«لو كان للسخرية مخلب، لاجترحتْ من حلم الشقي.. معنى»..

شهوة الأغنيات،

هزة على خصر الزمن،

قسوة أب صارم،

على جبين الوطن..

الكلمات تبقى،

بينما ترحل المدن،

في الأماسي الضيقة..

كثغرة باب موصد،

تنبلج شمس الحكاية،

تنبلج الحكاية،

في فاصل بين غواية الحلم،

وطُعم الكناية..

المفردات تجرح المعنى،

الكلمات تبقى،

بينما ترحل المدن،

في رسائل العشاق،

على ظهر السفن..

بين الثنائيات، تقوم عركة،

يهمس ضد في أذن ضده:

الضحايا كثر..

لو كنتُ أنا،

لما كنا هنا،

ولا وُلد الشعر،

لو كنتُ ضدي،

لفتحت قلبي،

باحثًا عن الله..

حيث يوجد الله،

يوجد القبر..

يصرخ الضد في أذنه،

يغرز إصبعًا في عينه،

ويصرخ أكثر:

«يا طائر الفينيق،

يا سيد الأحجيات،

لم تكن الأمنيات،

ثديًا حليبيًّا وفرشًا..

يا طائر الخيال،

يا سيد الكلمات،

لا قدرة للظلال،

أن تبني من الشعر عرشًا..»

يموت أوديب بغمه،

تنتهي الأسطورة..

ينبش عاشق قبر أمه،

في قلب امرأة مقهورة..

«لكِ أذنان صغيرتان،

لكِ أذناي،

ضعي ها هنا كلمات موزونة»*

قلبي حويصلة للأشعار،

وظلي يجثو عند عتباتي،

أهرب منه، يهرب مني الندى،

أكسر الصدى..

على ماء انعكاساتي،

ترتسم الحياة..

وترتسم «آريان»،

في المدى،

سيدة الأغنيات،

تغزل لحن الأمسيات،

الحزينة..

آريان سيدة الارتعاشات،

الدفينة..

على قمة الجبل،

دوحة وارفة،

تغرز جذعها في الريح..

وتُهدي حضنها،

لذراعين..

على خصرها،

شامة تداعب كفًّا جريحًا..

والخريف عينان،

ترقبان آريان،

تحضن شبحًا شاحبًا،

وغِربان..

وترقبان آريان،

أفقًا فسيحًا،

على ضوء اختلاجات،

يربي نسرًا كسيحًا،

وأفعوانًا،

يعشق ذاته،

في ذات أخرى،

في ثورة أخرى،

في قلب طريح،

يحبّك أريان!

في الأسطورة،

الوقت يكفي،

كي تنجب الملاحم،

طفلة مسحورة،

تطالع السماء،

والهواء من حولها،

يرسم في قاع الفضاء،

إناء الزمان،

جرة مكسورة..

يتزوج البطلان،

ديونيزيوس وآريان،

ويموت نيتشه،

كما الله،

في نهاية الأسطورة..

الغد يعد بفحولة عظمى:

«في الغد سنعود جيرانًا،

طيبين جدًّا،

حميمين جدًّا،

للأشياء المثيرة والساخنة..»

نحن معشر الكلاب اللاهثين،

وراء سيدة الأضواء الحائرة..

الأنثى تجربة،

من سادية آغوست كونت،

إلى الحتمية الثائرة..

الأنثى تجربة،

مطلق الواقع يفتل حبله،

من جديلة آمال متغيرة..

«أنا بحاجة شاعر أصيل،

فهؤلاء الشعراء لا يوجدون،

وإن وُجدوا فهم سيئون..»**

أي طريق أقرب،

إلى قمة الحكمة العالية؟

الهاوية!

الشمس ترحل في كل مساء،

إلى هاديس مدينة الموتى،

والأبرياء..

أجساد شاحبة لشعراء،

مروا من هنا،

أشقياء أو أتقياء،

تعساء جدًّا،

رحلوا في المساء،

رحلة أخيرة واهية..

أي طريق أقرب يا هيراكليس،

يا بطل الحقيقة الفانية؟

نحن خلقنا الشعر،

وإنا له لحافظون..

والشعراء، عادة،

يتبعهم المجندون،

في جيش المجاز..

النص كاذب دائمًا،

لا النار تحرق لسانها،

ولا العشاق يموتون،

بالحمى أو بالجنون..

لغة لا نهائية..

الأسطورة تخلق ذاتها،

وتغرق ذاتها،

في بحر يرتق شتاته..

وقصيدة تلقط فتاتها،

تطالع فتى بحره..

والقصيدة ذاتها،

ساخرة عارية،

تقضّ المعنى،

من صخر الأحجيات،

بمخلب الشعر والكلمات..

تبقى الكلمات،

وترسو المدن،

على شاطئ القصيدة،

والحزن..


* مقتبس من «نيتشه إلى لو سالومي».** مقتبس من «الضفادع» لأرسطوفان.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.