11 / 9 / 2011م وفي تمام الساعة 8:45 صباحا بتوقيت نيويورك ، استيقظ العالم على هذا المشهد المحفور في الذاكرة العالمية لا لكبر حجمه فقط بل لكبر حجم الآثار والنتائج التي ترتبت عليه ، إنه مشهد ارتطام طائرة نقل مدني تجارية مخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي ، وبعدها بدقائق في حوالي الساعة 9:03 ، اصطدمت طائرة أخرى بالبرج الجنوبي. وبعد ما يزيد على نصف الساعة ، اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاغون ، والطائرة الرابعة كان من المفترض أن تصطدم بهدف رابع ، لكنها تحطمت قبل الوصول للهدف.

حدثت تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث ، والتي بدأت مع إعلانها الحرب على الإرهاب ، وأدت هذه التغييرات لحرب على أفغانستان ومحاولة لإسقاط نظام حكم طالبان ، والحرب على العراق ، وإسقاط نظام صدام حسين هناك أيضا.

وتعددت التفسيرات والتحليلات لهذا الحدث ، وانقسم التاريخ ( بل والجعرافيا ) إلى عصر ما قبل 11 سبتمبر وعصر ما بعد 11 سبتمبر ، وتم تقسيم العالم إلى حلفاء لأمريكا ومناصرين لها في حروبها أو إرهابيين ، وأعلن جورج بوش الإبن كلمته للعالم بأسره قائلا: “إننا نحارب تحت راية الصليب” ، وثارت الأسئلة في أذهان البعض عن هذا المصطلح الرنان ” الإرهاب ” ما معناه؟ وما أنواعه ؟ وما أهدافه؟ ومن قادته؟ وما تاريخه؟أما السؤال الأول الباحث عن معنى الإرهاب فقد حاولنا الإجابة عنه في مقالنا السابق بعنوان : الإرهاب الذي لا نعرفه ، ونتسائل الآن عن أهداف من يقوم بعملية التخويف وإثارة الرعب في نفوس الناس فنجدها تتنوع وتنقسم إلى أهداف سياسية وأخرى مالية وثالثة فكرية أو دينية .


الإرهاب السياسي

نبدأ بالنوع الأول وهو الإرهاب لأهداف سياسية فأوضح نموذج له هو ما يسمى بإرهاب الدولة ويقصد به : ” استخدام الدولة لدرجة كثيفة وعالية من العنف ضد المدنيين لإضعاف أو تدمير إرادتهم في المقاومة أو الرفض ” ، ويعرفه البعض بأنه : “استعمال الدولة لوسائل العنف بانتظام لإثارة الرعب من أجل تحقيق أهداف سياسية ” ، وهذه الأهداف قد تكون الاحتفاظ بالسلطة أو قمع المعارضة ، فالإرهاب يساعد الدولة على تحقيق بعض الأهداف التي تعجز الطرق السلمية عن تحقيقها، وإرهاب الدولة يسمى أيضا إرهاب المؤسسة أو الإرهاب السلطوي أو المؤسسي نظرا لأنه يحافظ على السلطة والمؤسسات القائمة في ظلها . وهذا الإرهاب تمارسه دول العالم كافة دون استثناء ، وضمن المجتمع الواحد ، والدولة الواحدة ، وبين الدول أيضا منذ القدم وحتى الآن ، ويأتي ضمن هذا النوع من الإرهاب ما فعله المتحلون الأوروبيون بالهنود الحمر عندما نزلوا – أي الأوروبيين – بالقارة الأمريكية ، ويدخل في هذا أيضا أغلب الحروب والصراعات التي يكون الهدف منها بسط النفوذ وتوسيع قاعدة الحكم . ويأتي ضمن إطار الإرهاب السياسي أيضا ما يعرف بالإرهاب الثوري ، وهو الإرهاب الذي يهدف إلى إحداث تغيير شامل وكامل في التركيبة السياسية والاجماعية للنظام القائم ، وقد يكون في إطار حركة عالمية أو في إطار داخلي ، ومنه كذلك الإرهاب شبه الثوري ، وهو الذي يهدف بدورة إلى إحداث بعض التغيرات.

البنائية والوظيفية في نظام سياسي معين ، وقد يصبح جزءا من برنامج أكثر اتساعا للتغيير السياسي ، ومن أنواع الإرهاب الذي له أهداف سياسية أيضا ما يسمى بالإرهاب العدمي ، ويستهدف القضاء على النظام القائم دون وجود تصور لنظام بديل، فهو لايستهدف التغيير فقط بل التدمير الشامل اعتمادا على ما قد ينتجه المجتمع لاحقا من أشكال جديدة ، وكانت هذه هي التوجهات السائدة في الثورة الفرنسية وغيرها .

وما زلنا نتحدث عن الإرهاب بمعناه اللغوي وهو التخويف وزرع الرهبة في نفوس العدو – أيا كان من هو هذا العدو – وعلى ذلك فتكون كافة الحروب عبر التاريخ نوع من أنواع الإرهاب يحاول كل طرف أن يرهب الآخرين كوسيلة من أهم وسائل انتصاره عليهم فإن الهزيمة النفسية أشد وقعا على النفوس من الهزيمة المادية ، وما الهزيمة في الحقيقة إلا انكسار إرادة جيش ما ، فقد يُقتل من أحد الطرفين أضعاف أضعاف ما قتل من الناحية الأخرى ثم لا تنكسر إرادة هؤلاء الذين وقع فيهم القتل فهم بذلك منتصرون على الحقيقة ولو بعد حين . والإرهاب بهذا المعنى – إثارة الخوف في النفوس – يحتمل معاني الخير أو الشر حسب المعيار الذي نحكم به على الأشياء كما سنذكر لاحقا . وعلى هذا فجميع حروبنا كنا فيها إرهابيين وكان عدونا كذلك ، هذا من الناحية اللغوية ، أما من الناحية الاصطلاحية فالتعريفات مضطربة كما رأينا ، وكل يحاول التعريف من وجهة نظره وحسب منطقه ومعاييره وأفكاره ، فما يراه قوم إرهابا يراه غيرهم نضالا وجهادا وتضحية وبذلا مباركا في سبيل الحرية . ويحاول البعض التفرقة بين الحرب التقليدية والإرهاب بأن الحرب التقليدية فيها أعداء معروفون وهم أنداد لبعضهم البعض بخلاف الإرهاب فهو أسلوب يستخدمه الضعيف للضغط على القوي باستخدام وسائل مشروعة وغير مشروعة وبذلك فهناك إرهاب قانوني وآخر ليس كذلك ، وغير القانوني يتضمن أمرين رئيسين باختصار وهما 1- الإرهاب الذي تقوم به المجموعات والجماعات الخارجة عن سلطة الدولة 2- الإرهاب الذي يتم توجيهه إلى المدنيين ( أي غير المشاركين في العمل العسكري ) وسنعود إلى بسط الكلام في هذا لاحقا .


الإرهاب الاقتصادي

نكمل حديثنا حول أنواع الإرهاب فنجد أن من أخطر أنواعه هو الإرهاب الاقتصادي ويُقصد به : ” إثارة المشكلات الاقتصادية وتضخيمها وتوسيع أثرها من أجل الضغط على أحد الأطراف لتقديم بعض التنازلات أو اتخاذ بعض المواقف التي لم تكن ترغب في اتخاذها “

وقد تعددت أشكل الإرهاب الاقتصادي الدولي في ظل العولمة ، وأخذ هذا الإرهاب شكل الوسائل الاقتصادية القسرية في العلاقات الاقتصادية الدولية فالتفرد في القرار الاقتصادي الكوني هو نوع من الإرهاب الاقتصادي في الاقتصاد العالمي ، وكذلك الهيمنة على صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وفرض البرامج المسماة ببرامج الإصلاح والتصحيح الاقتصادي وما تتضمنه هذه البرامج من نماذج التحررية الاقتصادية ذات الأبعاد الأيديولوجية ، بالإضافة إلى الهيمنة على التجارة الدولية والنظام التجاري العالمي الجديد من خلال منظمة التجارة العالمية والشركات متعددة الجنسية ، ويصل تأثير هذا الإرهاب إلى كل مواطن متمثلا في الارتفاع المشط لكافة أنواع المواد الاستهلاكية الأساسية وطال جملة من المواد الأخرى مثل الأدوية والحليب واللحوم والمشروبات الغازية ومواد النظافة واللباس والأحذية وغيرها من متطلبات الحياة التي لا يمكن لأي فئة اجتماعية الاستغناء عنها مهما كان مستوى دخلها الشهري ومهما كانت إمكانياتها المادية ، ويذكر الدكتور زيد بن محمد الرماني في كتابه ” الإرهاب الاقتصادي أشكاله و آثاره ” أن هناك تسعة مظاهر للإرهاب الاقتصادي هي : ( العولمة و الجريمة والديون و العسكرة و الاستعمار والجاسوسية و الاقتصاد الخفي وغسيل الأموال و الشركات دولية النشاط ) وعندما نتحدث عن تجمع 80% من رأس المال العالمي بيد 20% من سكان العالم بينما يعيش 80% من سكان الدنيا على 20% من الموارد فنحن أمام سوء توزيع خطير يؤدي إلى وجود ضغط وعنف وإرهاب اقتصادي يساعد على تكوين مناخ يسمح ويشجع ويؤدي إلى ظهور الإرهاب السياسي والعسكري ، إن إغراق أسواق العالم الثالث بالسلع الاستهلاكية ورفع أسعار السلع الوسيطة بهدف رفع تكلفة الإنتاج في الدول النامية وإغلاق أسواق الدول الصناعية أمام منتجات العالم الثالث وتشغيل العمالة الرخيصة في الشركات الكبرى التي لها مقرات في العالم الثالث وغسيل الأموال القذرة في بنوك العالم الثالث ومن ثم معاقبتها كي تذهب الأموال بعد غسلها إلى بنوك الدول الصناعية وزرع الفتن كي لا يستقر الاقتصاد وكي يُضمن تدفق رؤوس الأموال إلى السوق الأوروبية والأمريكية ومن الأمثلة على ذلك السودان والعراق والهند وباكستان وسوريا وتركيا وجمهوريات آسيا الوسطى وأفغانستان والجزائر وغيرها .

كل هذا بالإضافة إلى تجميد أصول أموال بعض دول العالم الثالث ومنع سحبها والاستخدام غير الأخلاقي لبعض آليات الاقتصاد مثل اشتراط شراء السلاح لدول العالم الثالث التي تحتاج الى منح ومساعدات وقروض ، مع التحكم في أسعار المواد الغذائية ذات الأهمية الكبرى للإنسان كالقمح الذي استخدم في حروب كانت نتائجها مدمرة كل هذه الصور والأشكال من الإرهاب الاقتصادي الذي يحكم العالم اليوم تحت مسميات الاقتصاد العالمي ، والسوق الكونية المشتركة وبإشراف من منظمة التجارة العالمية(W.T.O) التي لم تراع قط مصالح دول العالم الثالث وتحاول إجبار دول هذه الدول ذات الاقتصاديات المتخلفة أو الناشئة الصغيرة على أن تقبل بالشروط الظالمة كي تصبح عضواً في المنظمة وتدخل في فلك الدول الصناعية.

إن العولمة الاقتصادية هي وليدة فكر اقتصادي استراتيجي غربي يريد أن يحكم العالم بشركاته متعددة الجنسيات التي تسيطر على 80% من تجارة السلع الدولية، وايراداتها تبلغ أكثر من 11.50 تريليون دولار تمثّل 194% من الناتـج المحلي الاجمالي لدول العالم الثالث و149% من الناتـج الاجمالي للولايات المتحدة.

كل هذا يتم برعاية صندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يعملان على العكس من أهدافهما المعلنة الأولى وتحولا إلى ذراعين قويتين لدول الإرهاب الاقتصادي ، وبسبب الآليات والسياسات التي يضعانها بإيعاز من دول الإرهاب الاقتصادي فإنهما قد ساهما في تخريب مشاريع التنمية والإصلاح الاقتصادي في دول العالم الثالث ، ولعل من الأمثلة الواضحة على ذلك النتائج التي تنتهي إليها الاقتصاديات التي تخضع لهما كما في الاقتصاد الأرجنتيني مثلا فالجزء الاكبر من قروض صندوق النقد الدولي لا يبرح خزائنه، حيث يتحوّل إلى سداد القروض والفوائد المترتبة عليها.

وهذا الإرهاب يهدف إلى أن يتمكّن الاستعمار الغربي من أن يبسط سلطانه على بلاد العالم عامة وعلى الدول الإسلامية خاصة ، وأن يفرض نظامه الاقتصادي مع فلسفته الرأسمالية ونظرياته الاقتصادية الفردية والجماعية، حتى لم تعد أبواب الرزق تفتح إلا لمن يختار مبادئ هذا النظام الاقتصادي ، فأكل المسلمون في معظمهم السحت إلا من رحم ربك ، ثم محا الاستعمار من أذهان المسلمين ما كان من تمييز بين الحلال والحرام ، فقد وجّه الاستعمار عبر سلاحه الاقتصادي موارد البلاد الإسلامية إلى مصالحه الخاصة . فشجّع رؤوس الأموال الأجنبية على غزو البلاد واستثمار خيراتها . وأصبحت معظم الشركات أجنبية تدار لمصالح استعمارية ، وأقام المؤسسات الاقتصادية والبنوك لتوظيف ذهب الغرب الذي طفت به خزائن بنوكه في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ، وفتح الغرب الرأسمالي الأسواق لمصنوعاته ومنتجاته وخصوصاً الاستهلاكية والترفيهية والكمالية ، فأصبح لدى أفراد العالم الإسلامي ولعٌ خاص بالاستهلاك التفاخري ، ولهم جرأة عجيبة على الإنفاق الاستهلاكي والتطرف فيه ، ثم عمد الاستعمار إلى إقراض الحكومات للسيطرة عليها وتكبيلها بالنفوذ الغربي وإيقاعها في الديون وأقساطها للاستيلاء على أملاكها ، بالإضافة إلى احتكاره للتجارة الخارجية لبلاد العالم الثالث ، بالإضافة إلى محاربة الصناعة الوطنية في أغلب بلاد العالم ليضمن استمرار تبعية هذه البلاد له اقتصادياً ، كما تتبعه عسكرياً وسياسياً ، وليضمن تصريف منتجات مصانعه فيها .

كل هذا وأكثر يدخل في عداد الإرهاب الاقتصادي فهو عنف اقتصادي يقصد به الضغط على أحد الأطراف لتقديم بعض التنازلات أو اتخاذ بعض المواقف التي لم تكن ترغب في اتخاذها .


الإرهاب الفكري والديني

ويعني محاولة الدفاع عن بعض الأفكار أو التوجهات الدينية وغيرها من خلال تنفيذ بعض الأعمال تجاه من يتم اعتبارهم أعداء على سبيل العقوبة لهم لموقف اتخذوه أو دفعا لهم لاتخاذ مواقف مختلفة عما هم فيه سلبا أو إيجابا تجاه أحد الأطراف ، وهذا النوع من الإرهاب ليس مرتبطا بدين أو بفكرة بعينها بل نجد له مظاهر وتجليات في أغلب الأديان والأفكار السائدة عالميا ، فإذا أردنا الحديث عن الإرهاب اليهودي فحدث ولا حرج ، بداية من الاعتقاد بأن اليهود هم شعب الله المختار وأنهم فقط كاملوا الإنسانية والأهلية وسواهم من ” الأممين ” لا يدانوهم في هذه الرتبة وبالتالي تحل دمائهم ويجوز قتلهم وتعذيبهم وإيقاع كافة أشكال الإيذاء البدني والنفسي والاجتماعي بهم ، ويستند الصهاينة فيما يقومون به من أعمال إرهابية ضد الغرباء (الغوييم) ، أي غير اليهود إلى الأساطير التلمودية ، حيث جاء في كتاب (التلمود) العديد من المواقف التي تبرر لهم ذلك وأهمها ، كما وردت فيه :

– ” كتب على شعوب الأرض أن لحومكم من لحوم الحمير وزرعكم من زرع الحيوانات ولهذا السبب فالمباركون أولاد الحق هم اليهود، وأرومتهم التي تضمخت على جبل سيناء تبعد عنهم كل قذارة “

– إذا وقع وثني في حفرة فاسددها عليه بحجر كبير. وقال النسر بن ميمون: محرم عليك أن تأخذك الشفقة على وثني ، بل عندما تراه قد تدهور في نهر أو زلت قدمه فكاد أن يموت، أجهز عليه ولا تخلصه.

– ” أقتل الجاحد بيدك إذا استطعت ، ومن سفك دم الكفار بيده يقدم قرباناً مرضياً لله ، قال الراهب عازار : هذا يعني يسوع وأتباعه ، ويقول الراهب يوشافاط : هذا يعني كل الأجناس أيضاً بغير استثناء وإن الوصية القائلة ( لا تقتل ) معناها : لا يجوز أن تقتل إسرائيلياً (أي: من بني إسرائيل) ، وقال بن ميمون: إن من ينكر التعليم اليهودي وخصوصاً النصارى تتحتم إبادتهم عن بكرة أبيهم وإهراق دمهم يكون دائماً من الأعمال المحمودة، وإذا كان التنكيل بهم غير مستطاع، فالوشاية بهم واجبة . قال العالم بفافركن: (إن ممتلكات النصراني بالنظر إلى اليهودي هي ممتلكات لا مالك لها مثل رمال البحار، وأول يهودي يستولي عليها عنوة يكون مالكها الأصلي . وقد امتد الإرهاب الصهيوني المستند على الفهم الانتقائي والسياسي لتعاليم التلمود والمصاغة سياسياً بمبادئ (الدولة العبرية) عبر مصادرة الأراضي وهدم القرى واقتلاع الأشجار ، وسن القوانين العنصرية وعمليات الاغتيالات والتصفيات الممارسة تجاه الآخرين ، فإرهاب الدولة الصهيونية له مرجعية فكرية تلمودية وصهيونية عنصرية متأصلة ومتوارثة من جيل لجيل ، وقد آمن قادة الكيان الصهيوني من متدينيين وسياسيين باعتماد سياسات إرهابية دائماً ومارسوها عملياً ، ولم ولن يتوقفوا عنها مستقبلاً .

وقد تعددت أشكال الإرهاب اليهودي بداية من سوء أدبهم في خطاب نبي الله موسى عليه السلام، وقولهم : أرنا الله جهره ، مرورا بقتلهم الأنبياء بغير حق ، وتكذيبهم وغدرهم ونقضهم العهود والمواثيق التي أبرموها مع نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم ، وصولا إلى تأسيس هذا الكيان الغاصب المسمى بإسرائيل وما صاحب التأسيس واستمر إلى هذه اللحظة من قتل وسفك دماء وترويع وإرهاب أسود بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.

إن للإرهاب الديني واللاديني تاريخ طويل تتصل حلقاته ببعضها البعض وإن تعددت أشكالها لكنها تصدر عن فكرة واحدة هي التعصب والتطرف والغلو في التفكير وهذا من الأنماط البشرية التي لا تخلو منها أمة من الأمم وهذا ما سنتحدث عنه في مقالنا المقبل إن شاء الله تعالى بعنوان : قصة التطرف والإرهاب عبر التاريخ.