لم أتابع «ذا فويس كيدز – The Voice Kids» في الموسم الأول لأنني كنت أرى أن تواجد بعض نجوم المدربين الذين يفتقدون موهبة الصوت الجميل، أو بمعنى آخر لا يوجد إجماع من عشاق الطرب على امتلاكهم هذه الموهبة، لا يجب أن يتصدوا لمهمة اختيار الصوت الأجمل!

فكنت أرى أن فكرة البرنامج جيدة لكن تنفيذها نوع من العبث، وهو ما تأكد لي أثناء متابعتي للموسم الثاني عندما وجدت أن بعض المدربين لا يلتفتون للمتسابق إلا إذا التفت إليه المطرب المخضرم «كاظم الساهر» أولًا!

في الموسم الثاني أجبرتني الأصوات الاستثنائية، والفذة للمشتركين على المتابعة للاستمتاع بأغانيهم، واكتشاف مزيد من كنوز الأغاني العربية القديمة. في ليلة السبت الماضي اتجهت العيون لمسرح «ذا فويس كيدز»؛ لمعرفة من سيكون الرابح في الموسم الثاني من البرنامج.

يتميز «كاظم الساهر» باستطاعته اكتشاف أفضل المواهب وضمها لفريقه، ومساعدتهم على اختيار الأغاني المناسبة التي تبرز جمال وإمكانيات أصواتهم.

وجاءت لحظة إعلان فوز الطفل المغربي «حمزة لبيض» لتعلن أن الفائز للسنة الثانية من فريق «كاظم الساهر» كما كان الفائز في السنة الأولى من فريقه أيضًا.

يتميز «كاظم» باستطاعته اكتشاف أفضل المواهب وضمها لفريقه ومساعدتهم على اختيار الأغاني المناسبة التي تبرز جمال وإمكانيات أصواتهم، وهو ما يفعله المدربون الآخرون «تامر» و«نانسي» لكن بدرجة أقل من «كاظم».

لكن قواعد البرنامج تقتضي أن يختار كل مدرب صوتين يصلان إلى النهائيات، فيجد «كاظم» نفسه يختار بين مواهب بنفس المستوى، ويضطر لإقصاء متسابقين متميزين، بل وأحيانًا أعلى نسبيًا من أقرانهم المتأهلين في فريقي «تامر» و«نانسي»!

على سبيل المثال، لا أحد يستطيع إنكار أن أصوات «جنة الجندي» و«تيم الحلبي» و«يمان قصار» لا يقلون عبقرية عن صوت «حمزة لبيض» الفائز باللقب، خاصة «تيم الحلبي» أكثر الأصوات نضجًا، والذي أبدع في الغناء في كل المراحل ولديه قدرة على إجبارك على الانتباه والتفاعل معه حتى لو كنت لا تفضل هذا اللون من الأغاني التي يؤديها.

كل هؤلاء كانوا جميعًا في فريق «كاظم» بالإضافة لـ«مارية قحطان» الموهبة اليمنية الاستثنائية، كانوا يستحقون التواجد في مرحلة العرض المباشر لاختيار الأفضل من بينهم، وكان من الممكن تحقيق ذلك لو كانوا مُوَزّعين على الفرق الثلاثة.

تكالب أصحاب الأصوات الجميلة على فريق «كاظم الساهر» قد يكون نقمة عليهم مهما كان حجم موهبتهم.

في مرحلة المواجهة الأخيرة أعلن «كاظم» أنه سيختار بناء على هدف تحقيق التنوع المطلوب بين المتسابقين في العرض المباشر والأخير. رغم تناقض مبدأ التنوع مع فكرة البرنامج في اختيار الأجمل والأفضل.

لكن في النهاية جاء اختيار «كاظم» لـ«مارية قحطان» و«حمزة لبيض» منطقيًا تمامًا؛ لأنهم ضمن قائمة الخامات الصوتية الاستثنائية المشاركة في فريقه، لدرجةٍ بات معها تفضيل أحد المشتركين على الآخر أمرًا في منتهى الصعوبة.

وهنا نجد أن تكالب أصحاب الأصوات الجميلة على فريق «كاظم» كان نقمة عليهم لأن بعضهم مهما كان حجم موهبته قد يخرج من التصفيات في المواجهات الأولى.

لكن ما نجده ليس مبررًا لـ«كاظم الساهر» هو اختياره لـ«تيم الحلبي» و«يمان قصار» في مواجهة واحدة لاختيار الأفضل بينهما في مرحلة المواجهة، وهي أول مرحلة في التصفيات لأن هذا يجعلنا نتساءل عن حقيقة تعمد إقصاء المواهب السورية لتحقيق مكاسب مادية أكبر للبرنامج!

الحال فى فريق «كاظم» كان أفضل منه في فريق «نانسي» التي أعلنت مثل «كاظم» أنها ستختار بناء على التنوع المطلوب بين المتسابقين. تكرار نفس الجملة من «كاظم» و«نانسي» أوحى بأنها مبرر لاستراتيجية البرنامج لفرض مواهب من جنسيات مختلفة على العرض المباشر والأخير دون النظر للأفضلية!

اختارت «نانسي» «جورج عاصى» و«لجى المسرحي» على حساب مواهب سورية فذة مثل «عابد المرعي» و«يائيل القاسم»، والأخير صاحب موهبة متفردة لا يوجد لها مثيل في فريقي «تامر» و«كاظم» كان اختياره سيحقق الأفضلية والتنوع المطلوب معًا! كل ذلك يجعلنا نتساءل عن مصداقية الاختيار في مرحلة المواجهة الأخيرة.

في النهاية، جاء فوز «حمزة لبيض» من فريق «كاظم» مستحقًا تمامًا، خصوصًا وأن «حمزة» أسر قلوب وآذان المشاهدين بقوة صوته وإمكانياته، لكن لا يمكننا اعتبار نتائج التصفيات بأنها نزيهة تمامًا طبقًا لما وقع من ظلم على بعض الأطفال.

مقالات الرأي والتدوينات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر هيئة التحرير.