بعد الحرب الكورية، أعلن الزعيم الكوري كيم يونج إيل إستراتيجيته التي أسماها «الجيش أولا». لم تكن الإستراتيجية غريبة آنذاك، فقد كانت شعارًا ذائعًا، إن لم يكن بنصه فبروحه، بين الأنظمة التحررية التي قامت بعد حقبة الاستعمار. الفرضية بسيطة، إننا مستهدفون من إمبراطوريات عالمية (الإمبريالية) تمتلك قوى عسكرية هائلة، وعلينا في المقابل أن نجهز جيشًا قويًا بما يكفي للحفاظ على حريتنا واستقلالنا.

لكن تلك الإستراتيجية كانت تواجه عقبتين في آن: عقبة اقتصادية ملخصها كم يتكلف إنتاج طائرة واحدة أو دبابة واحدة، وعقبة تقنية ملخصها هل يعقل أن تكون لدى دولة صغيرة ومتخلفة صناعيًا كمعظم الدول المتحررة حديثًا من الاستعمار من المعرفة التقنية ما يمكنها من إنتاج طائرة بإمكانها أن تنافس الطائرات الأمريكية أو الفرنسية؟.

برامج الصواريخ كانت هي الحل السحري الذي يجمع بين عدة مميزات استثنائية بالنسبة لتلك البلدان: سلاح بعيد المدى يهدد الأعداء من الجيران، بكلفة مادية صغيرة نسبيًا إذا ما قورنت بإنتاج سلاح آخر بعيد المدى كالطائرات، ودون كلفة بشرية كبيرة من المقاتلين.

هناك أمر آخر هام، هو الطاقة النووية. فاكتشاف كثير من تلك البلدان لإمكانية منافسة الإمبراطورية في صناعة الرؤوس النووية، أضاف أهمية استثنائية للصواريخ، فماذا عساها أن تفيد الرؤوس النووية إن لم تتوفر صواريخ كفؤة تحملها بعيدًا إلى حيث أهدافها في أراضي العدو؟!.

إيران، الجمهورية الإسلامية، كانت واحدة من البلدان التي سارت في ذلك الطريق، حتى صارت تمتلك اليوم منظومةً صاروخيةً هي الأكبر في الشرق الأوسط، بميزانية تبلغ –بعد الزيادة الأخيرة – 10 مليار دولار للمنظومة الصاروخية وحدها، من أصل موازنة الدولة الإجمالية البالغة 99 مليار دولار.


في البدء كانت الحرب مع العراق

اكتشفت إيران حيوية الصواريخ بالنسبة لها أثناء حربها مع العراق، حيث أجبر التفوق الجوي العراقي القوات الإيرانية (كان لدى الجيش الإيراني قوى جوية كبيرة لكن فصل كثير من الطيارين خوفًا من مواقفهم السياسية وغياب الصيانة في ظل المقاطعة الدولية خاصة من المصدّرين الغربيين أحبط إمكانية استفادة إيران بشكل واسع من تلك القوة) على القتال من على بُعد 150 كيلو مترًا.

ولذا ففي منتصف الحرب التي استمرت من 1980 إلى 1988،طاف رئيس الوزراء الإيراني علي أكبر رفسنجاني سوريا، ليبيا، كوريا الشمالية والصين طلبًا للصواريخ، وسرعان ما استجابت ليبيا؛ فأمدت إيران بأول صواريخ سكود-ب. ومن تلك اللحظة عملت إيران بدأب على تطوير منظومتها الصاروخية، وحرصت على أن تبقى خارج أي معاهدة تتعلق بحظر انتشار الصواريخ مثل «نظام مراقبة تكنولوجيا القذائف». حتى رغم حظر تصدير الصواريخ إليها، واظبت إيران على استيراد الصواريخ ومكوناتها عبر عددٍ من الموردين الأجانب.

إلا أن ذلك الحظر جعل إيران تُدرك ضعفها إن ظلت معتمدةً على الاستيراد لا التصنيع. فصارت إيران المُحاصرة في أضيق الزوايا بعد العقوبات الاقتصادية والسياسية المتتابعة واعيةً تمامًا بضرورة امتلاك هذا السلاح بأعلى جودة، أكثر دقةً، وأشد فتكًا، وما يمكنها من مهاجمة أهدافها في تل أبيب إن أرادت، أو في السعودية إن شاءت، بسرعة وفاعلية.

شجرة عائلة «شهاب»

صواريخ شهاب هي ورقة إيران الكبرى للتباهي بتطور قدراتها العسكرية. ويُعد شهاب-1 نموذجًا متطورًا من صواريخ سكود-ب سالفة الذكر التي حصلت عليها إيران من ليبيا عام 1985، وأعلنت إيران عنه عام 1991 كأول صاورخ محليّ الصنع. ويبلغ مداه من 300 إلى 500 كيلو متر، وارتفاعه 11 مترًا، وقطره 80 سم.أما المولود الثاني فكان شهاب-2، الذي تصفه إيران بأنه أول صاروخ يُصنع محليًا بالكامل، رغم أنّ التقارير الفنية أشارت إلى أنّه نسخة مطورة من الصاروخ السوفييتي سكود-س. تفوق شهاب-2 على سابقه في المدى حيث بلغ 500 إلى 750 كيلو مترًا، ويمتلك القدرة على حمل قنابل عنقودية، لكنهما تشابها في الارتفاع والقُطر. وإذا كان شهاب-1 وشهاب -2 ذا أهمية بالنسبة للداخل الإيراني كدفعة معنوية أكثر من قدرتهما التفجيرية، فإن شهاب-3 جاء بعد 5 سنوات من التطوير والتجارب لينقل المنظومة الصاروخية الإيرانية إلى الساحة العالمية، حيث يبلغ مداه من 1300 إلى 1500 كيلو متر، ويملك القدرة على حمل رأس حربي يبلغ 1000 كيلو جرام، وارتفاعه 15 مترًا، وقطره يبلغ 1.33 مترًا.
صاروخ شهاب 3، إيران،
صاروخ شهاب 3
جاءت أهمية شهاب-3 أيضًا من إطلاقه عبر منصة إطلاق صُنعت محليًا، وأظهر الصاروخ سرعةً فائقة جعلته قادرًا على إصابة إسرائيل، وهى النقطة التي مثلت حلمًا إيرانيًا خاصة مع تصاعد التهديدات الإسرائيلة بشأن ضرب المنشآت النووية الإيرانية. كذلك جاء شهاب-3 كنسخة أكثر تطورًا من صاورخ كوريا الشمالية نودنج-1، الذي كان بدوره أكثر تطورًا من السوفييتي سكود-س.ثم في مايو/أيار 2004، تم الإعلان عن الفرد الجديد في العائلة شهاب-4، العملاق البالغ ارتفاعه 25 مترًا، ومداه من 2200 إلى 2900 كيلو متر. لا تنبع خطورة شهاب-4 من مداه، فهو يظل متوسط المدى رغم قوته، بل من قدرته على حمل رأس حربي نووي يزن حتى 1400 كيلو جرامًا، بجانب قدرته على الوصول إلى العراق، أفغانستان، والجزء الغربي من المملكة السعودية، كما يمكن أن يصل إلى أي نقطة في إسرائيل إذا اقترب من الحدود الغربية الإيرانية، وهو ما ليس صعبًا نظرًا لإمكانيه إطلاقه من منصة متحركة.يتبقى في عائلة شهاب فردان هما شهاب-5، و شهاب-6، ولم تُعلن إيران عنهما سوى اسميهما، وأنهما سيمثلان نقلة نوعيةً في المنظومة الصاروخية، غير أن ردود الفعل العالمية تشكك في ذلك بشدة.لكن وزارة الدفاع الإيرانية عادت إلى مولودها المُفضل شهاب-3، لتجري عليه مزيدًا من التطوير فيما يتعلق بدقة توجيهه، وبدأت سلسلةً من التجارب لم تتوقف، بدأتها بإطلاق غادر-1، وهو النسخة الأكثر دقةً من شهاب-3. ثم في عام 2014 أعلنت إيران عن إطلاق صاروخ «الباراني»، الذي زعمت إيران أنه قابل لإعادة الملء بالمتفجرات، لكن سرعان ما تلاشت فرحة هذا الإعلان حين فَنّد مختصون إمكانية ذلك. وفي عام 2015، أطلقت إيران عماد-1، وهو نسخة مطابقة لشهاب-3 لكن بنظام توجيه أكثر دقة.ومؤخرًا في 2017، أطلقت إيران صاروخها الأحدث «خورمشهر»، صاحب مدى يبلغ 2000 كيلو متر، وتواترت الأقوال إنه مشتق من صاروخ «مسودان» الكوري الشمالي.

إيران ترفع سقف التحدي

بجانب تطوير قوة الصواريخ التدميرية، وقدرتها التوجيهية، حاولت إيران أن ترفع سقف التحدي للعقوبات المفروضة عليها، وأن تُنتج منظومة صاروخية جديدةً تعتمد على الوقود الصلب لا السائل. يكمن الفارق بين نوعي الوقود أن الوقود الصلب يمتلك عمرًا تخزينيًا أطول، كما يتميز بقابلية منخفضة للاشتعال، مما يعني احتماليةً أقل لانفجار الصاروخ بسبب الاشتعال الداخلي قبل أن يصل إلى هدفه. أضف إلى ذلك، أن الوقود السائل يحتاج إلى ما يُسمى بعملية «التأجيج» قبل انطلاق الصاروخ بـ «أيام». أجل، قبل أن تتخد القيادة قرارها بإطلاق صاروخٍ يجب أن يكون الصاروخ قيد التأجيج منذ عدة أيام. أما في حالة الوقود الصلب، فالعملية تستغرق وقتًا أقل بكثير.
من المزايا الإستراتيجية التي يمتلكها الصاروخ العامل بالوقود الصلب دون السائل هي أن احتمالية كشف الخصم عنه قبل الإطلاق قليلة جدًا.
ومن المزايا الإستراتيجية التي يمتلكها الصاروخ العامل بالوقود الصلب دون السائل هي أن احتمالية كشف الخصم عنه قبل الإطلاق قليلة جدًا؛ نظرًا لعدم وجود عملية التأجيج وما يرافقها من نواتج يمكن رصدها، وما يصاحبها كذلك من تحركات بشرية وآلية استعداد لإطلاق الصاروخ. حتى بعد الإطلاق يكون من الصعب تعقبها؛ إذ تبلغ صواريخ الوقود الصلب سرعتها القصوى أسرع مما تفعل صورايخ الوقود السائل.من الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب كان صاروخ إيران المُفضل شهاب-3، ورافقه في نفس العام «الفاتح-110»، ولكن قصر مداه، 300 كيلو متر فقط، جعل الاستفادة من مميزات الوقود الصلب أمرًا غير مقلق دوليًا. ثم ظهرت النسخة المُعدلة منه «ذو الفقار»، الذي استخدمته إيران في الأراضي السورية في يونيو/حزيران 2017.ثم ظهر الصاروخ الحُلم، طويل المدى بـ 2000 كيلو متر، ويعمل بالوقود الصلب، وقادر على الوصول إلى تركيا، السعودية، وإسرائيل بسرعة خاطفة، ولهذا استحق أن تُطلق عليه إيران «سجيل». ظهر سجيل لأول مرة في 2007، وظل على الساحة الإيرانية حتى 2011 ثم اختفى، ولم يظهر بعد ذلك إلا مرةً واحدة في 22 سبتمبر/أيلول عام 2013 في المسيرة العسكرية الإيرانية السنوية.

كيف تحارب خصمك بالخيال؟

رغم التفوق الذي وصلت إليه إيران بصناعة منظومة الصواريخ سالفة الذكر، إلا أن التليفزيون الإيراني عرض أثناء مناورات «النبي الأعظم» مقاطعَ للصاروخ المُفضل شهاب-3 في صومعة صواريخ، أُعلن أنّها تقع في تبريز، وأن صومعةً أخرى تقع في قاعدة «الإمام علي». حسب المُعلن فإن الصوامع جاءت لتحمي الصواريخ من عوامل البيئة المختلفة، وهو ما بدا غير مقنع للكثيرين. والميزة الأخرى التي توفرها الصوامع هي وجود الصواريخ في وضع إطلاق عمودي بشكل دائم، مما يقلل الوقت المطلوب لإطلاق الصواريخ، لكن الصواريخ السابقة جميعها صُممت لتنطلق من قواعد متحركة، رغبةً من إيران في زيادة مداها عبر الاقتراب من الحدود الإيرانية للجهة المراد توجيه الصاروخ إليها.كل هذا يعني أن الصوامع بُنيت لتعطي منصات إطلاق ثابتة لصواريخ أشد تطورًا مثل الصواريخ العابرة للقارات، كما تعطي الصوامع قدرًا كبيرًا من السرية لعمليات الاستعداد للإطلاق، وكذلك من احتمالية تعرض الموقع لضربات وقائية من الخصوم. ولم تبد إيران خائفةً بشأن نشر خبر صوامعها، بل عادت في 2016 بعملية إطلاق صواريخ، يُمكن وصفها بالاستعراضية، في جميع أنحاء البلاد، وقامت بتصوير عمليات الإطلاق من الداخل والخارج مستعرضةً «قوة ردع إيران».

البر لنا.. والبحر أيضًا لنا

بجانب سعي إيران الحثيث للوصول إلى القمة في صناعة صواريخ أرض-أرض السابقة، فإنها عملت كذلك على أن تكون صاحبة سلاح ردع بحري لا يقل كفاءةً عن سلاحها البري. خاصةً وأن أسلحة الردع البحري – كروز – ليست مذكورة في قرارات الأمم المُتحدة التي تحظر بموجبها تصنيع صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية. وقد كان لها ما أرادت. صواريخ كروز/مضادات السفن أشبه بالطائرات في تركيبها وهيئتها، إلا أنها تمتلك رؤوسًا حربية، تستطيع الطيران على ارتفاع أقصاه 30 مترًا فوق الأرض، ويمكن إطلاقها من الجو، الأرض، السفن، والغواصات.وأعلنت إيران في فبراير/شباط 2017 عن صاروخ «سومار» من طراز كروز، والذي وصل مداه إلى 600 كيلو متر، بجانب أنه قادر على حمل رؤوس نووية، ويمتلك القابلية لزيادة مداه ليصل إلى 2000 أو3000 كيلو متر. الطريف في تاريخ الإعلان عن «سومار» أنه جاء بعد ساعات قلائل من تحذير البيت الأبيض لإيران بخصوص منظومة صواريخها السابقة.
صاروخ سومر
صاروح سومر الإيراني من طراز كروز

جاء «سومار» لينضم إلى عائلة حافلة من صواريخ كروز منها صاروخ «النصر» ، البالغ مداه 35 كيلو متر، وبرأس تفجيريّ يزن 130 كيلو جرامًا. وجاء لينضم إلى عائلة إيرانية حافلة بالصواريخ المضادة للسفن.كانت إيران قد بدأت مجال صناعة صواريخ الكروز بصاروخ «نور» في عام 1991، يبلغ مداه 120 كيلو مترًا، ويحمل رأسًا حربيًا بوزن 175 كيلو جرامًا، ويعمل بالوقود الصلب. يمتاز «نور» بصعوبة مهاجمة الخصم؛ إذ يقوم بخفض ارتفاعه بشكل دراميّ حتى يصيب هدفه بدقة. جاء الجيل التالي من «نور» عبارة عن الصاروخ «قادر»، بمدى يصل إلى 220 كيلو مترًا، ويتميز بنظام ملاحة آلي شديد الدقة. وجاء بعده «كوثر» ليؤدي مهمة أكثر تحديدًا؛ وهي إصابة السفن الصغيرة والمتوسطة، ويبلغ مداه 25 كيلو مترًا فقط، وبرأس تفجيري يزن 29 كيلو جرامًا. ثم كُشف في 2016 عن «قاصد» صاحب مدى قصير يبلغ 100 كيلو متر، لكنه صمم ليتغلب على هذا المدى القصير عبر نصبه على الطائرات النفاثة.


السماء لا تمطر ذهبًا، لكنها قد تمطر صواريخ

ولم تنسَ إيران وهى تبني منظومتها الصاروخية الخارقة أن تفكر بشأن الهجمات الجوية، وأعلنت في 22 يوليو/تموز 2017 تدشين خط إنتاج جديد من صورايخ «صياد-3» التي عرضت للمرة الأولى في الاستعراض العسكري في 18 أبريل/نيسان 2017، بعد أن تم الإعلان عنه في ديسمبر/كانون الأول 2016. يبلغ مدى صواريخ صياد-3 نحو 120 كيلو متر. لكن التقنية لا تكمن في مداه قدر كمونها في قدراته الذكية، فبإمكانه التعامل مع الطائرات بدون طيار، ومع الطائرات غير المرصودة بالرادار، ويمكنه اعتراض صورايخ كروز، إضافة إلى الطائرات النفاثة.وزاد تأخر تزويد الروس إيران بمنظومة إس-300 للدفاع الجوي من عزم إيران على بناء منظومة تماثلها. وبعد 5 سنوات؛ أي في 2017، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية وصولها إلى منظومة «باور 373». تحمل المنظومةَ عربةٌ تقدر على عبور الأنهار بعمق 5 أمتار، كما تحمل صواريخ تزن في مجموعها 30 طنًا من طراز «صياد».ولم تكتف إيران بصناعة صواريخ الردع، بل أطلقت 4 منظومات للدفاع الجوي هي «سميع»، «بصير»، «سما»، و«صامت 1» . وكما تزعم إيران فإن «سما» قادرة على اختراق أجهزة الطائرة العابرة لمعرفة برنامج الرحلة. أما «بصير» فتنقل المعلومات الردارية إلى مقار القيادة والتحكم. «سميع» يمكن وضعها على الطائرات بأحجام مختلفة وملاحية من تلك الطائرات، وختامًا «صامت 1» تهدف إلى جمع المعلومات وتحليلها وفق معطياتٍ معينة، ثم إرسال النتائج إلى جهات مُحددة سلفًا.


بيدك تفرض إرادتك

تكمن التقنية في إمكانية صواريخ «صياد-3» التعامل مع الطائرات بدون طيار، وغير المرصودة بالرادار، واعتراض صورايخ كروز، إضافة إلى الطائرات النفاثة.

لا تتوقف إيران عن صناعة الصواريخ، فوزارة الدفاع أعلنت في فبراير/شباط 2017 عن اختبار أعداد جديدة من الصواريخ منها «ميثاق-3» القابل للحمل على الكتف، وفجر-5 المُوجه، التي بدأت صناعتها في التسعينيات بمدى يبلغ 40 كيلو مترًا فقط. كذلك صورايخ طوفان 1 و2 المضادة للدبابات.المُلفت في المنظومة الإيرانية أنّه رغم ما تنشره وزارة الدفاع من معلومات حول المنظومة الصاروخية، وما يتسرب إلى وسائل الإعلام العالمية، إلا أن الغموض يظل السمة الأساسية لتلك المنظومة، ولا توجد إحصائيات موثقة أو تكهنات حول القدرة الإجمالية للمنظومة الإيرانية. إضافة إلى أن الأيام المتتابعة تكشف عن صواريخ جديدة الظهور، قديمة الصنع، لتُؤكد أن المنظومة الصاروخية الإيرانية تكاد تكون أشد خطرًا على العالم، والسلاح الأكثر حسمًا في يد الجمهورية الإسلامية من السلاح النووي. كما تُثبت أن العقوبات الأمريكية، التي تمس كبرياء إيران قبل أن تمس اقتصادها، ليست هي الوسيلة الأفضل للتعامل مع إيران.

هكذا تمكّنت الجمهورية الناشئة على كف عفريت من أن تصير قوة إقليمية تحسب الإمبراطورية العظمى ألف حساب قبل الاصطدام بها في الشرق الأوسط. الدرس الإيراني بسيط إذن: بيدك تفرض إرادتك.