كيف هو طريق النجاح والترقي، من حال لحال أفضل، ومن ضعف لقوة، ومن هزيمة لنصر، ومن فشل لنجاح؟ كيف تجعل حياتك كلها درجات للترقي والنجاح والسعادة؟

كم من مرة حاولت فيها أن تبدأ رحلتك نحو التغيير، ثم ما تلبث أن ترجع القهقرى؟ ما هي آخر مرة تحمست فيها لفعل أمر إيجابي ما أو التوقف عن إحدى عاداتك السيئة وآفاتك المزمنة؟ وماذا كانت النتيجة؟

تعال معي أحدثك عن سر عظيم يقف خلف كل طاقة إنجاز وتغيير، لعلك تدرك سر إخفاقاتك السابقة، ولعلك تبدأ بداية أخرى ناجحة عما قريب.

آفتنا الكبرى نحن بني الإنسان هي الإلف والتعود والميل لعدم التغيير، والخوف من كل مجهول، بل معاداته، فالناس أعداء لما جهلوا، ولعل حكمة ربانية واحدة يشع نورها في القرآن وفي السنة وفي كل أوامر الله ونواهيه كفيلة بتغيير مجرى حياة الإنسان وتحويل ضعفه لقوة وخوفه لأمن وهزيمته لنجاح، بل إنها كفيلة لتحويل مصير شعوب زراعية محبة للاستقرار ومؤمنة بأن (اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش) إلى شعوب محبة للتطوير وطامحة إلى المجد، حيث الخروج عن راحتك، وترك ما ألفته وما تعودت عليه، والتغيير والتطوير المستمر .

ولكي أوضح لك المعنى فسوف أسوق لك جملة من الشواهد وبالمثال يتضح المقال:

الصلاة:

تقوم في الصباح الباكر قبل شروق الشمس فتصلي الفريضة قبل فوات وقتها، فتضطر لتغيير عوائدك في السهر لتستيقظ في هذا الوقت نشيطاً، ثم حينما تكون في قمة انشغالك خلال اليوم في عملك تقوم فتصلي الظهر وبعده العصر، ثم عندما تعود لبيتك تصلي المغرب في وقتها المحدود ثم العشاء قبل نومك.

فإن كنت ممن أكرمهم الله بعلو الهمة في العبادة، فإنك ما إن تذهب في نوم عميق حتى تستيقظ وتصلى ركعتين تتهجد بهما نافلة لك.

برنامج على مدار الساعة لمحاربة الكسل وقطع الشواغل واستعادة التوجيه الرباني لسفينة الحياة.

الزكاة:

موعد سنوي لقطع لشهوة النفس وراحتها في الركون للمال والثروة، فكلما ادخرت مالاً وأعجبك كثرته، تجد نداء الفريضة بإخراج حق الله فيه (ها أنتم أولاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء)، هل هذا هو كل ما هنالك؟ كلا.

فقد روى الترمذي وابن ماجة عن فاطمة بنت قيس قالت سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الزكاة فقال: «إن في المال لحقاً سوى الزكاة ثم تلا هذه الآية التي في البقرة ليس البر أن تولوا وجوهكم… الآية».

الصيام:

مع إلفك وتعودك على نعمة الطعام والشراب تمر الأيام ويأتيك رمضان لتخرج نفسك عن دائرة ما ألفته.
ينتهى شهر رمضان ولا ينتهي معه المجاهدات، فتصوم إن أحببت يوم عرفة وعاشوراء والثلاثة البيض والاثنين والخميس.

لم يكن كل ما سبق إلا تمهيداً لنفسية المسلم وتدريباً له على هجرة ما ألفه وتعوده من موطن وأهل وعشيرة:

فإن كنت تشعر بقلة الرزق في بلدك وضيق ذات اليد، فعليك الهجرة إن استطعت وترك ما تعودته ولك وعد من الله بسعة الرزق وكثرة الخير (ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً كثيراً وسعة)، ثم تجد في الآية التي تليها دعوة من الله لتنال شرف المحاولة (ومن يخرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله). ابدأ في التغيير وترك ما ألفته ولك من الله ضمان بالأجر هنا أو في الآخرة.

الهجرة وتغيير محل الإقامة وترك موطن السوء كان هو مفتاح النجاة والرحمة لهذا الذي قتل 99 نفساً ثم أكمل بالعابد المائة، لقد نصحه ذلك العالم بالخروج من بلده ليبدأ حياة جديدة في أرض بعيدة يغير فيها نفسه ويقيم بين الصالحين لعله ينال من رحمة الله لهم نصيباً.

إن الاستسلام والاستكانة والضعف وترك التغيير جريمة يعاقب صاحبها يوم القيامة لأنه لم يبدأ رحلة التغيير ولم يسعَ في اتجاه التطوير، اقرأ معي قوله سبحانه: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلاً فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفواً غفوراً) .

ورغم أن صلة الأرحام معدودة من أعظم القربات وأجل الطاعات إلا أنها عندما تكون سبباً يحول بينك وبين ما أمرك الله به، فإنها تتحول لحجاب كثيف من الإلف تشير إليه الآية الكريمة: (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين).

التغيير إذن سوف يبدأ بك لأن خيره سيعود إليك. لا تبحث عن شماعة كبيرة أو صغيرة. لا تستخدم ذكاءك لتبرير فشلك وإلحاق التهم بالآخرين (فالعاقل خصيم نفسه).

إن رفضنا للتغيير وعدم إدراكنا للخطر القادم نتيجة عدم السعي أو الحركة في الاتجاه الصحيح، هو ما يعبرون عنه بنظرية الضفدع المغلي، فهذا المصطلح يشيرون به إلى قصة شائعة تقول بأن الضفدع سوف يقفز فوراً عندما يوضع في إناء ماء حار ، بينما إذا وضِع في الماء وهو معتدل الحرارة ثم قمنا بتسخينه ببطء فإن الضفدع لن يقفز وسيبقى في الماء حتى بعدما يصير الماء حاراً جداً، لأنه لن يشعر بالخطر التدريجي الحاصل، وبذلك يموت عندما تبلغ درجة حرارة الماء قدراً مميتاً ولن يستطيع القفز من الماء المغلي لأن الوقت قد فات.

كانت شركة «كوداك» من كبرى الشركات في إنتاج الكاميرات الفوتوغرافية، وأفلامها، وظلت الشركة متربعة على عرش هذه الصناعة 133 عاماً، واستحوذت الشركة التي تم تأسيسها في نيويورك عام 1892 على يد «جورج إيستمان» على نسبة 90% من حجم السوق الأمريكي في مجال التصوير الفوتوغرافي ومعداته، وبعد تاريخ حافل من النجاحات أعلنت الشركة إفلاسها بشكل رسمي، وبالرغم من ذلك كان يمكنها تجنب هذا الخطر إذا انتبه القائمون على أمرها إلى حتمية التطوير والتغيير.

فقد كان ظهور الكاميرات الرقمية على نطاق ملحوظ منذ أواخر التسعينيات كفيلاً بالانتباه لضرورة الدخول والمنافسة في هذا المجال، ولكنها رفضت ذلك معتمدة على رصيد نجاحاتها الكبير، وأن المستهلكين لن يغيروا قناعاتهم ويتحولوا بكثافة نحو التصوير الرقمي، وفي القصة تفاصيل عجيبة:

  • رغم أن مختبرات شركة كوداك كانت شاهدة على ظهور أول كاميرا رقمية في العالم في عام 1975 على يد ستيف ساسون، فقد قرر مديرو الشركة عدم المضي قدماً في تطوير هذه الكاميرا البدائية (ذات لونين أبيض وأسود ولم تكن تزيد قوتها عن 0.01 من ميجا بيكسل) حتى لا يؤثر ذلك على مبيعاتهم وتصدرهم للسوق العالمية، وظناً منهم أن المستهلكين لن يقبلوا هذا اللون من الصور الرقمية.
  • في عام 1981 أعلنت شركة سوني عن أول كاميرا رقمية يتم إنتاجها بشكل تجاري تحت اسم Mavica، ولم يؤدِّ نجاحها المحدود إلا إلى مزيد من تمسك مديري كوداك بموقفهم الرافض للتغيير والتطوير (فلم تكن درجة حرارة الماء كافية لتنبيه الضفدع بالخطر القادم).
  • بدأت معاناة الشركة المالية، منذ أواخر التسعينيات، بسبب انخفاض نسبة المبيعات لمنتجاتها من أفلام التصوير، وكان ذلك بسبب ظهور الكاميرا الرقمية، فبدأت أسهم الشركة في الهبوط حتى إنه في عام 2004 لم تعد تظهر ضمن مؤشر داوجرنز المخصص لأكبر 30 شركة داخل الولايات المتحدة الأمريكية، وواصلت أسهم الشركة رحلة الهبوط حتى وصل ثمن السهم إلى دولار واحد.
  • ظل مديرو الشركة ينكرون واقعاً جديداً وهو ثورة التصوير الرقمي وكاميرات الهاتف الذكي، واستمرت محاولات الإنعاش بعد أن قدمت لها «سيتي جروب بنك» تسهيلاً ائتمانياً بلغت قيمته 950 مليون دولار من أجل إنقاذ الشركة من خطر الإفلاس، وقامت الشركة بإدماج تقنياتها في التصوير الفوتوغرافي في قطاعات جديدة مثل القطاع الطبي، ولكنها كانت جميعها محاولات في المسار الخطأ، وبعد أن أصبحت الشركة غير قادرة على المنافسة والابتكار الكافي لمنافسيها الجدد مثل كانون ونيكون، فلم يكن هناك مفر من إعلان الإفلاس عام 2012.

وما حدث لشركة كوداك قد يحدث لأفراد كثر ممن يرفضون تطوير أنفسهم ومسايرة سنة الله في كونه، فكثير ممن لم يتعلموا الأدوات الحديثة والتطبيقات المبتكرة في مجال تخصصهم وجدوا أنفسهم غير قادرين على المنافسة الوظيفية واضطروا في نهاية المطاف لتغيير مجال عملهم أو التقاعد المبكر .

وعلى نفس المنوال فإن كثيراً من مشاكلنا الصحية لا تتعاظم وتتفاقم إلا برفضنا تغيير نمط حياتنا وطريقة تناولنا للطعام وممارستنا للرياضة.

إذا فتح الله لك باب تغيير وتطوير فما عليك إلا أن تصلي لله ركعتي استخارة ثم البدء فوراً، لا تنتظر (جورو) الذي لن يأتي لك كما أنه لم يأتِ لمن انتظره من قبلك، فليس في ديننا مهدي (منتظر) نعلق على مجيئه مصائرنا ومستقبلنا، وتذكر دائماً أن التيسير علامة الإذن من الله سبحانه وتعالى.

ويحضرني قول عدي بن الرعلاء الغساني:

ليس من مات فاستراح بميْتٍ إنما الميْتُ ميِّتُ الأحياء… إنما الميْتُ من يعيش كئيبًا كاسفًا باله قليلَ الرجاء.

ومثله قول أبي العتاهية:

من الناس ميْت وهو حيٌّ بذكره وحيٌّ سليمٌ وهو بالناس ميِّتُ… فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُ ناشرٌ فمَيْتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُ يُنعَتُ.

لقد جرت سنة الله في الكون أنه من لا يتقدم يتقادم، ومن لا يتجدد يتبدد، وأن دوام الحال من المحال.
فالجسد المحبوس داخل المشيمة في رحم الأم يصل إليه الماء والغذاء من غير تعب ولا مجهود سوف يصرخ متألماً خائفاً عند لحظة الولادة والخروج من عالم المألوف إلى ذلك الفضاء الفسيح، فقد اقتضت نواميس الخلق أنه إن استمر داخل هذه المشيمة أكثر من مدة معينة (أطول فترة حمل مسجلة 381 يوماً) فسيموت ولا شك، ولن يكون هذا المكان مناسباً له في قابل الأيام، ويكون هذا الخروج المؤلم في ظاهره هو ميلاد جديد، ينطلق فيه الإنسان ليكسر المألوف ويغير من عاداته ليبدأ في دورات متتالية من النجاح والتوفيق من الله، أو يغلق على نفسه باب التغيير، فيعيش في رحم كبير لا يريد أن يخرج منه، فيموت قبل أن يموت، وتنطفئ شمعة روحه قبل أن تغادر جسده، ويعيش الإنسان في فقاعة كبيرة تزداد سماكتها حتى تتحول لسجن كبير يحبس المرء فيه روحه وجسده.

وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي أمامة الباهلي قال : ورَأَى سِكَّةً (الْحَدِيدَةُ الَّتِي تُحْرَثُ بِهَا الْأَرْضُ) وَشَيْئًا مِنْ آلَةِ الحَرْثِ، فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لاَ يَدْخُلُ هَذَا بَيْتَ قَوْمٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الذُّلَّ)، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ (إِلَّا أَدْخَلُوا عَلَى أَنْفُسَهُمْ ذُلًّا لَا يَخْرُجُ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ)، قال الإمام ابن حجر: (وَالْمُرَادُ بِذَلِكَ مَا يَلْزَمُهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْأَرْضِ الَّتِي تُطَالِبُهُمْ بِهَا الْوُلَاةُ، قَالَ بن التِّينِ هَذَا مِنْ إِخْبَارِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُغَيَّبَاتِ لِأَنَّ الْمُشَاهَدَ الْآنَ أَنَّ أَكْثَرَ الظُّلْمِ إِنَّمَا هُوَ عَلَى أَهْلِ الْحَرْثِ).

ولعل إخباره بذلك صلى الله عليه وسلم يدخل في باب بيان طبائع الشعوب التي تعتمد الزراعة مورداً أساسياً في الرزق، إنه صلى الله عليه وسلم يحدثنا عن حال أولئك الذين أحبوا الزراعة فألزموا أنفسهم الاستقرار وعدم التغيير بل ألزموا أنفسهم طاعة حكامهم مع كثرة ما يفرض عليهم من الضرائب والمكوس، ولذا فطبيعة الشعوب الزراعية عبر التاريخ هي الميل لعدم التغيير حرصاً على استمرار الأوضاع على ما هي عليه، فأي تغيير في النظم والقوانين سوف يخلق أوضاعاً جديدة قد تضر بزراعتهم وجني ثمارهم، فهو عليه الصلاة والسلام لا يذم الزراعة لذاتها فقد ورد عنه أنه قال: (ما من مسلم غرس غرساً فأكل منه إنسان أو دابة إلا كان له به صدقة)، ولكنه يخبرنا عن مآلات هذا الأمر، وأن تربط حياتك بعمل مستمر ثابت مستقر، تضطر معه لكثير من المواءمات والتنازلات ويكون الاضطرار وتداعياته ولوازمه هو المحرك الأول لحياتك حتى لا تخرج عن أرضك وملك.

إنه باختصار حالة أولئك الرافضين لحصول تغيير ما في حياتهم ظناً منهم أن النجاح هو تكرار ما أقوم به كل يوم، أو خوفاً من المجهول (اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفهوش)، وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلًّا لَا يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) ، وقد ذهب بعض شراح الحديث إلى حمل هذا الذم الوارد في الحديث للزراعة على أنه في زمان يتعين فيه الجهاد، والحقيقة أن الاشتغال بغير واجب الوقت مذموم على كل حال، زراعة كانت أو تجارة أو غير ذلك، ولكن الحديث هنا يصف حالة بعينها وهي اعتماد الشعوب في رزقها على مصدر واحد لا يعرفون غيره فيضيقون على أنفسهم أسباب الرزق ووسائله ويرضون بالزراعة التي لا تُحدِث غالباً نقلة واضحة في حياة الأفراد والمجتمعات، بل لعلها في أحسن الأحوال تدفع عنهم الفقر وتمنعهم من الغنى، وذلك حينما يتوافر الماء الكافي للزراعة وحينما لا يصاب الزرع بآفة، وحينما يكون مالك الأرض أو حاكمها رحيماً برعيته يمنحهم ما يقيم أودهم من عرق جبينهم.

وهكذا تصبح الزراعة وما تتطلبه من الاستقرار الدائم والثبات وعدم التغيير، أساساً لطبائع الشعوب المعتمدة عليها، فتراهم لا يحبون التغيير ولا مغادرة الأوطان، وتراهم يحملون ميراثاً متراكماً من الظلم والاضطهاد دون رغبة في تغييره، وقد نشأت تبعاً لذلك أمثلة شعبية كثيرة تنطق بما يجول في أصحاب هذه النفسيات وتعبر بشكل صادق عن رفض الشعوب الزراعية للتغيير والتجديد ومحبتهم للراحة والبعد عن المشاكل.

وقد جمع أحمد تيمور باشا في 1930 في كتابه «الأمثال العامية» مجموعة من الأمثال العجيبة الدالة على ذلك:

اللي يتزوج أمي أقوله يا عمي.
تروح فين الشمس من على قفا الفلاح.
الجبان ربى عياله.
ابن الهبله يعيش أكتر.
اتمسكن لحد ما تتمكن.
امشي سنة ولا تخطي قنة (أي قناة).
ضرب الحاكم شرف.
ارقص للقرد في دولته.
إن دخلت بلد تعبد عجل، حش واطعمه.