في قرية الهوائية بمحافظة الإسماعيلية، وفي الأول من يناير/كانون الثاني عام 1998،وُلدت إحدى أهم مواهب مصر في الألعاب الفردية في الفترة الأخيرة؛ وبطلة أولمبية لا تخطئ طريق منصات التتويج، حيث تسيطر على الذهب في فئات الشباب، وتناطح الكبار في بطولات العالم المختلفة.

إنها البطلة صغيرة السن كبيرة الأرقام، سارة سمير. صاحبة برونزية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، وفضية بطولة العالم الأخيرة في تركمانستان 2018، ولقب أفضل رباعة في بطولة أفريقيا الأخيرة، وغيرها من الإنجازات التي جعلت سارة سمير، بطلة يُشار إليها بالبنان في كل المحافل الدولية لرفع الأثقال، ومع ذلك ما زالت البطلة المصرية لا تجد الاهتمام الذي يليق بها في الإعلام المصري.

تواصل «إضاءات» مع البطلة الأولمبية، وطرح عليها بعض الأسئلة حول بدايتها مع اللعبة، وعدم الاهتمام الإعلامي، وأمور الرعاية، وأحلامها قبل أولمبياد طوكيو 2020.


سارة سمير ورفع الأثقال، كيف بدأت القصة؟

بدايتي كانت من المدرسة العسكرية في الإسماعيلية، حيث كنت أرى أخي محمد يمارس اللعبة هناك، وهذا شجعني كثيرًا على بدء ممارستي اللعبة، ومن هنا بدأت قصتي مع رفع الأثقال.

ما اللحظة التي كادت تعصف بمشوار سارة سمير مع رفع الأثقال؟

من حسن حظي لم تأت هذه اللحظة حتى الآن، وإن شاء الله، لن تأتي في المستقبل.

حدثينا عن مشكلتك مع الثانوية العامة؟

في عام 2016، كنت في الصف الثالث من المرحلة الثانوية، وفي نفس الوقت أستعد للمشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو بالبرازيل، فقمت قبل السفر بتقديم طلب بتأجيل الامتحانات أسوة بأحد منتخبات كرة القدم من قبل، ولكني فوجئت برفض الطلب بعد وصولي البرازيل.

بعد حصولي على الميدالية البرونزية، أخبروني بأنهم يمكن أن يحدث لي استثناء، وتضاربت التصريحات ما بين إمكانية أن أمتحن بمفردي، أو يتم إرسال الامتحانات إلي، ولكن في النهاية لم أستطع أن أدخل الامتحانات في ذلك العام، وانتظرت عامًا آخر من أجل اجتياز المرحلة الثانوية في 2017.

من وجهة نظرك لماذا يتجنب الإعلام سارة سمير؟

أعتقد لأننا مقارنة بكرة القدم ليس لدينا عدد كبير من الجماهير المتابعة، وإن كانت في الفترة الأخيرة بدأت الكثير من الجماهير تتابعني بشكل خاص، ورفع الأثقال بشكل عام وهذا أعطاني شعورًا خاصًا بالسعادة.

هل ترى سارة سمير أن الإعلام مقصر في حقها، أو بالمعنى الآخر، هل ترى أنها أسطورة بعيدة عن أضواء الإعلام؟

بالطبع، ولكن ليس في حق سارة سمير وحدها بل في حق كل الألعاب الفردية، والكثير من الألعاب الجماعية باستثناء كرة القدم.

هل تعتقدين أنكِ لو كنتِ لاعبة في أحد أندية العاصمة الكبرى مثل: الشمس أو الصيد، لاختلف موقف الإعلام من سارة سمير؟

حقيقة لا أعلم، ولكن يوجد منتخبات أولمبية تسافر معنا في بعثاتنا في البطولات الأولمبية في لعبة مثل: كرة اليد، ولاعبوها يلعبون في أندية الأهلي، والزمالك، والشمس، ويعانون من نفس الإهمال الإعلامي. أعتقد أن الأمر ليس متعلقًا بالنادي أو المحافظة، بقدر تعلقه بالألعاب الرياضية غير كرة القدم.

هل تتقاضين أجرًا مقابل الظهور في الإعلام على غرار محمد إيهاب؟

لا، لا أطلب مقابلًا ماديًا عند ظهوري في الإعلام، ولكن إحدى القنوات، مؤخرًا، قامت بإعطائي مبلغًا من المال نظير تواجدي معها، ولكن بشكل عام لا أشترط أي طلبات مادية.

هل تواجد محمد إيهاب في منتخب رفع الأثقال المصري، يؤثر سلبًا على تسليط الأضواء على سارة سمير؟

لا، لاتوجد علاقة. كل منا يلعب في فئة مختلفة ولكل منا إنجازاته، وبالتالي: «كل واحد في حاله».

من وجهة نظرك ما الدور الذي يتوجب على الإعلام لعبه تجاه سارة سمير؟

في رأيي أهم ما يمكن أن يقدمه الإعلام لنا، هو إذاعة البطولات المختلفة، وتوفير وسيلة مشاهدة للجماهير. بطبيعة الحال الناس لديها الشغف لمتابعتنا، نشعر بهذا من خلال السوشيال ميديا مثلًا، عندما أصرح بأني سأشارك في أي بطولة، وأكتب موعد مباراتي، أجد تفاعلًا كبيرًا من الناس، فنحن بحاجة لتغطية بطولاتنا، وهذا سينعكس بالطبع على جماهيرية اللعبة، وبالتالي في عقود الرعاية، والدعم من الهيئات المختلفة.

كيف تقيمين تجربتك مع شركة «روابط» حتى الآن، وهل ترين أنها كافية من أجل الوصول للذهب في طوكيو؟

مؤكد أني بحاجة إلى شكل أكبر من الرعاية، ولكن شركة روابط تقدم كل ما عليها وأكثر.

إذا أردنا إنتاج سارة سمير جديدة، فماذا علينا أن نفعل؟

الأمر كله يكمن في الاهتمام، في بدايتي مع اللعبة تطور المستوى السريع لدي ساعدني كثيرًا في تخطي عقبات الاهتمام والدعم، بينما حاليًا الكثير من اللاعبات تحتجن للتدريبات، والخطط، والمعسكرات، والاهتمام على كافة المستويات، ويوجد العديد من الأسماء المبشرة على الساحة حاليًا، إذا توفر لهم الدعم اللازم، سنتحول من بطلة أو اثنين يمثلان مصر في بطولات العالم، ويحققان ميداليات، إلى فريق كامل يحصد الميداليات في كل البطولات الدولية.

أخيرًا، بماذا تحلم سارة سمير خلال الفترة المقبلة؟

أحلم بميدالية في أولمبياد طوكيو، وأراها قريبة بمشيئة الله ودعوات المصريين.

شكرًا سارة سمير على حوارك مع موقع «إضاءات».

الشكر لكم، أتمنى لكم كل التوفيق.