صديقي، أنا واثق تمام الثقة أن دخولك لقراءة هذا المقال كان من باب الفضول لا أكثر، ولكن هنيئا لك لأنك حقا ستحظى بطريقة إعداد ابنك للحرب القادمة.

ما يبدو لي و لك وللجميع أن الحرب القادمة ليست حرب «درع وسيف» فقد ولى زمانهم ولكنها حرب أحد ساحاتها هي تلك التي تقوم بقراءة المقال عليها …الإنترنت؛وسائل الاتصال الاجتماعي ووسائل الإعلام، هيا بنا يا صديقي في جولة لنتعرف على أهم الأسلحة التي تقوم بتجهيز ابنك بها للحرب القادمة.


السلاح الأول: البرمجة

لن أقول لك بصفتي شخص قد أتى من المستقبل ليحذرك من البرمجة و أهميتها، لا يا صديقي فأنت ترى مثلي تماما ما وصلت إليه البرمجة من أهمية. يقول «ستيف جوبس» مُؤسس شركة أبل: «يجب تعليم البرمجة لجميع المواطنين في أمريكا لأنها تُعلمهم كيفية التفكير». ويكفي ذكر ثمن لعبة كاندي كراش الذي وصل إلي 5.9 مليار دولار للدلالة على أهمية البرمجة.


السلاح الثاني: أن تقوم بشراء طائرة خاصة لابنك

نعم كما تسمع يا صديقي ولكن هنا الطائرة تقع في موضع النتيجة وليس السبب نفسه. بمعني أن تفتح لابنك طرق كثيرة للسفر والتعلم، عند ذكر التعلم في الخارج أول عقبة نواجهها هي عقبة اللغة فاللغة تمثل الحاجز الوحيد بين أغلب الشباب المبدعين والسفر إلى الخارج وأخص بالذكر اللغة الإنجليزية.

والدليل على ذلك، ومن أشهر الإحصائيات العالمية، أن كتاب «حقائق العالم» الصادر من الاستخبارات الأمريكية و«إنكارتا» وأيضاً «إثنولوج»، يضع اللغة الإنجليزية في المرتبة الأولى من حيث عدد متحدثيها، حيث بلغ نسبة عدد متحدثيها في العالم زهاء 25%، وعددهم يتجاوز 1.8 مليار نسمة، وهي اللغة الرسمية للعديد من البلدان، والمتحدثون بها ينحدرون من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك نيوزيلندا والولايات المتحدة واستراليا وانجلترا وزيمبابوي ومنطقة البحر الكاريبي وهونج كونج وجنوب إفريقيا وكندا. علاوة على ملايين أخرى من البشر يتحدثون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، باعتبارها اللغة الأكثر شعبية في العالم.

بعد كل ما وضحته لك يضع أمامك بالأدلة القاطعة أن اللغة تعلم الإنجليزية بمثابة الطائرة الخاصة التي تسهل لك السفر إلي جميع دول العالم للتعلم، إلي جانب موسوعات الكتب والمواقع التي تقدم المحتويات الدراسية باللغة الإنجليزية.


السلاح الثالث

توجيه ابنك إلي التعليم الإلكتروني وإقناع ابنك أن ما يتعلمه في المدارس الآن ليس إلا مجرد إضاعة للوقت، نعم كما تسمعني سيدي ما أقوله لك الآن ليس لهدم التعليم ولكن إخراج جيل كامل يؤمن بأن ما يقدَّم له من محتوى دراسي في مدارسه محتوى ركيك يهدف إلى مجرد إضاعة الوقت ليس إلا. حينها سيتمكن هذا الجيل من إصلاح تعليمه بنفسه، سيتمكن من إجبار بلاده على إدخال المحتويات القيِّمة التي تهدف إلى التعلم المفيد وليس إضاعة الوقت.

وهنا بعض الإحصائيات التي تشير إلي أهمية التعليم الإلكتروني من جوانب عدة:

  • من الجانب المادي: في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وصلت إيرادات التعليم الإلكتروني في المنطقة في عام 2011م بحسب التقرير إلى 378 مليون دولار، بينما يعد معدل النمو فيه في المنطقة مثيرا للإعجاب؛ حيث يصل إلى 8.2%. ومن المقدر أن تصل هذه العوائد إلى 560 مليون دولار بحلول عام 2016م.
  • عالمياً: بلغت إيرادات التعليم الإلكتروني في السوق العالمية نحو 35.1 بليون دولار، ومن المتوقع أن تصل في نهاية 2015م إلى 107 بليون دولار، وجدير بالذكر أن سوق الموبايل في مجال التعليم الإلكتروني من حيث التطبيقات التعليمية أو الخدمات وحلول التعليم نما إلى 5.3 بليون دولار في عام 2012م، ومن المتوقع في نهاية 2015م أن يصل إلى 8.7 بليون دولار [1].

السلاح الرابع: تنمية الشعور الديني المعتدل للطفل

في ظل تشويه الإعلام الحالي وانتشار وسائل الاتصال أصبح انتشار الأفكار المتطرفة سهل جدًا، كما أصبح من الصعب تمييز الأفكار المعتدلة من المتطرفة، لذا إليك بعض النصائح:

  • يجب إيقاظ الحس بقدرة الله تعالى عن طريق الاطلاع على مخلوقات الله وتذوق ما في المخلوقات من جمال وتناسق ومن ثم تعمل الأسرة على تنمية علاقة الطفل بالله عز و جل عن طريق تحبيبهم في طاعة الله وعدم معصيته وتقليد الكبار في الوضوء والصلاة.
  • حاجة الطفل إلى الاستفسار والسؤال والمناقشة والحوار وهذا يزيد من إقبال الطفل على المعرفة ويثري ثقافتهم وينمي قدرتهم على التفكير وتكوين الرأي ويدربهم على حسن الإنصات وغير ذلك من آداب الحوار.
  • كن أنت لابنك المصدر الأول والأخير الذي ينهل منه كل معتقداته وأفكاره وآراءه عن الدين، واجلس وحاوره وأفهمه كل شيء بالإقناع، وبأسلوب هادئ ولطيف، وليس كما تربينا: «هذا هكذا، وهذه هكذا»، وعلى حرمة السؤال الذي هو رجس من عمل الشيطان، بل على العكس تمامًا دعه يطلق العنان لعقله ويتساءل عن كل ما يحلو له، وخصوصًا فيما يتعلق بالعقائد حتى يكون على قناعة ويقين تام وأكثر تمسكاً بما يؤمن به.
  • علينا أن نلتزم في سلوكنا الشخصي بالقواعد التي نطالبهم بها لأن الطفل يميل إلي التقليد والمحاكاة.

السلاح الخامس: الصحة

في ظل انتشار الأطعمة المسرطنة والتي تحتوي على كيماويات بطريقة مبالغ فيها كما انتشار الباعة الجائلين و انتشار ثقافة شراء الأطعمة الجاهزة بطريقة كبيرة، أصبح من المهم نشر الوعي الصحي بين الأطفال، لأنه ببساطه إذا تم تعطيل سلاح الجسد فمن الطبيعي لن تعمل أي من الأسلحة التي قمت بذكرها لك سابقًا.

فعند النظر إلي الأسباب التي تؤدي إلى السرطان تأتي المواد الكيماوية في الخضروات والفواكه في المقدمة وبنسب مخيفة. أما أنا هنا فلست بصدد حصر الطرق التي تحافظ بها على صحة ابنك، فأنا هنا لإعطائك الأسلحة لا لكيفية استخدامها. ولكن قمت بذكر جزء بسيط لتوضيح مدى أهمية الصحة لأبنائك. بهذا قد تكون أعددت ابنك بجزء بسيط لحرب جسدية وفكرية وصحية نسمع قرع طبولها.

في الأخير أتمنى أن يستفيد الجميع من هذا المقال، وكنت أتمنى لو أن أبي كان قد قرأ المقال قبل ولادتي. فأنت الآن ربما تحظى بفرصة لتربية أبنائك أفضل بمراحل ممن لم يطلعوا على هذه السلسلة.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.

المراجع
  1. MENA eLearning Revenue Estimated to Reach $560 Million by 2016