منذ اللحظة الأولى التي استحوذت فيها مجموعة أبو ظبي المتحدة على نادي مانشستر سيتي وضع المالكون نصب أعينهم كيفية وضع الفريق على الساحة المحلية والقارية والذهاب به بعيداً في المنافسات والصعود على منصات البطولات ولكن حتى يكتمل المشروع فكل هذا لم يكن ليحدث إلا من خلال جلب أفضل العقول التدريبية وأفضل اللاعبين في كل المراكز وبالرغم من الزخم الذي تشهده قائمة الفريق في كل موسم من وقتها ، إلا أنه يوجد لاعب واحد فقط ظل محتفظاً بمكانته وتمكن من اعتلاء عرش الفريق فمنذ أن ارتدى قميصه واتضح أنه من سيكون عليه الرهان في السنوات القادمة من أجل النهضة الجديدة التي تأملها المجموعة ولذلك أصبح «سيرجيو اجويرو» الفارس الأول للجزء السماوي من مدينة مانشستر .


جناحا السيتي

سيرجيو مهم جدًا، بدونه لا يمكننا أن نحقق أهدافنا.
جوارديولا، متحدثًا عن أجويرو بعد الفوز على برشلونة

منذ بداية الطفرة أو الحقبة التاريخية الحالية التي يعيشها فريق السيتزينز منذ سنوات قليلة وبعد الانتدابات الضخمة التي أحدثوها في سوق الانتقالات وبدأت تتغير ملامح هذا النادي كلياً وتحديداً عقب انضمام كلاً من الأرجنتيني سيرجيو أجويرو والإيفواري يايا تورية إلى صفوف الفريق واتضح منذ البداية أنهما سيكونان هما الجناحان اللذان سيحملان الفريق في مشوار البطولات رفقة بعض النجوم الأخرى ولكن بأدوارٍ أقل أمثال «القائد فينسنت كومباني والحارس جو هارت والإسباني ديفيد سيلفا» ولكن مع مرور الوقت وتعاقب المدربين واحتدام المنافسة في المسابقات المختلفة تبين بأن هذين اللاعبين هما حجرا الأساس لهذا الفريق وبهما يتأثر مستواه في حال غيابهما مهما كانت الأسماء التي ضمن صفوفه.

فالأول منذ قدومه هو الذي يتحمل كافة ما يتعلق بالخط الأمامي لفريقه أمام مرمى المنافسين سواء كان بمفرده أو بمجاورة مهاجمين آخرين فيبقى هو مصدر الخطورة الأهم، أما الثاني فإنه لا يكتفي فقط بالسيطرة المطلقة على منطقة وسط الملعب بل يتكفل بمد خط الهجوم بالتمريرات الحاسمة ثم يعود لمعاونة خط دفاعه لصد الهجمات المعاكسة فهو بلا جدال من أفضل اللاعبين في مركزه.

ولكن ومع هبوط مستواه في الموسم الماضي ثم نشوب مشكلة متوقعة – مع بداية الموسم الحالي- بينه وبين المدرب بيب جوارديولا مع وجود بعض الترسبات القديمة بينهما كل ذلك أدى إلى ابتعاده عن المشاركة مع الفريق منذ بداية الموسم وبالتالي فقد ظهر جلياً أن السيتي فقد أحد جناحيه وحتى هذه اللحظة لم يجد من يعوضه بالشكل الأمثل .

ولكن بالرغم من كل ذلك يبدو وأن السيتي محظوظاً لأنه يملك بين صفوفه لاعباً بقيمة «الكون أجويرو» والذي أظهر أن فريقه مازال يستطيع الطيران ولو بجناح وحيد.


برغم الإصابات

أعتقد أن كل الفرق الكبيرة تحتاج لاعبين كبار ، وسيرجيو لاعب كبير فهو مهم جداً لنا.
مانويل بيليجريني

إن المكانة التي يحتلها سيرجيو بين مهاجمي العالم ليست بالقليلة ولكن ماذا لو ابتعدت عنه الإصابات الكثيرة التي تلاحقه بين حين وآخر، فالأرجنتيني منذ رحليه عن أتليتكو مدريد وقدومه إلى إنجلترا وهو لم يستطع المشاركة في جميع مباريات الدوري كاملة في أي من المواسم الخمسة السابقة وكان أقصى عدد مباريات شارك فيه هو 34 مباراة خلال موسمه 2012/2011.

لكن وحتى مع كل هذه الغيابات فإنه لا ينفك عن أن يكون منافساً شرساً على لقب هداف الدوري في كل موسم وأمام مهاجمين كبار كروبن فان بيرسي ولويس سواريز ودييجو كوستا وهاري كين واستطاع أن يتوج تلك المنافسة بالحصول على لقب هداف الدوري في موسم 2014/2015 برصيد 26 هدف .

كما أنه في نفس الموسم استطاع أن يصبح الهداف التاريخي للنادي في البريميرليج «بمسامه الحديث» عندما وصل لـ 61 هدفاً خلال أربعة مواسم.


المهاجم الأول دائمًا

بالرغم من أن أجويرو لا يتم تسليط الضوء عليه بشكل كافٍ مقارنة بغيره من النجوم ، إلا أن جودة الأرجنتيني أثبتت قيمتها حينما تجد أن قائمة الفريق دائماً تحتوي على أسماء في خط الهجوم ليست بالقليلة فقد تعاقب على مشاركته في هذا المركز لاعبين أمثال «كارلوس تيفيز وإيدين دزيكو وألفارو نيجريدو وماريو بالوتيلي» ومازال يتوافد عليه مهاجمين جدد ولكن مع هذا كله يبقى القناص الأرجنتيني دائماً وأبداً هو الخيار الأول لكل من أشرف على تدريب الفريق ولما لا وأهدافه وأرقامه كفيلة بأن تثبت لهم ذلك .

وبالنظر إلى أرقام المهاجمين في قائمة السيتي نجد أن أجويرو يبتعد عنهم بفارق شاسع بل وفي بعض الأحيان تكون مشاركته في عدد مباريات أقل منهم وأيضاً تجده متفوق عليهم بعدد أهدافه.

مقارنة بين عدد المشاركات والأهداف بين أجويرو والمهاجمين الآخرين (المصدر: whoscored)


لحظة تنصيبه ملكًا

لم يكن يتخيل أجويرو أنه سيتمكن من رفع لقب البريميرليج في أول مواسمه بإنجلترا فتستحق تلك اللحظة أن تكون هي الأهم في مسيرته الكروية بل وفي مسيرة السيتي وذلك عندما ساعده ليكتب تاريخاً جديداً بالحصول على اللقب لأول مرة منذ 44 عاماً

فبعد منافسة شرسة مع الجار مانشستر يونايتد نأتي للأسبوع الأخير من موسم 2011/2012 وفريق السيتي يستضيف كيو بي آر رينجرز على ملعب الاتحاد وفي الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع والنتيجة تشير إلى التعادل 2-2 يتبادل أجويرو الكرة مع بالوتيلي ثم يستلمها داخل منطقة الجزاء ويمر من المدافع ويسددها في المرمى متوجاً السيتي بطلاً للموسم ليخلد هذا الهدف أجويرو كبطل أسطوري في عيون جماهير الفريق إلى الأبد .

هدف التتويج التاريخي

الفرحة الجنونية وردود أفعال جماهير السيتي على الهدف

أجويرو
https://www.youtube.com/watch?v=81bv_gF4j5k