اكتسبت أهرامات الجيزة على مدار تاريخها أهمية خاصة، وضعتها في منزلة المركز أو الرمز الذي يمثل مصر، ويربط بين حلقاتها التاريخية المختلفة. ظهرت الأهرامات في لوحات المستشرقين، وفي تلك الصور الفوتوغرافية منخفضة الجودة التي أنتجتها آلات التصوير المبكرة. ظهرت سلبية وملونة، يقف أمامها مصريون في ملابس رثة، وآخرون أحسن حالًا. استضافت الأجانب من ذوي القبعات المرتفعة، والشوارب الضخمة، وآخرين في ملابس حديثة يلتقطون الصور، ويشترون التذكارات.

عند تصفح أرشيف الصحافة الأجنبية ستصل أيدينا إلى مقال يرسم المشهد في منطقة الأهرامات قبل قرن ونصف من الزمان. ففي 5 مايو/أيار 1877 نشرت صحيفة Lyons weekly mirror الأمريكية تقريرًا تحت عنوان «رحلة إلى الهرم الأكبر»، يتحدث فيه الكاتب عن زيارته إلى منطقة الأهرامات، وصعوده إلى قمة هرم خوفو. ويحمل توقيعًا يشير إلى مراسل صحيفة New-York Observer، وهي أحد أشهر الصحف المسيحية الأمريكية في القرن التاسع عشر.

صورة ضوئية لجزء من المقال

كانت البلاد تسير بخطى ثابتة نحو الاحتلال في نهاية قرن عاصف تأرجحت فيه بين الصعود والهبوط. أدت النزعة الاستقلالية للخديوي إسماعيل بالإضافة إلى سياساته الاقتصادية طوال فترة حكمه إلى مرحلة خطرة من التدخل الأجنبي في أواخرها. وجاءت هزيمة حملة الحبشة لتكسر هيبة الدولة، وتضيف إلى أعبائها المالية. أصبحت القضية المصرية محل تناول الصحف والكتابات الغربية ضمن رؤية استعلائية لم تخلُ أحيانًا من اعتبارات دينية. [1]

أبدي لكم ممنونيتي من اجتماعكم بهذا المجلس، وأخبركم أن سبب اجتماعكم هو أن نظار حكومتي سيتذاكرون معكم بعض مسائل مالية وأشغال داخلية، فنرجو من المولى الكريم أن تتم المذاكرة في ذلك على أحسن حال والله الموفق للصواب. [2]
خطاب إسماعيل في افتتاح آخر أدوار انعقاد مجلس النواب في عهده.

بين يدي أبو الهول

يبدأ المراسل حديثه بأن زيارة الأهرامات تعد حدثًا مهمًّا في حياة أي رجل. واصفًا هرم خوفو بأنه أضخم بناء صنعه الإنسان على مر التاريخ. يقول في ذلك: «يبدو أن نابليون قد أطلق النار على جنوده بتوجيههم إلى تلك المباني العملاقة حيث نظرت لهم أربعون قرناً بازدراء»، في إشارة للحملة الفرنسية على مصر والشام عام 1798. ويتهم المحرر العرب والرومان بسرقة الجرانيت الأحمر اللامع الذي كان يغطي الهرم لاستخدامه في بناء المساجد والقصور. الأمر نفسه ينطبق على تمثال أبو الهول، الذي يتحدث عن رمزيته، ويقول إنه مجرد «خراب» مقارنة بما كان عليه قديمًا.

سياح في زيارة إلى الأهرامات (1890-1940)

ينتقل التقرير إلى وصف تجربة الصعود إلى قمة الهرم الأكبر حيث المشهد الساحر. فالحقول الخضراء على ضفاف النيل تحد الصحراء الواسعة التي تحمل معالم القاهرة من مساجد وقصور وقلاع. وتزداد تلك اللوحة جمالًا باستعراض الذهن للمحطات التاريخية المختلفة التي مرت بها مصر.

يحمل الهرم في نظر الكاتب سر الموت والخلود، فيبدأ في الحديث عن الغرض من بنائه، مؤكدًا أنه غير مؤهل للرد على الفلكي الإنجليزي «بيازى سميث» الذي طرح نظرية حول الاستخدامات الفلكية لهرم خوفو، مُخالفًا بذلك الاعتقاد السائد بين علماء المصريات بأن الأهرامات ما هي إلا مقابر للملوك، ويبرز في هذا الإطار اسم «مارييت باي» الذي يقدمه التقرير بوصفه المشرف الحالي على الآثار المصرية.

يعترف المحرر بتشتت نظرته للمصريين وحضارتهم متأثرًا في ذلك بتعاليم المسيحية التي يُخلِص لها. فبينما يتعجب من قدرة المصريين القدماء على نقل تلك الأحجار الضخمة من المحاجر، ويصف براعتهم في النحت والرسم. فإنه يحمل لهم على الجانب الآخر قدرًا من الاحتقار بوصفهم «وثنيين» يعبدون الحيوانات والطيور، ويقيمون لها المقابر الرائعة بالتساوي مع الملوك. وهي النظرة المستمدة من كتابات المؤرخ الشهير «هيرودوت»، الذي يستعين به التقرير كمصدر للمعلومات في أكثر من موضع.

يتساءل المراسل: «إذا كانت الوثنية قد مكنت من كل ذلك، فما الذي يمكن أن تفعله عبادة الإله الواحد؟» ولكنه في الوقت نفسه يشير إلى اعتقاده بأن التوحيد قد سبق تعدد الآلهة في مصر القديمة، فهو كامن في وحدة أضلاع الثالوث الشهير «إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس».

لا يوجد في حدود العالم المتحضر من هم أكثر بؤسًا وتسولًا من المصريين. «البقشيش» هي أول كلمة يتعلمونها وآخر ما ينسونه، تسمعها في كل مكان من الصباح إلى المساء كأنها الغاية الرئيسية للإنسان.

ينقل الرجل صورة قاتمة من عهد إسماعيل، يصف فيها المصريين بأصحاب الوجوه الجادة الحزينة. ويربطها بروايات دينية ما زالت حاضرة في بعض الدوائر الغربية في العصر الحالي. فمصر في نظره هي «بيت العبودية» المذكور في الكتاب المقدس، والذي عمل فيه المصريون القدماء خدمةً للملوك والكهنة، ويعمل فيه المصريون حاليًّا خدمةً للخديوي الذي يُسخِّرهم لإنشاء الطرق ومعامل السكر، ويُرهِقهم بالضرائب ليبني القصور له وزوجاته. ويصف التقرير الخديوي بالرجل الذكي الذي يظهر عليه بريق الحضارة الفرنسية، ويتخذ من نابليون الثالث قدوة له، لكنه يبنى من الأعلى إلى الأسفل بدلًا من أن يبنى من الأساس. والنتيجة هي الإفلاس.

مصريون في القرن التاسع عشر (1870-1890)

مسرح مضطرب

نشطت حركة السياحة في مصر بعد إحكام محمد علي قبضته على البلاد مطلع القرن التاسع عشر، حيث أدى استقرار الأوضاع إلى توافد السائحين، بالإضافة إلى الأثريين الذين منحهم الباشا تسهيلات هائلة ساعدتهم على القيام بأعمال الحفر والتنقيب [3].

يذكر الجبرتي وقائع تلك الأعمال التي شهدتها منطقة الأهرامات:

حفروا حول الرأس العظيم الذي بالقرب من الأهرام، والذي يسميه الناس رأس أبو الهول، فظهر أنه جسم كامل عظيم من حجر واحد ممتد كأنه راقد على بطنه، رافع رأسه، وهو الذي يراه الناس، وباقي جسمه مُغيَّب بما انهال عليه من الرمال، وساعداه من مرفقيه ممتدان أمامه. [4]

ازداد الحراك السياحي بشكل تدريجي في عهد خلفاء محمد علي، حتى بلغ ذروته في عهد الخديوي إسماعيل ضمن النهضة التي شهدتها البلاد، والتواجد الأوروبي المتزايد، حيث بلغ عدد السياح الذين زاروا مصر في عام 1872 نحو 67772 سائحًا. [5]

انتقلت منطقة الأهرامات خلال ذلك من حال إلى أخرى، حيث تم تمهيد الطريق المؤدي إليها، وتزيينه بالأشجار والحدائق الباهرة، كما أُقيمت استراحة فخمة في نطاقها. وزارها السلطان عبد العزيز بعد أن حل ضيفًا على الخديوي في أبريل/نيسان 1863، وملوك أوروبا ضمن الاحتفال بافتتاح قناة السويس عام 1869، بالإضافة لإمبراطور البرازيل «بيدرو الثاني» الذي عشق مصر وزارها في عامي 1871 و1878. لكن هل أدى ذلك إلى تحسين أحوال العاملين بالمنطقة؟ [6]

الأهرامات (1870-1875)

ضاقت الدائرة شيئًا فشيئًا بالتزامن مع انخفاض أسعار القطن بعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، واضطر الخديوي إلى بيع أسهم مصر في ذات القناة التي زُينت البلاد من أجلها في نوفمبر/تشرين الثاني 1875. [7]

في كتابه «التاريخ السري للاحتلال الإنجليزي في مصر: رواية شخصية للأحداث»، يصف السياسي والمستشرق الإنجليزي «ولفرد بلنت» الأعوام الثلاثة الأخيرة من حكم إسماعيل بـ «المُخيفة» [8]. ويُعزِّز ذلك الوصف ما أورده المؤرخ الشهير «عبد الرحمن الرافعي» من تفاصيل جلسات مجلس شورى النواب في العام الأخير من حكم الخديوي.

طالب النواب وزارتي المالية والأشغال اللتين كانا يرأسهما أوروبيان، بعرض مشاريعهما للنقاش والمداولة. حيث أبدوا اعتراضهم على فداحة الضرائب المفروضة على الأهالي، وما أُضيف إليها من الضرائب الغريبة مثل ضريبة العوائد الشخصية التي تم سنها عام 1876 على كل من بلغ السن القانونية من الذكور، وضريبة الملح التي تُقدَّر بـ 9 قروش يدفعها الفلاحون مقابل أن تمدهم الدولة بالملح، ودخولية الأغنام والأبقار والحبوب والخضروات والفاكهة، وغيرها من أصناف الرسوم. [9]

طالب النواب أن يتم تخفيف تلك الضرائب، وإلغاء بعضها، بعد أن وصل مجموع الضرائب المحصلة عن الفدان إلى 550 قرشًا في السنة، وهو ما يمثل عبئًا هائلًا على الفلاحين الذين شغلوا الحيز الأكبر من المجتمع، حيث شكلوا أربعة أخماس السكان في ذلك الوقت. [10]

يقول «بلنت»:

قلَّ في تلك الأيام أن يُرى رجل في حقله وهو يضع عمامة على رأسه، أو أكثر من قميص واحد يستر به جسمه. شيوخ الريف أنفسهم لم يكن لديهم الكثير من الملابس، مجرد عباءة يلبسها الواحد منهم. وكان الحال هو نفسه في كل مكان. [11]

إلا أن مراسل الصحيفة الأمريكية يرى أن تلك المشكلات سيتم حلها بمجرد الانضمام إلى مستعمرات الإمبراطورية الإنجليزية، حيث يصف تلك الخطوة بأنها نعمة عظيمة، وجزء من حل المسألة الشرقية، معتبرًا أنه لا يوجد رجل ذكي في مصر إلا ويطمح للحكم البريطاني. ويشير إلى أنه لا يمكن معرفة رأي النساء في هذا الشأن، لأن المرأة لا رأي لها في بلاد المسلمين.

وينتهي التقرير بتوضيح أهمية مصر الدينية بالنسبة للكنيسة، فهي مأوى يوسف، ومسقط رأس موسى، ومكان احتماء العائلة المقدسة، كما أنها قدمت خدمات جليلة من خلال تعاليم القديس «أوريجانوس»، والقديس «أثناسيوس» بابا الإسكندرية. ويعتبر الكاتب أن التاريخ الحقيقي لمصر مُسجَّل في الكتاب المقدس والأهرامات، وأن سفر الخروج يمكن قراءته باهتمام متزايد على ضفاف النيل.

مشهد عام للقاهرة (1870-1875)

الدين حاضر دائمًا

في كتابه «سحر مصر في كتابات الرحالة الإنجليز في القرن التاسع عشر»، يذكر الدكتور «رشاد رشدي»، أن المشاعر الدينية كانت سببًا رئيسيًّا في ارتباط بعض المستشرقين بمصر. حيث شغلت التأملات الأخلاقية والروحية حيزًا من نظرة الرحالة إلى مصر في القرنين السابع والثامن عشر، وارتبطت المعالم الأثرية في أذهانهم بمسألة المجد البشري الزائل. [12]

مع مجيء الحملة الفرنسية، ازداد الولع بالشرق وأدت القطع الأثرية المكتشفة على أيدي علماء الحملة إلى رغبة أوروبية في التعرف على تلك البقعة التي شهدت أحداث الكتاب المقدس. [13]

امتلأت الساحة الأوروبية بالكُتب والمؤلفات التي تتناول جوانب الحضارة المصرية. وبمرور الوقت، تحولت مشاعر الدهشة والفضول إلى اهتمام واقعي بشئون مصر وأحوالها السياسية والاجتماعية. وتزامن ذلك مع إيمان إنجليزي بأن بريطانيا تؤدي مهمة سماوية من خلال نشر الحضارة في الشرق المتخلف، وأن فرض حمايتها على شعوب تلك المنطقة هو من باب الإحسان الذي يجب أن تتمتع به مصر مثلما سبقتها إليه الهند [14]. لعبت البعثات التبشيرية المسيحية دورًا في نشر الأفكار والقيم البريطانية، وارتبطت بها حملات محاربة الرق باعتبار أن المسيحية أداة لنشر التحضر، ووسيلة للخلاص. [15]

لذلك يُدعِّم المراسل الأمريكي فرض الوصاية الإنجليزية على مصر من منطلق ديني خالص. وتجدر الإشارة هنا إلى السياق التاريخي الذي ظهرت فيه صحيفة New-York Observer، حيث خرجت الصحيفة في إطار ما عُرف بالصحوة الكبرى الثانية التي أطلقها رجال الدين في بدايات القرن التاسع عشر، حيث دعوا إلى التمسك بالتراث المسيحي في مواجهة الدستور الأمريكي الذي فصل الدين عن السياسة. وامتدت تلك الدعوات لتهيمن على القرن بأكمله نتيجة انحسار التدين في عصر التقدم الصناعي [16]. يظهر التوجه الديني بوضوح في خاتمة النص:

سيحين الوقت حين يحل الصليب محل الهلال، ويضيء الإنجيل مرة أخرى ظلام وادي النيل.
معسكر القوات الأسترالية بالقرب من الأهرامات خلال الحرب العالمية الأولى

الهرم شاهدًا

بعد خمسة أعوام من تاريخ تلك الرحلة، تساقطت القذائف على مدينة الإسكندرية مُعلنةً بداية فصل جديد امتد إلى ما يزيد على سبعين عامًا، شهدت فيها أهرامات الجيزة على نتائج الاستعمار، كما شهدت من قبل على التمهيد له.

يروى «بلنت» في كتابه؛ قصة بعثة «Cave» التي جاءت إلى مصر عام 1875 بطلب من الخديوي إسماعيل من أجل دراسة حالتها المالية. يقول:

لقد كانت آخر ذكرياتي من القاهرة في ذلك الشتاء، عن تلك الوليمة الهمجية التي أقامها الخديوي للسيد Cave هو وأعضاء بعثته، والتي دُعيـت إليهـا مـصادفةً. جرى إقامة هذه الوليمة في الكشك الخديوي في منطقة الأهرامات، وكانت واحدة من ولائم الإسراف والتبذير التي اعتاد إسماعيل أن يسترعي بها أنظـار الأوروبيـين واهتمامهم. لقد أُقيمت لنا هذه الوليمة على مسمع ومرأى من عيون جماهير الفلاحـين الذين يتضورون جوعًا، هؤلاء الفلاحين الذين أُوفد Cave لإنقاذهم من الهلاك. [17]

تعاقبت السنوات التي حملت لبناة الأهرام العديد من الأحداث والتغيرات، أفراح وأحزان، انتصارات وانتكاسات. إلا أن منجزهم ظل كما هو، يقصده الجميع من مختلف بقاع الأرض. وبحلول عام 1983، صدر قرار بمنع تسلق الأهرامات حفاظًا على سلامة حجارتها، ليضع ذلك حدًّا للمغامرات، عدا بعض المحاولات التي ما زالت تتم عبر التسلل من حين إلى آخر طمعًا في تحقيق إنجاز شخصي أو رؤية رأسية لحكاية شعب ودولة.

المراجع
  1. عبد الرحمن الرافعي، عصر إسماعيل، ج1، صـ 69 إلى صـ 72.
  2. المرجع نفسه، ج2، صـ 159 إلى صـ 160.
  3. أشرف محمد حسن على، الأثار المصرية المستباحة: الإدارة المصرية والأثار في القرن التاسع عشر، صـ 115، صـ 134 إلى صـ 137، صـ 164.
  4. عبد الرحمن الجبرتي، عجائب الأثار في التراجم والأخبار، ج3، صـ 572.
  5. المرجع نفسه، صـ 146.
  6. حمدي أبو جليل، القاهرة: شوارع وحكايات، صـ 479 إلى صـ 481.
  7. عبد الرحمن الرافعي، مرجع سابق، صـ 49 إلى صـ 56.
  8. ولفرد سكاون بلنت، التاريخ السري للاحتلال الإنجليزي في مصر: رواية شخصية للأحداث، صـ 54.
  9. عبد الرحمن الرافعي، مرجع سابق، صـ 162 إلى صـ 164.
  10. صالح رمضان، الحياة الاجتماعية في مصر في عصر إسماعيل، صـ 98 إلى صـ 102، صـ 135.
  11. ولفرد سكاون بلنت، مرجع سابق، صـ 55.
  12. رشاد رشدي، سحر مصر في كتابات الرحالة الإنجليز في القرن التاسع عشر، صـ 21 إلى صـ 23.
  13. ناهد السيد على زيان، الجالية البريطانية في مصر (1805-1882)، صـ 59 إلى صـ 61.
  14. ولفرد سكاون بلنت، مرجع سابق، صـ 53، صـ 56.
  15. لورانس جيمس، شروق الإمبراطورية البريطانية وغروبها، صـ 295 إلى صـ 317.
  16. فرانك لامبرت، الدين في السياسة الأمريكية، صـ 37 إلى صـ 59، صـ 61 إلى صـ 83.
  17. ولفرد سكاون بلنت، مرجع سابق، صـ 65.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.