محتوى مترجم
المصدر
INSS
التاريخ
2017/02/01
الكاتب
عوديد عيران
رغم حالة الجمود السياسي بالشرق الأوسط، إلا أن العلاقات الأردنية الإسرائيلية تتجه نحو تطبيع متزايد.

خلص الدبلوماسي الإسرائيلي السابق في مقاله على موقع معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، إلى أن إحراز تقدم في تنفيذ مشروعي الطاقة والمياه بين إسرائيل والأردن، يشير إلى قدرتهما الإيجابية على الفصل بين التقدم الاقتصادي والتقدم على صعيد الحل السياسي للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

ويقول عيران: «إن اتفاقات الغاز والمياه مع الأردن تثبت إمكانية توصلهما لتفاهمات، وربما اتفاقات كاملة، مما قد يخلق بيئة إيجابية، حتى وإن لم تكن تمثل بدائل عن الاتفاقات السياسية».

وينوه أن شركة الكهرباء الأردنية وقعت عقداً مع «نوبل إنرجي» الشريك الأمريكي في حقل ليفياثان للغاز الذي يقع داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة بإسرائيل.

ويحظى ذلك العقد – بحسب عيران – بأهمية كبيرة للأردن، لاسيما مع انقطاع إمداداتها من الغاز مع مصر، إثر تفجيرات خط الغاز بشبه جزيرة سيناء على يد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ويشير إلى أن إبرام ذلك الاتفاق أتبعه تظاهرات مستمرة وحملة شعبية ضد الاتفاق داخل الأردن، وطالب بعض أعضاء البرلمان بإلغاء الاتفاقية وطرد السفير الإسرائيلي بعمّان وتجميد العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل.

ويؤكد عيران أن انتقادات كثيرة وُجهت للحكومة الأردنية بسبب صفقة الغاز مع إسرائيل، ومنها أن من كل ثلاثة دولارات يدفعها المواطن الأردني لشركة الكهرباء الأردنية يذهب دولار واحد إلى المستثمر الإسرائيلي، وأن الحكومة الأردنية تشتري الغاز الإسرائيلي بكميات تزيد على حاجتها.

ويسلط عيران الضوء على اجتماع بين خبراء الغاز الطبيعي، عارض خلاله جميع المتحدثين الصفقة مع إسرائيل، بينما أكد خلاله النائب «جمال قموه» أن الهدف من الاتفاق هو تعزيز تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأضاف قموه أنه استفسر من سفير قطر لدى بلاده عن السبب الذي لا يجعل حكومة الدوحة تقوم بإمداد نظيرتها الأردنية بالغاز، غير أن السفير أكد أن حكومة بلاده لم تتلق طلباً بالمساعدة من حكومة الأردن.

ويشير عيران إلى تصريحات الملقي التي أكد خلالها أن بلاده تجري محادثات مع العراق ومصر والجزائر وفلسطين لاستيراد الغاز منها، مع تأكيده على أن بلاده لم تتقدم بطلب لقطر للحصول على الغاز منها.

ويسلط عيران الضوء على الاتفاق المبرم بين الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، والذي تحصل إسرائيل بموجبه على أكثر من نصف المياه المحلاة في العقبة لاستخدامها بمنطقة إيلات، مع توفير كمية مماثلة للأردنيين في الشمال وزيادة كمية المياه المقدمة للفلسطينيين.

أما فيما يتعلق بتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع، فمن المقرر أن يبدأ في الربع الأول من عام 2018 وينتهي في الربع الأخير من عام 2020، فيما سيتم تنفيذ بقية أهداف المشروع لاحقاً.

وتتضمن الأهداف اللاحقة نقل الماء المالح الذي تم فصله عن المياه المحلاة، ونقل مياه إضافية من البحر الأحمر إلى البحر الميت للحفاظ عليها وإنتاج الكهرباء.

الشئ المهم الذي يرى عيران أن إسرائيل استفادت منه في خلال تلك الاتفاقات مع الأردن هو المزيد من الاستقرار في البيئة الجيوستراتيجية المجاورة.