لا حديث في العالم فيما يخص كرة القدم إلا الخلاف الذي دب بين مالك نادي مانشستر سيتي الشيخ منصور آل نهيان ومدرب الفريق بيب جوارديولا. اهتزت نتائج الفريق بشدة وقرر آل نهيان في لحظة انفعال أن يطيح بالإسباني المخضرم من إدارة الفريق، إلا أن مالك النادي الإماراتي تفاجأ بإصرار بيب على البقاء وإلا الرحيل بعد الحصول على الشرط الجزائي المخصص لفسخ عقده.

المال لا يمثل مشكلة للشيخ منصور أبدًا، لكن ما يجعله غاضبًا بالفعل هو شعوره بعدم تقبل الأوروبيين له، هل كان ليطالب بيب بأموال للرحيل من البرسا أو البايرن؟ لماذا يصر البعض أن يتهمه بإفساد كرة القدم بالأموال بينما يريد الجميع نصيبه من تلك الأموال بشكل أو بآخر؟ حسنًا، إذا أراد بيب أن يستمر فلا مشكلة ولكن عليه أن يتحمل تبعات ما سيحدث.

بدأ اسمه يتردد في أنحاء إنجلترا ثم العالم: مرتضى منصور، محامٍ مصري تم تعيينه في منصب المدير التنفيذي لنادي مانشستر سيتي بعد الخلاف الذي دب بين مالك النادي ومدربه. يتساءل الجميع عن نوايا هذا الرجل الذي يبدو أنه جاء في مهمة محددة، لم يعطِ المدير التنفيذي الجديد فرصة لأحد أن يحتار في أمره، كان الظهور الأول صادمًا للجميع.

الظهور الأول

ظهر مرتضى منصور في أروقة النادي الإنجليزي للمرة الأولى مبتسمًا ابتسامة عريضة في وجه الكاميرات، معرفًا نفسه للجميع كونه أصغر رئيس محكمة في مصر، وتحدث كثيرًا عن عمق العلاقة المصرية الإماراتية الإنجليزية وعن ثقة آل نهيان الغالية وسعادته بالمهمة الجديدة.

تعاقبت الأسئلة عليه واستمع لها جيدًا من قبل المترجم الذي رافقه منذ اللحظة الأولى، لم يجب منصور على أحد، فقط اكتفى بابتسامة واسعة ثابتة وإيماءات بالرأس. فاجأ الرجل سائليه بإجابة مقتضبة احتار المترجم في تفسيرها بالإنجليزية: إن شاء الله خير. انتهى الظهور الأول بعد توجه سيادة المستشار إلى مكتبه أو هكذا اعتقد الجميع.

ظهر مرتضى منصور من اللا مكان مرة أخرى في النادي بعد غروب الشمس تحديدًا وهو الوقت المفضل له للاجتماع بلاعبي الفريق!

رئيس جمهورية مانشستر سيتي

تستطيع أن ترى جحوظ عيني بيب جوارديولا من على بعد ميل عندما قاطع مرتضى منصور تدريب الفريق ودلف إلى داخل أرض الملعب سعيدًا كعادته. لم يتمالك بيب نفسه فصاح في الجميع كيف لهذا أن يحدث محاولًا مغادرة أرض الملعب، إلا أن مرتضى منصور باغته بنفس تلك الابتسامة المصطنعة قائلًا: مرحبًا برئيس جمهورية مانشستر سيتي.

لم يعطِ مرتضى منصور كعادته الفرصة لمن يقف أمامه في القول أو الفعل، ثم بدأ الحديث وبجواره مترجمه وخلفه رجل ضخم يحمل كاميرا أتى به منصور نفسه لتسجيل ما يقول:

في البداية أريد التأكيد أن بيب جوارديولا هو رئيس جمهورية مانشستر سيتي والرجل صاحب القرار الأول والأخير. ربما يشعر البعض منكم أنني هنا من أجل أمر ما، هذا خطأ بالطبع، أنا هنا أعمل في وظيفتي الإدارية، لكن يجب أن أنقل لكم ما تشعر به الجماهير. هناك غليان بين صفوف الجماهير، هل فريق ليفربول أفضل منكم لتفقدوا النقاط بهذا الشكل؟

أنتم تعرفون محمد صلاح جيدًا، أقسم بالله تم عرضه علي أمس بعد أن بدأت مهمتي ورفضت. كيف لي أن أحضر صلاح وأنا أمتلك محرز؟ أنا رجل دولة في مصر ولكني لا أقول إلا الصدق: محرز أفضل من صلاح مائة مرة. هذا المستهتر الذي يلتقط الصور مع أعداء الوطن.

المهم، كلكم بلا استثناء لاعبون دوليون وتمثلون منتخبات العالم. لقد قمنا بصرف المليارات لجلبكم إلى هذا النادي. هل تأخرنا عليكم في منح الرواتب والمكافآت؟ لقد مررت بالنادي صباحًا وفوجئت بمستواه. نادٍ عالمي، لقد صنع آل نهيان ناديًا عالميًا من الصفر. إنه لم يكن نادي مانشستر سيتي، بل كان مركز شباب مانشستر سيتي. التفت مرتضى منصور نحو بيب جوارديولا لكي يأذن له باستكمال المران إلا أنه لم يجده. لقد غادر بعد اللحظة الأولى لتوليه رئاسة جمهورية الفريق.

مؤتمر التعديلات الضرورية

لم يدرِ الإعلام الإنجليزي ما دار من حديث بين مرتضى واللاعبين إلا بعد أن أتم الرجل الضخم مهمته. لقد تم بث هذا اللقاء عبر قناة الحدث اليوم خلال برنامج المستشار في إنجلترا والذي يقدمه خالد الغندور. هذا الوجه الذي سيصبح مألوفًا للإنجليز بعد أقل من شهر.

تمت الدعوة إلى مؤتمر عاجل من المدير التنفيذي الجديد لنادي مانشستر سيتي بعد أن تعادل الفريق في مباراته الأخيرة رغم تقديم أداء جيد. بدأ مرتضى منصور المؤتمر متخليًا عن ابتسامته الشهيرة، ليحل الغضب قسمات وجهه دون أن يترك مساحة للتفاهم.

جئت اليوم للحديث عن بيب جوارديولا، لقد طفح الكيل. ماذا يحدث؟ أريد أن يوضح لي أحد ماذا يحدث. لقد تابعتم جميعًا حديث المدرب عن مساعده. مايكل أرتيتا هو من يدير النادي يا سادة، أنا لا أتواجد في النادي لأنام، كل كبيرة وصغيرة مرتضى منصور على علم بها. مايكل أرتيتا هو من يضع التشكيل وهو من يحدد مهام اللاعبين، لماذا إذن أدفع كل تلك الأموال للمدعو بيب جوارديولا؟

أنا هنا لاتخاذ بعض التعديلات الضرورية لإنقاذ نادي مانشستر سيتي من المؤامرة التي تحاك ضده. مبدئيًا سيتم إجراء تغييرات في الطاقم المساعد للمدرب. طالما ترى يا بيب أن أرتيتا هو مستقبل النادي، إذن فلترحل أنت واترك لنا أرتيتا. تم توجيه الشكر لمايكل أرتيتا، رجل مهذب ومحب حقيقي للنادي. لكن يجب تواجد من هو يعرف مهامه الحقيقية.

ثم أريد أن أعرف ما هو تشكيل مانشستر سيتي؟ أريد أن يحدد لي أحدكم تشكيل الفريق الأساسي. هل يعقل أن يجلس برناردو سيلفا من أجل محرز، من محرز هذا؟

هناك من عرض أن يكسر الشرط الجزائي لدى بروين والمقدر بـ 250 مليون يورو. عرضنا ذلك على الأستاذ بيب ورفض، قلنا حسنًا هو يريده في الفريق ثم أفاجأ أنه خارج التشكيل في المباراة التالية. لا، أنت تعاندني إذن، لمصلحة من هذا العناد؟ أستخبرونني أنه فليسوف؟ أنا لا أحب الفلاسفة.

أريد أن أطمئن جماهير مانشستر سيتي، هناك صفقات خيالية سيشهدها الفريق خلال يناير القادم. أنا لا أحب أن أذكر أسماء لاعبين على ذمة أندية أخرى، لكن أؤكد أن صلاح في السيتي قبل نهاية العام، هذا هو فخر العرب الحقيقي ولا تقل لي محرز، لا يوجد مقارنة.

أريد أن أقدم لكم المتحدث الإعلامي الجديد للفريق، الكابتن خالد الغندور. أنا لم أعينه لأنه مصري مثلي، لا بل لأنه كفء وقادر على توضيح كافة الأمور للجميع. وفي النهاية أريد أن أؤكد أن السيتي كبير، كبير جدًا وأكبر من بيب ومابيبش.

النهاية

تقدم بيب جوارديولا باستقالته ودفع الشرط الجزائي لفسخ العقد مع الفريق دون رجعة. تم إيقاف مرتضى منصور عن ممارسة أي نشاط رياضي لمدة سنتين بعد انتهاء المؤتمر الصحفي، وهو ما استغربه بشدة عندما علم به من قبل المترجم.

إلا أن المترجم أوضح له أنه نعت جوارديولا بالأقرع الذي يتشنج على الخط وكأنه مريض بمرض خبيث، وهو ما لم يجد فيه مرتضى شكلاً من أشكال الإهانة ليقرر الرجوع لمصر لمباشرة مهامه كرئيس لنادي الزمالك. وعندما ذكّره المترجم أن القرار بالمنع عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم، فأجابه ببساطة: وإيه علاقة مصر بكرة القدم؟