محتوى مترجم
المصدر
Psych Central
التاريخ
2021/11/2
الكاتب
كاتي ستيلز

هل سبق لك أن بكيت خلال مشاهدة فيلم؟ أو بدأت تفيض دموعك أثناء مشاهدة شخص محبوب لديك يحصل على تقدير لجهوده؟

في حين تُوفِّر الدموع فوائد صحية للعين، مثل الحفاظ على الترطيب وتوفير الحماية ضد المُهيِّجات، فإنها أيضاً تشير إلى الحاجة إلى الدعم الاجتماعي والعاطفي.

نربط البكاء بالتوتر العاطفي والجسدي، إلا أن الدموع تلعب دوراً أساسياً في كيفية تعبيرنا عن مجموعة واسعة من المشاعر. فالدموع يمكن أن تساعد في التعبير عن المشاعر عندما لا تكون الكلمات كافية.

تُنتِج العين في المتوسط نحو 15-30 جالوناً من الدموع كل عام. ومع تقدمنا ​​في العمر، نُنتِج كمية أقل من الدموع. ويمكن أن يكون نقص الدموع ضاراً جداً للعين.

دعونا نلقي نظرة عميقة على ماهية الدموع بالضبط، ما مكوناتها؟ وبماذا تتميز الدموع العاطفية؟ وكيف يكون البكاء مفيداً لعقلنا وجسمنا؟

ما هي الدموع؟

الدموع ضرورية لصحة العين، فكما تساعد على بقاء العين رطبة وتوفر الحماية من البكتيريا والغبار والفضلات والمتحسسات الأخرى. فهي تدل على الحاجة إلى الارتباط والدعم الاجتماعي.

هناك ثلاثة أنواع من الدموع:

  • الدموع الأساسية: التي توفر التزليق والتغذية للعين وتعمل كحاجز حماية للقرنية.
  • الدموع الانعكاسية: التي تحدث رداً على المتحسسات الضارة وتساعد على التخلص من أي شيء غريب يدخل إلى العين.
  • الدموع العاطفية: التي تحدث رداً على العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية.

يعمل الجهاز الدمعي والجهاز الحوفي معاً لإنتاج الدموع العاطفية، إذ يقوم الجهاز الحوفي -المسئول عن الإثارة العاطفية- بتنبيه الجهاز الدمعي عبر مركز الرسائل في الدماغ لإفراز الدموع كرد فعل ضروري.

وتتكون كل دمعة من ثلاث طبقات:

  • الطبقة المخاطية الداخلية: تساعد على إبقاء الدمعة مثبتة على العين.
  • الطبقة المتوسطة المائية: توفر الترطيب والحماية للقرنية وتوفر درعاً ضد البكتيريا.
  • الطبقة الخارجية الزيتية: تساعد على إبقاء سطح الدمعة ناعماً وتساعد على منع التبخر.

وتنشأ الدموع في الغدة الدمعية الموجودة فوق العين. وبمجرد تشكلها، تتحرك عبر سطح العين إلى الفتحات الصغيرة الموجودة في كل جفن علوي وسفلي. ومن هناك، تنتقل عبر قنوات صغيرة إلى الأسفل للأنف حيث تُمتص أو تتبخر.

لماذا نبكي؟

في البداية اعتبرت الدموع «بلا فائدة» تطورية، ولكن بعد ذلك تم الاعتراف بها كجزء أساسي من صحتنا الجسدية والعاطفية.

ففيما يتعلق بالجانب الجسمي، تعمل الدموع درعاً للعين. ومن الناحية العاطفية، تخدم الدموع غرضاً أكثر تعقيداً بكثير. إذ اقترح الباحثون أن الدموع العاطفية نشأت من الصراخ الحيواني. فغدد الدموع للأطفال ليست متطورة بالكامل عند الولادة ولا يمكنها إنتاج الدموع، ولأنهم يحتاجون للإشارة عندما يكونون في حالة استغاثة أو بحاجة للعناية، فإنهم يبكون. ومع تقدم الأطفال في العمر، يزداد وجود الدموع وتنخفض حاجتهم للصراخ. كما يشهد البلوغ زيادة في الدموع العاطفية، عندما تزداد مسئولياتنا بشكل متزايد.

يمكن أن تشمل مثيرات الدموع مجموعة متنوعة من العوامل المرتبطة بالألم، مثل:

  • الإصابة الجسدية.
  • الشعور بالتعاطف.
  • ضغوطات اجتماعية.

على الرغم من أننا نميل إلى ربط الدموع بالألم، إلا أنها يمكن أن تكون أيضاً استجابة لمشاعر الفرح والسعادة. ولا يستطيع الجسم التمييز بين مشاعر الخوف والحزن ومشاعر الإثارة والمتعة. إنه يعرف فقط أن هذه المشاعر المتزايدة تتطلب استجابة وإطلاقاً للدموع.

هل تتغير الدموع مع العاطفة؟

تختلف الدموع العاطفية كيميائياً عن الدموع القاعدية والانعكاسية. فبينما تحتوي جميع الدموع على إنزيمات ودهون وإلكتروليتات ومستقلبات، تحتوي الدموع العاطفية على بروتينات وهرمونات إضافية.

أظهرت الأبحاث الأولية أن الدموع العاطفية قد تزيد من مستويات البرولاكتين والبوتاسيوم والمنغنيز وهرمونات قشرة الغدة الكظرية. وإطلاق هذه الهرمونات والعناصر أثناء البكاء العاطفي يساعد على تنظيم مستويات التوتر في الجسم وإعادته إلى حالة أكثر توازناً.

هل يؤثر البكاء على الصحة العقلية والجسدية؟

الإجابة على هذا السؤال تعتمد على الحالة الفردية. فعلى سبيل المثال، البكاء المتكرر الزائد قد يكون علامة على مرض عقلي أو عاطفي، مثل الاكتئاب أو القلق. وهناك أيضاً مخاوف من أن البكاء المستمر قد يؤدي إلى جفاف الجلد حول العينين أو تهيج العينين، ولكن هذه المشاكل عادة ما تكون مؤقتة وتختفي بعد فترة وجيزة. ومع ذلك، يمكن أن يكون البكاء مفيداً للأشخاص الذين يعانون من ضغوط نفسية وعاطفية كبيرة. ويمكن أن يساعد في التخفيف من الإجهاد وتحسين المزاج.

هل هناك فوائد للبكاء؟

يوفر البكاء العديد من الفوائد. ليس فقط أنه إشارة للمساعدة أثناء الضيق الجسدي والعاطفي، ولكن البكاء يمكن أن يساعد أيضاً في تخفيف التوتر، مما يقلل من مستويات الكورتيزول في الجسم. أيضاً، يمكن أن يوفر فرصة للترابط العاطفي والتعلق والثقة.

الخلاصة

البكاء هو رد فعل طبيعي للجسم عند مواجهة الألم العاطفي أو الجسدي. ويمكن أن يكون مفيداً لتحسين المزاج وتخفيف الإجهاد الجسمي والنفسي، كما يمكن أن يساعد في التواصل العاطفي وتعزيز الروابط الاجتماعية. ومع ذلك، إذا كنت تشعر بأنك تبكي بشكل متكرر أو تشعر بأي علامات على مرض عقلي أو عاطفي، فقد يكون من المفيد التحدث إلى متخصص في الرعاية الصحية النفسية لتحديد ما إذا كان البكاء علامة على مشكلة أخرى.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.