هناك طريقتان يمكننا الاعتماد عليهما لنخبر الآخرين حول كتابٍ قرأناه، واحدة منهما باستخدام التلخيص، والأخرى باستخدام المراجعات الأدبية.

بصفتك قارئًا يؤمن بأهمية الكتاب، سوف تحتاج إلى كليهما، أو على الأقل ستعمل على استخدام واحدة من الطريقتين. لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن كيفية إعداد ملخص للكتاب، وكيفية عمل مراجعة أدبية له.


طريقة كتابة الملخص

كتابة الملخص تحديدًا تعتمد على بعض الخطوات المتعاقبة، والتي يجب أن تلتزم بها أثناء كتابة الملخص، لأن قراءة الملخص أو الاستماع إليه يعتمد على الترابط بين هذه الخطوات، فأنت لن تستفيد شيئًا إذا عرفت النهاية قبل المقدمة، بل إن ذلك قد يضيّع متعة الكتاب بالنسبة لك.

الخطوة الأولى: ضع المعلومات عن الكتاب وكاتبه، مثل تاريخ الكتابة، الأسباب التي دفعت الكاتب لكتابته إن وجدت.

الخطوة الثانية: ضع جملة أو اثنتين لوصف الكتاب، كأن تذكر شيئًا يخص الشخصية الرئيسية في الكتاب.

الخطوة الثالثة: تحدث عن الكتاب من خلال تقسيمه إلى أجزاء.

الخطوة الرابعة: اهتم بالمقدمة والخاتمة في حالة الروايات، والمقدمة هنا سوف تأتي بعد الخطوة الثانية، أما الخاتمة فيمكنك أن تذكر ما حدث في نهاية الرواية بشكل شيّق، يوضح مصير الشخصية الرئيسية. وفي بعض الأحيان نحاول أن نبقي على عدم ذكر النهاية، بحيث يتاح لقارئ الملخص أن يقرأ العمل فيما بعد ويستمتع به، دون أن نحرق له الرواية ونهايتها، بل يكون الملخص بمثابة جذب له لكي يقرأ العمل.

الخطوة الخامسة: اذكر المصادر التي اعتمد عليها الكاتب في العمل، إن وجدت.


أخطاء يجب تجنبها في كتابة الملخص

على الرغم من البساطة التي تبدو عليها كتابة الملخص، لكن هناك بعض الأخطاء الشائعة التي نقع فيها أحيانًا، من بينها ما سوف نذكره في النقاط التالية.

عدم التزام الحياد في كتابة الملخص

من الطبيعي أن يكون لنا آراء شخصية في الكتب، لكن هذا يجب ألا يظهر في الملخص، لأنها وسيلة تستخدم لعرض فكرة الكتاب دون أي تدخل منّا، وبالتالي نحتاج إلى الحياد دائمًا.

هذا لا يعني مصادرة حق القارئ في إبداء رأيه في العمل، فهذا حق مكفول له بالتأكيد، لكنه يحدث في المراجعات الأدبية لا في الملخص.

عرض وجهة النظر الشخصية

هذا الخطأ شبيه بالخطأ الأول. فنحن عندما ننقل أفكار الكاتب، من المحتمل أن نتطرق لذكر وجهة نظرنا الشخصية في الأفكار، ولكن القارئ قد لا يتمكن من التفرقة بينهما، فيحدث الخلط بين أفكار الكاتب وأفكارنا الشخصية في الملخص. بل إنه قد يتعامل لاحقًا على أنهما للكاتب وحده، وهذا شيء لا نرغب في حدوثه على الإطلاق.

التعديل على المعلومات

قد يحدث أحيانًا أثناء القراءة أن نجد بعض المعلومات التي نعتقد أنها خاطئة، وأحيانًا في الملخص ينقل البعض المعلومات، لكن بذكر الصحيح الذي يعتقده. قد يبدو هذا الشيء جيدًا في الظاهر، لكنه قد يسبب بعض المشكلات لدى القارئ. فربما الكاتب يقصد ذكر هذه المعلومات، ويرغب في أن تصل إلى القارئ كما هي. لا سيما إن كان الكاتب يذكر مصادره في نهاية العمل.

كما أن القارئ قد يأخذ منك المعلومات المعدلة ويقول إن مصدرها هو الكتاب، وهو ما يعرضه للخطأ.

والصواب هو أن نذكر المعلومات الواردة في الكتاب كما هي، مع ذكر المصادر إن وجدت كما ذكرنا، ونوضح في النهاية أننا نظن أن هذه المعلومات خاطئة، وأن المعلومات الصحيحة هي التالية، ونضع مصادرنا بعد ذلك.

بهذه الطريقة سيتاح للقارئ البحث وراء هذه المعلومات، ومعرفة من منكما على صواب.


ملخص رواية «شفرة دافنشي»

هي الرواية الرابعة للكاتب دان براون بعد «الحصن الرقمي»، «ملائكة وشياطين»، «حقيقة الخديعة»، والتي صدرت في عام 2003، صنفت هذه الراوية على رأس قائمة الروايات الأكثر مبيعًا في قائمة صحيفة نيويورك تايمز، وتم ترجمتها إلى 50 لغة مختلفة.

هذا يعطيك انطباعًا عن مدى التشويق الذي تعيشه في هذه الرواية، والتي تبدأ أحداثها عندما يُستدعى العالم «روبرت لانغدون» إلى متحف اللوفر بعد مقتل «جاك سونيير»، والذي ترك قبل موته شفرة سرية بدمائه لروبرت لانغدون وحفيدته «صوفي نوفو» خبيرة فك الشفرات.

ويظن رجال الشرطة من هذه الرسالة أن روبرت لانغدون هو قاتل جاك سونيير، فيجد لانغدون نفسه في موضع الاتهام في جريمة القتل، وتبدأ رحلة الهرب مع صوفي ليكتشف لانغدون ألغازًا تدل على وجود منظمة سرية مقدسة، امتد عمرها إلى مئات السنين، وكان من أعضائها البارزين العالم مكتشف الجاذبية إسحاق نيوتن والعالم الرسام ليوناردو دافينشي.

ويتتابع حدوث سلسلة من الألغاز الشيقة والمثيرة في الرحلة، والتي تستدعي مراجعة التاريخ لفك ألغازه، وسط مطاردة شرسة من أعضاء منظمة كاثوليكية تسعى للحصول على السر.

كيف سيهرب لانغدون من مطاردة الشرطة له؟ ولماذا ترك له جاك سونيير رسالته الأخيرة قبل الموت – دون غيره – بجانب صوفي؟ ولماذا اختار أن يضع هذا اللغز بدلًا من الكشف عن قاتله؟ ماذا سيفعل الثنائي في مواجهة مطاردة المنظمة الكاثوليكية التي تسعى إلى الحصول على السر؟

جميعها تبدو أسئلة بلا إجابات بالنسبة لك، لكن إن قرأت الرواية فستبدأ في الفهم، فقط حاول أن تستوعب الأحداث جيدًا.


المراجعات الأدبية

من الأشياء المهمة بالنسبة لنا أثناء قراءة الكتب، والتي تعكس شعورنا ناحية الكتاب الذي قرأناه، كتابة مراجعة أدبية له، تنقل كل ما في داخلنا للآخرين.

بالتأكيد هناك أسباب تدفعنا إلى كتابة هذه المراجعات، وكيفية معينة نعتمد عليها في الكتابة.

سيرافقني هذه المرة في الكتابة الأستاذ إبراهيم عادل، وهو من المهتمين بالأدب والكتابة عنه في العديد من المواقع العربية، ومن أفضل الأشخاص في كتابة المراجعات الأدبية في الوقت الحالي بالنسبة لي، لذلك طلبت مشاركته معي في المقال للحديث عن المراجعات الأدبية في الفقرة التالية.


لماذا وكيف نكتب المراجعات الأدبية للكتب؟

مبدئيًا لا نصيحة في الكتابة، كما في الحب، لكنها التجربة.

أعتقد أننا نكتب في البداية مأخوذين بأحد شعورين، إما المحبّة المفرطة أو الكراهية الشديدة، وهو لعمري من عجائب الكتابة وغرائبها، أن يتساوى فيها هذان الشعوران المتناقضان، فإما أن تحب عملًا بدرجة كبيرة، فتحب أن تكتب عنه، كنوعٍ من رد الجميل للكتابة نفسها والمتعة التي شعرت بها والكاتب الذي أوصلك لهذه الحالة، وأنت في سبيل ذلك تسعى إلى تفكيك العمل للوصول إلى جمالياته، أيًا كان ما ستتحدث عنه كتابًا نظريًا أو عملًا أدبيًا أو تاريخيًا أو اجتماعيًا.

يُفترض أن تعرض تلك الجوانب الجمالية التي جذبت انتباهك بشكلٍ أكثر، في الأعمال الأدبية يُنصح ألا تحكي أو تحرق أحداث العمل قصة أو رواية أو مسرحية، ولكن تتحدث عن وصف الشخصيات، قدرة التصوير، الاستخدام اللغوي، الانتقال بين الزمان والمكان، تقنيات الكتابة، وغير ذلك من آليات يستخدمها الكاتب وينجح في توصيلها إلى القارئ أو يخفق!

في الكراهية كذلك، تكون مدفوعًا لبيان أسباب كراهيتك، وغيظك الشديد من طريقة الكتابة وسطحية الأفكار مثلًا، أو لا منطقية الأحداث، وغير ذلك من أمور وعوامل مؤثرة في تلقيك للعمل، وفي الحالتين تود أن تعرض وجهة نظرك، فتلجأ إلى تفكيك العمل مرة أخرى لبيان مواطن الخطأ فيه، أو ما تراه أنت لم يحالف كاتبه الصواب فيه.

في الأعمال الأدبية نلجأ إلى ذائقتنا الخاصة، ويجب أن نعلم – يقينًا – أنه لا مكان هنا لصواب أو خطأ، فواردٌ جدًا أن ما أعجبك لا يعجب غيرك، وما رأيت فيه عملًا أدبيًا فاتنًا يراه الآخرون عملًا رديئًا، القراءة وتعدد الآراء تعلمك فقه الاختلاف الذي نفتقده كثيرًا، ذلك الذي يرقى بالوعي والمعرفة، ويسهم بشكل كبير في بناء المجتمعات الصحية التي تتقبّل المختلف وتحترمه.

لا تتوقف عن الكتابة أبدًا، خاصة إذا كان العمل يعجبك، حاول أن تستعيد قراءته لتستكشف جمالياته، عوّد نفسك على تحديد الأجزاء والمقاطع المؤثرة التي تشرح فكرة ما أو تعكس شيئًا من روح العمل بوضوح، ستجد ذلك كثيرًا، افترض أسئلة على النص بعد الانتهاء من قراءته، ماذا يريد؟ وماذا فعل؟ ولماذا؟ هل نجح في توصيل رسالته؟ ماذا يمكن أن تكون تلك الرسالة؟ هل فعل ذلك بسطحية ومباشرة، أم جاءت بشفافية وذكاء؟

حدّث أصدقاءك عن العمل، واقرأ ما كتبه الآخرون، كل ذلك مفيد ومثمر، شيئًا فشيئًا يتكوّن أصدقاء للقراءة، مرشدين حينًا وأدلاء على الخير، تنفعهم وتنتفع بهم، لا تتعالى على أحد ولا تفرض رأيك أو تسفه من آراء الآخرين، حاول أن تتسامح قدر المستطاع مع وجهات النظر المختلفة المتباينة، حتى لو نظروا إلى «الفسيخ» فرأوا فيه «عسلًا سائغًا للشاربين».

لا تنس في البداية أنه لا نصيحة في الكتابة، لكنها التجربة.


تدريب المقال

فكرة التدريب: هو نشاط أو مجموعة من الأنشطة التي يؤديها الشخص عندما ينتهي من قراءة المقال، وهي مبنية على رغبة الشخص في التعلم، لذلك فإنه يؤدي النشاط بمفرده في المنزل ليتأكد من فهم المقال بالشكل الصحيح.

1- فكّر في رواية أو كتاب أعجبك، ثم قم بإعداد ملخص ومراجعة أدبية له.

2- فكّر في رواية أو كتاب لم يعجبك، ثم قم بإعداد ملخص ومراجعة أدبية له.

3- قارن بين النتائج التي حصلت عليها من 1، 2.

4- طبّق كتابة التلخيص والمراجعة الأدبية على كتاب مرة، وعلى رواية مرة أخرى، ولاحظ الفرق بينهما.


قائمة المقال

قائمة هذا المقال مخصصة لترشيح الأعمال الحاصلة على جائزة البوكر، وهي واحدة من أهم الجوائز الأدبية على مستوى الوطن العربي.

1- عام 2008: الكاتب المصري بهاء طاهر، عن رواية واحة الغروب.

2- عام 2009: الكاتب المصري يوسف زيدان، عن رواية عزازيل.

3- عام 2010: الكاتب السعودي عبده خال، عن رواية ترمي بشرر.

4- عام 2011: مناصفة بين الكاتبة السعودية رجاء عالم، عن رواية طوق الحمام؛ والكاتب المغربي محمد الأشعري، عن رواية القوس والفراشة.

5- عام 2012: الكاتب اللبناني ربيع جابر، عن رواية دروز بلغراد.

6- عام 2013: الكاتب الكويتي سعود السنعوسي، عن رواية ساق البامبو.

7- عام 2014: الكاتب العراقي أحمد سعداوي، عن رواية فرنكشتاين في بغداد.

8- عام 2015: الكاتب التونسي شكري المبخوت، عن رواية الطلياني.

9- عام 2016: الكاتب الفلسطيني ربعي المدهون، عن رواية مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنخبة.

10- عام 2017: الكاتب السعودي محمد حسن علوان، عن رواية موت صغير.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلة القراءة، وأشكر أستاذ إبراهيم لمشاركتي في هذا المقال. أتمنى أن تكونوا قد استمتعتم بالرحلة، وألقاكم على خير إن شاء الله.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.