عند الحديث عن تاريخ الملابس، فإننا لا ننشغل فقط بالحديث عن شكل قطع القماش أو أشكال التطريز، ولكننا نتّخذ الثياب وسيلة لمعرفة أدق وأعمق لأحوال هذه العصور، لأن الملابس خير مُعبرٍّ عن الأزمنة وأحوال أصحابها، ولهذا كان حرصنا على تتبع سِير ثياب الناس في عصور الإسلام الأولى.

يذكر رحيم حلو محمد، ونعمة ساهي حسن، في دراستهما «اللباس والزينة عند الخلفاء في العهدين الراشدي والأموي. 11- 132هـ» أن المسلمين في بداية الدعوة اقتدوا بالرسول محمد الذي لبس أصنافًا متعددة من الملابس، ولكن بشيء من التواضع والهدوء، وبما يتلاءم مع مبادئ الدين الإسلامي، فارتدى ملابس القطن والصوف والكتان بشتى أصنافها وأنواعها، وابتعد عن الأبهة والبهرجة في ثيابه.

وسار معظم الخلفاء الراشدين على نهج الرسول في لبس الثياب المتواضعة، وربما زهد بعضهم إلى الدرجة التي كان فيها الخليفة أبو بكر الصديق الذي كان يرتدي أحيانًا جلد شاه، وبعض ثيابه مرقعة.

وعُرف عن الخليفة عمر بن الخطاب التواضع والزهد في سائر أعماله وأفعاله، فكان يلبس من الثياب ما خشن وبعضها كان مرقعًا أيضًا، بل إنه اشترط على كافة عُماله وولده لبس الثياب الخشنة من الصوف ونحوه.

أما الخليفة عثمان بن عفان، فقد وُصف بالأناقة في لبسه، وكان يعير ذلك أهمية كبيرة، لهذا كانت ملابسه تتصف بالرقي وشيء من الأبهة، لطباع كانت فيه. فيما اتبع علي بن أبي طالب الزهد في ملبسه، ويُروَى أنه لم يلبس يومًا قط ثوبًا جديدًا، بحسب الدراسة المذكورة آنفًا.

ويذكر صلاح حسين العبيدي في كتابه «الملابس العربية الإسلامية في العصر العباسي من المصادر التاريخية والأثرية»، أن العرب في زمن الرسول والخلافة الأولى انصرفوا عن الاهتمام بلباسهم، ولزموا جانب التقشف والبساطة، نظرًا لطبيعة الإسلام في أول دعوته من جهة، وتأثر الناس واقتدائهم بالرسول والخلفاء الراشدين من جهة.

وكان لباس الرأس في هذه الفترة العمامة، وهي من الألبسة الخاصة بالرجال، ودلَّ على فرط أهميتها عندهم المقولة المنسوبة للرسول «العمائم تيجان العرب»، وما جاء في الحديث أيضًا «فرق ما بيننا وبين المشركين العمائم على القلانس»، والذي اعتبر الرسول فيه أن العمامة وحدها كافية للتفريق بين المسلمين والمشركين، فيما اتُخذ الخمار لباسًا للرأس بالنسبة للنساء، وكان يُلف حول الرقبة.

ولبس الرجال في هذا العصر «البردة»، وهي من أردية الرسول المشهورة، واستمر ارتداؤها إلى العصر العباسي. وارتدوا أيضًا «الجبة»، كما شاع في زمن الرسول نوع من اللباس الخارجي يدعى «الخميصة»، وهي كساء أسود مربع له علمان (إشارتان)، فإن لم يكن مُعلمًا فليس بخميصة.

وكانت العباءة لباسًا شائعًا شأنه شأن اللباس الآخر، وهي من لباس البدن الخارجي التي تُلبس فوق سائر الألبسة الأخرى، وكانت نوعًا من الأكسية مفتوحة من الجهة الأمامية.

وارتدى المسلمون أيضًا «المستقة»، وهي جبة فراء طويلة الأكمام، وكانت من بين اللباس التي يلبسها الرسول، وكذلك «المطرف»، وهو ثوب مربع من خز (نوع من القماش الناعم) له أعلام، واشتهر هذا النوع من اللباس في فجر الإسلام.

أما لبس البدن الخارجي الخاص بالنساء، فقد جاء منها نوع يسمى «المرط»، وهو كساء من خز أو صوف أو كتان وعرف بـ«الثوب الأخضر».

العصر الأموي: ثياب حريرية مثقلة بالذهب

تغير الحال في العصر الأموي نتيجة للتطور الناتج عن اتساع حدود الدولة العربية والإسلامية إثر الفتوحات بعد أن احتك العرب المسلمون بأهالي البلاد المفتوحة، فاقتبسوا منهم تقاليدهم وعاداتهم.

ويذكر الدكتور عبد المنعم ماجد في كتابه «تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى»، أنه لما تحولت غالبية أهالي البلاد المفتوحة للإسلام، بدأ يظهر للمسلمين، عرب وغير عرب، زي خاص بهم يختلف عن الزي القديم أو حتى الزي الحديث، فضلًا تطوره على أيديهم.

فازدهرت صناعة النسيج في بلاد الإسلام، واعتبرت من أهم الصناعات، لدرجة أن أغلب حكومات الإسلام جعلته احتكارًا لها، فعرفت مصانعه بِاسم «طراز»، وهي كلمة فارسية تعني «التطريز» أو «الملابس»، وأصبحت له هيئة كبيرة من العمال والموظفين، ووسائل نقل كثيرة خاصة به من مراكب ودواب.

ونتيجة لهذا المتغير، تطورت صناعة الملابس على أيدي المسلمين ودخلتها الخيوط المتنوعة، مثل الخيط «المصري» و«العراقي»، كما دخلتها الزخرفة بأشكال متعددة، ورُسمت بمختلف أنواع الأصبغة، ووجدت تعابير مختلفة مثل «المقلّم» أي «المخطط»، و«المجاوم» أي «المرسوم»، و«الموشح» أي «المطرز بالذهب»، وأصبحت زخرفة الملابس مظهرًا للأناقة، وإن استعاضوا فيها عن الصور – لتحريم الإسلام لها– بكلمات أو تفريعات أو توريقات.

وكان الخليفة الأموي سليمان بن عبدالملك (715 – 717) من أعلام الأناقة في هذا العصر، حيث أدخل كما يقول أبو الحسن المسعودي في كتابه «مروج الذهب»، زي الوشي، وهي الثياب الحريرية المثقلة بالذهب، فلبسه الناس في أشكال مختلفة منها الجُبة والرداء والسروال والعمائم.

كما أدخل الخليفة هشام بن عبدالملك (724 – 743) زي «الخز» أو «القطف»، أي القماش الناعم، فسلك الناس جميعًا في أيامه مذهبه، بحسب ما ذكر ماجد.

لكن صلاح حسين العبيدي يذكر في كتابه المذكور سلفًا، أن اللباس في العصر الأموي لم يتغير إلا ضمن نطاق محدود، لأن المسلمين في هذه الفترة كانوا قريبي عهد بالعصر الراشدي بخاصة صدر الدولة الأموية، كما أن فترة الأمويين لم تكن طويلة (41هـ / 132هـ) بحيث تسمح لهم بمثل هذا التغير، واللباس يحتاج إلى زمن يتعود عليه الناس وينتشر، إضافة إلى انشغال الناس بالفتوحات.

ومن ثم، فإذا كان هناك تغيير فإنه اقتصر على البلاط الأموي، والذي شهد انحسار حياة الزهد والتقشف التي كانت سائدة في العصر الراشدي وانتهت مع مراحل الفتوحات الإسلامية الأولى، فبدأ الخلفاء يتطلعون إلى حياة جديدة فيها ترف وبذخ، فاقتنوا اللباس الفاخر المصنوع من أحسن أنواع الأنسجة وأغلاها، فضلًا عن اقتناء كثير منها، وكانت تخصص لها المبالغ الكبيرة.

وقد استعملت برود (جمع بردة) اليمن في بلاد الأمويين بالشام، حتى أن المختار بن عوف الأزدي والملقب بأبي حمزة الخارجي، الذي قاد ثورة عارمة ضد الأمويين، وقاتلهم في مكة ثم في المدينة عام 130هـ، وفور دخول المختار المدينة يذمُّ يزيد بن الوليد بن عبدالملك «يزيد الثالث» ويصفه بأنه «يأكل الحرام، ويلبس الحرام، يلبس بردتين قد حيكتا له وقومتا على أهلها بألف دينار، وقد أُخذت في غير محلها، وصُرفت في غير وجهها بعد ضرب فيها الأبشار وحلقت فيها الأشعار».

وبحسب العبيدي، فهناك إشارات تفيد بأن الحكام في هذا العصر كانوا يرغبون في تمييز أنفسهم عن باقي الرعية، وأن يتزيوا بزي لم يجرؤ أحد من الرعية على ارتداء مثله، وينقل عن الجاحظ  ما ذكره في «التاج في أخلاق الملوك»، من أن «الحجاج بن يوسف كان إذا وضع على رأسه طويلة (غطاء للرأس بشكل أفقي) لم يجترئ أحد من خلق الله أن يدخل وعلى رأسه مثلها».

غير أن معظم أفراد المجتمع كانوا يرتدون زيًا واحدًا يتمثل في نوع من القمصان التي تصل إلى الركبة، وذات فتحة من أمامية و«مقورة» من ناحية الرقبة، ولها أردان (أكمام) تصل إلى منتصف العضد، والجزء الأسفل من هذه القمصان يزدان بزخارف قوامها شريط ينخفض ويرتفع فيقسمها إلى مثلثات، بعضها قائم على قاعدته، والبعض الآخر قائم على إحدى زواياه.

ومن لباس النساء في هذا العصر «الغلالة» وهو لباس داخلي اقتصر في لبسه على الجواري بالدرجة الأولى في مناسبات اللهو والطرب والرقص وفي المجالس الخاصة. ومن لباسهن الخارجي «الرداء» واتخذنه في المناسبات الخاصة.

العصر العباسي.. التشبه بالفرس والأتراك

شهد العصر العباسي الأول تطورًا في أزياء المسلمين، نتيجة لاتساع رقعة الدولة الإسلامية وتعدد الشعوب التي انضوت تحت الحكم الإسلامي، وعدم وجود قيود تحول دون اتصال الناس مع بعضهم، بحسب العبيدي.

يضاف إلى ذلك أن اللباس في هذا العصر كان من بين الضرائب التي تدفعها الدول التي تخضع للحكم الإسلامي إلى مركز الخلافة، فقد دفعت الولايات الفارسية مثلًا في عهد الخليفة عبدالله المأمون (786هـ – 833هـ)  20 ثوبًا من ولاية جيلان، و3 آلاف مقطع من قماش «العتابي» مختلف الألوان من ولاية سيستان، و200 ثوب، و500 قميص، و300 منديل من ولايتي ريان وبنفاند.  

ما ساعد أيضًا في تطور الملابس، أن الدولة لم تفرض على الناس أزياء خاصة، وهو ما أعطى الناس حرية تقليد أزياء غيرهم، اللهم إلا بعض الحالات النادرة التي فرضت فيها على أهل الذمة أن يحتفظوا بأزياء تميزهم عن المسلمين.

وحقّق العنصر التركي تأثيرًا كبيرًا في الحياة الاجتماعية، فكانت قصور الخلفاء والأمراء تأوي كثيرًا من الجواري التركيات حيث نشرن فن التجميل وابتكار الأزياء في المجتمع الإسلامي، وساعدن على إظهاره والتأنق في الطعام واللباس.

ونتج عن كل هذه العوامل أن توحدت الأزياء بين بعض الأقاليم الإسلامية، فذكر أبو القاسم محمد إبراهيم الملقب بـ«الاصطخري» في كتابه «المسالك والممالك»، أن لباس أهل فارس والري بات يُشبه زي أهل العراق.

ويذكر الدهماني سالم الدهماني في دراسته «دراسات عن الزي الإسلامي في العصور الوسطى»، أن انتشار النفوذ الفارسي في الدولة العباسية بخاصة في عهدي هارون الرشيد (766- 809) والمأمون كان له أثر كبير في ظهور الأزياء الفارسية في البلاط العباسي.

وامتد هذا التأثير إلى الخليفة المعتصم العباسي، والذي كان أول من اتخذ الزي الفارسي زيًا رسميًا، وهو ما يتناسب مع اعتماده الكبير على العناصر غير العربية في جيشه.

وكان لباس الخليفة العباسي في المواكب عبارة عن القباء (رداء قصير واسع) الأسود والبنفسجي الذي يصل إلى الركبة وكان مفتوحًا عند الرقبة، فيظهر القفطان زاهيًا من تحته، وكانت أكمامه ضيقة، حتى جاء الخليفة المعتصم الذي أمر بأن تكون الأكمام فضفاضة.

ويروي الدهماني، أن الخليفة المتوكل على الله (837- 861) أوجد زيًا عُرف بـ«المتوكلية»، وهو نوع من «الملحم» أي القماش المبطن، وفضَّله عن كل زي، فيما أحدث الخليفة المستعين بالله (862- 866) الكمام الواسعة التي كانت تقوم مقام الجيوب، فيحتفظ فيها لابسها بكل ما يحتاج إليه من أقلام وكراريس وغيرها.

ويذكر العبيدي في كتابه، أن الخلفاء العباسيين أقبلوا على اقتناء اللباس حتى كثر عددها كثرة عظيمة، فأصبح لها موظف خاص يدعى «صاحب الكسوة»، تنحصر مهمته في إخراج وتسجيل كل ما يرد إلى بلاط الخلافة من الملابس. وكان اللباس يحفظ في خزانة خاصة يطلق عليها اسم «خزانة الخلع السلطانية».

عمائم الخلفاء

ورغم تنوع لباس هذا العصر، فإنها تميزت بلبس العمامة التي بقيت محتفظة بأهميتها، فاتخذ الناس لكل مناسبة عمامة خاصة بها. ومما يذكر عن الخليفة هارون الرشيد أنه كان يرتدي في المجالس العامة عمامة «خز» سوداء، أما في مجالس الطرب فكان العباسيون يرتدون عمامة مطرزة بالذهب. وكان العباسيون يولون العمامة العظيمة ذات الكورة (زيادة لف العمامة أو تكوير العمامة) أهمية كبيرة، فقد ذكر الجاحظ في كتابه «البيان والتبيين» أن الشاعر العماني الراجز دخل على الرشيد لينشده شعرًا وعليه قلنسوة طويلة فقال الرشيد عندما رآه «إياك أن تنشدني إلا وعليك عمامة عظيمة الكورة».

وأكثر الخلفاء من اقتناء العمائم، وتشير بعض الإحصائيات إلى كميات هائلة وجدت في خزائن الكسوة، فالقاضي الرشيد بن الزبير في كتابه «الذخائر والتحف»، يذكر «أن هارون الرشيد خلف بعد وفاته أربعة آلاف عمامة».

ولم يعنِ هذا أن المسلمين استعانوا بالعمامة وحدها، وإنما عرفوا مبكرًا استخدام القلنسوة، وقد أخذها العرب عن الفرس وشاع لبسها بين الطبقات كافة مثل الخلفاء، وكان لها أهمية كبيرة عندهم، ومما يدل على أهميتها أنها كانت لباس الخلافة، لذلك كان الخلفاء يتدخلون في أمر القلانس، فقد اتخذ الخليفة المنصور النوع الطوال منها وأمر بلبسها سنة 132هـ، وكانت أشبه ما تكون بالزي الرسمي للدولة حينها.

ومن لباس البدن الخارجي للرجال «الجبة» وهي تختلف عن «الطيلسان» في كونها ثوبًا مفضلًا ومخيطًا، وعلى الرغم من أن هذا النوع من اللباس خاص بالمسلمين فإن أهل الذمة شاركوا في لبسه.

وكان الخلفاء في العصر العباسي الأول يحتفظون بأعداد كبيرة من الجِباب لكي يهدوها في مناسباتهم المختلفة، فوجدت في خزائن هارون الرشيد بعد وفاته سنة 193هـ 4000 جبة وشي (حرير مثقل بالذهب).

كما ارتدى الخلفاء نوعًا من الأردية يطلق عليه «الخفتان»، وقد أكثر البعض منهم من اقتناء كميات كبيرة منه، كما ارتدوا نوعًا من الجلباب تسمى «الدراعة»، وهو لباس مهم حيث جعلوه من لباس الخلافة، وارتدوه في مناسبات مختلفة سواء كانت في ساعة جدهم أو في ساعة لهوهم.

نعال مرصعة بالجواهر

بعيدًا عن الخلفاء، تألف اللباس العادي للطبقة الراقية في العصر العباسي من سروال فضفاض وقميص ودراعة (جبة مشقوقة من الأمام) وسترة وقفطان وقباء وقلنسوة وعباءة أو جبة. وكان الأغنياء من الرجال والنساء يلبسون الجوارب المصنوعة من الحرير أو الصوف أو الجلد.

أما لباس المرأة، فتكون من ملاءة فضفاضة وقميص مشقوق عند الرقبة، عليه رداء قصير ضيق يلبس عادة عند البرد. وكانت المرأة عند خروجها ترتدي ملاءة طويلة تغطي جسمها، وتلف رأسها بمنديل يربط فوق الرقبة.

فيما اتخذت سيدات الطبقة الراقية أغطية للرأس مرصعة بالجواهر ومحلاة بسلسلة ذهبية مطعمة بالأحجار الكريمة. وزينت نساء الطبقة الوسطى رؤوسهن بتحلية مسطحة من الذهب، ولففن حولها عصابة مزينة باللؤلؤ والزمرد، ولبسن الخلاخيل في أرجلهن، والأساور في معاصمهن وأذانهن.

ويذكر العبيدي أن النساء ارتدين أيضًا نوعًا من لباس البدن الخارجي يدعى «البرنس»، حيث تطور في هذا العصر عما كان عليه في العصور السابقة، فقد كانت نساء الطبقة الراقية والموسرة يغطين رؤوسهن بالبرنس المُحلَّى بالجوهر وسلسلة مطعمة بالجوهر. ويقال إن أول من استحدث هذا علية بنت المهدي أخت هارون الرشيد.

وكان لزبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد أثر كبير في تطور الزي وإدخال تغييرات على ملابس السيدات في عصرها، إذ يرجع لها اتخاذ النعال المرصعة بالجواهر للسيدات.

أما القباء، فقد كان ذا أهمية في العصر العباسي، عندما اتُخذ زيًا رسميًا لرجال الدولة إلى جانب أزياء أخرى اتخذت معه، ولقد لبست الجواري الأقبية أيضًا إلى جانب الرجال. ومما يذكر أن أم جعفر قد اتخذت الجواري المقدودات الحسان وألبستهن الأقبية وسمتهن «الغلاميات».

أما لباس القدم، فاشتمل على الخفاف والجوارب والنعال، وبلغ من ترف البعض منهم أنهم كانوا يضيفون مواد ثمينة إلى الخفاف، وكانت زبيدة زوجة هارون الرشيد أول من اتخذت الخفاف المرصع بالجوهر وشمع العنبر. وقامت الخفاف مقام الجيوب في كثير من الأحيان، حيث كانت تحفظ بها السكاكين والمناديل.