تُعد عملية القلب المفتوح من الإجراءات الخطيرة التي يخشاها معظم المرضى. تُجرى هذه العملية لعلاج أمراض الشريان التاجي، والعيوب الخلقية أو وجود ثقب في القلب. وكان أول إجراء ناجح لعملية القلب المفتوح عام 1953، وقام به الجراح الأمريكي «جون إتش جوبن»؛ حيث اكتشف وجود خلل، وقام بإصلاحه عن طريق إغلاق الحاجز الأذيني Atrial septal defect، وهو ثقب في الجدار بين الأذينين (الحجرات العلوية) للقلب، ومن ثَمَّ شهد مجال أمراض وجراحة القلب تطوراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.

كيفية إجراء عملية القلب المفتوح

يتطلب إجراء عملية القلب المفتوح الوصول إلى القلب والأوعية الدموية المحيطة من قِبل جراح ماهر. في البداية يقوم الطبيب بفحص صحتك وإشاراتك الحيوية قبل بدء العملية، ويكون قد تم تحديد المشكلة سابقاً، سواء كانت (إصلاح تمدد الأوعية، أو إصلاح العيوب الخلقية وعلاج مرض الشريان التاجي)، وفي بعض الحالات قد يُستبدل صمام القلب، أو يضع الجراحون أجهزة لتنظيم ضربات القلب أثناء إجراء العملية.

قد تستغرق بعض العمليات ست ساعات أو أكثر، ويكون المريض مُخدَّراً أثناء العملية، حيث يقوم الجراح بشق طوله من 6 إلى 8 بوصة أسفل منتصف الصدر، وتُقطع عظام الصدر والقفص الصدري بشكل مؤقت لربط القلب بجهاز للمحافظة على إنعاشه، ثم بعد إجراء العملية تُغلق عظام الصدر أو أي شق آخر بأسلاك أو خيوط، ثم يتم إغلاق شق الجلد.

الأسباب الأكثر شيوعاً لعملية القلب المفتوح

السبب الأكثر انتشاراً لأمراض القلب التاجية هو تصلب الشرايين، والذي يمكن أن يتسبَّب في احتشاء عضلة القلب، وبالتالي اللجوء لعمليات القلب الجراحية، بما فيها عملية القلب المفتوح إذا فشل العلاج بالأدوية. كما أن بعض الأطفال قد يُولدون بعيوب خلقية في القلب، والتي تُعالج حينها بالتدخل الجراحي.

وقد اتجه الأطباء إلى استراتيجية لحماية القلب أثناء إجراء الجراحة، وذلك للحفاظ على ضخ الدم للجسم، لكن بنسبة بسيطة، فعلى سبيل المثال: يتم تخفيف الكالسيوم ca ومضادات الالتهاب ومضادات الأكسدة، للحفاظ على الدورة الدموية بشكل شبه منتظم أثناء العملية، وأضافت بعض دراسات العلماء أن التخدير المناسب قد يكون له دور أيضاً للحفاظ على ضخ الدم أثناء العملية.

فترة التئام العظام بعد عملية القلب المفتوح

تُعد الفترة التي تلي العملية من أهم الفترات، لأن المريض حينها يحتاج إلى رعاية خاصة بالجرح، بجانب الحفاظ على الأدوية، وتستغرق هذه الفترة ما يقارب ستة أشهر، وفي بعض الحالات ثلاثة أشهر.

وتُعد عملية الالتئام من أصعب الخطوات في عملية القلب المفتوح، خاصةً إذا كان المريض يعاني من بعض الأمراض، أو تعرَّض لبعض العوامل التي تزيد من خطورة الوضع:

  • هشاشة العظام/ السمنة.
  • مرض الانسداد الرئوي المزمن.
  • مرض السكري.
  • سوء التغذية.
  • السعال المستمر بعد الجراحة.
  • التوقيت غير المناسب لإعطاء المضادات الحيوية الوقائية.

يبذل الأطباء جهداً كبيراً لتطوير تقنيات حديثة لإغلاق عظمة القص، وزيادة فرصة التعافي بعد الجراحة، وذلك بمادة تُسمى (الكريتنونيت) Kryptonite، وهي مادة شبه إسمنتية سهلة المزج تُستخدم مع بعض الأسلاك القصية، وما يميز هذا الالتئام هو أن هذه المادة اللاصقة لها عدة خصائص موصِّلة للعظم، ويمكن تخليق أنسجة وعظام جديدة داخل الشبكة المسامية للمادة دون فقده الشكل الهيكلي، والتأكد من هذه المزايا من خلال مسح العظام بالتصوير المقطعي بعد العملية Single-photon emission computed tomography.

نسبة نجاح عملية القلب المفتوح

تختلف نسبة نجاح عملية القلب المفتوح من شخص لآخر، وذلك بسبب ما يتعرض له الأشخاص من مختلف العوامل، فمثلاً؛ المرضى المصابون بفقر في الخلايا المنجلية أو ما يُعرف بـ Sickle cell disease، وهو مرض وراثي يحدث نتيجة طفرة جينية، يعتقد البعض أن إصابة الشخص بهذا المرض يؤثر سلباً على مريض عملية القلب المفتوح، لكن يمكن إجراء جراحة القلب للمرضى الذين يعانون من مرض الخلايا المنجلية بشكل آمن.

أما العوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً على نجاح العملية، وقد تؤدي إلى رفع نسبة الوفيات، فهي: فشل الجهاز التنفسي، أو حدوث خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، أو انخفاض ضغط الدم، وهي العوامل التي قد تُودي بحياة المريض بعد إجراء العملية إذا لم يتم فحصه بشكل شبه مستمر.

عملية القلب المفتوح للأطفال

تُعد جراحة القلب للأطفال مشكلة نوعاً ما، وذلك بسبب وجود اختلافات بينهم وبين كبار السن، وقد أثبتت الدراسات التي أُجريت على حديثي الولادة أن عوامل الخطر تتمثل في: السن وعدم اكتمال أجهزتهم الحيوية بشكل شبه كامل.

وقد بُذلت جهود كبيرة لتجنب هذه المخاطر، من خلال محاولة متابعة الأطفال من بداية ولادتهم، ورفع وعي الأمهات للحفاظ على صحة الأطفال، والاعتماد على متابعة العوامل التي قد تساعد في التشخيص، كوجود مشاكل في القلب يشتكي منها الطفل، قد تحدث بسبب وجود مشكلة في الشرايين (التاجية، الأورطى) وصحته العامة.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.