أحاط صلاح الدين الأيوبي نفسه برجال اعتمد عليهم في اتخاذ قراراته، بعد اطمئنانه لسلامة مواقفهم من دولته وشخصه، وتأكده من سداد آرائهم وسعة حيلتهم، فعمد إلى استشارتهم في السلم والحرب، واتخذ منهم سفراء، وأوكل إليهم مهام خاصة.

على رأس هؤلاء الطواشي بهاء الدين قراقوش والفقيه عيسى الهكاري، واللذان كان لهما الدور الأكبر في تولية صلاح الدين منصب الوزارة.

يروي الدكتور غسان محمود وشاح، والدكتور جمال أحمد أبو ريدة، في دراستهما «الأمير بهاء الدين قراقوش ودوره في تثبيت أركان حكم السطان صلاح الدين الأيوبي 509-597هـ/ 1116-1201م»، أنه لما توفي أسد الدين شيركوه وزير الخليفة العاضد لدين الله الفاطمي سنة (564هـ/ 1169م)، اتفق كبار الأمراء الأسدية (نسبة إلى أسد الدين شيركوه)، وهما الهكاري وقراقوش على تولية صلاح الدين في الوزارة خلفًا لعمه، ودققا الحيلة في ذلك، حتى بلغا المقصود، وذلك رغم اعتراض كثير من الأمراء الآخرين وتطلع بعضهم إلى الوزارة، مثل عين الدولة بن ياروق، وسيف الدين المشطوب، وشهاب الدين محمود الحارمي خال السلطان صلاح الدين، وقطب الدين ينال بن حسان.

وبحسب الباحثيّن، أرسل الخليفة العاضد إلى صلاح الدين، وأحضره عنده، وولاه الوزارة بعد عمه، وخلع عليه، ولقبه بالملك الناصر، وكان الفقيه عيسى الهكاري معه، فأقنع الأمراء الذين كانوا قد طمعوا بالوزارة إلى الانقياد إليه، فأجابوا سوى عين الدولة بن ياروق، الذي امتنع وعاد إلى الشام.

تثبيت دعائم الحكم

بعد توليه الوزارة، بدأ صلاح الدين يخطط للقضاء على الدولة الفاطمية، وإقامة دولته، وكان لا بد له من رجال يثق فيهم لتأدية مهام خاصة، ولم يجد أكثر من بهاء الدين قراقوش الذي نجح باقتدار في إقناع الأمراء المعارضين لتنصيب صلاح الدين هذا المنصب بقبول الأمر، وبعدها تولى مهمة التخلص من بقايا أركان الحكم الذين حاولوا الثورة على السلطان، والإطاحة به من الحكم بالقوة المسلحة، حتى استتب الأمر لصلاح الدين دون منازع.

ويذكر الباحثان، أن صلاح الدين استعمل «قراقوش» على قصرالخليفة العاضد بعد وفاته، فعزل هذا الأمير جميع الخدم الذين يتولون أمر القصر، ونقل أهل العاضد إلى مكان منفرد.

بناء قلعة الجبل وتحصين أسوار عكا

لم ينته دور الأمير قراقوش بعد تثبيت أركان السلطان صلاح الدين في الحكم، بل واصل تنفيذ أوامره أولًا بأول، وبدأها ببناء قلعة الجبل سنة (569هـ/ 1174م) كمقر رئيس للجيش الأيوبي، ولأركان الحكم.

وبأمر من السلطان صلاح الدين، انتقل «قراقوش» بعد ذلك إلى مدينة عكا شمال فلسطين، لتحصين أسوارها، ودعم قلاعها، لمواجهة الحملة الصليبية الثالثة (587هـ/ 1191م)، وأبلى الأمير بلاء حسنًا في المقاومة رغم الحصار الطويل التي تعرضت له المدينة، والجوع والعطش الذي تعرض له السكان المُحاصرون داخل أسوارها.

وبحسب الباحثيّن، وقع قراقوش أسيرًا لدى الصليبيين أثناء دفاعه عن عكا، إلى أن حرّره صلاح الدين، اعترافًا بجميل الصنيع الذي قدمه ولدوره في الدفاع عن المدينة، وظل الأمير على ولائه الكامل للسلطان صلاح الدين، ولولديه «العزيز» و«علي» من بعده، إلى أن توفي سنة (597هـ/ 1201م) عن عمر ناهز ثمان وثمانين سنة، قضى منها ما يقرب من ثلاثين عامًا في خدمة البيت الأيوبي.

الفقيه عيسى الهكاري نائب السلطان

أما الفقيه عيسى الهكاري الذي لعب دورًا كبيرًا في تولية صلاح الدين منصب الوزارة، فقد اعتمد عليه السلطان في كثير من الأمور، إذ كان يحترم عقله وعلمه وآراءه، ويستشيره في أمور الحكم، ولم يكن يخرج عن رأيه، وكان يوكل إليه تنفيذ المهام الصعبة.

ويذكر الدكتور علي محمد الصلابي في كتابه «صلاح الدين الأيوبي وجهوده في القضاء على الدولة الفاطمية وتحرير بيت المقدس»، أن الأحدث والمواقف أكدت أهمية ومكانة هذا الفقيه في دولة صلاح الدين الأيوبي.

ففي عام 578هـ/ 1182م أراد صلاح الدين أن يحاصر الموصل، ويستعيدها من صاحبها الأتابك عز الدين مسعود ويضمها إلى الجبهة الإسلامية، ويضمن وقوفها معه ضد الصليبيين في معركته الفاصلة معهم، لكن بعد مناوشات عديدة بين الطرفين تدخل الخليفة العباسي الناصر لدين الله في الأمر، وأرسل صدر الدين شيخ الشيوخ مندوبا عنه للتوسط في الصلح بين الطرفين.

وبدوره، أرسل صدر الدين إلى صلاح الدين يطلب منه إنفاذ بعض ثقاته لحضور مباحثات الطرفين، فأمر السلطان الفقيه القاضي الفاضل وإلى الفقيه عيسى الهكاري أن يتباحثا نيابة عنه، حتى استقر الصلح بين الطرفين، ورحل صلاح الدين عن الموصل وحُقنت بذلك دماء المسلمين.

القاضي الفاضل الرجل الثاني في الدولة الأيوبية

ومن أبرز الرجال الذين أحاطوا بصلاح الدين الأيوبي ولعبوا دورًا كبيرًا في تثبيت دعائم حكمه محيي الدين أبو علي المعروف بالقاضي الفاضل، الذي سبق وتولى رئاسة ديوان المكاتبات الفاطمي، وتمكن من إقامة علاقات وثيقة مع كبار رجال الدولة في مصر، بخاصة أفراد الأسرة الأيوبية الذين بدا نفوذهم يتوسع على حساب الفاطميين، ثم أسهم مع الأيوبيين في إزالة الدولة الفاطمية في ما بعد.

ويذكر الدكتور علي نجم عيسى في دراسته «جهود القاضي الفاضل السياسية والعسكرية والثقافية في دولة صلاح الدين الأيوبي»، أن ميول القاضي الفاضل للأيوبيين أسهمت فيها عدة عوامل، من بينها العلاقة المتينة التي تربطه مع صلاح الدين، التي ترجع إلى سنة 564هـ/ 1169م، حينما كتب الفاضل منشور تولي صلاح الدين الوزارة في مصر بعد وفاة عمه أسد الدين شريكوه.

كما أن الفاضل وجد في صلاح الدين البطل الشجاع المنقذ من الغزو الصليبي، ووجد صلاح الدين في القاضي الفاضل الرجل العالم البليغ الذي يحمل أسرار القصر الفاطمي، الذي من الممكن أن يقدم له يد العون في القضاء على الدولة الفاطمية.

أيضًا، كان القاضي الفاضل يدرك رغبة المصريين في مناصرة الأيوبيين لتخاذل الفاطميين في الدفاع عن مصر أمام العدوان الصليبي، كما أن الدولة الفاطمية أصبحت في أيامها الأخيرة ضعيفة، حيث إن إزالتها لم تكن من الصعوبة.

على كلٍ، أصبح القاضي الفاضل الرجل الثاني في دولة صلاح الدين، بخاصة بعد أن بذل جهودًا كبيرة في توسيع سلطان صلاح الدين ونفوذه في بلاد الشام، فبعد وفاة نور الدين زنكي سنة 569هـ/ 1173م، بدأت مكاتبات الفاضل إلى ولده الملك الصالح إسماعيل وغيره من الحكام، موضحًا فيها السياسة الجديدة التي ينتهجها صلاح الدين في ولائه المطلق للبيت الأتابكي، ورعايته للمك الصالح، ومحافظته على أهداف المسلمين، والسعي لتحرير القدس من الصليبيين.

وبحسب عيسى، فإن جهود القاضي الفاضل هذه جعلت صلاح الدين يوليه الثقة المطلقة في دولته، فأصبح نائبه ووزيره وكاتب إنشاء الدولة وسره، يصدر القرارات، ويكاتب الخلفاء والحكام والأمراء والقضاة والعلماء والمتنفذين، ويتلقى جميع المكاتبات التي ترد إلى الدولة داخلية وخارجية، ويبرم المعاهدات، وينوب عن صلاح الدين في إدارة المدن والأقاليم حينما يقتضي الأمر.

والأكثر من ذلك، أن الفاضل كان يسهم في إعداد الجيش، وتعبئته وتحصين المدن وتقوية أسوارها، ويرسل العيون لمراقبة تحركات الصليبيين، حتى إن صلاح الدين كان «لا يصدر أمرًا إلا عن مشورته»، بحسب ما ذكر تقي الدين المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار».

وكان صلاح الدين يدرك مكانة وأهمية هذا الرجل، حتى إنه مدحه في أحد مجالسه بقوله «لا تظنوا أني ملكت البلاد بسيوفكم، بل بقلم القاضي الفاضل»، بحسب ما ذكر ابن تغري بردي في كتابه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة».

«ابن نجا» منقذ الدولة الأيوبية

ومن الرجال الذين اعتمد عليهم صلاح الدين الأيوبي في إدارة مقاليد الحكم الفقيه زين الدين علي بن نجا، الذي لعب دورًا كبيرًا في إنقاذ الدولة الأيوبية من السقوط في بدايتها، ما دفع صلاح الدين للثقة به، والاعتماد على مشورته في كثير من القرارات.

ويروي الصلابي في كتابه المذكور آنفا، أن جماعة من الشيعة في مصر حاكوا مؤامرة لإعادة الخلافة الفاطمية بمصر بعد أن أسقطها صلاح الدين الأيوبي سنة 567هـ/ 1171م، وكانت خطتهم في ذلك أن يستدعوا الصليبيين من صقلية وبلاد الشام إلى مصر لمساعدتهم، مقابل أن يمنحوهم شيئًا من المال والبلاد.

ورأى هؤلاء، أنه في الوقت الذي تصل فيه القوات الصليبية ويخرج صلاح الدين بقواته للقائهم، يقوم المتآمرون بإشعال نيران الثورة في الداخل، فيقع السلطان بين نارين، ومن ثم تتشتت قواته ويلقى هزيمة أمام الصليبيين من ناحية، ويسيطر المتآمرون على مقاليد الحكم من ناحية أخرى.

وكان على أرس هؤلاء المتآمرين من الشيعة الفقيه الشاعر عمارة بن أبي الحسن اليمني، وعبدالصمد الكاتب، والقاضي هبة الله بن عبدالله العويرس، وغيرهم من حاشية القصر، ومعهم جماعة من أمراء صلاح الدين وجنده.

وبحسب الصلابي، أدخلت هذه الجماعة ابن نجا ضمنهم، لكنه شعر بخطورة ما يدعون إليه، فأخبر صلاح الدين بتفاصيل المؤامرة، فطلب منه السلطان أن يُظهر تعاطفه معهم وتواطؤه على ما يريدون فعله، وإخباره بما يتجدد من أخبار، ففعل ذلك وصار يطالعه بكل ما عزموا عليه، فاستطاع صلاح الدين الوقوف على تفاصيل المؤامرة والقبض على المتآمرين.

وبعد ذلك، قرّب السلطان الفقيه ابن نجا، وأحسن إليه بالأعطيات والإقطاعات، وكان يستشيره، ويعمل برأيه لسداده وسعة حيلته، وكان السلطان يسميه «عمرو بن العاص». وبحسب الصلابي، استمر هذا الفقيه يعمل مع صلاح الدين حتى دخل معه بيت المقدس فاتحًا، وألقى في المسجد الأقصى أول مجلس للوعظ.

ابن شداد والعماد الأصفهاني

ومن مستشاري صلاح الدين المقربين بهاء الدين يوسف بن شداد (ت 632هـ/ 1225م)، الموصلي النشأة، الذي عُرف بحبه الشديد للسلطان، وميله له، بعد معرفته بنواياه في محاربة الصليبيين، إذ كان ملازمًا له على طول الخط، ومرافقًا له في غزواته، وجمع له سنة 584هـ/1188م كتابا في الجهاد، ذكر فيه أحكامه وآدابه وقدمه بين يديه، فأعجب السلطان وكان يلازم مطالعته، بحسب ما ذكر أحمد ميرزا في دراسته «دور العلماء في تقديم المشورة للسلطان صلاح الدين الأيوبي 567-589هـ/ 1171- 1193م».

وكان السلطان يستدعي ابن الشداد للحضور في خدمته للمشورة وشرح أحكام الجهاد، مما كان له أثر كبير في دفع صلاح الدين للاستمرار في الجهاد ضد أعدائه.

كذلك كانت نفس المكانة للقاضي والعلّامة المفتي العماد الأصفهاني، الذي كان يتناوب مع القاضي الفاضل رئاسة ديوان الإنشاء، نظرًا لانشغال الأخير بالأعمال السلطانية سواء في القاهرة أو دمشق. وبحسب «ميرزا» كان الأصفهاني إمام صلاح الدين الأيوبي في الصلوات، ومستشاره في كثير من القرارات، وكان السلطان يثق به ويعهد إليه بتصريف الأمور، وتقسيم الأموال التي يسلمها إليه.

الشهرزوري سفير السلطان

ونظرًا للثقة الكبيرة التي تمتع بها هؤلاء المستشارون لدى صلاح الدين، وقدرتهم على التصرف بحكمة وروية، فقد اختار منهم السلطان الأيوبي سفراءه وممثليه إلى الخلافة العباسية والسلاطين والأمراء، لإعطاء الصورة الحسنة لصلاح الدين وبيان أسباب تحركاته العسكرية، إزاء الأمراء في الإقليم ودعاة الانفصال والتواطؤ مع الغزاة الصليبيين.

ففي سنة (575هـ/ 1179م) أرسل السلطان صلاح الدين مستشاره القاضي الشهرزوري إلى بغداد لمقابلة الخليفة العباسي المستضيئ بأمر الله، لبيان أسباب تحركات صلاح الدين وتقدمه من مصر إلى بلاد الشام، فاتفق وصوله مع وفاة الخليفة، وانتقال الخلافة إلى الخليفة الناصر لدين الله، فقام بواجبه وحضر الديوان وبايع الخليفة الجديد نيابة عن السلطان صلاح الدين، ثم كاتب السلطان بما حدث، وما قام به مكان السلطان، روى «ميرزا».

قرارات مصيرية

وظهر دور مستشاري صلاح الدين في مواقف كثيرة ومصيرية، ففي عام 585هـ/ 1189م، وعند حصار مدينة عكا، اصطدم الجيش الأيوبي بالجيش الصليبي حول قلعة المدينة، فتكبد الجيش الإسلامي خسائر كبيرة بسبب كثرة الجيش الصليبي وشدة تحصيناته، فاستشار صلاح الدين مستشاريه، وكان بينهم ابن شداد والشهرزودي والأصفهاني، وكان الرأي بعدم الانسحاب، لأن الانسحاب سيدفع العدو لملاحقة الجيش الأيوبي، وعندها ستكون الخسائر أعظم، ومن ثم يجب الاستمرار في القتال مهما كانت الظروف والأحوال.

واستجاب صلاح الدين لرأي مستشاريه وأمر بالصمود والمقاومة، وتبين سداد هذا الرأي، إذ انقلب الأمر على الصليبيين، حيث تعبوا من شدة المقاومة، فتحولت هزيمة صلاح الدين إلى انتصار، بحسب ما ذكر «ميرزا».

وبعد الخسائر التي لحقت بالقوات الصليبية في ساحل بلاد الشام، وتحرير عديد من القلاع والمدن، وصلت الأخبار إلى صلاح الدين بتقدم الجنود الألمان على بلاد الشام، وأن ملك الألمان نفسه يتقدم ثلاث مئة ألف مقاتل، غضافة إلى ستين ألف فارس مُدرع.

وجمع صلاح الدين مستشاريه للتداول في الخطوات المطلوب اتخاذها، وكان منهم الشهرزوري والعماد الأصفهاني وابن شداد، وكان الرأي باستمرار المقاومة، والإرسال إلى سائر المدن والأمراء المسلمين بطلب النجدة والعدة والسلاح للمعاضدة.

واستجاب السلطان لرأي مستشاريه وأمر بإرسال المكاتبات إلى كل من يملك القوة، فأرسل ابن شداد إلى بغداد لطلب العون من الخليفة العباسي، والشهرورزي إلى مدينة حلب، ثم أرسل رسائل سريعة إلى كل الأطراف ذات الأهمية، وجعل على رأس كل مراسلة رسول من مستشاريه ومقربيه، ليشرحوا للأمراء المسلمين طبيعة الموقف، ويحثهم على الجهاد.

ويذكر «ميرزا»، أن كل أمراء المسلمين أجاوبوا السلطان، باستثناء الخلافة العباسية التي لم يكن بمقدورها سوى إرسال بعض المساعدات المادية، فلم تكن قادرة على إرسال الجنود لظروفها الصعبة آنذاك.

وفي عام 587هـ/ 1191م، فكر صلاح الدين في تخريب مدينة عسقلان خوفا من احتلالها من قبل الغزاة الصليبيين وقتل ما بها من المسلمين، كما فعلوا في مدينة عكا، واتخاذها بعد ذلك قلعة للانطلاق منها نحو المدن الإسلامية الأخرى، ويقطعون بها طريق مصر، ويسيطرون من خلالها على القدس.

وكان صلاح الدين يستدعي بين فترة وأخرى مستشاريه وأهل الرأي، ومنهم القاضي الفاضل وابن شداد لمناقشة مستقبل المدينة وما هي أفضل الخطوات التي يجب اتخاذها حتى لا يستفيد العدو منها.

ورغم حب صلاح الدين لهذه المدينة لكنه أخذ برأي مستشاريه بهدمها، خوفا من أن يستفيد الصليبيون منها، وقد تحقق سداد هذا الرأي، إذ لم يتمكن الصليبيون من السيطرة على المدينة والاستقرار فيها، وبذلك باتت خطوط تموينهم بعيدة، ولم يكن لديهم من القلاع الحصينة ما يصد عنهم هجمات قوات صلاح الدين ومناصريه.