هذا المقال هو متابعة لموجز تاريخ خلافة علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) الذي بدأ بمقالة «الإمام علي خليفة: من الولاية إلى التحكيم»

وبالتأكيد فإن النهاية التي انتهى إليها التحكيم لم ترق للإمام عليّ ولم تحقق هدفه وغايته، ولو راقته لم يكن ليجد فرصة لتنفيذها لانقسام قواته وتفتتها. ولذا كان همه الأكبر حشد العراقيين خلفه مرة أخرى، ولكن كثيرًا منهم بدأ يتفلت خارجًا عليه، وذاهبًا إلى منطقة «النهروان». وقد كتب إليهم الإمام عليّ يذم الحكمين ويدعوهم للعودة والمشاركة في حرب الشاميين من جديد، فطالبوه بأن يشهد على نفسه بالكفر ويعلن توبته أولًا[1]. فلما قرأ كتابهم أيس منهم لاستحالة ما يطلبون، ورأى أن يتركهم ويذهب بمن معه للقاء أهل الشام.

وفي هذا السياق يذكر الطبري حادثة قتل عبدالله بن خباب (رضي الله عنه)[2]. ومن الأمور الغريبة أن أحد الكتب الأدبية – «الكامل» للمبرد – هو من أكثر الكتب التي استقصت أخبار الخوارج (وأنا أفضل طبعة الدالي على طبعة شاكر). وبالكتاب حكايات يشيب لها الولدان، كما يقال، وهكذا كانت أغلب حكايات الخوارج، ومن أفظعها حكاية قتل عبدالله بن خباب (رضي الله عنه).

وفي «الكامل» للمبرد أن عصابة من خوارج البصرة التقت في سنة 38هـ، وهم في طريقهم إلى «النهروان»، في مكان يسمى «كسكر»، في «واسط» بين الكوفة والبصرة، بهذا الصحابي الجليل، فأمسكوا به. وكان يحمل مصحفًا في عنقه فقالوا له: «إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا أن نقتلك»! فقال لهم: «ما أحيا القرآن فأحيوه وما أماته فأميتوه». فقالوا له: «حدثنا عن أبيك» فقال: «سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «تكون فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنُه، يُمسي مؤمنًا ويُصبح كافرًا، فكن عبدالله المقتول، ولا تكن عبدالله القاتل». فسألوه عن رأيه في أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ فلم يقل عنهم إلا خيرًا. فقالوا له: «فما تقول في الحكومة والتحكيم؟».

وكما في «الأخبار الطوال» للدينوري «كانوا في جميع مسيرهم لا يلقون أحداً إلا قالوا له: «ما تقول في الحكمين؟» فإن تبرأ منهما تركوه، وإن أبى قتلوه»[3].

وقال لهم عبدالله بن خباب: «أقول إن عليًّا أعلم بكتاب الله منكم، وأشد توقيًا على دينه، وأنفذ بصيرة». فقالوا له: «إنك لست تتبع الهدى، إنما تتبع الرجال على أسمائها». وفي الطبري أنهم قالوا له: «والله لنقتلنك قِتلة ما قتلناها أحدًا». وأخذوه فكتفوه، ثم أقبلوا به وبامرأته وهي حُبلى حتى نزلوا تحت نخل، فسقطت منه رطبة فأخذها رجل منهم فوضعها في فيه، فصاحوا به «بغير حلها وبغير ثمنها». فلفظها الرجل تورعًا، وهنا عرض له خنزير فضربه بسيفه فقتله، فقالوا له: «هذا فساد في الأرض». فلما جاء صاحب الخنزير أعطوه ثمن الخنزير وأرضوه.

فلما رأى عبدالله بن خباب ذلك منهم قال لهم: «ما عليّ منكم بأس، إني لمسلم، ما أحدثت في الإسلام حدثًا». فجاءوا به، وقربوه إلى شاطئ النهر فذبحوه فجرى دمه في الماء مستطيلًا ولم يختلط به. ويقال إنهم بقروا بطن زوجته الحامل فقتلوها والجنين! ويبدو أن صاحب الخنزير كان هو نفسه صاحب النخل، ولذا يقول المبرد: «وساوموا رجلًا نصرانيًّا على نخلة له، فقال الرجل: «هي لكم». فقالوا له: «ما كنا لنأخذها إلا بثمن». فقال الرجل: «ما أعجب هذا، تقتلون مثل عبدالله بن خباب ولا تقبلون منا نخلة إلا بثمن!»[4].

وبينما كان الإمام عليّ يحشد جيشه للمسير إلى الشام مرة أخرى، جاءته أخبار الخوارج وما يرتكبونه من فظائع، وقتلهم عبدالله بن خباب (رضي الله عنه). فبعث إليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم فينظر فيما بلغه عنهم ويكتب إليه، فلما وصل إليهم أخذوه وقتلوه. وهنا خاف من كان مع الإمام عليّ أن يذهبوا لحرب الشاميين ويتركوا الخوارج خلفهم، فاجتمعوا إلى الإمام عليّ وأقنعوه بالمسير إلى الخوارج أولًا لإراحة الناس منهم، ثم السير إلى الشام بعد ذلك[5].

وهنا كانت واقعة «النهروان» وهي قناة تقع شرقي دجلة وتصب فيه، حيث تصدى الإمام عليّ للخوارج وهزمهم في التاسع من صفر سنة 38هـ/ ٦٥٨م ‏وقد قُتل قسم كبير منهم، وتفرق الباقون، قبل المعركة وبعدها. وقد أدت هذه الواقعة تحديدًا إلى زيادة انقسام جيش الإمام عليّ وانصراف الكثيرين عنه، خاصة من أهل الكوفة الذين قتلوا أقرباءهم ومعارفهم من الخوارج في «النهروان». وبالتالي ازداد موقفه ضعفًا أمام معاوية والشاميين الذين بدأوا يشيعون أن عليًّا يقتل أتباعه.

وعندما أراد الإمام عليّ الانصراف من «النهروان» لملاقاة أهل الشام مرة أخرى صُدم بضعف همة من بقي معه وتثاقلهم عن الحرب، ربما بسبب ما حدث في «واقعة النهروان»، وقالوا له: «نفدت نبالنا، وكلت سيوفنا، ونصلت أسنة رماحنا، فارجع بنا إلى مصرنا، لنستعد بأحسن عُدتنا»[6]. ولما نزل بالنُّخَيْلة وعسكر بها، كان من معه يتسللون إلى الكوفة حتى لم يبق معه إلا زُهاء ألف رجل من وجوه الناس «فلما رأى ذلك دخل الكوفة، وانكسر عليه رأيهُ في المسير»[7]، وكانت مكانته قد انكمشت كثيرًا فصار وكأنه خليفة للعراقيين فقط، بل لم يعد موضع إجماع العراقيين أنفسهم.

وبالطبع كان معاوية الذي ازداد مركزه قوة يراقب أوضاع الإمام عليّ وحالة جيشه، ويبني خططه الهجومية على أساس من ذلك. وفيما بعد فسر معاوية هذه التطورات بقوله: «أُعنت على عليّ بأربعة، كنتُ أكتمُ سِري وكان رجلًا يُظهِره، وكنتُ في أصلح جُندٍ وأطوعه وكان في أخْبَث جُندٍ وأعْصاه؛ وتركتُه وأصحابَ الجمل وقلتُ‏:‏ إن ظَفروا به كانوا أهونَ عليَّ منه، وإن ظَفِر بهم اغتر بها في دِينه! وكنتُ أحب إلى قُريش منه، فيا لك من جامعٍ إليّ ومُفرِقٍ عنه!»[8].

وهذا النص لمعاوية من أهم ما قيل في أمر هذا الصراع، أسبابه وما آل إليه. فالإمام عليّ (رضي الله عنه) ملأ الدنيا خطبًا عصماء يحار أمامها أهل البلاغة حتى الآن، ولكنها كانت تضر أكثر مما تنفع، لأنها كانت تفشي أسراره أولًا بأول، بينما كان معاوية رجلًا كتومًا لا يفصح عن خططه وأفكاره! لذا كان فريق الإمام عليّ مكشوفًا لمعاوية بينما لم يكن العكس متاحًا.

كان معاوية بعد التحكيم في حالة فعل وهجوم دائم، بينما كان فريق الإمام علىّ في حالة رد الفعل والدفاع عن النفس، ومن ثم كانت أغلب خطب الإمام عليّ آنذاك لاستثارة الحمية لدى جيشه ليس للهجوم على الشام كما كان يأمل، وإنما فقط كي يدافع عن نفسه وعما تحت يده! وعمومًا من يحتاج لاستثارة خارجية لا يفلح في الغالب، وفي السياسة لا يفوز الأكثر تقى وتدينًا، ولكن الأكثر فاعلية والذي يجمع الأنصار حوله ولا يفرقهم، ولذا نجد معاوية نفسه يتعجب قائلًا: «فيا لك من جامعٍ إليّ ومُفرِقٍ عنه!».

ولو نظرت لجيش الإمام عليّ ككل فستجده بالفعل أسوأ جيش وأخبثه، فهو مشغول بالجدالات الدينية والفلسفية أكثر من انشغاله بوظيفته الأساسية، ولذا دخل في حالة من التفكك والتشظي والتدمير الذاتي. وكان الأمر كما ترى معروفًا لمعاوية ولغيره. وفي كتاب «الإمامة والسياسة» أن الحجاج بن خزيمة جاء إلى معاوية معزيًا في عثمان بن عفان (رضي الله عنه) وكان مما قاله له: «إنك تقوى على عليّ بدون ما يقوى به عليك، لأن من معك لا يقولون إذا قلت، ولا يسألون إذا أمرت، ولأن من مع عليّ يقولون إذا قال، ويسألون إذا أمر، فقليل ممن معك خير من كثير ممن معه»[9].

والغريب أن الإمام عليّ كان يزيد الأمر سوءًا بخطبه البليغة تلك، وقد قال مرة لجيشه أو لمن بقي منه: «يا أشباه الرجال ولا رجال، حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم. قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحًا، وشحنتم صدري غيظًا، وأفسدتم عليّ رأيي بالعصيان والخذلان، حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب. ولكن لا رأي لمن لا يطاع».

فهو يعلم أن قريش تشكك في قدراته العسكرية لهذا السبب بالذات، ومع ذلك يواصل هذا النهج ويخطب أهل الكوفة ويقول لهم: «وددت والله أن لي بكل عشرة منكم رجلًا من أَهْل الشَّامِ وأني صرفتكم كما يصرف الذهب، ولوددت أني لقيتهم عَلَى بصيرتي فأراحني اللَّه من مقاساتكم ومداراتكم»[10].

فأي جيش يبقى على معنوياته مرتفعة بعد هكذا خطب؟! ومن الطبيعي في رأيي أنهم يجنحون للعصيان وعدم الطاعة ومواصلة الخروج! هذا بينما كان جيش معاوية على قلب رجل واحد لا يعرفون غيره قائدًا، سواء أكان على حق أو على باطل، فليس لهم في الجدالات الدينية أو الفلسفية.

وزد على ذلك تلك الجزئية الأخيرة والتي يقول فيها معاوية: «وكنتُ أحب إلى قُريش منه». ويوضح هذه الجزئية الأخيرة ما جاء في كتاب «وقعة صِفِّين» لنصر بن مزاحم، حيث يقول: «وذكروا أنه اجتمع عند معاوية تلك الليلة عتبة بن أبي سفيان، والوليد بن عقبة، ومروان بن الحكم، وعبدالله بن عامر، وابن طلحة الطلحات، فقال عتبة: إن أمرنا وأمر عليّ لعجب، ليس منا إلا موتورٌ مُحاجّ. أما أنا فقتلَ جدِّي، واشترك في دم عُمومتي يومَ بدرٍ. وأما أنت ياوليدُ فقتل أباكَ يومَ الجملِ، وأيتم إخوتك»[11].

وسواء صحت الحادثة أم لا فإن المعلومات التي تحملها حقيقية، وأن الإمام عليّ كان قد قتل الكثير من القرشيين في الغزوات النبوية، وظلت القبائل القرشية تحقد عليه لذلك حتى بعد إسلامها.

المهم أن الفرص السانحة كانت تتوالى على معاوية منذ تشريع موقفه عن طريق التحكيم، وحتى تفكك جيش الإمام عليّ وإفناء نفسه ذاتيًا. وقد اغتنم معاوية تلك الفرص في تقوية مركزه وتوسيع نطاق حكمه. فبعد شهر واحد من التحكيم وقرابة أسبوعين من واقعة النهروان، تحول معاوية من الدفاع إلى الهجوم سياسيًا وعسكريًا، ففي شهر صفر نفسه من عام 38هـ/ يوليو 658م أرسل معاوية جيشًا من ستة آلاف مقاتل بقيادة عمرو بن العاص للاستيلاء على مصر، فتمكن – بمساعدة العثمانية – من هزيمة الوالي محمد بن أبي بكر وقتله[12]، وبالتالي أخرج مصر من الولاء للإمام عليّ [13] وضمها إلى حكم معاوية الذي عزز مطامعه بتكوين جبهة شامية مصرية متوسعة في مواجهة الإمام عليّ وشيعته.

وفي سنة 38هـ شنت جيوش معاوية عدة غارات على أطراف منطقة نفوذ الإمام عليّ (وهي: عين التمر والأنبار وتيماء وواقصة والثعلبية والقطقطانية)، وهنا تحديدًا كانت خطب الإمام عليّ التي ينعى فيها على أتباعه ويتهمهم بالجبن والخور لعدم الرد على غارات معاوية، وقد ضاقت نفس الإمام عليّ بهم، حتى أنه رفع يديه مرة وهو بينهم وقال: «اللّهمّ قد أبغضتهم وأبغضوني ومللتهم وملّوني، وحملوني على غير خُلُقي وطبيعتي، وأخلاق لم تكن تعرف لي، اللّهمّ فأبدلني بهم خيرًا، وأبدلهم بي شرًّا منّي، اللّهمّ أمث قلوبهم كما يُماث الملح في الماء»[14].

وفي سنة 40 هـ أرسل معاوية قائده بُسر بن أرطأة على رأس ثلاثة آلاف إلى المدينة المنورة التي هرب والي علي عليها، فأخذ البيعة لمعاوية من عامة أهلها عنوة، ثم أخذ بيعة المكيين بيسر ودون معارضة تذكر، ثم سار إلى اليمن، وبعد أن استولى عليها بدموية أفزعت الكوفيين ونبهتهم، فأرسل الإمام عليّ فرقة استعادتها وطاردت وبعنف أكبر جيش معاوية الهارب حتى استعادت المدينة ومكة، وبدا وكأن الإمام عليّ بدأ يستعيد قدراته الهجومية، ولكنه للأسف قتل على يد الخوارج.


استشهاد الإمام عَلِيّ وموضع قبره

لأن الخوارج كانوا يكفرون كل المتصارعين: (عَلِيًّا لأنه قبل التحكيم، ومعاوية وعمرو بن العاص لأنهما خرجا على الخليفة الشرعي)؛ فقد دبر بعضهم خفية مؤامرة لقتلهم جميعًا، باعتبارهم سبب انقسام الأمة، وثأرًا لقتلى النهروان[15]. فقام عبدالرحمن بن ملجم في رمضان سنة 40هـ/ 661م بقتل الإمام عليّ بسيف مسموم أثناء ذهابه لصلاة الفجر في مسجد الكوفة، وفشل البُرَك بن عبدالله في قتل معاوية، وأصابه في ألْيته (مؤخرته)[16]، كما فشل عمرو بن بكر التميمي في قتل عمرو بن العاص لأنه كان مريضًا ولم يخرج للصلاة، ولكن صاحب شرطته خارجة بن حُذاقة قُتل مكانه[17].

وقد وقع اختلاف في «موضع قبر الإمام عليّ»، ولكن الأرجح أنه لما مات صلى عليه ابنه الحسن وشهد دفنه في الليلِ الحسين ومحمد بن الحنفيةِ وعبدالله بن جعفر وغيرهم من أهل بيته. ويذكر المسعودي في «مروج الذهب» أنهم دفنوه بالرحبة عند مسجد الكوفة، وأن الحسن عندما صلى عليه قال: «والله لقد قبض فيكم الليلة رجل ما سبقه الأولون إلا بفضل النبوة، ولا يدركه الآخِرون»[18]. وقال ابن كثير في «البداية والنهاية»: «ودفن بدارِ الإمارةِ بالكوفةِ؛ خوفاً عليه من الخوارجِ أن ينبشوا عن جثتهِ، هذا هو المشهور». فالأرجح، حسب أدق النقول، أن القبر الذي يعظمه الشيعة في النجف على أنه للإمام عليّ ليس قبره[19].

ورغم أن معاوية لم تكن له صلة بالاغتيال، بل كان سيذهب ضحية لاغتيال مماثل فإنه كان المستفيد الأكبر، حيث زالت بقتل الإمام عليّ أكبر عقبة في وجهه، والظن أنه لو عاش لما فاز معاوية للنهاية، خاصة أن الإمام عليّ كان فيما يبدو قد استوعب الموقف جيدًا، وأعاد تنظيم قواته بقيادة قيس بن سعد ويستعد لغزو الشام.

وبعد مقتل الإمام عليّ بيومين بويع ابنه الحسن بن علي (رضي الله عنه) بالخلافة[20]، وقام أهل الشام كذلك بمبايعة معاوية الذي جاهر بالخلافة. وبذلك دخلت الفتنة فصلًا جديدًا سيكون هو الأخير بفضل الإمام الحسن بن عليّ (رضي الله عنه).


[1] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 5/77.[2] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 5/ 81 وما بعدها.[3] الدينوري: الأخبار الطوال، ص 206.[4] أبو العباس المبرّد: الكامل، تحقيق محمد أحمد الدالي، مؤسسة الرسالة، ببيروت، ط 4 سنة 2004، 3/ 1134 – 1136.[5] قارن أبي حنيفة الدينوري: الأخبار الطوال، ص 207.[6] راجع الطبري: تاريخ الرسل والملوك، (5/89).[7] قارن: أبو حنيفة الدينوري: الأخبار الطوال، ص 211، والطبري: تاريخ الرسل والملوك، 5/ 90.[8] راجع ابن عبد ربه: العقد الفريد، 5/ 115.[9] ابن قتيبة الدينوري: الإمامة والسياسة، ص 102.[10] السيد حسن القبانچي: مسند الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، 1/ 225.[11] نصر بن مزاحم: وقعة صفين، تحقيق وشرح: عبدالسلام هارون، القاهرة 1962، ص 417.[12] قيل إن أحد قواد عمرو بن العاص وهو معاوية بن حديج أسره ثم قتله صبرًا وحرقه في بطن حمار! (راجع الطبري، 4/78، وأُسد الغابة لابن الأثير، 4/324، وتاريخ ابن خلدون، 2/182).[13] لم يكن في وسعه إرسال أي نجدة كما طلب واليها، وذلك لتفكك جيشه وضعف مركزه في العراق.[14] السيد حسن القبانچي: مسند الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، 1/ 225.[15] في هذا وما بعده راجع: الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 5/143، البلاذري: أنساب الأشراف، ص488 وما بعدها.[16] من الطريف أن سمنة معاوية المتضخمة كانت سبباً في نجاته من عملية الاغتيال. ومن طريف ما جاء في وصف هذا الموضوع قول المبرد: «وكان معاوية عظيم الأوراك» فلما ضربه الخارجي أصاب مؤخرته فقط. ولما صرخ الخارجي «أقتلتك؟» قال له معاوية: «لا يا ابن أخي». ثم أمر به فقتل! (المبرد: الكامل، ص 1121).[17] الطبري: تاريخ الرسل والملوك، 5/ 149. سرعان ما مات عمرو بن العاص في مصر في ليلة عيد الفطر من عام 43هـ.[18] المسعودي: مروج الذهب ومعادن الجوهر، طبعة محيي الدين عبدالحميد، 2/ 426.[19] الأرجح أن أول من ادعى أن قبر الإمام عليّ بالنجفِ هو حسن بنِ بُوَيْه الدَّيْلَمِيُّ صاحب دولة بني بويه، الذي قال الإمام الذهبي عنه: «كانَ شِيعِيًّا جَلِداً أظهرَ بِالنَّجفِ قَبْرًا زَعَمَ أَنَّهُ قَبْرُ الإِمَامِ عَلِيٍّ، وَبنَى عَلَيْهِ المَشْهَدَ، وَأَقَامَ شعَارَ الرَّفْضِ، وَمأْتمَ عَاشُورَاءَ» (الذهبي: «السير». 16/250). راجع: ابن تيميةَ: «الفتاوى». 27/446، وابن كثير: البداية والنهاية، 7/342 – 343.[20] ولذا يعده البعض خامس الخلفاء الراشدين، ولكن غالبية المؤرخين لا يعدونه من الخلفاء لأن البيعة لم تتم له، وبالتالي فإن عصر الخلفاء الراشدين ينتهي بوفاة الإمام علي (رضي الله عنه).