مع قدوم مونديال الكرة ودنو موعده، تتحول أنظار العالم بشكل تدريجي ويتركز حديثه عن الحدث الأبرز الذي يهتم به حتى من لا يتابعون اللعبة وأخبارها بشكل مستمر. حدث يجذب القاصي والداني عن اللعبة من رجال ونساء وأطفال قد يبدأ تعلقهم بأحد المنتخبات أو أحد اللاعبين بعد مراوغة مميزة ومهارة منقطعة النظير تابعها في إحدى المقاهي مع أصدقائه، لتبدأ من تلك اللحظة مسيرته التشجيعية كما بدأت مع غيره من سنين خلت.

في بطولات المونديال هناك الكثير من اللحظات المميزة والتي تتجاوز إلى حد كبير القيمة الرياضية لها، منها القصص العاطفية الجميلة التي تحرك فينا المشاعر وتصل بنا لحد البكاء، وأخرى قاسية تجعلنا نشعر بالإحباط واليأس. لكن هناك بعض القصص الطريفة التي تجعلك تبتسم وتضحك بقوة بسبب غرابة تلك اللحظات والسخرية التي تحيط بها.


1982: طلباتك أوامر يا شيخ!

خلال نهائيات كأس العالم 1982 في إسبانيا، كانت مباراة الكويت وفرنسا شاهدة على حادثة يصنفها المؤرخون على أنها إحدى أطرف وأغرب اللحظات في تاريخ نهائيات كأس العالم. فبعد إحراز الفرنسيين هدفًا جديدًا وتقدمهم بنتيجة 4-1، اعترض الكويتيون على الهدف بحجة أن هناك صافرة أوقفتهم عن اللعب تبين لاحقًا أنها قادمة من المدرجات.

الشيخ «فهد الأحمد» رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم في ذلك الوقت، اعترض بشكل كبير على الهدف الفرنسي، وأشار للاعبين بيده من أجل الانسحاب إلى غرف الملابس. بعد ذلك نزل الفهد إلى أرض الملعب، وجادل الحكم السوفييتي «ميروسلاف ستوبار» من أجل عدم احتساب الهدف بحجة الصافرة من المدرجات.

كان لتدخل الشيخ فهد دور حاسم في إلغاء الهدف بعد تشاور الحكم الرئيسي مع مساعديه، ليقتنع بعدم صحة الهدف بعد وقوف الدفاع الكويتي على إثر سماعهم صافرة قادمة من المدرجات، وفي حينها اعترض الفريق الفرنسي على تراجع الحكم عن احتساب الهدف.

عقب المباراة، أقر الاتحاد الدولي لكرة القدم بصحة الهدف الفرنسي، ووجه الفيفا تحذيرًا للأحمد،وفرض عليه غرامة مادية قدرها 12 ألف دولار. وتم منع الحكم السوفييتي من التحكيم مجددًا في المسابقات الدولية بعد تأثره بالضجة التي أثارها الشيخ فهد.


1990: مبروك للعروسين

خلال نهائيات مونديال 1990 التي أقيمت في إيطاليا، صادف عشية تواجد المنتخب الأرجنتيني في أحد الفنادق، إجراء حفل ومراسم زفاف،فطلب مدرب المنتخب الأرجنتيني «كارلوس بيلاردو» من لاعبيه التقدم من أجل تهنئة العروسين. وبالفعل تقدم جميع عناصر المنتخب بالتهنئة واحدًا تلو الآخر، وقاموا بتقبيل العروس بسبب اعتقاده أن هذا الأمر سيجلب الحظ لفريقه!

في اليوم التالي، استطاع منتخب الأرجنتين تخطي عقبة البرازيليين بنجاح، على الرغم من تفوق منتخب السامبا طيلة أوقات المباراة، إلا أن القبلة الفريدة التي طبعها مارادونا وكانيجيا على خد العروس في اليوم السابق، جلبت الانتصار لهم بعد مهارة مميزة لكليهما في تخطي دفاعات المنتخب البرازيلي.


1994: إنت فين، والحب فين؟

كانت بطولة كأس العالم 1994 هي اللحظة التي استحوذت فيها اللعبة على قلب الولايات المتحدة بعد دخول الدولة في قفص الفيفا الذهبي. كانت الولايات المتحدة مستعدة لإظهار المجتمع الكروي أنهم فهموا اللعبة وعلى استعداد لتقبلها رغم الشهرة الكبيرة لكرة القدم الأمريكية وكرة السلة في بلاد «العم سام».

المسابقة قد تم افتتاحها بشكل جيد من خلال حفل مميز، وما زالت البطولة حتى يومنا هذا تحمل الرقم القياسي للحضور الجماهيري للمباريات. لكن كان للافتتاح نصيب من السخرية بسبب ما قامت به المغنية «ديانا روس».

روس كانت جزءًا أساسيًا من حفل الافتتاح، وكان كل شيء يسير على ما يرام، حتى تلك اللحظة التي كان يتوجب فيها على ديانا تنفيذ ركلة الجزاء ضمن الفقرة الفنية الخاصة بها، والتي ستنتهي بتفجير مرمى الخصم وانهياره بعد دخول ركلة ديانا.

كل ما كان على روس فعله هو ركل الكرة إلى الأمام من على بعد ياردات قليلة فقط. لكن اتضح بأن المغنية الشهيرة لم تركل الكرة مطلقًا في حياتها، وأخطأت الهدف تمامًا. رغم ذلك انهار المرمى وصرخ الجمهور فرحًا بالهدف الوهمي كما كان محضرًا له قبل ذلك.


2010: شاهد ما فهمش حاجة!

واحدة من أكثر اللحظات طرافة في نهائيات كأس العالم 2010، كانت خلال المباراة التي جمعت ساحل العاج بمنتخب كوريا الشمالية. في الدقيقة 90 وفي آخر مباريات دور المجموعات للمنتخبين، كان المنتخب الإيفواري متقدمًا بنتيجة 3-0.

رغم نهاية المباراة وعدم وجود أي آمال للمنتخبين بالتأهل للدور القادم، استدعى مدرب كوريا الشمالية «كيم جونغ هون» قائد المنتخب لإعطائه بعض التعليمات رغم عدم أهمية توجيهاته في هذا التوقيت، لكن إيمانويل إيبوي لاعب المنتخب الإيفواري لحق باللاعب الكوري إلى خط الملعب واستمع إلى توجيهات جونغ هون. على الرغم من عدم معرفة إيبوي بكلمة واحدة من اللغة الكورية، إلا أنه أوحى للكوريين بأنه يفهم لغتهم.

«إيمانويل إيبوي» عن الحادثة

لقد كانت اللعبة الأخيرة لكلا المنتخبين في البطولة، لذلك اجتمعا معًا في المطار للمغادرة في اليوم التالي. جاء أحد اللاعبين وقال للعاجي:

الكوري: إيمانويل، هل تتحدث الكورية؟

إيبوي: أجل، بالطبع.

الكوري: حسنًا، أخبرني كيف تقول صباح الخير باللغة الكورية.

إيبوي: يانغ مو! وسقط بعد ذلك على الأرض وهو يضحك.


2014: جت الحزينة تفرح، ما لقت لنفسها مطرح

عندما استدعى مدربهم كابتن الفريق، اقتربت منه وأشرت برأسي وكأني أفهم ما يقال. وصرت أردد، حسنًا، لا مشكلة، أفهم ذلك، نعم! في ذلك الوقت أنا لا أعرف ما كان يجري في رأسي بصراحة، لكن الناس لن ينسوا ذلك إطلاقًا.

تعد الركلات الحرة من الضربات السهلة ولا تستدعي تحضيرًا مبالغًا به من أجل تنفيذها. فقط حدد الزاوية التي تريد وكل ما عليك فعله هو ركل الكرة بشكل جيد من أجل إيصالها إلى الهدف. صحيح، أليس كذلك؟

يؤسفني القول إنك مخطئ، حيث أثبت المنتخب الألماني عكس ذلك من خلال الطريقة التي نفذوا بها الركلة الحرة لمفاجأة الخصم الجزائري في دور الـ16 من مونديال 2014. بينما كان 5 لاعبين يقفون أمام الكرة، بدا أن الألمان يمتلكون رسمًا وخطة معينة لتنفيذ الركلة الحرة في آخر دقائق المباراة.

انطلق «باستيان شفايشتايغر» لتسديد الكرة وانطلق «مولر» من خلفه لتشتيت انتباه حائط الصد، لكن شفايني تخطى الكرة ولم يسددها. بغفلة عين سقط مولر بطريقة هزلية وسرعان ما أكمل طريقه نحو المرمى الجزائري دون تسديد الكرة أيضًا.

خلال دقائق كانت وسائل التواصل الاجتماعية تعج بملايين المنشورات والصور الساخرة عن طريقة تعثر مولر التي أضحكت جميع المعلقين والمحللين. لكن الخطة لم تفشل بسبب مولر، فهو أتقن دوره الكوميدي كما هو مكتوب في السيناريو.

لقد طبقنا الخطة بشكل مثالي في التدريبات، لكن اللمسة الأخيرة من كروس لم تكن صحيحة كما يجب أن تكون.
«بينديكت هوفيديس» عن الركلة الحرة

أكد «بينديكت هوفيديس» لمراسل ESPN «رافائيل هونجشتاين» بأن الخطة سارت بشكل صحيح، لكن «كروس» أخطأ في إيصال الكرة لوجهتها المقصودة، ما جعل الأمر يبدو بهذه السذاجة والفظاعة في النهاية.