في أحد المقاطع المصوّرة التي بثها الإعلام العسكري لكتائب عز الدين القسام ظهرت عملية قنص لأحد جنود الاحتلال الإسرائيلي. المقطع الذي بثته الذراع العسكرية لحركة حماس أظهر القنّاص يستهدف جنديًا متحصنًا في أحد المنازل، ورغم ذلك يبدو أن الإصابة قد تحققت. فالسر كما يبدو في البندقية التي استخدمها مُقاتل القسّام، وقدرتها على اختراق التحصينات.

المقطع المصوّر لم يترك فرصةً للتساؤل وأظهر البندقية المُستخدمة بشكل واضح. ليظهر أنها بندقية قنص صينية من طراز إم-99. تكرر ظهور البندقية في عدد من المقاطع مثل ما بُث في 19 نوفمبر/ تشيرين الثاني، ثم ظهرت مرة أخرى في مقطع بُث في أواخر ديسمبر/ كانون الثاني. وكانت قد ظهرت في مقاطع سابقة، لكن في سياق استعراض وجودها فحسب، لكن لم تُستخدم بنفس المُعدل الذي باتت تستخدم به في أعقاب معركة طوفان الأقصى.

ما استدعى تعقيبًا من الصين عبر حسابها الناطق بالعربية. التغريدة الصينيّة أكدّت طراز البندقية، كما افترضت أنه ربما وصلت إلى المقاومة في غزة عبر إيران.

البندقية يتم تصنيعها في الصين، لكن شُوهد استخدامها في دول عدة مثل سوريا والعراق. وتمتاز البندقية بقدرتها على اختراق المركبات المدرعة، ما دامت تلك المركبات واقعة في المدى المؤثر للبندقية. وقد أثبتت تلك القدرة في التجارب الميدانية منذ لحظة دخولها للخدمة العسكرية عام 2005.

يبلغ طول البندقية مترًا ونصف المتر. كما أنها تزن، وهى فارغة، قرابة 12 كيلو جرامًا. كما أنها قد تسع 5 طلقات في مخزنها، القابل للفك والتركيب. وتقوم بالتلقيم بشكل نصف آلي. تستطيع إطلاق الرصاص من مسافات كبيرة، لكن للحصول على أقوى تأثير فيجب ألا تزيد المسافة بين البندقية وهدفها عن 1524 مترًا. لتقطع الرصاصة تلك المسافة بسرعة 800 متر في الثانية الواحدة.

ما يمنح تلك الطلقة قدرة كبيرة على إصابة هدفها بدقة. خصوصًا أن تلك السرعة تعتبر ضعف سرعة الصوت، فالرصاصة تصل إلى هدفها قبل أن يسمع صوتها، وربما لا يسمعه للأبد. هذه الميزة التي تبدو استعراضية ليست كذلك، فهي ذات أهمية حقيقية بالنسبة للقناص.

فإنها تمنح ثواني نفيسة للتحرك والابتعاد عن مكان القنص قبل وصول الرصاصة لهدفها، ثم مع إضافة ثوان أخرى لمن بجوار الهدف للاحتماء ثم طلب المدد الجوي، أو حتى الإفاقة من الصدمة وبداية التعامل مع مكان إطلاق الرصاصة، يكون القناص قد ابتعد بمسافة كافية للمناورة.

كما أن للبندقية مكابح قوية تساعد في تخفيف الارتداد الناتج عن إطلاق المقذوف، ما يوفر حماية إضافية للقناص. وقد أشاد بها الجيش الباكستاني بعد صدورها مباشرة عام 2006، وأكدّ أنها قادرة على تحقيق إصابات قاتلة ومباشرة إذا استخدمت مع ذخيرتها الخاصة، أو ذخيرة مصنّعة محليًا لكن بشكل متقن يضاهي نفس التفاصيل الفنيّة للذخيرة الأصليّة.

وتمتلك البندقية القدرة على تركيب أنواع مختلفة من التلسكوبات، ونظّارات الرؤية الليلية. وربما تضاف إليها عدسات ثابتة للتكبير 10 مرات، أو عدسات بقدرات متغيّرة تبلغ 12 ضعفَا أو 22 ضعفًا.

كانت المقاومة الفلسطينية قد أعلنت عن بندقية الغول للقنص المصنّعة محليًا، وبجانب وجود البندقيّة الصينية، ما يعني أن المقاومة تأخذ سلاح القنص على محمل الجد. وأن ذلك الجانب العسكري سوف يحتل مكانًا قويًا إضافيًا في العمليات العسكرية للمقاومة، خصوصًا بما يمنحه للمُقاتل من أفضلية الاختباء على مسافة بعيدة، واصطياد فريسته بهدوء وصبر. ويتجلى ذلك في بلاغات المقاومة العسكرية التي لا تكاد تخلو بشكل شبه يومي من بلاغ عن عملية قنص ناجحة.