الجزء الأول

أصول الوعي القومي

يفترض أندرسون في هذا الفصل أن أصول الوعي القومي تتمثل في ظهور الطباعة التي انتشرت بشكل كبير بين عامي 1500 و1550، وكانت باللاتينية. لكن مع تشبع سوق النخب اللاتينية، بحثت الرأسمالية عن أسواق جديدة بين الجماهير التي تتحدث اللغات المحلية. وهو ما ساعد في نمو الوعي القومي بين المحليين الذين أعادوا نشر الأدب والشعر بلغتهم، كما ساهم أيضا في نمو الوعي القومي عملية الإصلاح الرافضة لهيمنة الإمبراطوريات الكبرى، مثل ما قام به مارتن لوثر الذي نشر أطروحاته على نطاق واسع باللغة الألمانية، لنكون لأول مرة أمام قراءة جماهيرية حقيقية وأدب شعبي في متناول الجميع. وسرعان ما خلق هذا التحالف بين البروتستانتية ورأسمالية الطباعة، جماهير جديدة من القراء، وهو ما أدى إلى زلزال نتج عنه ليس فقط تراجع الكنيسة، ولكن أيضا ظهور أولى الدول الأوروبية الهامة غير الملكية في هولندا (ص73-75).

ويضيف أندرسون أنه مما أدى إلى ظهور القومية في ذلك الوقت انتشار اللغات المحلية التي دعمها ملوك صغار في مناطق جغرافية معينة بهدف خلق نوع من المراكز الإدارية في مواجهة الإمبراطوريات. وعند انهيار الإمبراطورية الغربية لم تعد اللاتينية قادرة على البقاء بشكل واسع. وهو ما أدى في النهاية إلى انهيار جماعة العالم المسيحي المتخيلة (ص76-77).


رواد كريوليون (المستوطنون)

انتقل الباحث في هذا الفصل للحديث عن الدول الأمريكية الجديدة التي قال إنها اكتسبت أهمية كبيرة في أواخر القرن الـ18 وأوائل القرن الـ19، ولم يكن نزوعها للقومية يشبه ما حدث في أوروبا الغربية لسببين: (الأول) أن لغتها كانت نفس لغة المتروبولات الذي استعمرها، فجميعها كانت دولا كريولية شكلها وقادها أناس تقاسموا مع أولائك الذين قرعوهم لغة مشتركة. و(الثاني) هو أن زمام القيادة لم يكن في يد طبقة وسطى تحاول استنهاض ما لدى الطبقات الشعبية من طاقات وتوجيهها نحو مساندة الدولة الجديدة كما هو الحال في أوروبا الغربية، بل كانت في يد ملاك الأرضي الأثرياء المتحالفين مع عدد أصغر نسبيا من التجار والمهنيين (ص81-82). ويضيف أنه مع ضعف الدول التي قدم منها المستوطنون في الأمريكيتين وبسبب تزايد نفوذهم وثرواتهم قام الكريوليون (المستوطنون) بحركات استقلال على أساس قومي أعادت تعريف السكان المحليين كما أعادت تعريف دولهم الأصلية على أنها عدو غريب !! ولم يكن أبناء وموظفي المستعمرات يحتلون مكانة بارزة في بلدهم الأصلي، وبهذا تحولوا إلى معضلة، فلا تتعامل معهم الدولة باعتبارهم عنصرا نقيا ولكن باعتبارهم «أورأمريكيين» أو «أوراسيين» أو «أورإفريقيين»، ولا تستطيع الفتك بهم كما تفعل مع سكان البلاد المستعمَرة، لذلك ظهر ما يمكن أن نطلق عليه «القومية الكريولية» (ص87-89).

وكما هو الحال في أوروبا، ساهمت الطباعة – بحسب أندرسون – في زيادة الوعي القومي في الأمريكتين، وإن حدث ذلك متأخرا في منتصف القرن الـ18، حيث خلقت كل صحيفة مجموعة متخيلة بين قرائها. وكان سكان أمريكا الأسبانية ينظرون إلى أنفسهم باعتبارهم أمريكيون. وفي أمريكا الشمالية شكل تكتل المستعمرات الـ13 الأصلية القريبة جغرافيا مركزا تجاريا له صحفه الخاصة، لكن الروابط القومية كانت مرنة بما يكفي للتوسع غربا وتكوين الولايات المتحدة الأمريكية (ص90-91). ويمثل ما أورده أندرسون في هذا الفصل دليلا على كون المصالح المشتركة تمثل أحد أهم أسباب تشكيل القوميات، وأن اللغات والأديان والأجناس تمثل عوامل مهمة في تدعيم الأفكار القومية لكن بشكل أقل من المصلحة. فاللغة في دول أمريكا الجنوبية هي لغة المستعمر، والأعراق مختلفة، والطبقة التي شكلت الوعي القومي هي النخبة الكريولية وليست الطبقة الوسطى المتشكلة من أهل البلد المستعمَر.


لغات قديمة، نماذج جديدة

في هذا الفصل يعيد الكاتب طرح فكرته التي تشير إلى دور الطباعة في الحد من انتشار اللغات الإمبراطورية المقدسة. ونقل عن سيتون واطسون قوله: إن القرن الـ19 كان في أوروبا ومحيطها المباشر عصرا ذهبيا لواضعي معاجم اللغات المحلية. معتبرا أنه يمكن تتبع هذه الثورة المعجمية «على النحو الذي نتتبع فيه دويا متصاعدا في مستودع للذخيرة أضرمت فيه النيران، حيث يقدح كل انفجار صغير زناد انفجارات أخرى، إلى أن يقلب الانفجار الأخير الليل نهارا» (ص95-96).

ويقول أندرسون إن الطبقات الحاكمة قبل البرجوازية كانت تلتحم بصلاة القرابة والولاء وليس اللغة أو الثقافة المشتركة، وقد اختل هذا الأمر تماما لأنه لا يُتصور وجود برجوازية أمية. معتبرا أن نموذج الدولة القومية المستقلة كان متاحا منذ العقد الثاني من القرن الـ19، ونفذته تحالفات المتعلمين الهامشية القائمة على أساس اللغة المحلية (ص97-100).


القومية الرسمية والإمبريالية

في هذا الفصل يقول أندرسون إنه خلال القرن الـ19 وخاصة في نصفه الثاني عملت الثورة المعجمية اللغوية ونشوء الحركات القومية داخل أوروبا -اللذان كانا ناتجين عن الرأسمالية والتضخم الهائل في الدول الملكية- على خلق مزيد من المصاعب الثقافية ومن ثم السياسية للأنظمة الملكية. لذلك اضطرت هذه الملكيات إلى مماشاة الموجة القومية، وادعت أنها جزء من الشعب من خلال التجنيس وهو ما أطلق عليه سيتون–واطسون بسخرية اسم «القوميات الرسمية». لكن اعتراف الأسر المالكة بأنها جزء من قوميات بلادها وضعها أمام مشكلة جديدة، حيث أنها تقر ضمنا أن الملك واحد من بين كثيرين من نفس نوعه، ولم يعد مقدسا مفوضا من الرب أو صاحب دم أنقى من شعبه (ص105-106).

ويضيف بندكت أن بعض الملوك حاولوا إجراء ما يمكن وصفه بشد بشرة الأمة الضيقة القصيرة بحيث تغطي جسد الإمبراطورية العملاق. وهكذا جرت «روسنة» السكان غير الروس من رعايا القيصر في سان بطرسبرج. لذلك يمكننا أن نعتبر «القومية الرسمية» تعبيرا صريحا عن الاندماج ما بين الأمة والإمبراطورية الملكية. وقد ذهب سيتون-واطسون لحد المجازفة عندما قال إن ثورة العام 1905 في روسيا كانت ثورة غير الروس على الروسنة، حيث كانت الثورة الاجتماعي أعنف في المناطق غير الروسية، وكان أبطالها العمال البولنديون، والفلاحون اللاتفيون والجورجيون (ص107-109). ويذكر الكاتب أن القوميات الرسمية سعت في تشكيل طبقات تابعة لها في المستعمرات، ضاربا مثلا بما فعلته الإمبراطورية البريطانية في الهند، حيث ينقل عن السياسي البريطاني توماس ماكولي قوله: «إن نظام التعليم الذي يجب إدخاله في الهند من شأنه أن يخلق طبقة من الأشخاص، هنود الدم واللون، لكنهم إنجليزيو الذائقة والرأي والأخلاق والفكر. ويضيف أن القضاة الهنود كانوا يقضون أفضل سنوات مرحلة التشكيل في شبابهم في إنجلترا، وعندما يعودون إلى بلدهم كانوا يتصرفون كالإنجليز، فيغدو منبوذا بين أفراد مجتمعه أخلاقيا واجتماعيا، وكان غريبا في أرضه مثل المستوطنين الأوروبيين في البلد» (ص110-112).

لكن الكاتب يورد وجها آخر للقومية الرسمية المتمثل في التجربة اليابانية، معتبرا أن عوامل توحدها القومي تمثلت في اللغة الواحدة، والعزلة، والسلام الذي استمر طويلا تحت حكم عائلة سلالية واحدة عبر التاريخ المدون. وقد مكنهم ذلك التوحد من إحراز انتصارات كبيرة في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن العشرين، لكنها اتخذت طابعا إمبرياليا عدوانيا، حيث تحولت من نزعة الأمس الدفاعية الجبانة إلى نزعة اليوم التوسعية المنفلتة. وأيضا بسبب قوة النموذج القومي الرسمي الذي استقته من أوروبا والذي يعتبر أن الأمم العظيمة دائما ما تكون «قوى فاتحة عالمية» (ص113-115).


الموجة الأخيرة

يرى بندكت أندرسون أن الحرب العالمية الأولى وصلت بعصر الملكيات إلى نهايته، فحتى الإمبراطوريات الباقية جاءت إلى «عصبة الأمم» مرتدية الزي القومي وليس البزة الإمبراطورية. وهو ما تأكد بعد الحرب العالمية الثانية من خلال الأمم المتحدة. (ص125) معتبرا أن ما أسماها بـ «قوميات الموجة الأخيرة» التي كانت في معظمها آسيوية وأفريقية، جاءت ردا على الإمبريالية العالمية، حيث مزجت بين القومية الشعبية والرسمية بسبب الأشكالة الشاذة للدول التي خلقها الاستعمار بعدما رسم حدودا اعتباطية مبنية على مصالح المستعمر وليس لغات السكان المحليين أو إثنياتهم، وهو ما يمكن أن نسميه بـ«القومية الكولونيالية».

وينتقل أندرسون لشرح كيف أن الوحدة الإدارية الإمبراطورية اكتسبت في أواخر القرن الـ18 شيئا من المعنى القومي. ولم تعد الدول المستعمرة ترسل الكثير من موظفيها إلى المستعمرات، حيث كونت هذه الدول (ثم الشركات الرأسمالية الكبرى) طبقة من الموظفين ثنائيي اللغة من أهل البلد المستعمر، الذين يتعلمون عندها -أو يدرسون مناهجها- ويعودون أفواجا إلى بلدهم ليحكموه. مستشهدا بمقولة ماركس: «إن حاجة البرجوازية إلى سوق لمنتجاتها متوسعة باطراد، تطارد هذه البرجوازية في جميع أنحاء الأرض». ومع انتشار التعليم المحلي الموحد في المستعمرات (حيث كان الأهالي يرسلون أولادهم للمدارس بهدف ضمان مستقبلهم عن طريق الالتحاق بصفوف البيروقراطية) والتقاء الفتيان من كل أقاليم البلد للدراسة الجامعية في العاصمة، ازدهرت الحالة القومية. (ص126-129) ويضرب الكاتب هنا مثالا بإندونيسيا، حيث لم يكن الطلاب فقط يتعلمون نفس المناهج، لكنهم كانوا يعاملون باعتبارهم مواطنين من الدرجة الثالثة، بعد الهولنديين في الصدارة ثم الصينيين واليابانيين والعرب الموجودين في البلد، وهو ما خلق لديهم شعورا بالتوحد أنتج القومية الإندونيسية فيما بعد (ص130).

وتحدث أندرسون عن تحويل المستعمرين الأوروبيين الدراسة لتكون بالأحرف اللاتينية حتى وإن كانت باللغات المحلية، وذلك لفصل الطلاب عن آدابهم وتاريخهم المكتوب بالحروف القديمة (ص131). لكن الكاتب يرى أنه في عالم تشكل فيه الدولة القومية القاعدة الطاغية، فإنه من الممكن تخيل الأمم دون اشتراك لغوي كما هو الحال في سويسرا مثلا (ص138).


الوطنية والعنصرية

ينفي الكاتب صفة العنصرية عن القومية، رافضا اعتبار المثقفين التقدميين أن القومية تنشأ في تربة الخوف من الآخر وكراهيته، مؤكدا أن القومية تلهم الحب الذي يظهر في منتجاتها من الشعر والقصص والموسيقى بل والتضحية بالنفس. ويضيف أن الانتماء إلى أمة ينطوي عليه لون الجلد ونوع الجنس والنسب وحتى اللغة، وهي أشياء لا نملكها، الأمر الذي يضفي عليها هالة من القداسة. وإذا كان السياسيون والمؤرخون على ألفة تامة بفكرة المصلحة القومية، فإن الميزة الأساسية للأمة هي أنها بعيدة عن المصلحة. فالموت من أجلها ليس كالموت من أجل حزب أو جمعية يمكن للمرء أن يغادرها في أي وقت (ص143-145).

ويرى الكاتب أن أصل العنصرية يكمن في أيديولوجيات الطبقة وليس القومية. فالعنصرية لا تتجلى عبر الحدود بل ضمنها، فهي لا تبرر الحروب الخارجية بقدر ما تبرر القمع والسيطرة الداخليين. وإذا تطورت خارج البلاد فتكون مبنية على فكرة مفاده: إذا كان اللوردات مثلا متفوقين على بقية الإنجليز، فإن ذلك ليس مهما، فبقية الإنجليز هؤلاء متفوقون على الشعوب المستعمَرة. فهي ترسخ لتصورات طبقية في النهاية (ص149). واستدل بندكت على هذا النوع من العنصرية بما أسماه «التضامن بين البيض» رغم كونهم من متروبولات قومية متصارعة، وهو ما عبرت عنه اتفاقية جنيف بالنصل على أن يلقى ضباط العدو الأسير معاملة مميزة بخلاف الأنصار والمدنيين (ص151).


ملاك التاريخ

يفترض بندكت أندرسون في هذا الفصل أن الأفكار تنشأ ثم تتطور في بيئات معينة، وأنه عندما يتم تنزيل نفس الأفكار في بيئات أخرى دون أن تكون قد نضجت بشكل كاف فإن النتائج تكون مختلفة. لكن التجارب تمثل على أي حال إلهاما للغير، فمثلا تركت الثورة الفرنسية أثرا كبيرا لاسيما على الثور البلشفية. كما أن القومية أصبحت مثالا يحتذى به وإن اختلفت الأشكال في كل دولة، وذلك بعدما تطورت عبر قرنين كاملين (ص153-155). وليس أدل على قوة نموذج «القومية الرسمية» من كون الثوار يرثون الدولة بعاصمتها ومؤسساتها وحتى موظفيها بعد نجاح ثورتهم، لذلك يجب التخلص من مقولات مثل أن «الماركسيين ليسوا قوميين»، أو أن «القومية مرض من أمراض التطور التاريخي الحديث». وينقل أندرسون عن فالتر بنيامين قوله: إن ملاك التاريخ وجهه ملتفت للماضي، وحين تحدث كارثة يود أن يبقى ويرفع الأنقاض، لكن عاصفة تهب من الفردوس أمسكت بجناحية بحيث لم يعد بوسعه أن يضمهما، وهي تدفعه إلى المستقبل الذي أدار له ظهره، وهذه العاصفة هي ما ندعوه التقدم (ص157-158).


التعداد، الخارطة، المتحف

في هذا الفصل يقول أندرسون إن الدولة القومية التي نشأت في المستعمرات خارج أوروبا، نشأت أولا في تخيلات الدول الاستعمارية نفسها. وقد ظهر ذلك من خلال التعداد والخارطة والمتحف. وهي التي صاغت الطريقة التي تخيلت بها الدولة الاستعمارية مجال نفوذها وسلطانها. فالتعداد يمثل طبيعة البشر الذين تحكمهم، والخارطة تمثل جغرافيا أملاكها، والمتحف يمثل شرعية أسلافها (ص160). فالنظام الإقطاعي السائد كان يباعد بين النبلاء بعضهم البعض، فضلا عن تفرقته بين النبلاء والعبيد، لكن الإحصاء الذي قام به المستعمر وحدهم في جماعة واحدة، حيث لا يفرق هذا القادم الغريب بين نبيل وعبد، أو بين من يتحدث لغة محلية عن صاحب لغة محلية أخرى (ص161-164).

وعن الخريطة يقول أندرسون إنها ساهمت –خاصة بعد الطباعة– في تشكيل خيال البشرية، وأن الشائع أنها تالية على الواقع، في حين أن الحقيقة هي أنها سابقة له (ص165). كما أشار إلى الاهتمام البالغ الذي أبداه الاستعمار بالآثار القديمة لحضارات البلاد التي احتلها، مفسرا ذلك بأنه محاولة لمقاومة ضغط التقدميين الأمميين، كما أن وجود الآثار العظيمة بجوار القرى الفقيرة يبعث برسالة إلى المحللين بأنهم عاجزون، وأيضا كان المستعمر يربط نفسه بالقديم باعتبار أن كلاهما يعد فاتحا للبلاد. كما أن الآثار ارتبطت بالسياحة وهو ما أتاح للدولة بأن تظهر باعتبارها حارثا لتراث الأمة. فالآثار يجري اعتبارها «عدة دولة كولونيالية علمانية وزينتها» (ص166-170).


الذاكرة والنسيان

يتحدث أندرسون عن تسمية بلدان ومدن بأسماء بلدان ومدن أخرى قديمة، مثل نيويروك ونيوزيلاند ونوفا ليون، ويعتبر أن ذلك يحدث عندما تنظر جماعة من البشر لنفسها على أنها تعيش حياة موازية لجماعة أخرى في مكان آخر تشترك معها في اللغة أو الدين أو العرق. وهو ما فعله الأوروبيون القادمون من المتروبول إلى الكريول، وفشل فيه الصينيون والعرب. لذلك كانت الحروب الثورية بين المتروبول والكريول منطوية على شيء من الاطمئنان رغم شراستها، فهي حروب بين أقارب (ص176-178). لكن عندما اندلعت الثورات الهادفة للانفصال عن المتروبول في الأمريكتين، اتخذ الثوار تدابير تمثل قطيعة مع الماضي، حيث غيروا التقويم المسيحي واعتبروا أنفسهم مواطنين محليين (ص181).

وأشار الكاتب إلى أهمية كتابة التاريخ الذي يتحدث عن الموتى ويوجد لتضحياتهم معنا يوصلهم بالحاضر، الأمر الذي يربط أفراد الأمة بذاكرة تاريخية واحدة (ص182). كما يتحدث في ذات الإطار عن الصراعات العرقية والدينة والطبقية الموغلة في القدم داخل مجال الدولة باعتبارها حربا بين الإخوة، مستخدما مصلطح «طمأنينة قتل الأخ» (ص185).