يعد القولون العصبي من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشارًا، ولسوء الحظ لا يوجد علاج نهائي له إلى الآن له، لكننا سنتعرف في هذا المقال على أسبابه ومضاعفاته وطرق تشخيصه، وسبل التخفيف من أعراضه والتعايش معه.

ما القولون العصبي؟

هو حالة مزمنة تُصيِب الجهاز الهضمي، يعاني فيها المريض عدة أعراض تختلف في حدتها وفترتها من وقت لآخر، وتتركز الأعراض في منطقة الأمعاء، وتشمل:

  • مغصًا.
  • ألمًا بمنطقة البطن.
  • غازات وانتفاخ البطن.
  • إسهالًا.
  • إمساكًا.

وفي بعض الحالات الخطيرة، قد يؤدي إلى حدوث ضرر شديد بالأمعاء، ولا بد أن ننوّه إلى أن القولون العصبي لا يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الأمعاء.

وتعد نسبة السيدات المصابات به أعلى من نسبة الرجال، وتزداد حدة الأعراض لديهن خلال فترة الطمث وقبلها، وعند الحمل، وتخف الأعراض بعد انقطاع الطمث.

أسباب القولون العصبي

يعد السبب الرئيس وراءه غير واضح طبيًا إلى الآن، وإن كان هناك بعض النظريات التي وُضعت في محاولة لفهم أسباب حدوثه عند البعض:

1. تقلصات عضلية بالأمعاء

تُغلَّف جدران الأمعاء بطبقات من العضلات الملساء تتحكم في حركة الطعام بالأمعاء، فإذا زادت انقباضاتها أدى ذلك إلى حدوث تقلصات شديدة تؤدي إلى آلام بمنطقة البطن وانتفاخ وإسهال، كذلك إذا قلّت حركتها أدى ذلك إلى إمساك شديد.

2. مشاكل عصبية

قد تنشأ مشاكل القولون العصبي نتيجة لاختلال الإشارات العصبية بين الدماغ والأمعاء، فينشأ عن ذلك حدوث انتفاخ وإسهال أو إمساك.

3. عدوى شديدة

من الممكن أن يؤدي إصابة الأمعاء بأنواع من الفيروسات أو البكتيريا المسببة لالتهابها، إلى تطور الإصابة وظهور الأعراض، كذلك زيادة أعداد البكتيريا الموجودة بالأمعاء من الممكن أن يؤدي لنفس النتيجة.

4. الإجهاد العصبي

وُجِد أن التعرض للتوتر والإجهاد العصبي- خصوصًا في فترة الطفولة- يجعل المرء أكثر عرضة للإصابة بالقولون العصبي.

محفزات تهيج القولون العصبي

هناك بعض العوامل الرئيسة التي تؤدي إلى تهيج القولون العصبي وظهور أعراضه:

1. الطعام

بعض الأطعمة تؤدي إلى تدهور الحالة وازدياد الأعراض، ويختلف حدة أثر بعض الأطعمة عن الأخرى بالنسبة للفرد الواحد، وقد تشمل هذه الأغذية: منتجات القمح، والحمضيات، والكافيين، والطعام المقلي أو الحار، والبقوليات، ومنتجات الألبان.

2. الإجهاد النفسي

قد يسبب الإجهاد النفسي والتوتر أو الشعور بالقلق إلى تهيج القولون العصبي، كذلك يحدث عند اقتراب فترة امتحانات أو التقديم على وظيفة.

3. المضاعفات

يتعرض المصاب بالإمساك المزمن- نتيجة لالتهاب القولون- للإصابة بالبواسير، كما أن تكرار الأعراض بصورة ملحّة وعلى فترات قصيرة يؤثر سلبًا على نمط حياته واستمتاعه بها، وإذا استمر الأمر قد ينتهي به المطاف بالإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية، والتي بدورها تزيد من حدة الأعراض.

تشخيص القولون العصبي

ليس هناك طريقة معيّنة لتشخيصه، لذا يعتمد الطبيب على أخذ تاريخك المرضي والعائلي، مع بعض الفحوصات الجسدية وفحوصات الدم كما سنوضح الآن.

بداية، سيسألك الطبيب عن الأعراض التي تشعر بها، وستزيد احتمالية إصابتك بالقولون العصبي إذا كنت تعاني ألمًا بمنطقة البطن مصحوبًا بعرض أو اثنين من الأعراض الآتية:

  • ألم عند التبرز.
  • تغير في عدد مرات التبرز باليوم.
  • تغير في قوام البراز.

1. التاريخ المرضي والعائلي

إن إصابة أحد أفراد عائلتك بأمراض تخص الجهاز الهضمي، قد يزيد من احتمالية إصابتك بالمرض، كذلك سيسألك إن كانت بداية الأعراض لديك مرتبطة بإجهاد نفسي أو قلق تعرضت له، وعن نوع طعامك وأدويتك التي تتناولها، أو عدوى بكتيرية أو فيروسية تعرضت لها بالجهاز الهضمي.

2. الفحص السريري

باستخدام السماعة، سيستمع الطبيب إلى حركة أمعائك، كذلك سيقوم بالضغط على البطن فاحصًا مدى إحساسك الألم ووجود غازات.

3. بعض الفحوصات التي قد يلجأ لها الطبيب

قد يطلب منك الطبيب أحيانًا فحوصات لاستبعاد أي أمراض أخرى وللاطمئنان على حالتك الصحية العامة.

4. تحليل الدم

قد يطلب منك الطبيب تحليلًا للدم للتبيّن إن كنت تعاني فقر دم، أو وجود عدوى.

5. عينة براز

قد يطلب الطبيب تحليل عينة براز، لفحص إن كان بها دم أو عدوى أو أمراض هضمية.

متى تزور طبيبًا؟

لا بد أن تزور طبيبًا لتقييم حالتك، إذا استمرت لديك الأعراض لفترة طويلة، أو بدأت تلاحظ أعراضًا أخرى جديدة، فهذا دليل على تفاقم حالتك، أو قد يدل على إصابات مرضية أخرى خطيرة.

وتتضمن بعض الأعراض الخطيرة:

  • فقدان الوزن.
  • إسهال شديد.
  • براز مُدمّى.
  • أنيميا.
  • صعوبات بالبلع.

علاج القولون العصبي

لا يوجد علاج نهائي، ولكن هناك عديدًا من الممارسات التي تستطيع تخفيف حدة الأعراض أو تقلل من ظهورها.

ويمكن التخفيف من أعراضه، بتغيير نظرتنا لصعوبات الحياة وآلامها والابتعاد عن القلق، كذلك بتغيير عاداتنا الصحية عن طريق:

  • الابتعاد عن الأطعمة الحارة والمقليات.
  • شرب كميات مناسبة من المياه.
  • ممارسة الرياضة.
  • أخذ قسط كافٍ من النوم.
  • الابتعاد عن المشروبات الغازية.

وقد تتطلب الحالة أخذ علاجات، كعلاجات الإسهال، تبعًا لنصيحة الطبيب.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.