في آخر سنوات الدولة الأموية ظهر رجل من آل جعفر بن أبي طالب يدعو لنفسه بالإمامة، هادفًا إلى الثورة على الأمويين ونزع السلطان منهم، صابغًا حركته بمعتقدات وممارسات وُصفت بالغلو والإباحية والبعد عن تعاليم الإسلام.

يذكر الدكتور علي سامي النشار، في الجزء الثاني من كتابه «نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام»، أن آل جعفر بن أبي طالب عاشوا في رحاب النبوة أولًا، ثم في شيعة علي بن أبي طالب ثانيًا، وشيعة الحسن والحسين مخلصين لآل البيت. واستُشهد جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة سنة 8هـ، وبكاه النبي أشد البكاء، وقُتل ابنه «محمد» تحت راية علي في معركة صفين، وفي كربلاء استُشهد مع الحسين ثلاثة من أبناء عبد الله بن جعفر، هم «عون» و«محمد» و«عبيد الله».

انتقال الإمامة

ورغم أن أسرة جعفر قدمت للمذهب الشيعي بعض أبنائها، لكن لم يعلن واحد من آل هذا البيت أحقيته في الإمامة، حتى أعلن جعفري منهم هو عبد الله بن معاوية بن عبيد الله بن جعفر أنه تلقى الوصية من أبي هاشم بن محمد الحنفية، وأن الإمامة انتقلت إليه.

وبحسب «النشار»، فإن الأخبار التي وردت عن عبد الله بن معاوية متناقضة، فلا تجزم إن كان الرجل من الغلاة، أم كان رجلًا من بني هاشم ذا قوة وكفاءة حاول أن يعيد الأمر إلى أصحابه، خاصة أن دعوته كانت للرضا من آل محمد، وهل اضطر لاستخدم الغلاة في سبيل تحقيق ذلك كما استخدم المعتدلين أيضًا؟

ويبدو أن جزءًا مما أُلصق بابن معاوية كان بسبب نشأته وقربه من بعض الشخصيات، فقد نشأ في المدينة المنورة مترفًا خلي البال، وعاش في وسط كان يموج بالغلو، ولم يخالط سوى الغلاة والزنادقة، أو أنه حاول استخدام كل الحاقدين على الحكم الأموي.

في كتابه «مقاتل الطالبيين» يذكر أبو فرج الأصفهاني: «كان عمار بن حمزة يُرمى بالزندقة، فاستكتبه عبد الله بن معاوية، وكان له نديم يُعرف بمطيع بن إياس وكان زنديقًا، وكان له نديم يعرف بالبقلي، وإنما سمي كذلك لأنه كان يقول الإنسان مثل البقلة (نبتة عشبية)، فإذا مات لم يرجع».

وبحسب الأصفهاني، كان هؤلاء الثلاثة خاصته، وكان له صاحب شرطة يقال له قيس، وكان دهريًّا لا يؤمن بالله، وقد دفعه هؤلاء إلى ابتداع فكرة انتقال الوصاية إليه من أبي هاشم.

ومات أبو هاشم وعبد الله بن معاوية غلام صغير، فادعى أصحابه أن أبا هاشم دفع الوصية إلى صالح بن مدرك، وأمره أن يحفظها حتى يبلغ عبد الله فيدفعها إليه، فهو الإمام وهو العالم بكل شيء، وقد عُرف عبد الله بن معاوية بالفصاحة وبالقسوة، وادعى أن الوحي ينزل عليه.

وحسبما ذكر «النشار»، كان ابن معاوية ذا أطماع عنيفة في السلطة، ولكنه انتظر الفرصة السانحة، ففي أيامه كانت الدولة الأموية تتخبط تخطبها الأخير، فلما بويع يزيد بن الوليد، المعروف بـ «يزيد الناقص»، بالخلافة عام 126هـ تحرك عبد الله إلى الكوفة، ودعا الناس إلى بيعته على الرضا من آل محمد وليس لبيعته، مثلما كان يفعل دعاة العباسيين آنذاك.

تخلي أهل الكوفة عن ابن معاوية

ويذكر الدكتور محمد جابر عبد العال في كتابه «حركات الشيعة المتطرفين وأثرهم في الحياة الاجتماعية والأدبية لمدن العراق إبان العصر العباسي الأول»، أن عبد الله بن معاوية رنا ببصره نحو الكوفة مهد الشيعة عام 127هـ يبتغي لآل بيته أنصارًا، وكان أهلها قد أسقطوهم من حسابهم، أو غفلوا عنهم ولم يفكر فيهم المتشيعون، فسعى إليهم يقدم نفسه، يزكيه في ذلك أنه ابن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، من ذرية ذلك البطل الذي شهد له السابقون الأولون بالجرأة والشجاعة والمركز الوطيد.

ولم تكد تطأ أقدامه أرض الكوفة حتى بدأ ما حدَّث نفسه به يتبدد مع الرياح ويذهب مع الأحلام، وخاب ظنه لأن أهل الكوفة لم يستجيبوا له، فاضطر أن يهجرها مع قليل من أهلها، مصرًّا على الإبقاء على أمله، ولكن في موضع آخر.

ويرى «عبد العال» أن قلة أنصار عبد الله بن معاوية ترجع إلى أن كثرة الكوفيين المتشيعين لم يكونوا يرون فيه أو في بيته ما يضفي عليه صفة الإمامة، أو يعطيه حقًّا فيها، وهم في ذلك إنما يستجيبون لما وقر في نفوسهم نحو آل البيت، فهم ألفوا الإمامة في علي وأبنائه، وأنها أصبحت فيهم تقليدًا، ولم يكن من اليسير هدم ما بناه الزمن، لذا لم يكن غريبًا أن يرجع عبد الله بن معاوية خائبًا، ويلتمس له أنصارًا في غير الكوفة.

وإزاء هذا الموقف أشار أتباع عبد الله بن معاوية عليه أن يتجه إلى الشرق، فسار نحو فارس واستقر به المقام في أصبهان، وهناك وجد ضالته في رجل يُدعى عبد الله بن الحارث، والذي استطاع أن يجذب له الأتباع، ويكوِّن له فرقة تستمع لتعاليمه وتدين له بعقيدته، بعدما ادعى أن نور الله تجسد في ابن معاوية، وأن من عرف الإمام فليصنع ما يشاء دون حساب أو عقاب.

وكانت هذه الآراء تجد صدًى في قلوب كثير من أهل فارس، لذا كثر المستجيبون لابن معاوية، وتمكن بأنصاره من أن يوطد سلطانه وسيطرته في همذان وقم والري وقومس وأصبهان وإصطخر وشيراز وسابور، وأن يضرب السكَّة باسمه، وعُرف أتباعه بـ «الجناحية» أو «الطيارية»، نسبة إلى جده جعفر الذي استُشهد في غزوة مؤتة وقُطعت يداه فأخذ الراية بساعديه فسماه الرسول محمدٌ «ذا الجناحين»، وقال: «أبدله الله تعالى من يديه بجناحين يطير بهما في الجنة».

وبحسب «عبد العال»، ألهمت البيئة الفارسية عبد الله بن معاوية، فاستطاع أن يكوِّن عقيدة لقيت رضا وهوًى وإخلاصًا من معتنقيها، وهي إلباس التشيع ثوب الإباحية السافرة المشتقة من عقائد الفرس القديمة، وطُرِّز هذا الثوب بعقيدة تأليه الإمام وإنكار ما بعد الموت، ليهنأ التابع بلذة لا ينغصها بعث وحساب.

مذاهب شتى ومآرب مختلفة

ويبدو أن ابن معاوية لم يكن معنيًّا بمذاهب أتباعه بقدر ما كان معنيًّا بهدم الدولة الأموية وانتزاع السلطة منها. يذكر الدكتور خليل صالح أبو رحمة، في كتابه «لهب المعرفة من قضايا الأدب والفكر في التراث العربي»، أن أتباع الجناحية لم يكونوا متجانسين من حيث مذاهبهم الفكرية والسياسية، فقد انضم إليه في وقت مبكر من خروجه من نجا من «الزيدية»، وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين الذي خرج بالكوفة ضد الأمويين وقُتل سنة 122هـ، كما انضم إليه بعض رؤساء العباسيين كأبي جعفر عبد الله (المنصور) وعبد الله وعيسى ابني علي بن عبد الله بن عباس. ويذكر عبد الله الجهشياري في كتابه «الوزراء والكتاب»، أن ابن معاوية قلَّد أبا جعفر المنصور منطقة «إيذج» في فارس.

وفوق ذلك، انضم إليه بعض رجالات الأمويين من خصوم الخليفة الأموي مروان بن محمد الذي تولى الخلافة عام 127هـ، ومن بين هؤلاء سليمان بن هشام بن عبد الملك، وعمر بن سهيل بن عبد العزيز بن مروان، وكان ابن معاوية سخيًّا معهم، فمن أراد منهم عملًا قلَّده، ومن أراد صلة وصله. ولم يكن عداء هؤلاء موجهًا لهدم الدولة الأموية، بل كان موجهًا لشخص الخليفة الذي أرادوا التخلص منه، بحسب «أبو رحمة».

كما انضم القائد الخارجي شيبان بن عبد العزيز بمن معه من الخوارج إلى ابن معاوية في فارس، ويبدو أن ذلك تم بعد أن تمكن جيش مروان بن محمد من هزيمة شيبان ومن معه وإخراجهم من الموصل سنة 129هـ. وكان سليمان بن هشام قد أصهر على شيبان وتزوج أخته، ولا يستبعد أن يكون سليمان هو الذي أشار عليه بالتوجه إلى أرض فارس والانضمام إلى معاوية.

وكانت فرقة الحربية من أوائل الفرق التي انضمت إلى ابن معاوية، وهم أتباع عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي، الذي كان يعتقد أن روح الإله تناسخت في الأنبياء والأئمة إلى أن انتهت إلى أبي هاشم بن محمد الحنفية، ثم ذهب إلى القول بأن الإمامة خرجت من أبي هاشم إليه، وتحولت روح أبي هاشم فيه. ويذكر أبو الحسن الأشعري في كتابه «الملل والنحل»، أن أتباع الكندي وقفوا على كذبه فصاروا على المدينة يلتمسون إمامًا، فلقوا عبد الله بن معاوية، فدعاهم أن يأتموا به، فاستجابوا له ودانوا بإمامته، وادَّعوا له الوصية. كما انضم لابن معاوية أيضًا بعض الخرمية والمزدكية في فارس.

تناسخ أرواح وألوهية

ومن مبادئ الجناحية قولها بتناسخ الأراوح، وأن روح الله جل اسمه كانت في آدم ثم في شيث، ثم الأنبياء والأئمة، حتى انتهت إلى علي بن أبي طالب وأولاده الثلاثة، ثم إلى عبد الله بن معاوية، حسبما نقل أبو رحمة عن الأشعري في كتابه «الملل والنحل».

ويذكر الأشعري أن الجناحية عبدت ابن معاوية. وما دامت الجناحية تقول بالتناسخ فمن الطبيعي أن يكفروا بالقيامة والجنة والنار كما يقول عبد الكريم بن السمعاني في كتابه «الأنساب»، وأن يزعموا أن ابن معاية نبي وأنه رب، بحسب الأشعري.

ويذهب عبد القادر الجيلاني في كتابه «الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل» إلى القول بأن المتعمقين من الطيارية الغالية والقائلين بالتناسخ يزعمون أن الروح المنقولة إلى هذه الدار (أي الاستنساخ) بعد أن خرجت من الدنيا بالموت أول ما تُستنسخ في جمل، ثم تنتقل إلى ما دون هيكله أبدًا حالًا بعد حال، إلى أن تنتقل إلى الدود وما شاكل ذلك، وهو آخر ما تُستنسخ فيه، وقال بعضهم إن أراوح العصاة تُسنتسخ في الحديد والطين والفخار وتكون معذبة بالنار والطبخ والضرب والسبك والابتذال والامتهان عقابًا على إجرامهم، وهو ما يشير إلى عدم إيمانهم بالبعث.

ونقل «أبو رحمة» عن الأشعري قوله إن الجناحية تسقط العبادات، وتبيح المحرمات، فهم يستحلون الميتة والخمر وغيرهما من المحارم، وعلتهم في ذلك قولهم «إن الفرائض والشريعة كناية عن الأئمة الذين أُمرنا باتباعهم وموالاتهم من أهل البيت … وإن المحرمات المذكورة في القرآن كناية عن قوم أُمرنا ببغضهم من النواصب كأبي بكر وعمر».

وفي استحلالهم الميتة والخمر وغيرها من المحرمات يتأولون قول الله «لَيْسَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوٓاْ إِذَا مَا ٱتَّقَواْ وَّءَامَنُواْ …» سورة المائدة: 93. بمعنى أن من وصل إلى الإمام وعرفه ارتفع عنه الحرج في جميع ما يطعم ووصل إلى الكمال والبلاغ.

ويرى «أبو رحمة» أن أغلب الظن أن ابن معاوية بريء من مقالات الجناحية المتطرفة، وأنها ربما ظهرت بعد وفاته، على الرغم من أن بعضهم ينسب بعض هذه المقالات إليه نفسه، وأهمها القول بالتناسخ الذي تمخض عنه أكثر ما وصل إلينا من المقالات الجناحية.

ويذكر أن الرجل مُني بضروب من العداوات مع الأمويين، ثم قضى عليه داعية العباسيين أبو مسلم الخراساني قبيل توليهم الخلافة، ومن بعده خرج إخوته الحسن ويزيد وصالح مع محمد بن عبد الله المعروف بالنفس الزكية، وكان اتهام الخصوم السياسيين بالزندقة والخروج من الدين مما يروج له المنتصر ضد أعدائه.

نهاية ابن معاوية

في سنة 128هـ ولَّى الخليفة مروان بن محمد على العراق يزيد بن عمر بن هبيرة، وفي سنة 129هـ وجَّه عامر بن ضبارة لقتال عبد الله بن معاوية الذي هُزم، وقصد خراسان طمعًا في نصرة أبي مسلم الخراساني أحد أهم دعاة العباسيين آنذاك، وهناك لقي ابن معاوية مصرعه سنة 129هـ، وقيل بل سنة 130هـ، كما روى «أبو رحمة».

وتختلف الروايات في أسباب وطريقة مقتل ابن معاوية، ولكنها تتفق على أن لأبي مسلم الخرساني اليد الطولى في ذلك، إذ تذهب إحداها إلى أن ابن معاوية وصل إلى نواحي منطقة هراة وعليها القائد العباسي أبو نصر مالك بن الهيثم الخزاعي الذي لم يرَ له حقًّا فيما يدعو إليه، فأرسل إلى أبي مسلم يُعرفه خبره، فأمره أبو مسلم بالقبض عليه وحبسه، ثم أمر بقتله، فأمر الخزاعي بمن وضع فراشًا على وجه ابن معاوية فمات. وفقًا لرواية ابن الأثير الجزري في كتابه «الكامل في التاريخ».

وتذهب رواية ثانية إلى أنه لما وصل ابن معاوية خراسان طمعًا في نصرة أبي مسلم، أخذه الأخير فحبسه عنده، وجعل عليه عينًا تراقبه، ورُفع إلى أبي مسلم أن ابن معاوية يُحمِّق أهل خراسان في طاعتهم له (أي لأبي مسلم). والغريب أن ابن معاوية كتب للخراساني من داخل سجنه يدعوه إلى الخلاص واتباع مذهبه.

 ولما قرأ أبو مسلم الرسالة قال: «أفسد علينا صاحبنا وهو محبوس في أيدينا، فلو خرج وملك أمرنا لأهلكنا»، ثم أمضى تدبيره في قتله، فدس إليه سمًّا فمات، ووجه برأسه إلى ابن ضبارة، فحمله إلى مروان بن محمد. وفقًا لرواية جمال الدين بن نباتة المصري في كتابه «سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون».

وتذهب رواية ثالثة إلى القول بأن أبا مسلم سلَّم ابن معاوية حيًّا إلى ابن ضبارة فقتله، وحمل رأسه إلى مروان، بحسب الأصفهاني في كتابه «مقاتل الطالبيين». ولعل في إشارة أبي منصور الثعالبي في كتابه «لطائف المعارف» إلى قبر ابن معاوية في منطقة «هرات» ما يرجح الرواية الأولى.

أيًّا كان الأمر، فقد تخلص أبو مسلم رأس دعاة العباسيين من منافس خطر قام بدور مهم في إضعاف الدولة الأموية، وفي زيادة الفوضى والاضطراب، خصوصًا في الشرق حيث نشطت الدعوة العباسية، وبالطبع لم يكن ليسمح لهذه الحركة أن تزاحم حركة العباسيين التي كانت قاب قوسين أو أدنى من جني ثمرة العمل الطويل الدءوب الحذر، ولذا قضى عليها في الوقت المناسب.

مصير الجناحية بعد قتل ابن معاوية

قُتل عبد الله بن معاوية، وبقي عبد الله بن الحارث مدة يحل للجناحية الخمر والميتة والزنى واللواط وسائر المحرمات، ويسقط العبادات ويتأولها على أنها كنايات عمن تجب موالاتهم من أهل البيت، والمحرمات على أنها كنايات عن قوم يجب بغضهم كأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وطلحة والزبير وعائشة، وتذكر بعض المصادر أنه رجع عن أقواله، وحاول ما استطاع أن يبين لأتباعه كذب ما ادعاه، ولكنهم لم يصدقوه، حسبما ذكر «النشار» في كتابه.

وعلى كلٍّ، انقسم الجناحية والحارثية إلى فرق ثلاث، أما الفرقتان الأولى والثانية، فقد آمنتا بمهدية ابن معاوية وأنه حي لم يمت، وأنه مقيم في جبال أصفهان خالدًا، وأنه هو القائم المهدي الذي بشر به النبي، وأنه سيملك الأرض ويملؤها قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا، ثم يسلم الأمر عند وفاته إلى رجل من بني هاشم من ولد فاطمة.

والفرقة الثالثة قالت إن عبد الله مات ولم يوصِ وليس بعده إمام، فتاهوا وصاروا مذبذبين بين صفوف الشيعة وفرقها لا يرحلون إلى أحد، وانتهى الأمر بانضمام معظمهم إلى طائفة الرواندية، حيث وافقت عقيدتها هوًى في نفوس الجناحية، ووجدوا فيها نفس الأساطير التي اعتقدوها.