. قال: الذي يؤخذ بقتلِ الغلام هو الذي قال أنا قاتِلُ غلامِك، بالإضافة لأنَّه فعلٌ ماضٍ، أمَّا الذي قال: أنا قاتلٌ غلامَك، فلا يؤخذ به، لأنه مستقبل لم يكن بعد، كما قال تعالى: ﴿وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّيفَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ﴾ ولولا أن المنوَّنَ مُستقبل ما جاز فيه غدًا.


تذكرتُ هذه الواقعة الطريفة، التي تبين مدى حرص الخلفاء والقضاة على اللغة، لأن اختلاف حركة إعرابية واحدة قد يودي بحياةِ برئ، أو يخلي سبيل مجرم، وابتسمتُ وأنا أشاهد كلمة المستشار/ حسن فريد، رئيس محكمة جنايات القاهرة، قبل نطقه بإعدام 28 متهمًا بقضية اغتيال النائب العام.

الكلمة لم تتجاوز 12 دقيقة، لكن الأخطاء اللغوية فيها لم أستطع حصرها، فاكتفيتُ برصد ما جاء في آخر دقيقة ونصف، من الدقيقة 7.30 إلى آخر الفيديو، مع التجاوز عن أغلب أخطاء المخارج، يقول:

أدعو الشباب إلى عدم الانصياعْ للدعوات الهادفة الداعيةْ للصراعاتْ والعنفْ والكراهيةْ وأن يكونوا سفراء سلام ورحمة وألا يسلّموا عقولهم وتفكيرهم للدعواتَ التي تربط ربطًا خاطئًا بين الإرهابْ بالإسلام فإن أشرفْ أعداء الإسلام هو مسلمْ جاهلٌ يتعصبْ لجهلُه

الخطأ الصواب التعليل
1-2 الإنصياع الانصياع خطآن: الأول قطع الهمزة، والصواب وصلُها، لأنه مصدر خماسي. والآخر تسكين العين، والصواب كسرها لأنه مضاف إليه مجرور.
3 الداعيةْ الداعيةِ الخطأ تسكين التاء، والصواب كسرها، لأنه نعت مجرور.
4 للصراعاتْ إلى الصراعاتِ الخطأ: تسكين التاء والصواب كسرها لأنه اسم مجرور.

كما أن الأفصح أن يقال (الداعية إلى) لأن الفعل (دعا) يتعدى إلى مفعوله الثاني بـ(إلى) وليس باللام.

5 سفراءْ سفراءَ الخطأ تسكين الهمزة، والصواب فتحها، لأنه خبر (يكون) منصوب.
6 سلامٌ سلامٍ الخطأ ضم الميم، والصواب كسرها، لأنه مضاف إليه مجرور.
7 يسلُّموا يسلِّموا الخطأ ضم اللام، والصواب كسرها، لأنه فعل رباعي على وزن (يُفعِّل) بكسر ما قبل الآخر.
8 عقولُهم عقولَهم الخطأ ضم اللام، والصواب فتحها، لأنه مفعول به منصوب.
9 وتفكيرُهم وتفكيرَهم الخطأ ضم الراء، والصواب فتحها، لأنه معطوف على منصوب.
10 للدعواتَ للدعواتِ الخطأ فتح التاء، والصواب كسرها، لأنه اسم مجرور.
11 بالإسلام والإسلام الخطأ استخدام (الباء) بعد (بين) والصواب استخدام الواو، مثل (بين هذا وذاك).
12 أشرفْ أشرفَ الخطأ تسكين الفاء، والصواب فتحها لأنه اسم إن منصوب.

فضلًا عن أن المعنى نفسه فيه خلل، فلا أعلم ما الشرفُ في ذلك؟ ولو قال: (أخبَث) لكان أصحّ.

13 يتعصبْ يتعصبُ الخطأ تسكين الباء، والصواب ضمها، لأنه فعل مضارع مرفوع.
14 لجهلُه لجهلِه الخطأ ضم اللام، والصواب كسرها، لأنه اسم مجرور باللام.

فقال الله تعالى في محكمْ آياتُه: {فلا تحسبن الذين قتُلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءً عند ربُّهم يَرزُقون}

الخطأ الصواب التعليل
15 محكمْ محكمِ الخطأ تسكين الميم الأخيرة في (محكم)، والصواب كسرُها، لأنه اسمٌ مجرورٌ بحرف الجر (في).
16 آياتُه آياتِه الخطأ ضمّ التاء، والصواب كسرها، لأنه مضاف إليه مجرور.
17 فلا ولا الخطأ البدء بالفاء، والصواب أن الآية تبدأ بالواو {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران:169]
18 قتُلوا قتِلوا الخطأ ضمّ التاء، والصواب كسرها، لأن الفعل مبني للمجهول على وزن (فُعِلوا).
19 أحياءً أحياءٌ الخطأ فتح همزة (أحياءً) بالنصب، والصواب (أحياءٌ) لأنه -في الآيةِ- خبر مرفوع وعلامة الرفع الضمة، لمبتدأ محذوف تقديره (هم).
20 ربُّهم ربِّهم الخطأ ضمّ الباء، والصواب كسرها، لأنه مضاف إليه مجرور.
21-22 يَرزُقون يُرزَقون خطآنِ: فتح الياء وضم الزاي، بصيغة المبني للفاعل، والصواب ضمُّ الياء وفتح الزاي بصيغة المبني للمفعول.

اللهم اجعل هزه البلدٍ آمنًا مطمئنًا سخاءً رخاءً

الخطأ الصواب التعليل
23 اللهم تفخيم اللام الخطأ ترقيق اللام، والصواب تفخيمها، فلا ترقق لام لفظ الجلالة إلا إذا سبق بحرف مكسور.
24-25 هزه هذا خطآن: نطق الذال زايًا، واستخدام (هذه)، والصواب: (هذا) لأن البلد مذكر، ففي القرآن {ربِّ اجعل هذا بلدًا آمنًا}
26-27 البلدٍ البلدَ خطآنِ: تنوين المعرّف، وكسر المنصوب، والصواب: (البلدَ) بفتح الدال دونَ تنوين، لأنها بدل منصوب من اسم الإشارة المبني في محل نصب مفعول به أول للفعل (اجعل).

اللهم من أراد بنا شرًّا فاشغِله في نفسُه ورد كيدُه في نحره واجعل تدبيره تدميره له يا رب وإرزقه أضعافْ ما يتمناه

الخطأ الصواب التعليل
28-29 اشغِلُه اشغَلْه خطآن: 1- كسر الغين، والصواب فتحها، لأن مضارعه (يَشغَل) بفتح الغين، فتفتح في الأمر بالتبعية.

2- ضم اللام، والصواب تسكينها لأنه فعل أمر مبني على السكون.

30 نفسُه نفسِه الخطأ ضم السين، والصواب كسرها، لأنه اسم مجرور.
31-32 كيدُهْ كيدَهُ خطآنِ: ضمُّ الدال، وتسكين الهاء، والصواب: فتح الدال وضم الهاء، لأنه مفعول به منصوب، والهاء ضمير مبني على الضم.
33-34 تدبيرُهْ تدبيرَهُ خطآن: ضمُّ الراء وتسكين الهاء، والصواب: فتح الراء وضم الهاء، لأنه مفعول به ثانٍ منصوب، والهاء ضمير مبني على الضم.
35 له حذفها الخطأ ذِكر كلمة (له) هنا، والصواب حذفُها، فإما أن تقول: (اجعل تدبيره تدميره) وإما أن تقول (اجعل تدبيره تدميرًا له).
36 وإرزقه وارزقه الخطأ نُطق الهمزة (قطعًا)، والصواب إخفاؤها (وصلًا)، لأنه فعل أمر ثلاثي، همزته همزة وصل لا تنطق ولا تكتب.
37 أضعافْ أضعافَ الخطأ تسكين الفاء، والصواب فتحُها، لأنه مفعول به ثانٍ منصوب.

فقال تعالى في محكمْ آياتُه: {إنما الرلذين… أل.. إينما جزاءَ الذين يحارَبون اللهْ ورسولُه ويسعُون في الأرض فسادًا أن يقتِّلوا أو يصلبوا أو تقطعْ أيدوهم وأرجُلْهم من خلاف أو يَنفُونَ من الأرض}

الخطأ الصواب التعليل
38 محكمْ محكمِ الخطأ تسكين الميم الأخيرة في (محكم)، والصواب كسرُها، لأنه اسمٌ مجرورٌ بحرف الجر (في).
39 آياتُه آياتِه الخطأ ضمّ التاء، والصواب كسرها، لأنه مضاف إليه مجرور.
الرلذين أل زلة لسان غير محسوبة J
40 إينما إنَّما الخطأ النون الأولى ياءً، والصواب أنها نون مشددة.
41-42 جزاءَ جزاءُ خطآنِ: الأول عدم تعطيش الجيم. والآخر فتح الهمزة (نصبًا) والصواب (جزاءُ) بضم الهمزة، لأنه مبتدأ مرفوع، لدخول (ما) الكافة التي أبطلت عمل (إن).
43 يحارَبون يحارِبون الخطأ فتح الراء، والصواب كسرها، بصيغة المبني للفاعل على وزن (يُفاعِلون).
44 اللهْ اللهَ الخطأ تسكين الهاء، والصواب فتحها، لأن لفظ الجلالة مفعول به منصوب.
45 ورسولُه ورسولَه الخطأ ضم اللام، والصواب فتحها، لأنه معطوف على لفظ الجلالة المنصوب.
46 ويسعُون ويسعَون الخطأ ضم العين، والصواب فتحها، لأن الفعل في المفرد كان منتهيًا بألف (يسعى).
47 يقتِّلوا يقتَّلوا الخطأ كسر التاء، والصواب فتحها، لأن الفعل بصيغة المبني للمفعول (المجهول).
48 تقطعْ تقطعَ الخطأ تسكين العين، والصواب فتحها، لأنه فعل مضارع معطوف على منصوب بأن.
49 أيدوهم أيديهم الخطأ (أيدو) بالواو، والصواب (أيدي) بالياء جمع (يد)، وهو نائب فاعل مرفوع (ليس بالواو) ولكن (بضمة مقدرة) على الياء.
51-50 أرجلْهم أرجلُهم خطآن: الأول عدم تعطيش الجيم، الآخر تسكين اللام، والصواب ضمها لأنه معطوف مرفوع.
53-52 يَنفُون يُنفَوا ثلاثة أخطاء: 1- فتح الياء 2- وضم الفاء، والصواب ضم الياء وفتح الفاء بصيغة المبني للمفعول (المجهول).

3- وإثبات النون الواجب حذفها، لأن الفعل معطوف منصوب بأن.

وقد استقام الدليلِ اتهام، ووقر في عقيدِة المحكمة على صحتُه، على وكه الكطع والجزم واليخين في حق المتهمين بعد أخس رأي فضيلِة المفتي الجمهورية

الخطأ الصواب التعليل
54-56-55 الدليلِ اتهام دليلُ الاتهام ثلاثة أخطاء:

1- تعريف الدليل بأل، والصواب تنكيرها.

2- كسر اللام الأخيرة في الدليل، والصواب ضمها، لأنه فاعل مرفوع.

3- تنكير (اتهام) والصواب إدخال (أل) عليها مضافًا إليه.

57 عقيدِة عقيدَة الخطأ كسر الدال والصواب فتحها، فأي حرف قبل التاء المربوطة مفتوح.
58 على صحتُه صحتُه ليس الخطأ أنه رفع الاسم المجرور، ولكن الخطأ في وجود حرف الجر أصلًا، لأن (صحته) فاعل الفعل (وقر) لا يحتاج إلى حرف الجر (على) قبله، وعندئذٍ يصحُّ رفعها فاعلًا وعلامة الرفع الضمة.
59 وكه وجه الخطأ نطق الجيم كافًا.
60 الكطع القطع الخطأ ترقيق القاف ونطقها كافًا.
61 واليخين واليقين الخطأ نطق القاف خاءً.
62 أخس أخذ الخطأ نطق الذال سينًا.
63 فضيلِة فضيلَة الخطأ كسر اللام، والصواب فتحها، كأيِّ حرفٍ قبل التاء المربوطة.
64 المفتي مفتي الخطأ تعريف (مفتي) بأل، والصواب: (مفتي الجمهورية) بتعريفه بالإضافة فقط.