لم تكن تتخيل الطفلة ذات الثلاثة أعوام، التي كانت تستمع يوميًا في طريق عودتها من الحضانة لتلك الموسيقى الساحرة المتدفقة من كاسيت سيارة والدها المُغرم بتشغيل مقطوعة «فيفالدي» الشهيرة (الفصول الأربعة)، أنها سَتصبح بعد سنوات جزءًا من عالم التأليف المُوسيقي، ذلك العالم الذي نادرًا ما تتواجد فيه النساء، خاصةً بعالمنا العربي، بل تُعزَف مقطوعتها الأوركسترالية «غدًا» في قاعة «الكونسرت هاوس» بالعاصمة الألمانية، برلين، وهو أحد أهمّ المسارح في أوروبا، والذي عُزفت فيه السيمفونية التاسعة بحضور الموسيقار بيتهوفن نفسه.

هي «سعاد بشناق» (39 عامًا) مُؤلفة موسيقية أردنية، من أم سورية وأب فلسطيني- بوسني، تُقيم في كندا، وهي صاحبة الإنجاز الموسيقي العالمي لعام 2020، إذ حصدت جائزة هوليوود الموسيقية في الإعلام (Hollywood Music in Media Awards) لفئة أفضل أداء موسيقي آلي عن عملها الأوركسترالي «غدًا»، الذي أدته «أوركسترا المغتربين السوريين الفيلهارموني» بقيادة المايسترو «غسان العبود».

بشناق تعتبر أول امرأة عربية تنال درجة البكالوريوس في التأليف والتوزيع الموسيقي من جامعة McGill الكندية، والتي تصنّف كواحدة من أهم الجامعات الموسيقية في العالم، وقد استطاعت بشغفها أن تنتزع جائزة هوليوود التي تأسست قبل أكثر من عشر سنوات، كأهم جهة تُكرّم صناعة موسيقى الأفلام والمسلسلات.

سعاد بشناق

بدايةً، مبارك سعاد. ماذا تُمثل هذه الجائزة في مشوارك الفني؟

لم أتوقع الفوز بالجائزة هذا العام، فهو ثالث ترشيح لي، منذ ترشحي عام 2018 عن مقطوعة «الطريق إلى جنين»، والتي كتبتها لفيلم «المنعطف»، وذهبت إلى الحفل ولكن لم أربح، الأمر الذي تكرر عام 2019 عندما ترشحت عن موسيقى فئة الفيلم القصير A Very Important Appointment. وعام 2020 تقدمت بمقطوعة «غدًا» ويبدو أن (التالتة تابتة كما يُقال). سعيدة جدًا بالجائزة، لأن رِبحها مُضاعف، فهي ليست لسعاد المُؤلفة والمُوزعة الموسيقية فقط ولكن لكل مُوسيقي عزف هذه المقطوعة في أوركسترا المغتربين السوريين الفيلهارموني، لذا أهديت الجائزة للأوركسترا وصممت أن تحمل اسمهم وليس اسمي فقط.

حدّثيني أكثر عن أوركسترا المغتربين السوريين

تأسست في أوروبا عام 2015 انطلاقًا من فكرة فنية نبيلة للموسيقار «رائد جذبة»، حيث نجح أن يجمع فيها الموسيقيين السوريين الذين سافروا لأوروبا سواء للدراسة قبل الحرب في سوريا أو بعدها -وكانوا يعزفون في أوركسترات بالسويد وبلجيكا وباريس وبرلين وإنجلترا وغيرها- لينشر رسالة موسيقى وسلام وأمل للعالم، ويعكس صورة مختلفة عن تلك النمطية المأخوذة لسوريا حاليًا، حيث داعش والدمار والقتل، من خلال تعريف العالم الغربي بأن هناك ثقافة سيمفونية سورية.

تواصلت الأوركسترا مع كبار المؤلفين السوريين للكلاسيك، وكذلك مع الجيل الجديد ومسرورة لتعاوني معهم.

ما هي كواليس التحضير لتأليف مقطوعة «غدًا» السيمفونية؟

فوجئت باتصال من «جذبة» يطلب مني مقطوعة موسيقية تعزفها أوركسترا المغتربين في حفلها الأول والذي كان سيقام بعد أسبوع، ولم أكن أمتلك مقطوعة جاهزة آنذاك، ولكن تحمست للفكرة فورًا، فلطالما أحببت أن تَعزف أوركسترا مؤلفاتي الموسيقية.

احتجزت نفسي في غرفتي لمدة أسبوع رغم عملي بدوام كامل كمُدرِّسة بتلك الفترة، فخرجت قطعة «غدًا» بشحنة إبداعية كبيرة من الحماس والتركيز. عزفتها الأوركسترا في أولى حفلاتها عام 2015، ثم انطلقت المقطوعة تسافر مع الأوركسترا التي ذاع صيتها في أوروبا في حفل افتتاح برلين فيلهارموني 2016، ثم حفل «بالكونسيرت هاوس» ببرلين، وتم تسجيل هذه الحفلة التي كانت من أسعد فرص حياتي، لأننا ترشحنا بهذا التسجيل لجائزة هوليوود، وكأن اسم المقطوعة «غدًا» إشارة لهذا الغد الأفضل بالفوز بهذه الجائزة، حتى لو جاء بعد خمس سنوات.

«سعاد بشناق» مع الموسيقي العالمي الشهير «هانز زيمر»
«سعاد بشناق» مع الموسيقي العالمي الشهير «هانز زيمر»

لنعد سنوات قليلة للوراء، متى بدأ شغفك بعالم الموسيقى؟

منذ الصغر، فالموسيقى كانت عالمي الذي تفتّحت أذُناي عليه. كان أبي مُغرمًا بالاستماع للموسيقى الكلاسيكية العربية والعالمية مثل: بيتهوفن، وموتسارت، وشوبان، وفيفالدي. وقد بدأت تعلم البيانو في عمر الخامسة عندما لاحظت أمي شغفي بالعزف عليه أثناء زيارتنا لمنزل عمتي (وهي عازفة بيانو)، وفي العاشرة من عمري نجحت في تأليف أول أغنية على البيانو ترحيبًا بأخي المولود الجديد بالعائلة.

وحِين صار عمري 16 عامًا، اكتشفت أن شغفي أكثر في الارتجال على البيانو وليس عزف مقطوعات موسيقية جاهزة لبيتهوفن أو موتسارت، وأعتقد أن ذلك يعود إلى أن هذه الكلاسيكيات العالمية لم تحتوِ شيئًا يخص ثقافتي العربية إلا في مؤلفات «رخمانينوف» ذات الطابع الشرقي التي عثرت فيها على ضالتي وشجّعتني على تأليف موسيقى تُشبه ثقافتي أيضًا، كذلك كان «عُمر خيرت» و«مارسيل خليفة» من أبرز مؤلفي الموسيقى العرب الذين تأثرت بهم في صغري.

انطلقت أكتب قطعًا موسيقية على البيانو، ومن ثَمّ قررت الالتحاق بالمعهد العالي للكونسرفاتوار بدمشق رغم تفوقي الدراسي الذي كان يؤهلني للالتحاق بإحدى كليات الطب أو الصيدلة. ثم بعد هجرة عائلتي من الأردن إلى كندا عام 2004 حصلت على منحة لدراسة التأليف الموسيقي من جامعة McGill وهي واحدة من أهم الجامعات الموسيقية في العالم.

عادةً ما تخشى بعض العائلات العربية من عمل الأبناء بالمجال الفني، كيف كانت تجربتك؟

على العكس تمامًا، كنت محظوظة بتشجيع والديّ لدراستي للموسيقى خاصةً أنهما حُرما منها في صغرهما، حيث تم إجبارهما على دراسة الصيدلة، وقام جدي بكسر عود أبي بالرغم من حبه للموسيقى خوفًا على ابنه من «تضييع مستقبله»، وكذلك رفضت عائلة أمي سفرها لإنجلترا لمنحة دراسية للفن التشكيلي.

أتذكر عندما سألت إحدى زبائن أبي في الصيدلية «وينها سعاد؟»، أجابها بكل فخر بأنني سافرت لدمشق لدراسة الموسيقى، فأجابته بشفقة «أحسن من قعدتها في البيت!» هذه هي نظرة المجتمع للموسيقى، ولكن أهلي كانوا يسيرون ضد التيار.

كيف كانت انطلاقتك لعالم تأليف الموسيقى التصويرية للأفلام؟

رغم أن دراستي للتأليف والتوزيع الموسيقي في الجامعة الكندية لم تكن متخصصة في الموسيقى التصويرية تحديدًا، فإن علاقتي بمشاهدة الأفلام والمسلسلات وغيرها من الأشكال الفنية القائمة على فكرة Storytelling جعلت من الموسيقى وسيلتي للتعبير عن حكايتي وحكايات الآخرين، وبدأت الانطلاق عام 2012 حيث شهدت هذه الفترة نهضة في صناعة الأفلام في العالم العربي وظهور موجة جديدة من المخرجين الشباب/الشابات الذين كانت لديهم أفكار رائعة لأفلام ممتازة.

تعرفت على المخرج الفلسطيني الراحل «رفقي عساف»، وألّفت الموسيقى التصويرية لفيلمه الروائي الطويل «المنعطف» عام 2015، ثم انطلقت في كتابة الموسيقى لأكثر من 30 مسلسلاً وفيلمًا من السينما العربية المستقلة ومن السينما الأمريكية والكندية، ما بين الروائي والوثائقي والقصير.

وما هو موقعك من التعاون مع الدراما والسينما المصرية؟

(ترد بحماس): أتوق للعمل ولزيارة مصر قريبًا لعدة أسباب؛ إذ إن أحد طموحاتي المهنية -الذي لا يقل أهمية عن حلمي بالأوسكار- هو التعاون مع مخرجين مصريين وخاصة أسماء مثل «آيتن أمين»، و«محمد دياب»، و«مريم أبو عوف»، و«عمرو سلامة»، و«دينا إمام»، تأسرني أفلامهم كثيرًا لامتلاكهم أسلوبًا فنيًا مميزًا.

إلى جانب عشقي لمصر ولأهلها من خلال زياراتي المتكررة لها، وارتباطي بها وجدانيًا منذ طفولتي من خلال حكايات أبي عن عصرها الذهبي الفني والموسيقي بالستينيات أثناء دراسته للصيدلة بجامعة القاهرة، وكذلك صلة القرابة التي تجمعنا بالملحن الكبير «محمد القصبجي» فقد كانت أمه السيدة «عائشة عثمان بشناق» تنتمي لعائلة والدي، فالقصبجي بمثابة جدي.

سعاد بشناق
سعاد بشناق

في رأيك، ما هي حدود العلاقة بين المخرج والمؤلف الموسيقي؟ وكيف يذوب عملك الفردي لإنتاج قطعة موسيقية تُصبح جزءًا من عناصر الفيلم؟ ومَن هو صاحب الكلمة النهائية؟

سؤال مهم. إن العامل الأساسي الذي يُقلِّل التوتر بين المخرج والموسيقار أن يُدرِك الأخير أين موقعه من العمل، خاصةً إذا كان مثلي، مؤلفًا للاثنين: الموسيقى السيمفونية والتصويرية. فعندما تكتب سعاد موسيقى للأوركسترا، أي للمسرح، هنا أنطلق بكامل حريتي في التعبير عن رؤيتي الموسيقية ويعزفها الموسيقيون كما أريد، هنا أكون قائدة العمل الفني بكامل الشعور بالـ Ego والإحساس بالذات، وأصير «ملكة» العمل الأوركسترالي.

ولكن عندما أتولى مسئولية تأليف موسيقى تصويرية لفيلم، يجب كبت هذا الإيجو والإحساس بالذات تمامًا، لأنني صِرت جزءًا من طاقم العمل، والمخرج هو قائد المركبة، ويصبح دور الموسيقى التصويرية تحقيق رؤية المخرج، حيث تكون الموسيقى هنا فنًا، ليس لخدمة رؤيتي وميولي الشخصية، ولكن للتعبير عن رؤية المخرج ولخدمة الفيلم، لذا من الضروري أن يكون هناك حوار مفتوح ومتبادل بين الموسيقار والمخرج لتوصيل رؤيته وإحساسه وماذا يريد من الموسيقى.

الموسيقى التصويرية لها وظيفة محددة ألا وهي خدمة الفيلم، وهذا هو هدفي الوحيد كمؤلفة موسيقى تصويرية، وهي البوصلة التي أتجه إليها بكل طاقتي.

ما هي معايير الحذف والإضافة للموسيقى من مشهد لآخر؟

أنتمي لمدرسة المؤلفين الذين يُفضِّلون وضع كمية قليلة من الموسيقى في الأفلام، حيث إنني من الممكن جدًا أن أطلب من المخرج/المخرجة حذف الموسيقى من مشهد معين رغم كتابتي لها إن وجدت أن الموسيقى لا تخدم المشهد بل تطغى عليه، فلا ينبغي تحويل الموسيقى إلى نجمة العمل، لأن ذلك يؤثر في النهاية على جودة المشهد دراميًا أو ينتقص منه.

الموسيقى يجب أن يكون وجودها مؤثرًا ومُبررًا في المشهد وليست مُقحمة به. أرفض الحشو الموسيقي الميلودرامي لابتزاز مشاعر المشاهد، يجب أن تتواجد الموسيقى في المشهد في التوقيت المناسب وأن تضيف له ما ينقصه لإيصال الفكرة المرجوة منه، لأن الموسيقى طبقة من عدة طبقات يتألف منها المشهد؛ كالصورة، والحوار، وأداء الممثل، والمؤثرات الصوتية، وحركة الكاميرا، …إلخ.

فمثلًا، في حالة المشهد الصامت يمكن أن تأخذ الموسيقى الدور الأساسي فيه، ولكن إذا كان المشهد يتضمن حوارًا بين اثنين من الممثلين هنا يمكن إضافة نوتة واحدة فقط بالموسيقى لترفع من مستوى المشاعر بالمشهد للدرجة المطلوبة، وعلى الموسيقار أن يتنازل عن التعلق العاطفي بمقطوعاته الموسيقية التي كتبها، وأن يتمتع بمرونة الحذف أو الإضافة أو التقليل من موسيقاه بالفيلم.

أيهما أكثر متعة لكِ: التأليف الأوركسترالي أم الموسيقى التصويرية للأفلام؟

أحُب الاثنين جدًا، كل نوع يتطلب طريقة عمل مختلفة، وهذا ممتع للغاية. فالتأليف للأوكسترا السيمفوني يمنحني حرية تأليف الألحان من خلال الأسلوب البوليفونيك الكثيف المتعدد الطبقات لموسيقى الأوركسترا، بمعنى أن يسير أكثر من لحن في التوقيت نفسه.

بالمقابل، تأليف الموسيقى التصويرية يفتح لي المجال بأن أفكر بطريقة «حلّالة مشاكل» Problem Solver، مثل أن يطلب المخرج في أحد مشاهد الفيلم توصيل إحساس معين وترجمته من خلال الموسيقى والآلات بطريقة فنية.

أعشق كتابة الموسيقى التصويرية أيضًا، لأن الأفلام مليئة بالقصص والحكايات المختلفة وهي تفتح إحساسي كمؤلفة موسيقية لعالم واسع من الخيال والإلهام للتعبير عن هذه القصص موسيقيًا، بالإضافة إلى أنه على عكس استخدام الآلات التقليدية في كتابة المؤلفات الأوركسترالية، فالمجال يكون مفتوحًا وثريًا جدًا بالأفلام بتأليف عالم صوتي متكامل وجديد حيث تدخل فيه الأصوات الإلكترونية والمؤثرات الصوتية المختلفة.

أرجو أن أستمر في الكتابة لكلا النوعين.

في رأيك، ما هي أسباب ندرة عمل النساء في عالمنا العربي كمؤلفات أو مُلحِّنات؟

يعود الأمر لعدة أسباب؛ أولها الصورة النمطية التقليدية لعمل النساء في الموسيقى كمؤديات ومطربات فقط وليس مؤلفات أو مُلحِّنات، وأواجه ذلك دائمًا، حيث يظن الكثيرون بأنني عازفة أو مغنية، وهو ما دفعني للتصميم على كتابة اسمي على الأفلام كمُؤلفة وموزعة موسيقية، لأؤكد أن كل لحن ونوتة عُزفت من كتابتي ومن وحي خيالي.

ثانيًا، غياب النموذج والمثل الأعلى من النساء كمؤلفات أو مُلحِّنات رغم أن المصرية «بهيجة حافظ» كانت أول مؤلفة موسيقية، ولكن ظل عالم التأليف الموسيقي في عالمنا العربي يُسيطر عليه الرجال، ومن ثَمَّ عندما كنت صغيرة كان مثلي الأعلى رجلاً مثل «مارسيل خليفة» و«عمر خيرت»، لم تكن هناك سيدة أقتدي بعملها في هذا المجال.

وأخيرًا، فإن العمل كمؤلفة موسيقية ليس عملاً تقليديًا بساعات دوام محددة، ولكن يستغرق تأليف موسيقى لمسلسل أو فيلم شهورًا وساعات عمل متواصل، وهو عمل مُرهق يتطلب ساعاتٍ طويلة من التركيز الإبداعي المستمر، الذي لا نُفرِّق فيه بين النهار أو الليل، حتى يتم تسليم الموسيقى في الموعد المطلوب، وهذا عكس ما نشأت عليه النساء في عالمنا العربي بمسئولياتهن في تربية الأطفال ورعاية الأسرة.

ولكنني متفائلة بالجيل الجديد من الصبايا العشرينيات، إذ تصلني رسائلهن وطموحاتهن في خوض مجال التأليف الموسيقي.

سعاد بشناق
سعاد بشناق

أخيرًا، ما هو مشروعكِ القادم؟

انتهيت مؤخرًا من تأليف موسيقى تصويرية لعدة أفلام سينمائية عربية من المقرر عرضها قريبًا وهي؛ فيلم «ليل» للمخرج الفلسطيني «أحمد صالح»، وفيلم «ضيف من ذهب» للمخرج الفلسطيني «سعيد زاغة»، وفيلم «بيت سلمى» وهو فيلم روائي طويل للمخرجة الأردنية «هنادي عليان»، وفيلم «همنغواي» للمخرجيْن الأردنيين «غيث وليث العدوان».

كما أقوم بتأليف «كونشرتو» لآلة التشيللو والأوركسترا، بناءً على طلب أوركسترا ولاية فيرمونت الأمريكية العريقة جدًا التي ستقوم بأدائها في الخريف القادم، وأعكف على كتابة الموسيقى التصويرية لثلاثة أفلام كندية، وأُحضِّر لإصدار ألبوم موسيقى تصويرية من السينما العربية المستقلة بدعم من الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق).

في الختام، نشكركِ «سعاد» على هذا الحوار المهم والشائق.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.