كرة القدم لعبة بسيطة للغاية. 22 لاعبًا يطاردون الكرة لمدة 90 دقيقة، وفي النهاية يفوز الألمان.
«جاري لينكر» هداف المنتخب الإنجليزي السابق.

كتب جاري هذه التغريدة قبيل انطلاق كأس العالم روسيا 2018، معبرًا عن انبهاره بقوة المنتخب الألماني، معتبرًا أن فوزه هو الحقيقة الثابتة في كرة القدم.

أيام قليلة بعدها ويودع منتخب الماكينات المونديال بخروج مهين. هزيمة أمام المنتخب الكوري بهدفين دون مقابل ليعيد لينكر نشر تغريدته، ولكن ببعض التعديلات قائلًا: «كرة القدم لعبة بسيطة للغاية. 22 لاعبًا يطاردون الكرة لمدة 90 دقيقة، لكن يبدو أن الألمان لم يعودوا يفوزون في النهاية!»

لم تمهل كرة القدم لينكر سوى بضعة أيام لتثبت له أن لا شيء ثابت فيها، فكل شيء قابل للتغير. اللاعبون، المدربون، الجماهير.

حتى قوانين اللعبة نفسها تتغير، فتعديلات الفيفا مستمرة لا تتوقف. يتابع جماهير كرة القدم كافة تفاصيلها بشغف تام. لكن هل تعلم أن هناك بعض القوانين القديمة والتعديلات التي لم تدم طويلًا، والتي ربما لا تعلم إلا القليل منها. دعنا نستعرض سويًّا أربعة من تلك القوانين لتختبر نفسك: كم واحدًا تعرف من هذه القوانين؟

قانون الـ 10 ياردات الزائدة

في عام 2000، لاحظ الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ارتفاع وتيرة اعتراضات اللاعبين على الحكام بشكل غير مهذب، كما وصفه الصحفي الإنجليزي بالجارديان إيان ريدلي في تقريره المنشور في العام نفسه.

تواصل الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم مع الفيفا وطلب منهم السماح بتجربة قانون العشر ياردات الزائدة، والذي يتيح للحكم تقديم الكرة نحو المرمى عشر ياردات إضافية عند صراخ أو اعتراض لاعبي الفريق المحتسب عليه الخطأ بشكل مبالغ فيه كنوع من العقاب؛ لإعادة الانضباط للملاعب الإنجليزية.

طُبق القانون في عدد من مباريات الموسم بالفعل، تحديدًا في 40 مباراة. حُسب خلالها 850 ضربة ثابتة، وطُبق قانون العشر ياردات الزائدة في 16 واحدة منها. يقول أحد الحكام في أحد تقارير مبارياته إنه لم يعد يسمع أي صراخ في الـ 30 متر الأخيرة بالملعب.

لم يدم هذا القانون طويلًا نظرًا لتحايل بعض اللاعبين عليه. فتقديم الحكم للكرة نحو المرمى كان مقيدًا بمسافة معينة (لا تتعدى خط منطقة الجزاء). فكان بعض اللاعبين يعترضون ويخرجون عن الحائط عن عمد حتى يعاقبهم الحكم فتقل المسافة بين مسدد الكرة والحائط فتزداد مهمته صعوبة مثلما فعل مدافع سندرلاند في مباراة فريقه أمام مانشستر يونايتد بالأولد ترافورد بالموسم نفسه. لم يستطع ديفيد بيكهام تسجيل الركلة بسبب تلك الحيلة، كما يقول حكم المباراة جيف وينتر.

رمية التماس بالقدم

أتمنى أن تصبح رميات التماس بالأقدام وليست بالأيدي. الأمر بسيط وسيجعل كرة القدم أسرع بكثير وسيزيد من تكافؤ الفرص؛ لأن هناك لاعبين لديهم قوة خارقة في لعب رمية التماس بالأيدي، هي قوة ليس لها علاقة بكرة القدم، ولذلك تخلق شيئًا من التميز غير المبرر .
«أرسين فينجر» في تصريح سابق له عام 2009.

في إحدى اجتماعات الفيفا المغطاة إعلاميًّا عام 1994 قال جوزيف بلاتر إن هناك خطة لاستبدال رميات التماس التي تُلعب بالأيدي لجعلها بالقدم كباقي الركلات في اللعبة، في محاولة منه للعودة بكرة القدم إلى الجذور، وفقًا لتعبيره .

وفي الموسم نفسه جُرِّب الأمر في بعض الدوريات الصغيرة، مثل الدوري المجري والدوري البلجيكي والدرجات المتأخرة في إنجلترا، لكنها لم تلقَ استحسان الصحفيين أو المدربين، كما يقول الصحفي الإنجليزي جيرمي أليكسندر، وانعدم الكلام عنها حتى عام 2009 حين أحياها أرسين فينجر بتصريحاته. لكنها تصريحات لم تلقَ الصدى المطلوب أيضًا.

ركلات الجزاء على الطريقة الأمريكية

هل صادفك على السوشيال ميديا من قبل أحد الفيديوهات التي يقوم فيها اللاعبون بشيء شبيه بالانفرادات من جهة وشبيه بركلات الجزاء من جهة أخرى، فأثارك فضولك لمعرفة ما هذا القانون ومن هؤلاء الذين يلعبونه؟

هذا هو قانون ركلات الجزاء كما أقره الاتحاد الأمريكي لكرة القدم عام 1977 في محاولة منهم لفك رابطة العنق عن الرياضات الأمريكية التي عُرفت بالنعومة آنذاك. يقف اللاعب على بعد 35 ياردة من خط المرمى لينطلق بالكرة وكأنها انفراد، ويحق لحارس المرمى الانطلاق من مرماه ومواجهته والفوز بالكرة بأي طريقة كانت، دون عرقلة بالطبع.

نال هذا القانون استحسان الأسطورة الهولندية يوهان كرويف الذي كان لاعبًا في الدوري الأمريكي في فترة تطبيق هذا القانون، فوصفه بأنه أكثر عدلًا ومتعة وتمنى انتشاره إلى جميع أنحاء العالم، كما نُشر في صحيفة الواشنطن بوست.

توقف العمل بهذا القانون بشكل رسمي عام 1982 ، ولكنه ظل يُستخدم هناك بشكل غير رسمي في بعض البطولات غير الخاضعة لقوانين الفيفا، وهذا هو سر الفيديوهات الحديثة نسبيًّا التي تراها هذه الأيام لهذا الأسلوب.

الهدف الذهبي

تذكرت هدف تريزيجيه أمام إيطاليا في نهائي اليورو عام 2000؟ أنت لست وحدك. فأغلبنا بمجرد سماع كلمة الهدف الذهبي يتذكر هذا الهدف بشكل لا إرادي.

أعلنت الفيفا تطبيق قانون الهدف الذهبي بداية من عام 1996 في كافة بطولاتها الرسمية، بفرضية قتل الخوف داخل قلوب اللاعبين في الأوقات الإضافية وإضفاء مزيد من الإثارة على الأمر. لكن تلك الفرضية أثبتت عدم صحتها تمامًا، فلا اللاعبون أصبحوا أكثر حماسًا ولا المباريات زادت إثارة.

فصار اللاعبون أكثر حذرًا، والجماهير أكثر توترًا. أما عن الإثارة، ففي أغلب الظن أن نصف نهائي مونديال 1982 بين فرنسا وألمانيا الغربية كان أكثر متعة وإثارة للجمهور من نهائي يورو 2000. في هذه المباراة نجحت ألمانيا الغربية في العودة بالنتيجة في الوقت الإضافي من 3-1 إلى 3-3 والفوز في ركلات الترجيح!

توقف العمل بقانون الهدف الذهبي عام 2002، واستُبدل به قانون الهدف الفضي الذي تم إيقاف العمل به هو الآخر بعد مدة قصيرة.