(1)

في نهايات عام 2011 تقريبا انعقد في القاهرة مؤتمر ثقافي لتبادل وجهات النظر حول مستقبل الوضع في مصر بعد ثورة 25 يناير، وشارك في المؤتمر ممثلون عن التيارات الفكرية والثقافية بمصر من ليبراليين واشتراكيين وإخوان وسلفيين وغيرهم، وكان من المشاركين في المؤتمر أحد الزملاء الأزهريين، وهو شيخ فاضل وإمام لأحد المساجد الكبرى بالقاهرة، وكان الحوار دائرا حول مسألة تطبيق الشريعة وخوف البعض من سوء تفسير الشريعة لصالح فصيل ما ( الإسلاميين ) ، مع اتهامات لا بأس بها لهذا الفصيل بأنهم يكفرون المجتمع ويرون أنفسهم أفضل منه وما إلى ذلك، وكان رد الإسلاميين الحاضرين –إخوانا وسلفيين- أن المرجعية الدينية في مصر هي الأزهر الشريف، وهو المؤسسة العلمية التي يجب مراجعتها في فهم الأحكام الشرعية وتنزيلها على الوقائع المتغيرة وذلك لما عُرف عنه من انضباط في الفكر ووسطية علمية ومنهجية لا إفراط فيها ولا تفريط، وكانت فكرة مرجعية الأزهر في أمور الشريعة الإسلامية تلاقي حينها ما يشبه الإجماع المجتمعي في مصر، وحين وصلت الكلمة لصديقي الأزهري بدأ كلامه بأن سأل الحضور عامة وخص بالذكر الدكتور فلان ( ممثل الإخوان ) والمهندس فلان ( ممثل السلفيين ) والدكتورة فلانة ( ممثلة الليبراليين ) وقال: تقولون إنكم ستلتزمون بفتاوى الأزهر الشريف فيما يتعلق بالمسائل الشرعية فهل أنتم متأكدون من هذا؟ قالوا: نعم. قال: وماذا لو قلت لكِ مثلا يا دكتورة فلانة ( الليبرالية ) إن الأزهر الشريف يرى رقص الباليه هذا من قبيل العُري والفسق المحرم في الإسلام لأن الحجاب واجب شرعا بالإجماع على كل فتاة مسلمة بالغة؟ فما كان من الدكتورة الفاضلة إلا أن أجابت بسرعة قائلة للشيخ الأزهري: هذا رأيك الشخصي ولا يصح بحال من الأحوال أن تلزمنا به !

هنا انفجر صديقي ضاحكا وقال لها إنه لم يمر على كلامها دقائق حول الأزهر ومرجعيته وأهميته وما إلى ذلك، لكنها ببساطة وكشأن أغلب الحضور وقتها بل واغلب أهل السياسة في الحقيقة يقولون ما لا يقصدون، أو بشكل أدق: يقولون ما يقصدون عكسه تماما ولكن للسياسة مقتضياتها .

(2)

تذكرت هذه الواقعة وأنا أسمع وأقرأ صباح مساء عن التطرف، والإرهاب، والحجر على الآراء، وحرية الفكر والتعبير، إلى آخر هذه الكلمات التي تطالعنا بها الشاشات والإذاعات؛ هنا علينا أن نجيب أولا عن سؤال المصطلح : “الإرهاب” هل تم تحريره في ذهن قائله وسامعه؟ أم أنها كلمات تطلق فضفاضة ليتم تفصيلها لاحقا حسب مراد جهة ما أو أخرى، وكأن الجملة الشهيرة التى توضع فى صدر الإعلانات “الإرهاب لا دين له” يمكن أن تكون أيضا وبكل قوة “الإرهاب لا تعريف له” ليكون بذلك مطية لكل من يستخدمه !

إن أهل المنطق وعلم آداب البحث والمناظرة يقولون: إن تحرير محل النزاع إنهاء لنصف النقاش. ولا يجوز الحكم على أمر ما بدون معرفة دقيقة بتفاصيله وأحواله فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا بد أن يسبق التصور التصديق.

وبقيت أفكر في ماهية الإرهاب ، ودلالات هذا اللفظ في اللغة والشريعة والقانون، ومدى انطباقه على أفكار وأفعال التيارات والأفكار المختلفة في مصر وخارجها عبر التاريخ عموما وفي السنوات الأخيرة خصوصا ، وكان من أكثر ما يثير تعجبي هو التصاق المصطلح بالإسلام كأنه منتج إسلامي خالص ، بل إن هذا المعنى وجدته مستوطنا أفكار كثير من المسلمين فضلا عن غيرهم ، حتى أصبح كل ما هو إسلامي يكاد يكون مرفوضا تماما عند كثير من المسلمين بحجة أنه قد يكون طريقا إلى الإرهاب !

أثار الأمر حفيظتي فحاولت تحرير المصطلح، ثم تجلياته الفكرية والعملية في الحضارة الغربية والإسلامية ، وظل الأمر يؤرقني حتى استعنت بالله سبحانه وتعالى وبدأت رحلة البحث من أجل فهم أفضل للواقع المعاصر .

(3)

الإرهاب خيره وشره

ابن منظور يقول في لسان العرب بأن: “رَهِبَ، بالكسر يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً، بالضم، ورَهَباً، بالتحريك، أَي خافَ”.

أي أن الإرهاب هو التخويف، فكل من خوف غيره فقد أرهبه، ولكن هذا التخويف قد يكون محمودا حسنا وقد يكون مذموما، فتخويف أهل الشر والفسق والإيذاء في المجتمع يعد تخويفا محمودا لأنه يمنع انتشار الجريمة وتجرأ البغاة عليها، وقديما قالت العرب: “القتل أنفى للقتل” أي أن القصاص من القاتل أدعى لعدم تكرار القتل وشيوعه في المجتمع، ونجد قول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ” وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتّقُونَ” ]البقرة: الآيةُ179[ . وهناك تخويف آخر مذموم وهو تخويف الناس بغير حق كما في حديث جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” مَنْ رَوَّعَ مُسْلِمًا رَوَّعَهُ

اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ أَفْشَى سِرَّ أَخِيهِ أَفْشَى اللَّهُ سِرَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلا‌ئِقِ ” . وقد جاء في الحديث : ( لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبا جادا (فجعله لاعبا لأنه ينوي إرجاعه وجعله جادا لأنه روع صاحبه وأوهمه أنه فقد متاعه ! وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنع من ترويع المسلم ” لا يحل لمسلم أن يروع مسلما “

ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله” :من ائتمنه المالك، كوديع، يمتنع عليه أخذ ما تحت يده من غير علمه؛ لأن فيه إرعابا له بظن ضياعها ، ومنه يؤخذ حرمة كل ما فيه إرعاب للغير ، ودليله أن زيد بن ثابت نام في حفر الخندق ، فأخذ بعض أصحابه سلاحه ، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ترويع المسلم” .

وعلى هذا فالإرهاب في اللغة بمعنى التخويف يحتمل المعنيان خيرا وشرا فما المقصود بهذا اللفظ في الاصطلاح المعاصر؟ إذ المعنى الاصطلاحي أخص من المعنى اللغوي غالبا.

(4)

الإرهاب الدولى

إننا نجد في المعاجم ودوائر المعارف الدولية تعريفات كثيرة ومتنوعة للإرهاب ويتحدث بعض مفكري الغرب عن ظاهرة الإرهاب وكأنها ظاهرة جديدة أبصرت النور في الستينيات من القرن الماضي، وقبل هذا التأريخ كانت المجتمعات البشرية عامة والغربية خاصة كافة تعيش في سلام ووئام، علاقاتها لاتقوم إلا على حسن الجوار والتعاون في المعروف !

وتتنوع وتتعدد مفاهيم المعاصرين عن الإرهاب وأسبابه وجذوره وتاريخه وتطوره وأنواعه وكيفية مواجهته وهل هو قاصر على الجماعات أم هناك إرهاب على مستوى أصغر وهو الإرهاب الفردي؟ وإرهاب على مستوى أكبر وهو ما يعرف بإرهاب الدولة؟

وإذا بدأنا في محاولة للوقوف على مفهوم الإرهاب وتعريفه في القانون الدولي سنجده مصطلحا غامضا وهناك العديد من المعاني التي يمكن أن يشملها، وترجع صعوبة وضع تعريف دقيق جامع مانع لمفهوم الإرهاب إلى تعدد أشكاله ومظاهره وأهدافه والبواعث والغايات من وراءه ، كما أن لاختلاف توجهات الباحثين وخلفياتهم الفكرية أثر كبير في اختلاف التعريفات الصادرة عنهم لنفس المصطلح “الإرهاب”، إن أن تعريف أمريكا للإرهاب سيكون متعارضا تماما بطبيعه الحال لتعريف تنظيم القاعدة مثلا، فنجد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عرفت الإرهاب عام 1980م بأنه : (التهديد الناشئ عن عنف من قبل أفراد، أو جماعات).

ونجد تعريف وزارة الدفاع، 1986م يقول إنه هو: ( الاستعمال والتهديد بالاستعمال غير المشروع للقوة أو العنف ضد الأشخاص أو الأموال غالبا لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو عقائدية ).

تعددت التعريفات في الهيئات والمؤسسات الأمريكية المختلفة من البنتاجون للكونجرس لوزارة الخارجية إلى غير ذلك لكنها متفقة على أن الإرهاب هو : (استخدام القوة من قبل أفراد أو مجموعات للوصول إلى أهداف).

وعرفته اتفاقية جنيف لقمع ومعاقبة الإرهاب لعام 1937 م، بأن الأعمال الإرهابية هي الأعمال الإجرامية الموجهة ضد دولة ما وتستهدف، أو يقصد بها، خلق حاله من الرعب في أذهان أشخاص معينيين، أو مجموعة من الأشخاص، أو عامة الجمهور.

أما الاتفاقية العربية لعام 1998 م، فقد عرفت الإرهاب في مادتها الأولى بأنه كل فعل من أفعال العنف أو التهديد أيا كانت بواعثه أو أغراضه، يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إفشاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حرياتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو احتلالها أو الاستيلاء عليها، أو تعريض أحد الموارد الوطنية للخطر.

(5)

إرهاب الدول والأفراد والجماعات

هناك خلاف كبير حول أنواع الإرهاب تبعا للاختلاف الحاصل في تعريفه، فهناك أنواع للإرهاب من حيث القائمين به، وأنواع أخرى من حيث هدفه، وأنواع ثالثة من حيث وسائله، وأنواع رابعة من حيث كونه قانونيا أم لا ، ونبدأ بتقسيم الأول وهو أنواع الإرهاب باختلاف أنواع القائمين به فنجده ينقسم إلى ثلاثة أنواع هي:

إرهاب الدولة: كما نصت المادة السادسة من مشروع تقنين الجرائم ضد سلام وأمن البشرية الصادر عن لجنة القانون الدولي سنة 1954 ، على أن: “أفعال الارهاب تتضمن مباشرة سلطاتِ الدولة أنواعا من النشاط الإرهابي في دولة أخرى أو تشجيعها أو السماح لها بنشاط منظم الغرض منه تنفيذ أفعال إرهابيه في دولة أخرى” وما تفعله سلطات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين وما تفعله أمريكا وحلفائها في أفغانستان والعراق وغيرهما يعد نوعا مثالا واضحا وجليا لهذا النوع من الإرهاب. وقد أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية اختلافا مستمرا مع جهود ومحاولات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتحديد مفهوم الإرهاب الدولي والتفرقة في إطاره بين إرهاب الدولة وإرهاب الأفراد أو مجموعات من الأفراد، وكذلك بين الإرهاب الدولي وحق الشعوب والحركات الوطنية في تقرير المصير.

فقد تمسكت أمريكا في إطار اللجنة الخاصة بالإرهاب الدولي بستبعاد إرهاب الدولة من اختصاص اللجنة ومن التعريف الخاص لمفهوم الإرهاب، وذلك لأنها لجأت في حالات عدة إلى إرهاب الدولة، بالقيام بنفسها بغزو جرينادا ( (Grenadaعام 1983 م وقصف ليبيا عام 1986 م، واقتحام عاصمة بنما وإعتقال رئيسها الجنرال مانويل نورييغا 1958 م . وكانت الولايات المتحدة قد نظمت في 3/ 11/ 1958م حادث إختطاف طائرة أوروبية ما أدى إلى مصرع 17 شخصا من ركابها، وخلال الفترة من عام 1960 م حتى 1964 م تم إختطاف (40) طائرة أوروبية، وكان المختطفون يستقبلون كالفاتحين في المطارات الأمريكية .

بالإضافة إلى ذلك قصفها الجوي والبحري على الصومال للقضاء على المحاكم الإسلامية هناك التي تعتبرها وكرا لعناصر القاعدة في شرق أفريقيا. بالإضافة إلى ما فعلته إسرائيل التي تعبث بالشعب العربي الفلسطيني منذ وجود هذا الكيان الغاصب عام 1948 م.

فمناحيم بيغن الذي أرتكب في 9 نيسان من عام 1948 م مجزرة دير ياسين في فلسطين، أصبح رئيسا لحكومة الكيان الصهيوني، وقد استقبلته بريطانيا بهذه الصفة على الرغم من أنة كان مطلوبا للقضاء البريطاني بتهمة تفجير فندق الملك داوود في مدينة القدس أثناء الإنتداب البريطاني عام 1946 م، وهو الحادث الذي ذهب ضحيته ( 200 ) شخص بين قتيل وجريح كان بينهم عدد من المسئولين العسكريين والإداريين البريطانيين.

وإسحاق شامير الذي ترأس الفريق الذي قام في 17 سبتمبر من عام 1948 م، بتغتيال مبعوث الأمم المتحدة السويدي الجنسية (الكونت برنادوت) أصبح رئيسا للحكومة ووزيرا للخارجية الإسرائيلية، وإسحق شامير نفسه هو الذي أشرف قبل ذلك على إغتيال (اللورد موين) وزير الدولة البريطاني ورئيس شئون المستعمرات في القاهرة عام 1944 م.

ودخل الجنرال أرييل شارون عالم المجازر الجماعية من قرية (قبية) في فلسطين، حيث كان يترأس الفرقة ( 101 ) في عام 1953 م ، عندما اقتحمت الفرقة عينها تلك القرية العربية وقتلت ( 96 ) شخصا من سكانها، وقد أدانت الأمم المتحدة تلك الجريمة، وكان قرار الإدانة الأول الذي يصدر عن المنظمة الدولية ضد إسرائيل . ولقد تواصل هذا الإرهاب إلى مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت في سبتمبر من عام 1982 م، وبإشراف أرييل شارون نفسه الذي أصبح في العام 2000 م رئيسا لوزراء إسرائيل. وتواصل الإرهاب الإسرائيلي حتى العاصمة التونسية (مقر منظمة التحرير الفلسطيني) لتصفية بعض قياداتها هناك عام 1985 م، حيث قامت المخابرات الإسرائيلية باغتيال خليل الوزير (أبوجهاد). وعانى لبنان من سلسلة الجرائم الإرهابية الإسرائيلية وأشهرها مجزرة قانا عام 1996 م ومجزرة قانا الثانية أثنا الغزو الإسرائيلي للبنان عام 2006 م، والذي راح ضحيت هذا الغزو الآف من القتلى والجرحى، وفي كل مرة كان يلجأ فيها لبنان إلى الأمم المتحدة للتنديد بهذه الجرائم، كان يصتدم بالفيتو الأمريكي الذي كان عاملا مشجعا للإرهاب الإسرائيلي ومدافعا عنه.

إرهاب المجموعات المنظمة ( الميليشيات ) : وهو الإرهاب الذي تقوم به قوات غير نظامية (أي ليست تابعة للحكومة) من مواطنين، يعملون عادة بأسلوب حرب العصابات ويشكلون منظمات مسلحة تابعة لأحزاب أو حركات سياسية تأسس قوات دفاعية من مواطني منطقة سكنية أو جغرافية محددة في إطار قومي أو ديني وقد تكون مدعومة أو معاقبة من السلطات.

ومن هذا النوع ما يسمى بمنظمة القتال الاشتراكية الثورية في الإمبراطورية الروسية، وسائر الأجنحة العسكرية التابعة للأحزاب السياسية في بلاد العالم المختلفة كالجيش الأحمر في روسيا ، والجيش الشعبي العراقي ، وتنظيم الحرس القومي التابع لحزب البعث ، ومنظمة الوحدة الوقائية التابعة للحزب النازي الألماني ، وميليشيا نمور الأحرار التابعة لحزب الوطنيين الأحرار في لبنان وكان لها دور كبير في الحرب الأهلية اللبنانية ، ومنظمة بدر التي عرفت بعد ذلك بفيلق بدر التابعة للمرجع الشيعي محمد باقر الحكيم ، وحركة أمل ( أفواج المقاومة اللبنانية ) وتعرف بحركة المحرومين والتي أسسها القائد الشيعي موسى الصدر ، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح ( حركة التحرير الفلسطينية ) التي أسسها ياسر عرفات ، وكتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس ( حركة المقاومة الإسلامية ) التي أسسها الشيخ أحمد ياسين ، وتنظيم القاعدة الذي يشكل تنظيم داعش الحالي امتداد له .

وعلى من يريد فهم ظاهرة الإرهاب المعاصرة أن يدرس هذه المنظمات وأمثالها دراسة جيدة متأملة باحثة عن الظروف والدوافع والرغبات التي أدت إلى ظهورها وانتشارها .

إرهاب الأفراد : ويقصد به ما يثيره بعض الأفراد في المجتمع من إرهاب وتخويف وإثارة للذعر في نفوس أفرد آخرين، ومن ذلك ما يمارسه بعض الآباء من إرهاب لأبنائهم، وكذلك يمكن فهم سلوك بعض المدرسين على أنه إرهاب للتلاميذ في المدارس، ومن هذا النوع أيضا ما تتعرض له السيدات والبنات في الشوارع والمواصلات من إرهاب وتخويف بالإشارة واللفظ بل واليد في بعض الأحيان.

وإذا أردنا أن نتحدث عن أنواع الإرهاب من حيث أهدافه فسنجد لبعضها أهدافا مالية وأخرى سياسية وثالثة نفسية ورابعة فكرية أو دينية ، وهذا ما نتحدث عنه لاحقا إن شاء الله تعالى في المقال التالي بعنوان : ماذا يريد الإرهابيون؟