طوفان الأقصى مستمر في جرف من يقف في طريقه. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي ليل السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري مقتل قائد لواء ناحال في القوات الإسرائيلية. القائد هو المقدم يوناتان شتاينبرغ. البيان الإسرائيلي يقول إن يوناتان كان في طريقه لمنطقة الاشتباكات بعد أن علم بما قامت به المقاومة الفلسطينية، لكنه قُتل قبل الوصول للموقع.

يوناتان، 42 عامًا، التحق بجيش الدفاع الإسرائيلي منذ 23 عامًا. وكان أول تعيينه في الكتيبة رقم 931 ضمن لواء ناحال أيضَا. أنهى فترة تدريبه الأساسي تلقى عددًا من الدورات التدريبية كي يتمكن من الانخراط في سلسلة القيادة بدلًا من البقاء جنديًا. بالتالي حين عاد للكتيبة نفسها بعد هذه الدورات أصبح قائدًا للفصيل، وكان من الأسماء البارزة التي شاركت في عملية قمع الانتفاضة الثانية.

بعد عام 2011 أصبح قائد سرية في الكتيبة 931. ثم في عام 2012 جمع إلى المنصب السابق منصب نائب قائد الكتيبة. ثم ترقى ليصبح مساعد قائد اللواء بالكامل. كان ذلك في الفترة ما بين 2012 و2013. لكنه بعد ذلك قفز قفزة كبيرةً بتحوّله ليصبح السكرتير العسكري لرئيس الأركان.

في عام 2019 جرى تعيينه قائدًا للواء بنيامين في الجيش. شغل المنصب لمدة 3 سنوات، حيث تم تعيينه قائدًا رئيسيًا للعلميات التكتيكية. كان التعيين في عام 2022، واستمر في هذا المنصب حتى مايو/ آيار 2023. ففي الشهر المذكور جرى تعيينه قائدًا للواء ناحال، رقم 933.

اختياره لتولي لواء ناحال يعكس ثقة كبيرة من القيادة الإسرائيلية فيه. فلواء ناحال واحد من أبرز الألوية التي تُعرف بألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي. فاللواء يجمع بين المهام القتالية بجانب تأسيس مستوطنات يهودية زراعية. لكنه حين تأسس في البداية عام 1948، كان هدفه هو ضمان أمان المستوطنات، لهذا لم يتردد اللواء على مدار تاريخه من ارتكاب أي جريمة في سبيل هذه المهمة.

لذا نجد في شعاره السيف، كناية عن القتال، والمحراث، كناية عن دوره في زراعة المستوطنات وحمايتها. لكن في عام 1982 أعيد ترتيب البناء الهيكلي لهذا اللواء. فبات يشمل العديد من الكتائب والوحدات. فصار قادرًا على الانتشار في أكثر من جهة، وتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة من دون أن يكون لها علاقة قريبة أو بعيدة بأمن المستوطنات أو البيئة الزراعية لها.

لهذا تضمن البرنامج التدريبي للالتحاق به برنامج كوماندوز كامل على مدار 14 شهرًا، يمارس فيها الجندي تدريبات المشاة المتقدمة. وتقنيات مكافحة الإرهاب، والهبوط بالمظلات، ومهام الاستطلاع والتجسس. كذلك يتدريب الجنود على تشغيل الصواريخ المضاد للدبابات، والتعامل مع الألغام والمتفجرات. ويتدربون أيضًا على الملاحة البحرية إذا لزم الأمر.

يرتدون زيًا مميزًا لتفريقهم عن باقي جيش الدفاع، عبارة عن قبعة لونها أخضر زاهٍ، وحذاء أحمر في بعض الأحيان. كنايةَ عن اشتغالهم بالزراعة والقتال في نفس الوقت. لكن لاحقًا جرى تعديل الزي ومنعهم من ارتداء ما يميزهم عن باقي الجنود، لكن لم يزل بعض الجنود والقادة مُصرين على ارتداء زيهم التقليدي.

لكن يبدو أن الزي المميز والتدريب العالي لم ينفع وحدة النخبة، كما لم ينفع باقي الجيش الإسرائيلي حتى الآن، وغرقوا جميعًا في طوفان الأقصى.