لو أنّي أعثرُ على هذا العبقري قائل هذه الجملة: (الشيطان يكمُن في التفاصيل).. لقبّلتُ رأسَه شُكرًا وعِرفانًا. لقد لخّص – على الحقيقة وليس مجازًا- دورَ الشيطان في هذا العالَم، دونَ أن يكلّفنا عناء التطرّق إلى بدايته التي نعلمها أو نهايته التي يختلف البعض حول تصوّرها.

ولماذا يكمن الشيطان في التفاصيل إذًا؟ كي يؤدّي وظيفته الطبيعية في “الإلهاء”. الإلهاء عن ماذا؟ إلهاء الإنسان عن تلك البداية الأصيلة التي بدأت من عندها كلّ صور معاناته في هذه الحياة، وإلهائه عن تلك النهايات الحتميةالأبدية المُغلقة، المصير.

ومن أخطر طرق الإلهاء على الإطلاق، إعطاء صورٍ وهمية مصغّرة زائلة، تُلهي عن رؤية النموذج الحقيقي الأكبر الباقي. قارِن هذا وقارِبه مع كلّ ما في هذه الحياة، وستجدُ ما يريبُك!

من أخطر طرق الإلهاء على الإطلاق التي ينتهجها الشيطان، إعطاء صورٍ وهمية مصغّرة زائلة، تُلهي عن رؤية النموذج الحقيقي الأكبر الباقي

الحقيقة أنني لا يعنيني هنا كشفُ آليات عمل الشيطان الإلهائية؛ فالناس يحبّونها على أيّة حال. وإنما يعنيني ذلك النمطُ المتكرّر من إحساس الناس بالمآسي العابرة، والوقوف عندها طويلاً، والحفاظ على ألا تنتهي مأساةٌ عابرة إلا عند بداية مأساة عابرة أخرى، في سلسلة متّصلة من “التذوّق المأساوي” و”الانتماء للمأساة” الذي يغذّي في النفس البشرية صورةً مهزوزة من معنى الوجود وجدواه. هذا النمطُ لا يعدو أن يكون إلهاءً عن أمرٍ على قدرٍ عالٍ من الأهمية والخطورة.

ماذا إن قلتُ لك إن هناك مأساةً أصيلةً أجدى بأن تتذوّقها وتنتمي إليها. أي والله هناك مأساةٌ هي بالفعل كما أقول لك!

دعني أتجاوز بك منظومة الإلهاء تلك، وأخبرك عن المأساة الأصيلة للنوع البشري، وعن قرينتها في مجتمع المبدعين، وعنها في تكوين الإنسان المُبدِع ذاته. وكما سنتّفقُ في آخر المقال = (مأساةٌ أصيلة خيرٌ من مأساة لا أصالة فيها).

……

الذكرى الأخيرة التي حملتها البشرية معها في طريقها إلى الأرض، هي ذكرى مأساة طرد الأب الأول “آدم” من الجنة. تلك الذكرى المحمّلة بأسبابٍ وشروط وعواقب لا تخفى عن الأكثرين. لكنّها ستظلّ على حقيقتها، ذكرى “مأساة” ارتبط وجود البشر على الأرض بها، وتتحمّله الأجيال عبر القرون، متمثلاً في حياة كل فردٍ ينتمي إلى نوعها.

هكذا تسير حياة البشرية مدفوعة بذكرى تلك المأساة الأولى، إلى استرداد وطنها الأول الجنّة الخالدة، وهنا يتساقط البعضُ في فخاخ الإلهاء التي تصوّر له أنّ ثمّة جنّة صناعية يمكنه أن يحياها، لكن عليه أن يتجاوز تلك المأساة الصغيرة العابرة كي يحظى بها.

وربما تسير البشرية نحو استرداد إنسانيتها الأولى، كما عبّر عنها زكريا إبراهيم: (إن الإنسان لم يكن إنسانًا بمعنى الكلمة لأول مرة في تاريخه.. اللهم إلا في الجنّة الأولى حيث كان ينعَم بحياة الفراغ والانطلاق).

وربما هي “غريزة البقاء” في أرقى صورها؛ البقاء في النعيم الأبدي الذي خرجت منه البشرية بخطأٍ قاتلٍ إلى اختبارٍ مؤقّت، على أمل أن تعود.

لكن مسيرة البشرية هذه نحو الجنّة الأولى، قد تنتهي بمأساة هي الأخرى. فبطبيعة الحال لن ينجح كل أفراد النوع البشري في الوصول إلى تلك النهاية السعيدة.. الذي لن ينجحوا تنتظرهم نهاية مأساوية في الجحيم. الحقيقة أن تلك النهاية المأساوية هي التي تتهدّد الجميع، ويعملون في الحقيقة على تفادي الوصول إليها.. خاصةً أنه لا أحدَ يعلم على سبيل القطع أنه ناجٍ من مأساة الجحيم تلك. وهذا ملمحٌ جوهريٌ لأصالة المأساة؛الجهل بالمصير.

تصنعُ المأساة الأصيلةُ، معنىً وجدوىً للوجود البشري، فمأساةُ خروج آدم من الجنة قد وقعت ولا مجالَ لتغييرها، ومأساة المصير المحتمل لم تقع بعد، ويمكن تفاديها

حياتُنا البشرية إذًا، قائمةٌ على مأساتين ماثلتين، مأساةٌ سابقةٌ وقعتُ في أوّل وجودِنا حين طُرِد أبونا الأوّل آدم من موطنِه الأوّل الجنّة، ومأساةٌ لاحقةٌ محتَملة = ألا نتمكّن بصورةٍ أو أخرى من العودة إلى هذا الموطِن الأوّل… وحياتنا قنطرةٌ بين المأساتين، الواقعة والمُحتَمَلة. هنا ستجدُ “الموتَ” مجرّد مأساةٍ عابرة وسط الخطّ الواصل ما بين المأساتين الأصيلتين، لكنها مميّزة لكونها نقطة نفاذ الوقود لا أكثر.

هنا تصنعُ المأساة الأصيلةُ، السابقة واللاحقة، معنىً وجدوىً للوجود البشري في هذا العالَم. فالمأساةُ الأولى قد وقعت، وحدث ما حدث، ولا مجالَ لتغييره. والمأساةُ الثانية (مأساة المصير المحتمل) لم تقع بعد، وهناك مجالٌ لتفاديها. المخيف في الأمر أن كلا المصيرين المحتَمَلين مكتوب له الخلود، إما خلودٌ في النعيم، وإما خلودٌ في الجحيم.

من هنا كان الجِسرُ إلى الخلود في النعيم، هو مواجهة تلك المأساة المحتَمَلة والتزوّد لها.. ولأن أساس الإبداع على الإطلاق -كما يقول الرافعي- هو ثورة الخالد في الإنسان على الفاني فيه… كان نضج السلوك الإبداعي في أعلى مراتبه مرتبطًا بتقدير قيمة هذا المصير الخالد والعمل على الهرب من تلك المأساة المحتملة متمثلة في سُكنى الجحيم. أمرٌ أنيقٌ أن تكتشفَ أن مصيرَك مرتبطٌ بتفوّقك الإبداعيّ في الاتجاه الصحيح.

وعلى الحافة الأخرى من الموقف في التعامل مع تلك المأساة المحتَملة اللاحقة، يقف بعضُ مَن لا يحتملُ مواجهتها فيهربُ منها بإنكار احتمال وقوعِها من الأساس، فيُنكِر وجودَ ذلك الوطنَ الأوّل، ويُنكِر وجود صانعه من الأساس، واقفًا نفسه ومعطّلاً إبداعَه عند مأساةٍ حتمية صغرى متمثّلةً في المَوت.. مع أن السلوك الإبداعي يقتضي منه أن يتزوّد لإبداعه من المأساة المحتَملة آفاقًا أبكارًا لا أن يجعل المأساةَ الصُغرى سقفًا لإبداعِه.

بل هناك مَن قد يستعجل هذا السقفَ ليسقط عليه، متوهّمًا أن هذه هي النهاية، متناسيًا أنّ هناك عالمًا آخرَ سيهوي به السقف عميقًا جدًا فيه، حتى يصل به إلى نقطة المأساة المحتَملة تلك. هذا سلوكٌ يخلو من روح الإبداع على الحقيقة، بل هو محض اعتمادٍ على الصُدفة، ولا شيء يقضي على المُبدِع قدرَ أن يترك مصير إبداعه للصُدفة!

…….

وكأنّ هناك اتفاقًا غير مُعلنٍ بين المُبدِعين وبعضهم بعضًا، وبينهم وبين أولئك الذين يفهون أسرار الإبداع وإن كانوا لا يمارسونها.

اتفاقٌ مرجعه إلى تلك الحقيقة المارقة؛ لا عطاءَ للفنان إلا بوجود مأساةٍ ماثلةٍ بالفعل في حياته، فإمّا مَرّ بها ويجترّ آثارَها خبراتٍ يُضمنّها عطاءه الإبداعي، وإمّا هو يخشى الوقوع فيها ويتّخذ من عطائه الإبداعي واقيًا.

اتفاقٌ يجعلُ المُبدِعين يتواطئون -لا شعوريًا-، وربما شارَكَتهم الظروف، على توفير تلك المأساة الخاصة بكلّ واحدٍ منهم، والإسهام في جعلها ماثلة في حياته بإحدى الصورتين.. كي لا ينمحي معنى وجودهم الإبداعي.

لا عطاءَ للفنان إلا بوجود مأساةٍ ماثلةٍ بالفعل في حياته، فإمّا مَرّ بها فتصبح خبراتٍ يُضمنّها عطاءه الإبداعي، وإمّا يخشى الوقوع فيها ويتّخذ من إبداعه واقيًا

اتفاقٌ، إذا حفرتَ في أعماقه أكثر، ستجدُ “غريزة البقاء” هي المحرّكة له، غريزة بقاء النوع، أعني هذا النوع من البشر المُبدِعين.

ثمّة صديقٍ لي، مُبدِع، تواطأ زملاءٌ له على التضييق عليه في مجاله في وقت ما، وبعد زمنٍ أتَوه معتذرين، فما كان منه إلا أن شكرَهم بصِدقٍ؛ لأنه لو لَم يكُن منهم ما فعلوه، لما توغّل في ذلك المستوى الأعلى من الإبداع في مجاله ويصنع في عامٍ مالا يصنعه غيره في سنوات. لقد كان يشكرهم على مساهمتهم الأصيلة في تجديد مأساته الخاصة التي حرّكته حرارة الاحتراق بها، ليُفرغ حرارة احتراقه وَقُودًا في مستوىً إبداعي أعلى.

هنا يؤون الأوان لنتموضع في الـ”ما وراء” لنرى مالا يظهر قطّ على السطح.

هناك رابطةٌ، غير مفهومة غالِبًا، تجمع المُبدِعين بعضَهم ببعضٍ، أيًا ما كان ما يقع بينهم من التنغيص والإضرار والتقصير، وتظلّ هذه الرابطة لها جانبها المستقلّ جدًا أيًا ما كان بينهم من الصداقة والمحبّة وتبادل العَطاء. رابطةٌ تعرضُ نفسَها ماثِلةً مسيطرة في تلك اللحظات التي يجتمعون فيها على الإبداع فقط، متخلّين عن، ومتجاوزين، كلّ تلك التصنيفات والفروقات الأخرى، عدا كونهم “مُبدِعين”. وبعدَما يتفرّقون، تأوي تلك الرابطة إلى عَرشِها في أعماقهم، تحرّك فيهم ذلك الحنين إلى تكرار لحظة الاجتماع تلك، رغم مأساتها، وتدفع كثيرين منهم إلى صناعة مآسٍ عابرة مؤثرة في حياة بعضهم بعضًا، فقط لتُذكّرهم تلك المآسي العابرة بتلك المأساة الماتعة التي جلبوها لأنفسهم بالتشظّي عن تلك اللحظة التي تنزل فيها “الرابطة” عن عرشها لتظلّلهم في اجتماعهم.

وهكذا.. فمأساةٌ أنيقةٌ أفضلُ من مأساةٍ لا أناقة فيها.

ذاك الاتفاق اللاشعوري المُبطَن، يقود إلى تلك الرابطة.. وهو سببٌ صَريحٌ متعدّد المستوى يفسّر حُزن وبُكاء وانهيار المُبدِعين عِندما يفقدون أحدَهم، حتى وإن كانَ في الطرف الآخر من العالَم، لم يعرفوه إلا مِن خلاله إبداعه وإن كان شحيحًا، أو ربّما لم يعرفوه على الإطلاق.

ثمّة مستوىً من أصالة مأساة مجتمع المبدِعين في دوائر بلادنا، يضرب أناقة هذه المأساة في مقتل. يتلخّص هذا المستوى في مقولة توفيق الحكيم: (المأساة الإغريقية تعنى بالصراع بين الإنسان والقدر.. أما المأساة المصرية فهي الصراع بين الإنسان والزمن). إنّ كلّ مُنتمٍ إلى الأوساط الإبداعية بتنوّعاتها (العلمية والفنية – الفكرية والعملية) يلمس عبقرية جملة توفيق الحكيم هذه.. بل ويعاين تجسّداتها – على سبيل المثال لا الحصر-عبر ذلك السلوك اللاشعوري المستبطَن في قعود المومياوات المتكلّسة على صدور المبدعين الشباب، تساعدهم في تكريس مأساتهم من خلال صراعهم مع الزمن.

….

وهل تقوم حياة المبدع إلا على الألم؟!

أتدري ما هو الأكثر إيلامًا من الألم ذاته؟ إنه الجهلُ بسِرّ الألَم. لذا لا يكفّ المُبدِع عن محاولته الدءوبة في التعرّف على سِرّ الألم والحقيقة التي تقف وراءَه. هكذا تتشكّل المأساة بكل أصالتها في حياة المُبدِع. يحترقُ وتحترق روحه في سبيل بحثه عن حقيقة ما.

لا يكفّ المُبدِع عن محاولته الدءوبة في التعرّف على سِرّ الألم والحقيقة التي تقف وراءَه، وهكذا تتشكّل المأساة بكل أصالتها في حياة المُبدِع

ربما كان بحثه عن الحقيقة متوجهًا إلى أعماق نفسِه الخاصّة، فيأخذ ما احترق منها ليقدّمه ناضجًا للعالَم. وربّما كان بحثه عن الحقيقة منصبًا على فكرة يعيش لأجلها، أو مجتمع يسعى لجعلِه أفضل، أو عِلم يريد أن يُضيفَ إليه، أو مصيرٍ يريدُ أن يصير إليه. في جميع الأحوال هو يحيا بهذه الطريقة متزوّدًا من مأساته الخاصّة متمثّلة في التعرّف إلى الحقيقة والبحث عنها، وتتزوّد المأساة لوضوحها في حياته وتمثّلها في وجوده.. من روحه. فكلاهما (المأساة والروح) يتزوّد من الآخر، وقريبٌ من هذا المعنى ويناظره، ما قاله الرافعي في “وحي القلم”: (الكاتب يخبز عيشه على نار تأكل منه قدر ما يأكل من عيشه).

وليس أبلغ ممّا وصف به العالِمُ البحر الجليل “علي مصطفى مشرّفة” في كتابه “العلم والحياة”، مراحل سلوك المُبدِع الذي يقوم إبداعه على البحث عن الحقيقة: (مَن طلب الحقيقة أحبّ الحقّ، ومَن أحبّ الحقّ كان صادقًا، ومَن كان صادقًا كان شجاعًا، ومَن كان شجاعًا كان ذا مروءة، ومَن كان ذا مروءة كان كريمًا…).

هنا تتضح حقيقة ملازمة للإبداع، أنه لا إبداع بلا غاية، أيًا كان مجال هذا الإبداع (في العلوم والفنون والفكر والتطبيق)، وغاية الإبداع الجوهرية هي طلب حقيقة ما، التي ما إن تبدأ في الانكشاف حتى يهيم بها المُبدِع، ولا تنكشف الحقائق إلا بالصدق في طلبها والتعاطي معها، وهذا منشأ الصِدق الفنّي بالأساس، وهو المؤدّي إلى شجاعة المُبدِع وتحمّله لآلام الداخل وسخافات الخارج.. يؤكّد حسن سليمان في “حرية الفنان” على هذا المعنى بقوله: (المبدع الذي يطرق بمحض إرادته طريقا قاسيًا، غير معبّد، يجب أن يتوقّع حدّة المأساة في حياته.. يتوقع أن يُنبَذ محاصَرًا حتى الاختناق، لأنه شاهد إثبات على ضآلة وضع الإنسان في مجتمعه ووضاعته، وعلى سحق البعض لكل أصالةٍ بشرية). ثم هو من بعد شجاعته ذو مروءة يحافظ على طريقه لا يتخلّى عنه رغم كلّ شيء، ويواصل عطاءَه من روحه التي هي أغلى ما ينطوي عليه، بكل كرم، لا تلهيه تلك السخافات الصغيرة.

وهكذا، ينطلقُ المُبدعِ من مأساة جهله الأوّل بسِرّ الألم، نحو مأساة احتراق روحه بالكامل في أتون هذا الألم.. غادرَ مأساته الأولى، ويأمل ألا يتورّط سريعًا في الثانية..

قد تجد مبدِعًا خفيف الظِلّ، فلولا المأساة لما كانت الفكاهة.. وقد تجدُ مُبدِعًا لا يعرفُ الابتسامة، فقد أتت نارُ مأساته على روحه قبل أوان احتمالها.

تتضح حقيقة ملازمة للإبداع، أنه لا إبداع بلا غاية، أيًا كان مجال هذا الإبداع (في العلوم والفنون والفكر والتطبيق)، وغاية الإبداع الجوهرية هي طلب حقيقة ما

قد تجدُ مبدِعًا يفقد عقله يومًا من بعدِ يوم، فقط لأن لم يستطع التعرّف طوالَ الطريق على حقيقة مأساته وسِرّها..

وقد تجدُ مبدِعًا ينغمس في أنهار الحِكمة يومًا من بعد يوم، فقط لأنّ المأساةَ نارٌ تُنضِجُ الإنسان وتجعلُ لحياته جدوىً ومعنىً.

وقد تسمع عن شخصٍ قرّر أن يتوقّف قبل أن يحترق بالكامل، مثل يحيى حقي، الذي ينقل عنه تلميذه محمد جبريل أنه قال: (أنا الآن في الستّين من عمري.. صحّتي لم تعد تحتمل الكتابة الإبداعية). رغم أنه ظلّ يكتب المقال الصحفي بعدها لسنوات.

وقد تسمع عن شخصٍ احترقت روحه على مدار حياته أمام شبق مأساته، مثل أرنست همنجواي، الذي لم يعُد لديه ما يقدّمه قربانًا لمأساته، فقرّر أن يكفّ عن أي شيء، وأنهى حياته برصاصة.

وهكذا.. فمأساةٌ متطلّبةٌ أفضل من مأساة لا تطلّب فيها.