من بين الفنانين الذين ذاع صيتهم في الآونة الأخيرة واشتركوا في أعمال عديدة في موسم رمضان 2018، كان الفنان محمد جمعة، صاحب أشهر شخصية رمضانية لهذا العام؛ «عم ضياء»، والذي أصبح أيقونة للكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي، فقررنا أن نقيم حوارًا صحفيًّا معه للحديث عن أدواره وبداياته وأعماله القادمة.

عرفنا أكثر على محمد جمعة؟ وأين كانت هذه الموهبة؟أنا محمد جمعة، ممثل مصري، خريج معهد الفنون المسرحية؛ قسم إخراج وتمثيل. أنا أعمل بشكل منتظم في الفن منذ عام 2002، ومتفرغ تمامًا لعملي كممثل، وبالفعل شاركت في أعمال عديدة، سأذكر منها على سبيل المثال؛ «لدواعي أمنية» مع الأستاذ كمال الشناوي من إخراج محمد فاضل، و«هانم بنت باشا» مع حنان ترك للمخرج سعيد حامد. قد تكون المشكلة في حجم الأدوار التي لم تظهر موهبتي ودراستي، ولكن الحمد لله بمجرد أن عرض عليَّ أدوار لها تأثير؛ استطعت لفت الأنظار لي ولعملي ولموهبتي.

هل تعتبر شخصية «فيَّاض»؛ في مسلسل «هذا المساء» انطلاقتك الحقيقة بعد نجاحه المبهر وكل ردود الأفعال الإيجابية؟ تجربتي في مسلسل «هذا المساء» مع المخرج العبقري «تامر محسن» كانت فعلًا استثنائية وكانت نقلة جديدة، لكن أنا أعتبر دور «رجب»في مسلسل «الميزان» 2016 هو انطلاقتي وبداية لفت أنظار الجمهور لموهبتي كممثل، نظرًا لحجم الدور، ورؤية المخرج أحمد خالد موسى المميزة.

شاهدنا محمد جمعة في ثلاثة أدوار مميزة هذا العام، دور «عم ضياء»في مسلسل الوصية، ودور «بحيري»في مسلسل أبو عمر المصري، ودور «جمال تحسين»المحامي في مسلسل ضد مجهول. على أي أساس كان اختيارك لهذه الأعمال؟ وكيف أضافت لك؟عندما كنت أفاضل بين الأدوار المعروضة عليَّ، كل ما كان يشغلني هو التنوع؛ ألا أكرر شخصية واحدة في عملين، والحمد لله أن اختياراتي كانت صائبة ولم يتشابه أي دور من الأدوار الثلاثة مع الآخر، وحظي الجيد أن تلك الأدوار كانت في أعمال فنية مميزة وذات شعبية مع فنانين لهم شعبيتهم الواسعة عند الجمهور العربي.

لماذا تحفزت لدور عم ضياء في مسلسل الوصية مع العلم أنه مختلف تمامًا عن طبيعة أدوارك السابقة؟ وهل كان لك دور في رسم ملامح الشخصية أم أنها مكتوبة بهذا الشكل في السيناريو؟الشخصية الجدية في عمل كوميدي لها طابع خاص وتحظى باهتمام الجمهور عامة، والحقيقة أن الدور كان مكتوب حلو جدًّا في السيناريو، ولكن بذلنا أنا والمخرج خالد الحلفاوي مجهودًا كبيرًا ليخرج على الجمهور بهذا الشكل.

كيف كانت تجربتك أحمد أمين وأكرم حسني؟ وهل كانت لازمة «كله رايح»من ابتكارك أم كانت مكتوبة في السيناريو؟ وهل كنت تتوقع هذا النجاح لدور «عم ضياء»؟الشغل مع أمين وأكرم ممتع جدًّا، ولا أبالغ لو قلت أمتع من المسلسل نفسه. أما عن لازمة «كله رايح»فقد كانت ارتجالًا وحرص المخرج على تكرارها، والحقيقة أنى لم أكن أتوقع هذا النجاح لشخصية عم ضياء، ولكن في النهاية هذا نتاج مجهود كبير من فريق العمل كله.

وهل عندك تخوف أن دور «عم ضياء»يظل عالقًا في أذهان جمهورك ويظل محمد جمعة حبيس هذه الشخصية؟أبدًا، أظن أني رتبت أموري جيدًا، وشخصية عم ضياء شخصية من ضمن شخصيات عديدة قدمتها، كونها تنجح فهذا أمر جيد، لكني متطلع لشخصيات أخرى في المستقبل.

لكن نظرًا لخصوصية شخصية عم ضياء فأنا حريص على أن تظل موجودة كشخصية اعتبارية للتفاعل مع الأحداث بشكل دوري على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن محمد جمعة لن يكرر شخصية عم ضياءفي أي عمل فني مرة أخرى.

شخصية «بحيري»الصاحب الجدع التي كان من الممكن أن تكون مجرد شخصية نمطية جدًّا؛ لولا اللمحة الإنسانية المميزة وعلاقته بـ«أبو عمر المصري»..ممكن تكلمنا أكتر عن دورك في مسلسل أبو عمر المصري؟مسلسل أبو عمر المصري من أحب الأعمال لقلبي، وشخصية بحيري كان لازم ألعبها؛ نظرًا لكونها مناقضة تمامًا لشخصية «فياض عجمية» في مسلسل هذا المساء. ممكن تكون الشخصية نمطية بعض الشيء لذلك كان من الضروري إضفاء بعد إنساني ملموس لتحظى باهتمام المشاهد ولا يشعر بالملل حيال مشاهد بحيري، ومن خلال علاقة بحيري بعمر استطعت بناء هالة مضيئة حول الشخصية، وأتمنى أن تنال إعجاب الجمهور.

ننتقل لدورك في مسلسل «ضد مجهول»كيف استعددت للعب دور المحامي بهذا القدر من الواقعية؟أنا أعتبر شخصية جمال تحسين هي أصعب دور قمت به في رمضان 2018، أظن أن التحدي بالنسبة لي كان رسم شخصية ذات أبعاد مختلفة للمحامي جمال تحسين، حتى لا ينفر الجمهور منها؛ كون الجانب البارز منها هو الشر، والحمد لله وفقت في إضافة جوانب أخرى للشخصية كالبعد الكوميدي مثلًا، والحقيقة أن المخرج طارق رفعت كان له الفضل الأول في تنفيذ هذه الشخصية بتلك الجودة.

يعني نقدر نقول إن شخصية جمال تحسين هي أحب أعمال الفنان محمد جمعة لقلبه من بين كل أعماله هذا العام؟الحقيقة أني فعلًا أحب الأدوار الثلاثة التي قمت بها بالتساوي، ولكن بالفعل بذلت مجهودًا أكبر مع جمال تحسين، دوري في مسلسل ضد مجهول.

من وجهة نظرك ما هي أجمل الأعمال الدرامية في رمضان 2018؟الحقيقة أني مشغول جدًّا، فلم أنته من تصوير كامل مشاهدي حتى الآن، لم تسنح لي الفرصة لمتابعة الأعمال المعروضة لضيق الوقت، ولكن أتمنى للجميع التوفيق.

أصبح لديك الكثير من المعجبين والمتابعين في جميع أنحاء الوطن العربي، هل تحرص على التواصل معهم عبر صفحاتك الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؟أنا مهتم جدًّا بمواقع التواصل الاجتماعي وأتواصل مع الجمهور عن طريق صفحتين «الصفحة الرئيسية للفنان محمد جمعة»، و«عم ضياء.. برنس الطاقة السلبية»، وتقريبًا أقرأ كل التعليقات، وبشكل عام؛ أنا أعتبر مواقع التواصل الاجتماعيهي «ترمومتر»الشارع، وأحد أهم طرق التواصل مع الجمهور، مهم جدًّا أن نعرف كيف يفكر الناس، وما هي ردود فعلهم على الفن الذي نقدمه لهم، حتى نستطيع أن نقيس نجاحنا عند الجمهور ونضع في اعتبارنا انتقاداتهم، لتحسين أدائنا في الأعمال القادمة.

انتشرت لك بعض مقاطع الفيديو وأنت تغني، وقد نالت استحسان الكثير من متابعيك، هل فكرت في الغناء بشكل محترف قبل ذلك؟أبدًا، الموضوع كله بيكون في جلسات خاصة مع أصدقائي، وبعض الدندنات وأنا في الحمام، أما أنا فممثل ومخرج فقط.

مَنْ مِنْ بين الممثلين سواء العرب أو الأجانب يعتبرهم الفنان محمد جمعة مثلًا أعلى له؟ أعتقد أن كل من قام بدور جيد هو مثلي الأعلى، فأنا أنظر بعين المنبهر لكل دور تم تقديمه للجمهور بشكل رائع، على سبيل المثال؛ في البلاتوه مسلسل ضد مجهول كنت أتابع مشهدًا بين محمد كيلاني وفراس سعيد، كان مشهد قمة في العبقرية، قلت للمخرج وقتها: «المشهد ده صعب أوي، أنا معرفش أعمله». ولكن مثل تلك الأدوار المميزة تضعني أمام نفسي، لأتحداها وأقدم ما هو أفضل. فأنا أسعى لأن أكون نفسي وأصنع اسم محمد جمعة، ومع ذلك شغوف جدًّا للتعلم من كل الخبرات والتجارب من حولي.

ما هي الأعمال القادمة للفنان محمد جمعة؟نجهز لفيلم «يوم مصري جدا»، تأليف جمال صدقي، إخراج أيمن مكرم، وأتمنى أن ينال إعجاب السيد الجمهور، والفترة القادمة سأتجه أكثر للسينما بإذن الله.