يقع جيش الدفاع الإسرائيلي في قلب اهتمامات الكيان الإسرائيلي، وجرى توفير كل شيء له. كل الإمكانات المادية والمعنوية سُخرت له من قبل أي حكومة تتولى القيادة. وقد حرصت إسرائيل منذ البداية على تقسيم الجيش الإسرائيلي، ووضع نظام الفرق به والرُتب العسكرية بما يتشابه مع النظام الأوروبي، ويتمايز بشكل واضح عن النظم العربية في تقسيم الجيوش وتوزيع الرُتب.

القوام الأساسي لأي جيش هو القوات البرية، وكذلك الحال في الجيش الإسرائيلي. يُطلق عليهم زروع هيابشة، أو ذراع اليابسة. ينقسم ذراع اليابسة إلى 5 فيالق كبرى، ويضم كل فيلق عديدًا من الألوية الكُبرى. ثم ينقسم اللواء الواحد إلى عدد من الكتائب والوحدات. وكل تلك الأقسام تتبع قائدًا مباشرًا، الذي بدوره يتبع قائدًا من الجهة العُليا، وجميعهم يخضعون لوزارة الدفاع، ويمكن توجيه الأوامر من وزارة الدفاع مباشرة إلى أصغر وحدة عسكرية دون المرور بالقيادات الوسطى.

فيلق المشاة

بداخل القوات البرية الإسرائيلية يُعتبر فيلق المشاة من أبرز الفيالق، وأهمها. ويُعتبر هو المحظيّ بالعناية والاهتمام من الوزارة مباشرة، بسبب دوره في حسم أي معركة تريد إسرائيل من ورائها احتلال قطاع من الأراضي العربية.

ينقسم فيلق المشاة إلى 7 ألوية كُبرى، بات اسمها يتردد كثيرًا في الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة بعد عملية طوفان الأقصى.

يأتي في المرتبة الأولى لواء ناحال، وهو من ألوية النخبة الإسرائيلية، وشُكّل في خضم أحداث حرب لبنان عام 1982. ويعني بالعبرية شباب الطليعة المقاتلة.

ثم بعده لواء كفير، والمعروف إعلاميًا باسم اللواء 900. تأسس هذا اللواء عام 2005. ومنذ تلك اللحظة واللواء يُعتبر معنيًا بالضفة الغربية أكثر من أي جهة أخرى، فقد نفذ وحده تقريبًا معظم عمليات الاعتقال أو الاقتحام التي قامت بها إسرائيل فيها الضفة الغربية.

يضم لواء كفير عددًا من الكتائب كانت تُقدر بـ6 كتائب متميّزة. هي الكتيبة 90 نحشون، والكتيبة 92 شمشون، والكتيبة 93 هارون، والكتيبة 94 دوشيفات، والكتيبة 96 لافي، والكتيبة 97 نتزاح يهوا.  أما حاليًا فاللواء يتكون من 5 كتائب فحسب، فالكتيبة 96 لافي قد حُلت عام 2015.

أمّا اللواء الثالث، والأشهر في الأحداث الحالية، هو لواء جولاني. فقد كان هذا اللواء بمثابة رأس الحربة التي ترمي بها إسرائيل أعدائها. فكان هو المساهم الأبرز في العدوان الثلاثي على مصر. وهو اللواء الذي احتل شبه جزيرة سيناء. وكان كذلك هو المتواجد في الجولان السوري والضفة الغربية عام 1967. ولأهمية هذا اللواء تضع إسرائيل فيه غالبية طلاب وأبناء الطوائف المتديّنة، والمؤمنة بأحقية إسرائيل في فلسطين، وبأن قتل الفلسطيني من القربات للإله.

يقع مقر هذا اللواء في منطقة الجليل، وتأسس تقريبًا ليوجد فيها لهذا اشتُق منها اسمه. ويُقال إن اسمه مُشتق من أن ديفيد بن جوريون حين أسسه عام 1948 أطلق عليه اللواء رقم 1، وأراده أن يكون دائمًا أعظم ألوية القوات الإسرائيلية.

اللواء الرابع هو لواء بيسلماخ، أو اللواء 828. ويتكون من 3 كتائب عاملة الكتيبة 17، والكتيبة 906، والكتيبة 450.  ولا يتردد اسمه كثيرًا في المعارك البرية، لأن دوره غير فعال في القتال المباشر. بل يقتصر دوره في غالب الأوقات على تدريب الأفراد للقتال قبل الالتحاق بكتائب أو ألوية أخرى. لكن بالطبع يكون على أهبة الاستعداد للاشتراك في القتال في حالات الطوارئ الشديدة، والحروب التي تعجز عنها باقي الألوية.وقد كان هو اللواء المسئول في بداية الأمر عن ضبط الحدود مع قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2005.

اللواء الخامس هو ما يبرز كثيرًا في المعارك، لواء جيفعاتي. وهو من الألوية المبكرة التي شكلّتها إسرائيل منذ قيامها عام 1947. لكن جرى حله رسميًا عام 1956. ثم عادت إسرائيل لتشكيله عام 1983. ثم في عام 1999 صار تابعًا للقيادة العسكرية للمنطقة الجنوبية. يضم هذا اللواء 10 كتائب وسرايا، أبرزها كتيبة تسابار، وتعني المتشددين، وسرية ديكلا.

يتميز لواء جيفعاتي بأسمائه العديدة. فمثلًا قد يُشار له باللواء 84، لأن هذا رقمه داخل الجيش. ويُطلق عليه آخرون اللواء الأرجواني، أو البنفسجي، بسبب لون قبعاته البنفسجية. وأحيان أخرى يُوصف باللواء الثعلب، بسبب وجود ثعلب في شعاره.

اللواء السادس هو لواء عوز، ويُعرف باسم اللواء 89. تأسس عام 2015. كان تأسيسه برعاية وتخطيط من غادي آيزنكوت، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك. جاء تأسيسه لسد فجوات رآها آيزنكوت في حرب لبنان الثانية، وفي حرب غزة عام 2014. جاء تأسيسه ليعمل كقوة خاصة، شبيه بقوات الكوماندوز الأمريكية. ويربط كثير من المحللين العسكريين بينه وبين فوج الصاعقة 75 في الجيش الأمريكي.

هذا اللواء يتكون من 3 وحدات كبرى، وحدة ماجلان المعروفة برقم 212، التي تُركز عملها بشكل ملحوظ على الاستطلاع الإلكتروني بالطائرات والآليات المسيّرة. ويلتحق نصف قوتها بها قادمين من لواء المظليين، والنصف الآخر من الذين لم يُقبلوا في هيئة الأركان العامة.

 ووحدة دوفديفان (الكرز) المعروقة برقم 217، ومن المفترض أنها تعمل بشكل مستمر لمنع أي نشاط تقوم به المقاومة الفلسطينية في مختلف المناطق، ومشهورة بأنها واحدة من أنشط فرق الجيش الإسرائيلي.

 والوحدة الثالثة هي وحدة إيجوز صاحبة الرقم 621.

أما اللواء السابع، فهو لواء المظليين، والمعروف رسميًا باسم اللواء رقم 35. وبالطبع يُعتبر من أبرز الألوية داخل الجيش الإسرائيلي، وجرى تشكيله عام 1955. يُعرف هذا اللواء بتدريبات أفراده الشاقة وشديدة القسوة، التي تجمع بين اللياقة البدنية العالية والقدرات القتالية المرتفعة. كما أنه، من المفترض، أن يكون المعني بحرب المدن أو الشوارع. شعاره هو الأفعى.

فيلق المدرعات

كشفت لنا حرب غزة الحالية أن فيلق المدرعات هو السلاح الرئيسي، الذي يوجود على الخطوط الأمامية للقتال. ويقوم بتوفير المساحة الآمنة كي يدخلها المشاة من بعده. لهذا يمتاز سلاح المدرعات بعديد من سرايا الاستطلاع لاستكشاف المناطق المطلوبة، لكن جنود الاستطلاع لا يعرفون أي شيء عن الأسلحة، ولا يستطيعون تشغيل دبابة إذا اضطروا لذلك.

ينقسم فيلق المدرعات إلى 4 ألوية أساسية:

لواء باراك المدرع، والمعروف إعلاميًا بلواء البرق أو اللواء مُدرع رقم 188. وبعده اللواء السابع المُدرع، والمعروف باسم سار لي جولان، أو عاصفة الجولان. ورغم أنه اسمه السابع، فإنه حقيقة اللواء الأول في إسرائيل، ويُعتبر اللواء الوحيد الذي شارك في كافة الحروب التي دخلتها إسرائيل.

أما اللواء المدرع التالي فهو لواء 401، المعروف باسم لواء مسارات الحديد، أو إكفوت ها بارزيل. كان هدف هذا اللواء وقت تشكيله عام 1968 الدخول لاحتلال قناة السويس المصرية. لكن هُزم في حرب أكتوبر/ تشيرين الأول عام 1973. ثم تلقى الصفعة التالية من الجيش السوري في لبنان عام 1982، في معركة السلطان يعقوب. ويُقال إنها حاليًا توقفت عن المهام القتالية، وأصبحت سرية استطلاع متقدمة.

أما اللواء المُدرع المسئول عن تدريب باقي الألوية الثلاثة فهو لواء 460، أو لواء أبناء النور، بني أور.

فيلق المشاة وفيلق المدرعات هما من أبرز الفيالق الخمسة للقوات الإسرائيلية البرية. لكن الفيالق الثلاثة الباقية هي الأخرى لها أهمية بارزة في القتال البري، حتى لو لم تكن تقوم بالالتحام الجسدي المباشر في المعارك.

مثل الفيلق الثالث وهو فيلق الهندسة القتالية، فهو الفيلق الذي يتولى العمل داخل خطوط العدو مباشرة. فهو القادر على زراعة الألغام أو الفخاخ المتفجرة. كذلك يُعتبر المسئول عن تحطيم الحواجز التي تعيق تقدم القوات البرية، وبناء التحصينات التي تمنع العدو من التقدم أو اقتحام مناطق تريد إسرائيل تأمينها.

أما الفيلق الرابع، فهو فيلق الاستخبارات الميدانية، ويقوم بجمع وتحليل المعلومات التي يحصل عليها الجنود من الميدان. وتحديد أماكن للتحرك، أو النصح بالابتعاد عن أماكن معينة، أو ينصح باستخدام تقنيّات عسكرية محددة.

الفيلق الخامس هو الفيلق الذي يوفر غطاءً لعمليات الهندسة والاستخبارات والقتال الميداني، فيلق المدفعية. تقوم المدفعية على اختلاف مستويات ومدى نيرانها بتوفير غطاء للجنود للانسحاب أو للتقدم. كما تُستخدم نيرانها لدّك تمركزات محتملة، أو مؤكدة، للعدو.

يملك فيلق المدفعية وحدات بارزة. من أبرزها وحدة عوريف، الغراب. وهي وحدة تجمع فيها عملها بين نشاطات كتائب عدة. فهي تعمل في آخر خطوط  مكشوفة للعدو، وتقوم بضرب أي آليات مدرعة وأهداف محصنة. وتستخدم في عملها أنظمة صاروخية مختلفة، ومضادات درورع.

كذلك من أبرز وحدات المدفعية الإسرائيلة وحدة ميتار أو الوتر. وتُعرف بأنها أكثر مشاريع الجيش الإسرائيلي تكلفة، وأنها استثماره المستقبلي. ويتوزع جنودها بين جنود السرايا والفصائل المختلفة لإسنادهم عبر ما لديهم من خبرات ميداينة مختلفة، وخبرة في الآليات المتعددة.

كل تلك الفيالق يعمل فيها إجمالًا 140 ألف جندي عامل، بجانب قوات الاحتياط الضخمة. ويمتلكون قرابة 1650 دبابة من طراز ميركافا. و7500 مدرعة قتالية. كذلك يمتلك سلاح المدفعية قرابة 650 مدفعًا ذاتي الحركة، بجانب 300 مدفع ميداني.