وقفنا في اللقاء السابق بعض الوقفات السريعة مع الحديث النبوي الشريف الذي سميناه بحديث السبعة، سبعة أمور يأمرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، بالحذر منها واغتنام الفرص بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل حصول شيء منها، وهو الحديث الأول من أحاديث المبادرة الخمسة، ونبدأ الآن بحول الله وتوفيقه وقدرته في شرح باقي هذه الخماسية، والله المستعان على كل حال.


حديث الخمسة

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاءَكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ»[1].

في هذا الحديث يأمرنا النبي، صلى الله عليه وسلم، باغتنام خمسة من النعم الجليلة قبل زوالها، وكلها سريعة الزوال، فأولها، الشباب قبل الهرم، وقد تحدثنا عنه في شرح حديث السبعة، وثانيها وثالثها، الصحة قبل المرض والغنى قبل الفقر، وقد سبق ذكرهما كذلك، وأما رابع النعم التي حضنا النبي، صلى الله عليه وسلم، على اغتنامها وحسن استغلالها، فهي نعمة الفراغ، إنها لنعمة جليلة إذا ملأ العبد فراغه بالنافع من العمل حسبما وضحنا في وقفتنا السابقة «عذرًا: هل أنت مشغول؟»، فالفراغ صفحة بيضاء مهيأة لما ستكتبه فيها، ولأن الطبيعة تأبى الفراغ، ولن يستمر الفراغ على ما هو عليه بالتأكيد، فلا بد من شغله بشيء، وكثير من الناس يملأ فراغه بما لا يرضي الرب ولا ينفع العبد، ثم يجد نفسه مشغولًا بفقر ينسيه أو غنى يطغيه فيتمنى عندها شيئًا من الفراغ فلا يجده.

وقد قالوا، إن ثلاثة أمور إن اجتمعت للإنسان حصل له بها سعادة الدنيا، هذه الأمور الثلاثة هي: المال والفراغ والصحة، ففي بداية عمر الإنسان يملك فراغًا وصحة لكنه لا يملك مالًا، وفي أواسط عمره يملك المال والصحة، لكنه لا يملك الوقت إذ ينشغل بالعمل في الحياة وطلب الرزق، وأما في آخر العمر وبعد التقاعد من الوظيفة فإن الإنسان غالبًا ما يملك المال والفراغ، لكنه لا يجد حينها من الصحة ما يسمح له بالاستفادة من ماله وفراغه. لذلك نصحنا سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، باغتنام الفراغ قبل أن يزول وتتمناه فلا تجده، وكم أخبرنا آباؤنا وأساتذتنا أن المشاغل والمسؤوليات تزداد يومًا بعد يوم كلما تقدم الإنسان في العمر، وما عرفنا هذا حق المعرفة حتى جربناه وابتلينا به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، العلي العظيم.

وأما خامس وصايا حديث الخمسة فهو اغتنام الحياة، هذا الكنز الثمين الذي لا يوجد في الدنيا أثمن منه، ببساطة لأنه غير قابل للتعويض، وإن أمنية الراحلين جميعًا صالحيهم وفاسديهم هي العودة للحياة، أما الصالحون فيريدون العودة للاستزادة، وذلك لما رأوه وعاينوه من عظيم الجزاء على بسيط العمل، وأما المجرمون فقد أخبرنا ربنا، سبحانه وتعالى، بحالهم في كتابه الكريم، فقال سبحانه: «حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚكَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖوَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ»[2]، أعاذنا الله وإياكم من مصير أهل النار، ورزقنا الجنة مع الأبرار.


حديث الأربعة

عن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيمَا أفناه، وعن علمه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيمَ أنفقه، وعن جسمه فيمَ أبلاه»[3].

هنا يوجهنا النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى محاسبة أنفسنا وإعدادها ليوم الحساب الأكبر، فقد قال، عليه الصلاة والسلام: «الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله –عز وجل»[4]. ومحاسبة النفس والتفكر في عملها وإعدادها للقاء الله، تعالى، أمر ضروري واجب على أهل الحكمة والبصيرة، وذلك عملًا بقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ»[5].

ويُروى مثل هذا المعنى عن سيدنا عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أنه قال: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وَزِنُوا أنفسكم قبل أن توزنوا؛ فإنه أهون عليكم في الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم، وتزينوا للعرض الأكبر ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ﴾»[6][7].

نعود إلى حديث الأربعة، إنها نعم جليلة عظيمة، ومواهب كبيرة، وموارد ضخمة، ينبهنا سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى أن الله تعالى سيسألنا عن هذه النعم، هل أحسنا اغتنامها والاستفادة منها، أم ضيعناها ولم نزدد بها من تقوى الله والعمل الصالح.

وأُولى هذه النعم الأربعة هي العمر، مادة الحياة وأصلها، المهلة المؤقتة، والامتحان الذي لا يعلم أحد متى يأمر الله تعالى ملائكته بإخراج أحد العباد منه، وهو سلعة نفيسة شريفة سبق التنبيه عليها في الحديثين السابقين لعل متأملًا ينتبه، ومسترشدًا بنور النبوة ينتفع.

ثم ثانية النعم نعمة العلم، فالله أخرج الخلق من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئًا، وأعطاهم من وسائل تحصيل المعرفة عقلًا مستقيمًا وحواس سليمة، وأمره باستخدام هذه الحواس والتأمل بهذا العقل، ويسر له سبل التعلم، وعلمه ما لم يكن يعلم، وكان فضل الله عليه عظيمًا، فترى تعلم العلم لوجه الله وابتغاء مرضاته واستزادة لخشيته سبحانه؟ أم تعلم ليقال بين الناس ويقال؟!

بعدها يسأله الله، تعالى، عن المال، فتنة الدنيا التي زينها الله تعالى لعباده، وجعلها بينهم شركة، واستخلفهم فيها لينظر كيف يعملون. وللمال سؤالان: أولهما، عن مصدره، والثاني، عن مخرجه، فقد يكسب الإنسان المال من حلال ثم ينفقه في حرام، أو العكس فيكسب من حرام ثم ينفق في حلال، أو يكون مكسبه ونفقته كلها في الحرام والعياذ بالله، أو يحصل المال من حله وينفقه في حله فهؤلاء من شكروا حق هذه النعمة جعلنا الله وإياكم منهم.

وأما رابع النعم وآخرها ذكرًا في هذا الحديث، فهي نعمة الجسد، هذا المعجزة الربانية الباهرة، مخلوق من التراب، ويتغذى على ما يخرج من التراب، فإذا مات الإنسان عاد الجسد ترابًا مرة أخرى، «كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ۚوَعْدًا عَلَيْنَا ۚإِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ»[8].

جسم عجيب، كل ما فيه مُعجز، أجهزته، وما يتضمنه كل جهاز من أعضاء، وما يشتمل عليه العضو من أجزاء، وما يكوِنُ كل جزء من أنسجة، ثم ما يُكَوِن كل نسيج من خلايا، فضما عما تحتويه الخلية بعد ذلك من مكونات، كل ذلك بدقة مذهلة، ونظام رهيب عجيب، كل جزء من أجزائه يكاد يهتف صارخًا بعظمة الله الخالق، سبحانه وتعالى، ومع ذلك وكما يقول الأخ هيثم سعدون في منشور له على فيسبوك يقف أمامك أحدهم بجسمه المكون من أكثر من 20 تريليون خلية، كل خلية منها تحوي جسورًا ومصانع ونظام تشفير معقد متقن في الشيفرة الوراثية، وينظر إليك بعينيه التي تحوي نظام تصوير مميز للألوان، وبدقة مذهلة مع آلية خيالية لتخزين الصورة المتحركة والساكنة، بل وتفسيرها بواسطة الدماغ وتحليلها بأقل من الثانية! وبقوامه المعتدل الذي يدار من قبل 640 عضلة، ناسيًا قلبه الذي يعمل منذ أكثر من عشرين سنة ليلًا ونهارًا، في النوم واليقظة، بلا صيانة خارجية، ثم يصدر الأمر من عقله -الذي كتبت في أجزائه الرسائل العلمية المحكمة وما زال فيه من الغموض ما فيه – بتحريك اللسان – المرتبط بالفك بـ17 عضلة – ليسألك بذكاء خارق للعادة: أين الدليل على وجود الخالق؟

ولا ندري والله أي الجوابين أنسب في هذا المقام، هل قوله تعالى: «وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ»[9]، أم قوله تعالى: «قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ» [10].


حديث الثلاثة

عن عبيد الله بن محصن الخطمي قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا»[11].

هنا يرشدنا سيدنا النبي، صلى الله عليه وسلم، إلى تلخيص نعم الحياة كلها، وهي هذه النعم الثلاث، فمن وجد سقفًا يحميه البرد والحر يبيت فيه مطمئنًا ويصبح آمنًا، فهو والملوك سكان القصور في هذا الأمر سواء، إذ ما تحصن الملوك في حصونهم وقلاعهم وقصورهم بين جنودهم وحراسهم إلا طلبًا لهذا الأمان الذي يجده الفقير الذي وجد سربًا يؤويه وسقفًا يظله وبيتًا يحميه.

ثم الضلع الثاني في مثلث نعم الدنيا هو عافية البدن، فهو المركب الموصل إلى المراد من الغايات، وبسلامته يتهيأ الإنسان لتحقيق الإنجازات وبلوغ الأمنيات، فعافيته نعمة لا تدانيها نعمة.

وأما الضلع الأخير في هذا المثلث فهو الرزق، وأساس رزق الدنيا تحصيل قوت اليوم الذي به يُحفظ البدن وتستمر الحياة، وكل ما بعد القوت فضول، وليس للفضول سقف وحد، وكسرة الخبز الجافة يبلعها الإنسان بماء يسد بها رمقه ويقيم بها صلبه هي وأفخر ألوان الطعام سواء، إذ لا تدوم لذة الطعام إلا لثوان، ثم تمتلئ المعدة ويكون الخمول ويتجهز الجسم لطرد الفضلات، ومهما بلغت فخامة الطعام فإن صاحبه يجتهد وسعه في إخراجه والتخلص منه، ولو بقي في البدن لأهلكه، لذلك كان القوت كافيًا، وكان الفضول مقبولًا لا مطلوبًا، فإن حصل فبها ونعمت، وإلا فالحياة مستمرة بأركانها الثلاثة الواردة في الحديث: بيت وعافية وقوت، هذه والله الدنيا بحذافيرها، فمن حصلها فليكن همه التبلغ بها إلى الآخرة إن كان من العاقلين.


حديث الاثنين

عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ[12]».

ها هي محطتنا الأخيرة الآن، وها هو سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بنعم الله، تعالى، علينا، وبما أمدنا الله به من الموارد والخيرات التي يجب استغلالها والاستفادة بها من أجل تحقيق الإنجازات وبلوغ الغايات وتحقيق أمنيات الدنيا والآخرة.

إنهما نعمتان عظيمتان جليلتان، وهما مع خطرهما وجلالهما ضائعتان من يد كثير من الخلق كما أخبرنا سيدنا النبي، عليه السلام، إن أساس التعلم وتطوير النفس وبلوغ القصد وتحقيق الهدف هو وجود نعمة الصحة ونعمة الفراغ، وهما متوافران في وقت الشباب غالبًا، فمن أحسن الاستفادة بهما حصَّل العلم والمال وغير ذلك من مقاصد الدنيا والآخرة، ومن أضاع صحته وفراغه فقد أضاع نفسه وخرج من الدنيا صفر اليدين لم يستفد شيئًا!

وكأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يحذرنا ضياع الفرص، ويأمرنا بحسن الاستفادة من النعم، فإن المخوفات كثيرة، وتقلبات الدنيا وتحولاتها لا تنتهي.

فالسباق السباق قولًا وفعلًا .. حذر النفس حسرة المسبوق

الختام

انتهينا بذلك، والحمد لله رب العالمين، من شرح هذه الخماسية المباركة من حديثه الشريف، صلى الله عليه وسلم، ونلاحظ الرابط بين هذه الأحاديث الخمسة وهو أن النبي، صلى الله عليه وسلم، يأمرنا في كل حديث منها بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة، واغتنام الفرص المتاحة إذ لا ندري إلى متى تستمر لنا هذه الفرص ومتى تزول، وإن كنا نعلم يقينا أن النعمة لا تدوم، لذلك فالمبادرة واجبة.

وأخيرًا، نذكر معًا دعاء النبي، صلى الله عليه وسلم، في كل صباح ومساء، إذ كان يقول، عليه السلام: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن» (وهذه موانع السعادة)، «وأعوذ بك من العجز والكسل» (وهذه موانع الإنجاز)، «وأعوذ بك من الجبن والبخل» (وهذه موانع المبادرة)، «وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال» (وهذه موانع الكرامة)، فهذا الدعاء النبوي الجميل يلفتنا إلى الحرص على تحصيل السعادة لتحقيق الإنجاز من خلال المبادرة المحفوظة بالكرامة، والخير كله في اتباع منهجه، صلى الله عليه وسلم، والشر كله في اتباع هوى النفس والميل معها حيث مالت إلى مهاوي التسويف والتأجيل والتواكل وتضييع النعم والموارد والخيرات التي أكرمنا الله، تعالى، بها فيما لا يسمن ولا يغني من جوع. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ولا تؤتي المبادرة ثمارها إلا بتحديد أهدافها مسبقًا، وبدقة وكفاءة، وبقدر وضوح الأهداف تكون النتائج، إذ الأمور بمقاصدها والأعمال بأهدافها (إنما الأعمال بالنيات)، وهذا المعنى الجليل هو ما نقف معه في وقفتنا المقبلة، بإذن الله تعالى، وعنوانها: «لماذا تفعل ما تفعل؟».

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.


[1]: حديث صحيح، رواه الحاكم في المستدرك، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.[2]: سورة المؤمنون، الآيات 99 : 103.[3]: حديث صحيح، رواه الإمام الترمذي في السنن، وقال حديث حسن صحيح.[4]: حديث صحيح، رواه الإمام الحاكم في المستدرك.[5]: سورة الحشر، آية:18.[6]: سورة الحاقة، آية:18.[7]: رواه الترمذي في السنن.[8]: سورة الأنبياء، آية: 104.[9]: سورة الذاريات، آية: 21.[10]: سورة عبس، آية: 17.[11]: حديث حسن، رواه الترمذي في السنن، والبخاري في الأدب المفرد.[12]: حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.