يتناول الخط الزمني هذا أبرز وأهم النقاط الزمنية والحوادث المتعلقة بالمطالبات برفع قانون فرض الحجاب الإلزامي، ابتداءً من حركة «طاهرة قرة العين» في القرن التاسع عشر، مرورًا بأحداث الثورة الدستورية وانتهاء حكم القاجاريين واستلام البهلويين للحكم، ثم قيام الثورة الإسلامية وما رافقته من قوانين ومظاهرات وحراك مدني، حتى الوقت الحاضر، لا سيّما وأن قضية الحجاب في إيران تلقى زخمًا وتفاعلًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وليس آخرها بالطبع اعتقال محامية فتيات شارع الثورة نسرين ستوده.

تعد قضية فرض الحجاب على المرأة في العمل وفي الشارع، والتي يعاقب عليها القانون، من القضايا النسوية والحقوقية البارزة في إيران، وذلك منذ فرضها عبر القانون الذي أصدره آية الله الخميني بعد نجاح الثورة الإسلامية، ومنذ ذلك الوقت وهو يلاقي احتجاجات واعتراضات من قبل الناشطين والناشطات الإيرانيات. ومنذ عام 2014 وقد تصاعد الحراك ضد القانون، حملات عدة أبرزها «حريتي المسلوبة»، و«الأربعاء الأبيض» لاقت رواجًا في أوساط النساء الإيرانيات، بالإضافة إلى عشرات الحملات عبر وسائل التواصل، والتي تلقى صدى في الشارع الإيراني. وقد ذكرت هيومن رايس ووتش قمع السلطات الإيرانية لهذا الحراك في تقريرها إيران: قمع بلا هوادة، فأوردت:

في ديسمبر/ كانون الأول 2017 ويناير/ كانون الثاني 2018، خلعت العديد من النساء الحجاب وهن يقفن على صناديق الأسلاك الكهربائية احتجاجًا على إلزامية الحجاب في إيران. حكمت المحاكم على العديد منهن بالسجن. كما قمع عناصر الاستخبارات المظاهرات السلمية احتجاجًا على قانون الحجاب القمعي. اعتقلوا المحامية الحقوقية البارزة نسرين ستوده وزوجها رضا خندان بالإضافة إلى المدافع الحقوقي فرهاد ميثمي.

وهنا نستعرض الخط الزمني لنضال المرأة الإيرانية ضد فرض الحجاب، منذ البداية وحتى الوقت الراهن.


الجذور التاريخية

1848

لأول مرة قامت طاهرة قرة العين من قادة الحركة البابية بخلع حجابها أمام الملأ.

مع أنّ قرة العين القزوينية أو الطاهرة (فاطمة الباراغاني) (1815 – 1852 م) وهي أديبة وشاعرة، وكانت تلقي الدروس في مدينة كربلاء عام 1843 م، اعتبرت نفسها أو اعتبرها البعض إعادة بعث لـفاطمة الزهراء، وكانت داعية بابية قوية، إلا أن ظهورها سافرة (وكانت تعني في تلك الحقبة: إزالة النقاب) على الملأ في مؤتمر هام للبابيين الأوائل أدى إلى إثارة الجدل حولها وحول البابية التي تنتمي إليها. لذا يعتبر خروجها سافرة وخلعها الحجاب كان خطوة خارج السياق، إذ لم تترافق بأطروحات حول الحجاب كما حدث لاحقًا.

إيران، الحجاب
طاهرة قرة العين

الحركة الدستورية والثورة على السائد

1906

في السنوات التي أعقبت الثورة الدستورية، تلقت بعض النساء التعليم، وكتبن مقالات في معارضة الحجاب، ووضعن النقاب جانبًا، وفي الجلسات الخاصة كن يخلعن الشادور والحجاب.

1907

قامت مجموعة من النساء الحاسرات في طهران بالنزول إلى الشارع ورددن شعارات كان أبرزها: «تحيا الثورة الدستورية، تحيا الحرية، الثورة الدستورية منحتنا الحرية، ويجب أن تحرّرنا من القيود الدينية وأن نحيا كما نشاء».

لكن الدستوريين ادّعوا أن هؤلاء النساء عاهرات وجئن كي يلطخن سمعة الثورة الدستورية، ووجهوا التهم للكفار والملحدين بأنهم وراء إرسال هؤلاء النساء إلى الشارع.

1918

مئات النساء يعتصمن في مسجد بطهران، وأعلنّ أنهن لن يخرجن من المسجد حتى يخلعن الحجاب، لكن في النهاية لم ينجحن في مساعيهن وخرجن منه وهن يرتدينه. ودفعن ثمن جرأتهن بالتهديد والنفي.

1919

صديقة دولت آبادي صاحبة امتياز مجلة «لسان حال النساء» تلقت تهديدات بالقتل لانتقادها الصريح والمعلن للحجاب.

1920

تم توقيف مجلة «رسالة السيدات» برئاسة تحرير شهناز آزاد، لأنها كتبت: «الحجاب خرافة ووهم ورجعية تقليدية، وسد للأفق أمام نظر النساء والرجال في هذه البلاد».

1921

فخر آفاق بارسا مديرة مجلة «عالم المرأة»، وبسبب تعرضها في جزء من مقالتها الافتتاحية لخلع الحجاب، كان قد جاء فيها: «المرأة لا تزال غير قادرة على تملّك الحق في اختيار لباسها الخاص.. فهي إذن لا تزال محرومة من تنفس الهواء النقي والحرية»، تعرض منزلها للهجوم، وتم نفيها من مدينة مشهد إلى طهران.

1923

قامت كل من شهناز آزاد مع زوجها أبو القاسم آزاد بتأسيس «تجمع خلع الحجاب» الذي طالب بالحق في عدم ارتداء الحجاب، هذا التجمع تم توقيفه في أقل من عام على تأسيسه، ثم تعرض أبو القاسم آزاد للسجن والنفي.


من البهلوية وحتى إلغاء قانون فرض الحجاب

1925

بعض النساء وضعن الشادور جانبًا وخرجن إلى الشوارع بمعاطف طويلة وواسعة.

1929

ست معلمات في مدينة شيراز وكحركة تعبيرية عن رفض الحجاب، ارتدين شادور ملونًا، وتعرضن لأجل ذلك للضرب بالحجارة من معارضين لفعلهن.

إيران، المرأة، الحجاب
مديرات جمعية النساء الوطنيات الإيرانية التي أنشئت في طهران (1923-1933)

1931

مجلة «عالم النساء» تبحث مسألة الحجاب، وتعرض آراء معارضي وموافقي الحجاب، وتقوم بنشرها.

1941

مع سقوط حكومة رضا شاه، تم إلغاء قانون فرض الحجاب، وكان بوسع النساء الخروج إلى الأماكن العامة بحجاب أو بدونه.

إيران، المرأة، الحجاب
عضوات البرلمان الإيراني في منتصف السبعينات في طهران

التضييق على النساء وقانون فرض الحجاب في الدستور

1979

بعد 24 يومًا من انتصار الثورة، أصدر آية الله الخميني قرارًا يقضي بضرورة ارتداء النساء للحجاب في الدوائر الحكومية. وتظاهرت النساء المعترضات لأيام، ودعون إلى حرية ارتداء الحجاب، واستطعن بذلك إعاقة وتأجيل قانون الحجاب الإلزامي مؤقتًا.

نساء إيرانيات يتظاهرن ضد الحجاب الإلزامي عام 1979
نساء إيرانيات يتظاهرن ضد الحجاب الإلزامي عام 1979

1980

بعد صدور أول تعميم حكومي بخصوص الالتزام ومراعاة الحجاب الإسلامي، قامت نساء باللباس الأسود بالاعتراض على الحجاب الإلزامي وبدأن احتجاجًا أمام مبنى رئاسة الوزراء. قسم منهنّ بقين في هذا التجمع باللباس الأسود وذهبن إلى مكان العمل بذات اللباس، وتم طرد العديد منهن من العمل.

1981

في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول 1981 صادق مجلس الشورى الإسلامي على قانون جعل الحجاب الإسلامي في أماكن العمل إلزاميًا، وفرض عقوبة لمن يخالف هذا القانون.

1993

في الثاني من مارس/ آذار 1993 قامت الطبيبة النفسية هما دارابي، أحد أعضاء الحزب القومي الإيراني بعد أن ألقت خطابًا ضد الحجاب الإلزامي في ميدان تجريش بطهران، بخلع حجابها، وأضرمت النار في جسدها.


من السوشال ميديا إلى الشوارع وظهور الحركات النسوية الجديدة

2014

مع بدء حملة «حريتي المسلوبة» و«الأربعاء الأبيض» أعلنت الكثير من النساء اعتراضهن على الحجاب الإلزامي من خلال بث فيديوهات ونشر صور لهنّ دون حجاب في الأماكن العامة.

يناير/ كانون الثاني 2017

قامت ويدا موحدي وبعدها عشرات النساء اللاتي عرفن بـ«فتيات شارع الثورة» باعتلاء منصات في شوارع إيران ملوّحات بحجابهن بعد تعليقه بعصا، احتجاجًا على الحجاب الإلزامي.

ويدا موحدي تخلع حجابها وتلوح به فوق عصا اعتراضًا على قانون الحجاب الإلزامي في إيران

ديسمبر/ كانون الأول 2017

أعلن العميد حسين رحيمي رئيس شرطة طهران، أن الشرطة ستنظم جلسات تعليمية لمن لا يراعين القيم الإسلامية، بدلًا من اعتقالهن وإحالتهن إلى القضاء.

يونيو/ حزيران 2018

تم توقيف نسرين ستوده، وهي محامية كانت تدافع عن النساء المعتقلات لخلع الحجاب في أماكن عامة، حيث تولت الدفاع عن العديد من النساء اللواتي قُبض عليهن بين ديسمبر/ كانون الأول 2017 ويناير/ كانون الثاني 2018 بسبب نزعهن الحجاب في الأماكن العامة احتجاجًا على إجبارهن على ذلك.

مارس/ آذار 2019

الحكم على نسرين ستوده المحامية والمدافعة عن حقوق النساء اللاتي تم اعتقالهن بسبب خلعهن الحجاب، بالسجن 33 عامًا و148 جلدة. وفي حين أنه تم توجيه تهم عديدة إليها منها التحريض على الفجور، والتجسس، إلا أن حكم الجلد الذي صدر ضدها كان بسبب وصولها إلى المحكمة في السابق من دون حجاب مخالفة بذلك القانون الإيراني، الذي يفرض على النساء تغطية رؤوسهن في الأماكن العامة.


النضال ضد الحجاب لا يزال جاريًا..

إيران، المرأة، الحجاب
إيران، المرأة، الحجاب

على الرغم من اعتقال وسجن العديد من النساء المعترضات على الحجاب الإلزامي، لا يزال الكفاح لأجل تحرر النساء من الحجاب والملبس مستمرًا، ويعبّرن ويبدين احتجاجهن عبر خلع حجابهن في الشوارع.