برع صلاح جاهين قديماً حينما وصف الليلة الختامية للمولد في أوبريت الليلة الكبيرة بمسرح العرائس، التي يصل فيها الاحتفال إلى الذروة:

الليلة الكبيرة يا عمي والعالم كتيرة
ماليين الشوادر يابا من الريف والبنادر.

وكان ذلك على خلاف وصف الجبرتي قديماً ما جرى من فساد بمولد الوليّ عبد الوهاب المرزوقي، قائلاً:

يختلط به الرجال والنساء، وينصبون فيه خياماً كثيرة وصواوين ومطابخ وقهاوي، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس وخواصهم وعوامهم وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعب والغوازي والبغايا والقوادين والحواة، فيملؤون الصحراء والبستان، فيطؤون القبور، ويتغوطون ويزنون.
عجائب الآثار في التراجم والأخبار: الجبرتي، ج1، ص287.

فعلى أصوات زغاريد السيدات وإنشاد الشيخ ياسين التهامي وترنيمات أوراد الطريقة القوصية، استقبل رواد مولد السيدة زينب بالقاهرة الليلة الختامية لذكرى ميلاد «بنت فاطمة البتول»، بينما كان على الجانب الآخر من شارع قصر العيني احتفالات متعددة بالفلانتين، في حال منقسم بين من ذابوا عشقاً في «أم العواجز» ومن كفاهم الحب الدنيوي.

كنّا في قلب الحدث، بين آلاف الوافدين من كل ركن بالجمهورية، الذي يفوق عددهم في أحسن الأحوال 100 ألف، خارج وداخل المسجد الذي لم يكن فيه موضع لقدم، في مشهد يرجع لذاكرتك الذين يدخلون في دين الله أفواجاً بعد فتح مكة.

انطلقت الموائد المتراصة على جانبي مختلف الطرق الموصلة للمسجد من كل ناحية في إطعام الطعام لكل مار، إذعاناً من أصحابها أن ذلك لـ«الله» الذي أنزل في القرآن آيات تخليداً لذكرى أبي السيدة زينب؛ علي بن أبي طالب، الذي كان يطعم الطعام:

«ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً»
سورة الإنسان: آية 8 – 9.

استطعنا التواصل مع بعض روّاد الموالد -التي وصل عددها في مصر حسب الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية إلى 2850 مولداً للمسلمين والأقباط- مع البحث عمّا يدور بخلدهم لقاء تلك الظاهرة التي دخلت مصر على أيدي الفاطميين، في القرن العاشر الميلادي، وكانت الآراء متقاربة في بعض أطرافها، ومختلفة في أجزاء كثيرة منها.

قال الشيخ أحمد فرحات؛ إمام وخطيب مسجد السيدة زينب، أثناء إلقائه كلمة على جموع الحاضرين بالليلة الختامية إن الاحتفال بمولد «عقيلة بني هاشم» من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم)، ويعد أصلاً من أصول الإيمان، لقوله: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين»، فضلاً على أن النبي محمد كان يصوم يوم الإثنين، ويقول: «ذلك يوم ولدت فيه».

وأوضح أن الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم أمر مطلوب، لما فيه من التأسي بهم والسير على طريقهم، ولورود الأمر الشرعي بتذكر الصالحين، في قوله: «واذكر في الكتاب مريم»، ومريم صديقة لا نبية، وكذلك ورد الأمر بالتذكير بأيام الله، ومن أيام الله تعالى أيام الميلاد لأنه حصلت فيه نعمة الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به باب لشكر نعم الله على الناس.

وأضاف أن الاحتفال بمولد السيدة زينب شاهد على الحب والتعظيم لجناب آل البيت والفرح بهم، وشكر لله على هذه النعمة، وهو أمر مستحب مشروع، ودرج عليه المسلمون عبر العصور، واتفق علماء الأمة على استحسانه.

ولفت أن المراد من الاحتفال بذكرى المولد تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدح النبي محمد والثناء عليه، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام، إعلاناً لمحبة آل البيت، وإعلاناً للفرح بيوم مجيء أحدهم إلى الدنيا.

وختم إمام مسجد السيدة زينب كلامه بخبر كانت أحداثه بعد رجوع النبي محمد من بعض مغازيه، عندما جاءته جارية، وقالت: «يا رسول الله، إني كنت نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى»، فقال لها: «إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا»، موضحاً أن الضرب بالدف كان تعبيراً عن الفرح بقدوم النبي محمد سالماً من غزوة، فجواز الاحتفال بقدومه للدنيا أولى.

وبخارج المسجد، قال الدكتور أحمد مزروع؛ إمام وخطيب ومدرس بالأوقاف، إن تخليد أي ذكرى لا مانع منه، فإحياء المناسبات والحفاظ على الاحتفال بها، لا سيما ميلاد الصالحين، تصرف ديني قرآني، لاستناده إلى القرآن والسنة.

وأشار إلى أن القرآن جاء به أمر من الله لنبيه موسى بتذكير قومه بأيام الله، فقال: «وذكرهم بأيام الله»، ولما خلد اليهود ذكرى نجاة موسى قال النبي محمد: «نحن أولى بموسى منهم»، وجاء القرآن أيضاً بالإخبار عن المسيح وتخليده ذكرى ميلاده وذكرى وفاته، فقال: «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً»، مشيراً إلى أن النبي محمد لمّا سُئل عن صيامه يوم الإثنين، قال: «ذاك يوم ولدت فيه»، وغير ذلك كثير من النصوص التي تثبت ذلك.

وأوضح أن «الأصل في الأشياء الإباحة»، طبقاً لما جاءت به القاعدة الأصولية الشهيرة في الفقه الإسلامي، ولم يرد ما ينهى عن هذا التصرف أو الاحتفالات، لا سيما وأنها ترجع إلى آل البيت، مبيناً أن سر وجوده بمولد السيدة زينب قد جاء من منطلق قول النبي محمد: «منْ فرح بنا فرحنا به».

وأضاف رغم ذلك، أن مناسبات الموالد عامة قد أصبحت تحوي كثيراً من الممارسات المحرمة وغير الشرعية والمنهي عنها، كالرقص والصخب والاختلاط وكشف العورات والمبالغة في تعظيم الأولياء، أو «صاحبة المقام» في حالتنا، بمجاوزة الحد من البعض، مما قد يُوقع كثيراً منهم في الشرك. وبيّن أنه لا بد من الالتفات لمثل هذه الممارسات، سواء بمولد السيدة زينب أو غيره، وينبغي التحرّز من الطقوس التي قد تؤخذ على روّاد الموالد وأصحاب الطرق الصوفية.

وقال أحمد عيسى؛ مدرس بالأزهر وأحد مريدي الطريقة الرفاعية، إن الاحتفال بالموالد جزء من الثقافة الشعبية الدينية بمصر، فلا تخلو مدينة مصرية من ذكرى الميلاد التي تنتظرها كل الفئات من أبناء تلك البلد، إذ هي ملاذهم للتطهر النفسي والشفاء الروحي والتخلص من أعباء الحياة، فضلاً على الفقراء والبسطاء والمساكين الذين ينالون في تلك المناسبات كثيراً من الرزق على يد الميسورين من أهل الخير.

وأشار إلى أن «شعيرة الموالد» متأصلة في شتى الديانات، فالمسلمون لديهم بالقاهرة موالد الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة، فضلاً على مولد أحمد البدوي بطنطا، وإبراهيم الدسوقي بدسوق، ومحمد بن أبي بكر بميت دمسيس قرب مدينة أجا، وعبد الرحيم القناوي بقنا، وأبي الحجاج الأقصري بالأقصر، وأبي العباس المرسي وسيدي جابر بالإسكندرية، في حين يحتفل الأقباط بموالد كثيرة للسيدة مريم العذراء والشهيد مار جرجس بالقاهرة وكفر الدوار وميت دمسيس والقديسة دميانة بالدقهلية ومار مينا بالصحراء الغربية، أمّا مولد «أبي حصيرة» بالبحيرة فيعد من أمثلة المناسبات اليهودية الكبيرة بمصر.

ولفت عيسى إلى أن طقوس المصريين في موالد الأولياء والقديسين تتشابه على حد سواء، إذ يتعامل الناس بمصر مع الموالد على أنها احتفالات دينية ودنيوية، كتعبير صادق عن خصوصية الثقافية المصرية، فمن الطبيعي أن يكون بعض المسلمين من المشاركين بموالد القديسين، كمولد العذراء ومار مرقس، فضلاً على مواظبة كثير من الأقباط على حضور موالد آل البيت، بخاصة «السيدة زينب».

وذكر أن الجدل الدائر منذ زمن بعيد حول حرمة زيارة الأضرحة والتبرك بالأولياء إنما هو خلاف مفتعل، لأن منْ يثيرونه لا يملكون الصفاء الروحي الذي يمكنهم من ميزان الأمور وربطها بميثاق الشريعة والحقيقة، لأنهم -على حد قوله- قد تمسّكوا بطقوس الدين ولم يصلوا إلى مقاصده والتعرف على ما وراءه من روحانيات خالصة.

وذكر أن المصريين يطلقون على السيدة زينب «رئيسة الديوان»، لأنها ابنة علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد، وجدها محمد رسول الله وجدتها خديجة بنت خويلد، وأخواها الحسن والحسين، وكانت بطلة في موقعة كربلاء، وحمت السبايا الهاشميات ورعت الغلام المريض علي زين العابدين بن الحسين، ولذا كُنيت بـ«أم هاشم». وبيّن أن السيدة زينب قد ولدت في العام السادس الهجري، وسُميَّت باسم خالتها التي توفيت قبل ميلادها بأربعة أعوام، متأثرة بجراحها في طريق هجرتها بعد أن طعنها أحد المشركين ببطنها فماتت هي وجنينها.

وقال حسن عبدالفتاح؛ مُصمِّم جرافيك، إن جمهور الموالد لا يلتفت للانتقادات التي يوجهها البعض لممارساتهم، فزيارة الأضرحة ومقامات الأولياء الصالحين تمثل أهمية كبيرة لديهم، حيث يأتي الناس بالآلاف على عتبات آل البيت يطوفون حول مقاماتهم منشدين أشعار الصوفية و«مدد» لا تفارق ألسنتهم، فضلاً على السيدات اللاتي جئن ليبحن بأسرارهن لـ«أم العواجز»، مشيراً إلى أنه قد رأى بنفسه رجالاً جاؤوا من أقصى الجنوب ليوفوا نذورهم لسيد الشهداء الإمام الحسين، حيث يكلفون أنفسهم ما ليس بواجب عليها؛ توسماً في أن يفك الله كرباً أو يستجيب لدعوة، بينما تنتشر ظاهرة إطعام الفقراء، وتوزيع الأموال على المحتاجين، والفتيات اللاتي يتبركن بـ«السيدة» متمنين الستر وابن الحلال.

وأشار إلى أن العلاقة بين العبد وربه لا تحتاج إلى وساطة، وأن أهم ما يميزها السهولة واليسر، فالرسل ما جاءوا إلا ليبلغوا الرسالة ويبينوها وينيروا الطريق، وورث العلماء مهمة الأنبياء بعد انقطاع الوحي، بينما انحرفت فئات من المسلمين عن الجادة وزين لهم الشيطان أعمالهم، ببعض الأفعال التي لم ينزل الله بما من سلطان، فتشوهت بذلك صورة العقيدة، ودخل فيها ما يُعقِّدها ويُخرِجها عن يسرها ونقائها، وأضحى الدعاء يتطلب وسطاء وشفعاء من الأموات فضلاً عن الأحياء.

وأضاف أن أشد صور التشوه في العقيدة تقديس القبور والأضرحة واتخاذها واسطة للتقرب إلى الله، فضلاً على جعل بعض الناس عبادتهم موهوبة لها أو لأصحابها، مثل الذبح أو الاستغاثة والتوسل بأصحابها، مشيراً إلى أن ظاهرة المولد تتعاظم في خطورتها مع اجتماع الانحرافات السلوكية في مكان ووقت واحد. وأوضح أن سبب حضوره مولد السيدة زينب يرجع إلى حبه في تلك الأجواء التي يشعر فيها بالصفاء، وإن كان غير راضٍ لكل الممارسات به.

وقال (ج. م)؛ خطيب وإمام بجمعية أنصار السنة المحمدية، إن الاحتفالات بموالد الأنبياء والأولياء والصالحين من البدع المنكرة التي أحدثها الغلاة والمبتدعة في الدين، واستحسنها كثير من الناس ممّن قل علمهم وسهل التأثير عليهم، فتلك المناسبات مخالفة للسنة، حتى لو لم تصاحبها المنكرات، لأن النبي محمد لم يحتفل بمولده وكذلك الصحابة، فضلاً على موالد الصالحين، ولا اجتمعوا لها.

وعن سر وجوده في مولد السيدة زينب، أوضح أنه معتاد على الذهاب لتلك المناسبات حتى يرى بعينيه -ما سماه- «الضلالات»، التي استشهد عليها بقول النبي محمد (صلّى الله عليه وسلّم): «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وقوله: «إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة»، وقوله: «اللهم لا تجعل قبري عيداً»، وقوله: «لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلّوا عليّ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم»، مبيناً أن الموالد مُحرَّمة في الشرع وإن لم تصاحبها منكرات وبدع، بينما هي الآن لا تخلو منها، التي أطلق عليها «شركية» و«بدعية».

وذكر أن ظاهرة الاحتفال بالموالد معروفة من العصور السابقة على الإسلام، فكان الفراعنة واليونان يحتفلون بالآلهة، ويجعلون عيداً لظهورها، ثم انتقل ذلك إلى النصرانية، التي احتفلت بميلاد المسيح، ثم جاء بعض المنتسبين إلى الإسلام فتشبهوا بتلك الاحتفالات وجعلوها لمولد النبي محمد.

واعتبر أن الموالد منذ نشأتها الأولى عملت على نشر الدعوة الفاطمية، وإلهاء للشعب عن التغيير الديني الذي يجري بمصر، حيث استخدمت من الوسائل ما يساعد على تحقيق هذه الوظيفة واستمالة الشعب لحبهم، فخلقت تلك الاحتفالات لإشباع المصريين دينياً بالموالد مع تقوية الحركة الصوفية، وإبعاد المواطنين عن التفكير في محاسبة الحكام.

وكشف أن ظاهرة الموالد قد حرّفت المقصد الأصيل لزيارة القبور، المتمثل في التفكر وتذكر الموت وأخذ العبرة والعظة والدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة، بينما القبور المُزخرفة والمضاءة والمغطاة بأفخر الأقمشة وما يصاحبها من التكريم والتفخيم إنما هي تحريف لمقصد الزيارة، والعدول عن ذلك إلى طلب المدد والغوث واتخاذه واسطة بين الإنسان والله.

وقال (ن. ع)؛ إن الموالد تعتبر من وجهة نظره فلكلوراً شعبياً وليست شعيرة دينية، فهي ظاهرة جماهيرية ولا تختص بالصفوة أبداً، فالنذور اليومية من الطيور والماشية وحلي النساء، إضافة إلى أن حجم إنفاق المصريين خلال الموالد على اللهو والمأكولات يُبيِّن الضخامة المادية لعوائد الأضرحة والموالد، فضلاً على أن جدول أعمال أصحاب الأغاني والموسيقى والألعاب النارية مزدحم بتلك الاحتفالات في أرجاء مصر، ولا بد من الإشارة للباعة وأصحاب الفنادق الرخيصة بالقرب من مواقع المولد، الذين تنتعش تجارتهم في تلك المواسم، والمنافع الواسعة التي يصيبها القائمون عليها، بخاصة في ما يتعلق بالنذور والوجاهة والمكانة الاجتماعية والدينية وكسب الولاء الديني والاستزادة من الأتباع والمريدين.

ولكنه في ذات الوقت، أوضح أن العاطفة الشعبية وحدها هي السبب الأهم لاستمرار الموالد، لأن بعض الناس -على حد قوله- يرون في مولد السيدة زينب مثلاً موسماً تجارياً يروِّجون فيه بضائعهم ويروِّحون فيه عن أنفسهم بالمشاركة في الملاهي وحفلات الغناء والرقص التي تشهدها الموالد عادةً.

وأوضح أن أهم أسباب انتشار الممارسات الصوفية، وعلى رأسها الموالد، وجود مساحة تلبي الحاجات الروحية لشرائح المسلمين، بخاصة في ما يتعلق بالحب والتعلق بالنبي محمد، وهو من الأبواب التي تقصر فيها الحركات التي تعتمد على التدين الظاهري فقط، ولا تأخذ حقها ومكانتها، فدروس معظم الدعاة ومحاضراتهم لا تحمل القدر الكافي من الحديث عن المحبة القلبية للنبي محمد وآل بيته. وبيّن أنه غير موافق على جميع الشعائر التي تُقام في مولد السيدة زينب لبُعدها عن المنطق والعقل والتفكير، إلا أن العاطفة الدينية الجيّاشة لدى روّاد المولد يمكن استثمارها في تفجير طاقات المجتمع والنهوض بالأمة.

في النهاية، تبقى الموالد بروّادها على اختلاف مشاربهم، ولا يبقى لنا إلا تتبع آثارهم ومناقضاتهم.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.