تمامًا كالأعياد، تأتي فترات تعاقد أندية العالم مع اللاعبين مرتين فقط في الموسم الواحد. تتفرغ صحف العالم في موسمي الانتقالات: الصيفي والشتوي، إلى أخبار الانتقالات.

هذا اللاعب على وشك الانتقال من هذا النادي لذاك، أما هذا اللاعب فبالرغم من إحصائياته إلا أن قيمته التسويقية ستكون عائقًا أمام انتقاله لهذا الدوري. وذلك الناشئ سيتألق لا محالة تحت قيادة هذا المدرب العبقري الذي يبرع في تطوير لاعبيه … وهكذا.

وكما تأتي الأعياد عادة بتقاليد واحتفالات غريبة، تأتي مواسم انتقالات اللاعبين بتعاقدات ذات بنود غريبة، بعضها مادي وبعضها مرضي وأخرى ذات بُعد تأديبي.

1. عفوًا.. البضاعة المباعة تُرد

قبل كأس العالم عام 2014 بستة أشهر تلقى الشعب الكولومبي خبرًا صادمًا بإصابة عنيفة لنجمهم راداميل فالكاو ستمنعه من المشاركة في فعاليات المونديال المنتظر في قارتهم. إصابة استغرق النمر الكولومبي ما يزيد عن السبعة أشهر للتعافي الكامل منها.

بعد العودة، رحل فالكاو إلى مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة. ولأن التعاقد كان على سبيل الإعارة، كانت إدارة المانيو قلقة من تجدد الإصابة مرة أُخرى؛ لذا حرصوا على وضع بند في التعاقد يتيح لهم إعادة راداميل إلى موناكو مرة أُخرى واسترداد قيمة التعاقد في حال تجدد الإصابة.

كان الأمر أشبه بالفاتورة التي تتيح لك استرداد نقودك ورد البضاعة خلال 14 يومًا من تاريخ الشراء، فالبضاعة المباعة تُرد وتُستبدل!

2. لا أحب السيارات.. أريد طائرة

في عام 2011 أراد فريق إنجي الروسي أن يقيم مشروعًا كرويًا ضخمًا وبذل من أجل ذلك الكثير من الأموال. فقاموا بانتداب ويليان ولاسانا ديارا وروبيرتو كارلوس والنجم الكاميروني صامويل إيتو قادمًا من إنترميلانو الإيطالي.

كان الفصل الأخير في مسيرة إيتو الحقيقية قد بدأ في تلك الفترة، فكان من المنطقي أن يبحث عن أقصى استفادة مادية ممكنة وهو ما حققه له النادي الروسي بعقد خرافي كان الأعلى حينها بقيمة 20 مليون يورو سنويًا.

لكن إيتو لم يكتفِ بذلك العقد وأخبر إدارة النادي أنه يفضل الإقامة في موسكو وليس مدينة «محج قلعة» التي يوجد بها مقر النادي. اتفق اللاعب مع النادي على إدراج بند في التعاقد يلزم النادي بتوفير طائرة خاصة تنقل اللاعب من العاصمة موسكو إلى مقر التدريبات بشكل شبه يومي!

3. ممنوع العض

من المؤسف أن تكون مسيرتك العملية ثرية بالعديد من النجاحات، ومع ذلك تكون إحدى أبرز اللقطات المرتبطة لك في أذهان الناس هي سقطة كبرى لك. وفي حالة لويس سواريز لم تكن سقطة واحدة، بل ثلاثًا!

عندما تعاقد نادي برشلونة الإسباني مع سواريز، كان المهاجم الأوروجوياني موقوفًا لمدة استمرت أربعة أشهر بعد حادثة العض الشهيرة للمدافع الإيطالي جورجيو كيلليني خلال مونديال البرازيل 2014. أتت تلك الحادثة بعد عام واحد فقط من حادثة أكثر شهرة من نظيرتها عندما عض لويزيتو مدافع فريق تشيلسي إيفانوفيتش. بالإضافة لحادثة مشابهة في بداية مسيرته مع أياكس.

أراد نادي برشلونة ضمان حقه وتحقيق أقصى استفادة من تواجد سواريز معه؛ لذلك قاموا بوضع بند في التعاقد يفيد بتعرض سواريز لخصومات واسعة قد تصل إلى ربع التعاقد في حال تكرار الأمر.

4. لا للطيران

في كل مرة كنت أتفاوض فيها مع إدارة أرسنال وأقول كلمة «مليون»، يردوا بشكل تلقائي: «سنخصم منهم مائة ألف لأنك لا تطير». كنت أوافق بدون نقاش.
الهولندي دينيس بيركامب في سيرته الذاتية

عانى أسطورة نادي الأرسنال السابق «دينيس بيركامب» من فوبيا الطيران. يقول بيركامب إنه قام بتجريب جميع أنواع الطائرات: الكبيرة، والمتوسطة، والصغيرة للغاية. لكنه، وبسبب اضطراب تعرض له في الجو أثناء استقلاله لرحلة مع فريق نادي أياكس الهولندي عند «جبل إتنا» جنوب جبال الألب، قرر عدم ركوب الطائرات مرة أخرى.

مرت الأزمة في سلام لكن الأمر لم يمر داخل بيركامب الذي وافق على وضع بند في تعاقده مع أرسنال يفيد بتحمل تكلفة نقله بشكل منفرد دون أفراد الفريق.

5. «20 دقيقة» لا أكثر

في العشرين من أغسطس/آب عام 2013، سربت صحيفة الديلي ميل البريطانية تفاصيل عقد «أوكسليد تشامبرلين» الذي كان قد انتقل حينها منذ عام من صفوف ساوثهامبتون إلى النادي اللندني. أهم بنود ذلك العقد والذي أثار ضجة حينها هو بند «العشرين دقيقة أو أكثر».

ينص ذلك البند على حصول نادي ساوثهامبتون على 10 آلاف جنيه إسترليني في أي مباراة يشارك فيها تشامبرلين ما يزيد عن العشرين دقيقة.

بدأت الجماهير حينها تربط بين ذلك البند وإصرار أرسين فينجر على إشراك اللاعب الإنجليزي بعد الدقيقة 70 بالرغم من مطالبات الجماهير المستمرة بإشراك اللاعب الشاب الذي حقق بداية واعدة للغاية مع الفريق.

قامت صجيفة التليجراف البريطانية بإحصائية حينها وجدت أن اللاعب ظهر ذلك الموسم في 33 مباراة، كان منهم حوالي 14 مباراة نزل فيها تشامبرلين بعد الدقيقة 71 وهو ما يؤكد تأثير ذلك البند على تفكير أرسين فينجر خلال تفكيره باللاعب وهو ما قوبل بالغضب من جماهير ملعب الإمارات حينها.