كما يمكننا أن نرى ليونيل ميسي في الملعب ينظر يمينه ويساره دائمًا، يعرف أين هو بالضبط، وفور أن تأتيه الفرصة يكون جاهزًا لفعل ما يروقه بالكرة، مستغلًا أي ثغرة كي يحقق ما يبتغي، فإنه كذلك خارج الملعب أيضًا، يعرف كيف يستغل موهبته الفذة وحب مئات الملايين له كي يقتنص سنوات العز بعقود ضخمة وأرباح هائلة.

خرج تصنيف فوربس الأخير لأكثر الرياضيين دخلًا خلال العام، ليكشف عن استمرار الأرجنتيني في جني أعلى دخل بين الرياضيين في العالم بحصيلة قدرها 130 مليون دولار سنويًا.

ميسي تفوق على نجوم بحجم ليبرون جيمس وكريستيانو رونالدو ونيمار وستيفن كيري وآخرين، وبفارق معقول للغاية يبلغ نحو 9 ملايين دولار عن أقرب ملاحقيه وهو ليبرون جيمس أسطورة كرة السلة الأمريكية.

ينبغي هنا التفريق بين الدخل السنوي من العائدات الرياضية والشراكات مع العلامات التجارية التي تقدم دخلًا مرصودًا بشكل دوري من جهة، وبين مفاهيم كالثروة، والأرباح، والمشروعات، من جهة أخرى.

الحديث هنا عن أن ميسي هو صاحب أعلى عوائد الدخل الثابت السنوي بين الرياضيين.

أن يحصل ميسي على 130 مليون دولار سنويًا مصفاة من كل بنود الضرائب والالتزامات أمر يدفعنا لرصد كل الشراكات التي تحمل الطابع المذكور «الدخل الثابت السنوي» للوقوف على عقل ميسي التجاري كيف يعمل، بعد أن عرف العالم كله على مدار نحو 20 عامًا كيف يعمل عقله في الملعب.

راتب باريس سان جيرمان

عقد ليونيل ميسي مع باريس سان جيرمان يقضي ببقائه في صفوف الفريق لعامين مع خيار التمديد لعام ثالث حال رغبة الطرفين، يتقاضى في الأعوام الثلاثة إن أتمها ما يصل إلى 129 مليون دولار بواقع حدود 31.24 مليون دولار في العام الأول، و41.65 مليون دولار في العام الثاني، ومثلها في العام الثالث إن قضاه في صفوف الفريق الباريسي والباقي يكون على هيئة حوافز ليصل المبلغ في الأخير بخلاف عقود الرعاية والإعلانات الخاصة بباريس سان جيرمان إلى 129 مليون دولار.

ما يتقاضاه ميسي حاليًا في باريس سان جيرمان لا يصل إلى ما كان يتقاضاه بالفعل في أواخر أيامه مع برشلونة، إذ وصل قبل الرحيل إلى تقاضي نحو مليون يورو أسبوعيًا، ولكنه لا يزال راتبًا ضخمًا للغاية وفي مستوى ليونيل ميسي المتعارف عليه رغم الانحدار الملحوظ في مستوى النجم الأرجنتيني منذ الوصول إلى القلعة الباريسية.

أديداس

بدأ ميسي الاستمتاع بعقد رعاية خرافي مع العملاقة الألمانية أديداس في عام 2007 حين كان بعمر 20 عامًا فقط وحديث العالم إثر أهدافه الخارقة وتشبيهه الدائم بالراحل دييجو أرماندو مارادونا.

حدثت تعديلات على العقد في عامي 2015 و2017، التعديل الأخير هو الصيغة الحالية والدائمة، إذ وقع ميسي على عقد مع أديداس مدى الحياة، يقضي بحصوله سنويًا على 25 مليون دولار، مقابل الاستفادة من ظهور ميسي في الحملات الدعائية الخاصة بالعلامة الألمانية المرموقة.

بيبسي كو

حينما ترى ذلك الإعلان بين ميسي وصلاح وهما يركلان الكرة على الثلاجة لفتحها وشرب البيبسي، اعرف أن الملايين خلف مشاهدتك حينئذ!

شركة المياه الغازية المعروفة بيبسي كو توقع عادة مع أبرز لاعبي كرة القدم في العالم، ليونيل ميسي أبرز الوجوه الدعائية التي تستفيد بشكل سنوي من العلامة التجارية إلى جانب نجوم مثل محمد صلاح وبول بوجبا.

يتحصل ميسي على رعاية بقيمة 8 ملايين دولار سنويًا إثر تعاقده مع بيبسي والممتد لـ 7 أعوام.

بودوايزر

وقعت شركة المياه الغازية «بودوايزر» مع ليونيل في 2020 عقدًا مدته 3 أعوام، معدة له زجاجة ذات طعم مخصص بعد تسجيله الهدف الذي بات به هداف برشلونة عبر التاريخ.

شراكة أعلنها ميسي في مقطع دعائي مدته لا تتجاوز 45 ثانية، ولا توجد مصادر واضحة لما يتقاضاه ميسي بالضبط بشكل سنوي من الشركة، ولكن المؤكد أنه يستحوذ على نسبة من مدخولات الإصدارات التي تحمل اسمه وصورته الدعائية.

سوسيوس

يعد ميسي وجهًا دعائيًا لمنظمة «سوسيوس» التي تستهدف دعم دخول تقنيات «البلوك تشين Blockchain» لمجال الرياضة وبين المشجعين.

يظهر ميسي في الحملة الدعائية الرئيسة على الموقع الرسمي للمنظمة التي تأسست عام 2006، ويعد مساهمًا بنسبة شراكة في عقد طويل الأمد مع المنظمة في أمريكا الجنوبية، نظير تقاضي 20 مليون بشكل سنوي.

نثريات نعرفها وأخرى لا نعرفها!

تأتي هذه العقود إلى جانب عقود أخرى يبرمها ليونيل ميسي مع شركات في مختلف المجالات، ولكنها لا تحمل الطابع الثابت والسنوي الذي بنت عليه «فوربس» تصنيفها، وهي شركات مثل «أوريدو» القطرية التي أجرى معها ميسي حملة إعلانية مؤخرًا.

وكذلك شركة «كونامي» اليابانية المنتجة للعبة «برو إيفولوشن سوكر» الشهيرة بـ«بيس» والتي يمنحها المصريون قبلة الحياة دائمًا بعد الفشل الذريع في المنافسة مع «إي آيه سبورتس» بلعبتها الشهيرة «فيفا».. أبرم ميسي عقدًا مع «كونامي» في 2018 وبناء عليه وضعت صورة فريق برشلونة على غلاف اللعبة الرئيس، وفي 2019 تم تجديد التعاقد بين برشلونة وكونامي مجددًا لمدة 4 أعوام إضافية شريطة وجود ميسي في الغلاف، وهو ما لم يحدث إذ رحل ميسي في 2021 إلى باريس سان جيرمان.

هذا العقد المتعلق باللعبة كان متضمنًا أيضًا أسطورة برشلونة البرازيلي رونالدينيو الذي لم تعد علاقته بالنادي كما السابق خصوصًا بعد إبداء سعادته علنًا برحيل ميسي إلى باريس سان جيرمان واستنكار النادي لهذا الأمر.

أيضًا تتضمن الحملات غير الثابتة حملة أبرمها ميسي برفقة زميله السابق في برشلونة لويس سواريز مع مشروبات «جاتوريد» الرياضية ضمن حملة «كل شيء يتغير» التي أطلقتها علامة المشروبات المعروفة.

بقي أن نذكّر هنا بأن هذا لا يشمل المداخيل غير الثابتة لميسي أي التي لا تبرم بواسطة عقود، ومنها أرباح المطاعم التي يمتلكها في برشلونة، وشركات الأعمال الخيرية التي تحصل على رعايات ضخمة باسم ميسي، ولكنها لا تدر الأرباح بشكل منتظم.. كل ما ذكر أعلاه ليس إلا «مرتب أول الشهر» الذي يدور حوله ميسي و«يدبر نفقاته» على أساسه دون «السبوبات» التي يمكنك أن تتخيل أنها تأتي لشخص مثل ميسي بشكل شبه يومي، وما خفي أعظم!